في استحضار الغائب
في استحضار الغائب سميح محسن 1) استهلال : من أينَ أبدأُ؟ كيفَ أحتملُ الكتابةَ في المراثي بعدما فاضَت بحورُ الشِّعرِ بالموتى، وأنهكني العذابُ المرُّ؟ لي عتبٌ على لغتي التي أنساق أحياناً لمرماها، وأحياناً أطوّعها، وإن كانت تعاندني لقهرِ الموت، أعاتبُها على لا شيء ... أعلِّقُ فوقَ جدرانِ القصيدةِ رسمَ قافلةٍ من الأحباب، لقد رحلوا بصمت غامضٍ والموتُ يرصدُ خطوَنا، عيناهُ واسعتانِ يصفعُ روحَنا، ببرودةٍ، ويداه عاريتانِ لا يخشى صنائِعَهُ يحثُّ خطاه نحو مصيرنا ... ( مقطع من النص الشعري فائض بالموت، سميح محسن/ منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية 202) ) 2) في استحضار الغائب : نعيب على المؤسسة الرسمية سياستها في تلميع أسماء وتغييب أخرى تبعاً لثنائية المعارضة والموالاة، ولكننا، نحن ضحايا هذه السياسة نمارسها، سواء عن قصد، أو دون انتباه بحقِّ بعضنا. يعيش بيننا مناضلون حقيقيون، وكتّاب وفنانون ومفكرون ومثقفون ...إلخ لكل واحد منهم إبداعاته في مجال تخصّصه، أو ترك بصمة في حياته وحياتنا، ولكننا لا ننتبه لقيمتهم ومقامهم إلا بعد غيابهم عنّا، فنسارع للحديث عنهم