في مضارب المرشحين و مقارهم -In The Candidates' Headquarters

النائب الأسبق في البرلمان المهندس رعد البكري متحدثا لحركة إبداع و لمؤسسة أبو محجوب للإنتاج الإبداعي 

مرشح الدائرة الثالثة في عمان لانتخابات مجلس النواب السابع عشر المهندس رعد البكري 


جولة أولى في مضارب المرشحين و مقارهم
7-1-2013 الإثنين

رن هاتفي النقال أثناء حديثي مع الرفاق الشباب والرفيقات الصبايا في "بيت بلدنا" وكان الصديق محمد عطية على الخط يستمزجني بجولة على بعض المقار الانتخابية للمرشحين الذين كنت مستاءا من غالبيتهم كونهم أغفلوا أهم قطاع في الأردن الذي يتشكل منه مستقبل أي وطن وأي بلد وهو التربية والتعليم و الثقافة وأسئلة الهوية الوطنية التي تشكل بمجملها استراتيجية الوطن بكل مكوناته في عصر العولمة. ومن دفء "بيت بلدنا" إلى صقيع الشوارع في عمان الغربية كانت جولتنا بسيارة الصديق عطية. المقر الأول لقائمة "وطن" وأعداد شحيحة من المرتادين للمقر بسبب البرد رغم دفء المكان والخيمة العملاقة ، قهوة الضيافة و من ثم الشاي وندرة في تواجد أعضاء القائمة المرشحين. الحصان المفتقد هوالرمز الانتخابي و شعار انتخابي يرجع تاريخه لحزيران 2009 هو ما يشاهد في صدارة الخيمة لرسام زميل كل ما أضافه له شمس بازغة من المفرق و تضيء جنوب الشقيقة سورية لرجل يحتضن فلسطين التاريخية من جهة غزة مسندا رأسه على البحر الميت . انتهى المشهد وغادرنا لمقر أحد المرشحين ... وأيضا قلة من الرواد بعدد أصابع اليد و تلفاز و أغاني الاذاعة الأردنية الرسمية ..وهنا همست بسخرية في أذن صديقي محمد عطية : الأغاني توحي أنه ليس مرشحا عن الشعب لينوب عنه هذا الحوت و قهوة سريعة متبوعة بسرعة أيضا بالشاي دون لياقة تذكر بترك مسافة ما بين القهوة والشاي وكأننا جئنا لشرب الاثنتين معا أو خلطهما . غادرنا فورا و كدت أضيق ذرعا بوقتنا المهدور من أول جولة قبل ساعات من وعود الأرصاد الجوية بالمطر والثلج و الرعد و البرق لليوم التالي إلى أن توقف مدير مؤسسة أبو محجوب على الدوار الثالث بمواجهة شعار لافت ومقتضب " بدنا حقنا "  ومن خبرتي في لغة القصة والسرد أدركت أن المهندس رعد – أيضا – البكري لغته حقيقية و جادة " بدنا حقنا " هكذا و باختصار " بدنا حقنا " بالطول بالعرض " بدنا حقنا " بالمليح بالعاطل ، بالناعم بالخشن " بدنا حقنا " ..سألني أبو فارس : شو رأيك ؟ نمر عليه ؟ فاستغربت لعدم وجود خيمة لا صغيرة ولا عملاقة على الدوار فأين ننزل ؟ تساءلت ، فإذا بمكتب المرشح عن الدائرة الثالثة ليس أكثر من مكتب في شقة متواضعة بسيطة في الدور الرابع . استقبلتنا السيدة بشرى ببشاشة وبابتسامة ربات البيوت معرفة بنفسها أنها مؤازرة للنائب الأسبق (1997-2001) و رئيس جمعية بيت عمان الذي عمل مديرا لعدة دوائر في أمانة عمان الكبرى (1981-1997) المهندس المعماري رعد البكري . طالعت البروشور الانتخابي فإذا به في غاية البساطة أيضا عن الحق في كشف الحقيقة والوصول للمعلومة و عن العدالة والمساواة والعيش الكريم والتعليم والرعاية الصحية والأمن الوظيفي ومحاربة الفساد والمفسدين و حرية الرأي والتعبير والسكن الآمن والعمل في بيئة نظيفة والأهم حماية الوطن والفن والإبداع والحق في الهوية. جيء لنا بالشاي الأخضر فتذكرت أول كأس منه في الجزائر 1987 .الشاي الأخضر والخط الأحمر (القيادة الهاشمية والوحدة الوطنية والأمن والأمان) التي بين أيدينا و بحضور المهندس رعد البكري كانت مدار حديثنا . وخلال حديثه بدأت بقراءة الرجل و شخصيته وأفكاره كما لو أنني أختبر شخصية من شخصيات رواية أو مسرحية على وشك أن تظهر للناس فتذكرت الفنان الصديق والمناضل محمد البكري و الكنافة النابلسية و نابلس وجنين وحيفا ومقالة ثوماس فريدمان اللافتة نهاية آذار 2012 عن الخطأ الفادح الذي ارتكبته الولايات المتحدة بدعم العسكر في أفغانستان و باكستان ومصر وغيرها من البلدان في الوقت الذي كان يتوجب عليها دعم التعليم و تحديثه . وتحدث المرشح البكري عن التعليم مطولا مطالبا بالجودة والنوعية فيه سواء في المدارس أو في الجامعات ولمست صدقا وحرارة في كل طموحاته بالتغيير ومما عزز هذا الانطباع أنه كان شديد الانتباه لطروحات ومصداقية غيره من المرشحين و القوائم ويعرف ليس ما يريده هو كشخص بل وحقيقة ما يريده الآخرون أيضا والقوائم المتنافسة لدرجة أنه يتوقع كم من كل قائمة سينجح وقوائم التشويش على الناخبين أيضا متوقعا طبيعة تحالفاته في الكتل البرلمانية المزمع تشكلها في المجلس السابع عشر. لكن العلامة الفارقة الملفتة للنظر في شخصيته والتي قلما تجدها لدى غيره هو أنه متقبل لمن يؤازره مخالفته الرأي فلا يتوقع منهم التطابق التام معه فأحد العاملين معه في حملته الانتخابية يخالفه الرأي في بعض التفاصيل و لو وجد هذا الشخص مع غيره ممن لايحبون سوى ال " نعم" و "حاضر سيدي" لما أبقى عليه ساعة في حملته الانتخابية . تساءلت و بذهني التجارب الحزبية لتنظيمات لم تزل رغم كل الكوارث ستالينية النهج : لو قدر لهذا الذي يخالف المرشح الرأي علنا جهارا أن يختلف مع مسؤوله الحزبي أو مع الأمين العام للحزب فكيف سيكون مصيره ؟ الفصل أم التجميد أم ربما الاغتيال!! شكرا رعد البكري .. كم أنت حقا ديمقراطي في مكتبك ومع من يعملون معك فها أنت تطبق الأمن الوظيفي بنفسك و الذي هو من ضمن قائمة من المطالب التي تطول وليس في هذه العجالة مكانها .
اليوم ..ها أنا أنتظر ببسالة منقطعة النظير البرق والرعد والمطر والثلج أيضا و جولة استطلاعية أخرى على مضارب المرشحين و مقارهم و غير المرشحين أيضا في هذا الوطن الموحش حد العزلة ، أنتظر رنة هاتف من مستقبل لست أشك أنه قادم و حافل بالمتغيرات !  









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البرنامج "الثقافي والوطني " للتيارات المؤتلفة في رابطة الكتاب الأردنيين والانتخابات 27 نيسان

بيان صادر عن ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا

صحافيون من أجل فلسطين تدعو لحملة تواقيع لتحريك شكوى لدى الجنائية الدولية