ضربة شمس – قصة تيسير نظمي
لأيام بقيت مترددا في الخروج في جولة استطلاعية بعد وصولي من سفر طويل غبت به عن ذلك الحي من أحياء العاصمة أكثر من عشرين عاما. كان الطقس شتائيا وما هو بشتاء؛ غيوم تحجب الشمس غير ممطرة. وكآبة عامة تجتاح الحي ومعه العاصمة أيضاً. قلتُ لنفسي : "ليس هذا ما عهدته في ذلك الحي منذ غادرته، فقد تغير فيه الطقس والناس والمحلات." وبقيت غير متأكد من هذا الإنطباع العام الذي خطر بفكري للوهلة الأولى. ولما طال انتظار الشمس أو المطر شرعت في جولة قصيرة أستطلع البنايات والأمكنة. البناية التي كان في طابقها الأرضي مكتب البريد وفي طابقها الثاني مكتب الحزب قبل 21 عاما باتت مطفأة الأنوار وغير مأهولة. لا يوجد بها مكتب بريد الآن. المارة رغم قلتهم يقتنون كلاباً صغيرة في الغالب بيضاء وليس لها عواء. القطط أيضا رغم كثرتها ليس لها مواء. والناس رغم ندرتهم ليس لهم أي جلبة أو ضجيج وكأنهم في حداد عام على لاشيء. لذلك أنهيت جولتي القصيرة بسرعة بعد أن تزودت بكروز سجائر قد يكفيني مدة أسبوع. في اليوم التالي، وعلى حين غرة اختفت الغيوم التي لم تقل شيئا ولم تعد بشيء. أعددت نفسي لجولة أطول من الساب...