العقيد معمر القذافي - بداية و نهاية - حكم ليبيا 41 سنة فماذا تبقى للشعب الليبي ؟






صحافي اسرائيلي يتجول في ليبيا:

 اذا صورت فستموت.. القذافي كذب والكذب حقيقة
صحف عبرية
2011-03-11
غشي غيم من الغبار الاصفر طرابلس أول أمس. فالعواصف الرملية هنا أمر يتكرر كثيرا والمدينة الصحراوية تعيش داخلها. من كل صوب تطالعك صور ضخمة للقذافي. الزعيم 'القائد'، كما يسمونه هنا في خشوع. في طريقي الى المطار أقف مع عدة صحافيين آخرين في حي أبو سليم. أُخرج كاميرا وفي خلال دقائق يلتف حولي عشرات من الرجال والاولاد والنساء يرفعون صور القذافي ويهتفون 'الله معمر وليبيا بس'.هذا هو الشعار اليوم في طرابلس مؤيدي القذافي مثل هتاف النازيين في المانيا بالضبط: 'إله واحد، شعب واحد، فهرر واحد'. هذه خلاصة العقيدة الفاشية في صيغتها العربية ايضا. يلتف الجمهور ويضغط على الصحافيين القلة من كل الاتجاهات، ونتخلص بصعوبة ونفر الى الحافلة الصغيرة التي تنقلنا الى المطار.أترك الدولة متنفسا الصعداء. بنى القذافي لنفسه في سني حكمه الواحدة والاربعين، وهو القائد الضئيل القامة، أمة كاملة على صورته وشخصه. الجماهير الذين ينساقون وراءه يعيشون في رتابة أصبح العنف فيها من الدفع بالأيدي والصراخ حتى اطلاق النار الحية نهج حياة. وهو يحكم دولته بالتأليف بين غسل الدماغ وعبادة الشخصية والفاشية. لا يؤيد مؤيدوه عقيدته إن وجدت أصلا. انهم يؤيدونه.الحقيقة الوحيدة هي حقيقة الزعيم. وهم عميان عن كل ما لا يصدر مباشرة عن فمه. وعندما نحاول اجراء حديث مع واحد من مؤيدي 'الزعيم'، يمكن ان نحصل فقط على اجوبة مُحفظة. وهي بالضبط نفس النصوص التي يبثها التلفاز الليبي الذي يسيطر عليه القذافي مرة بعد اخرى. يحرص القذافي في الايام الاخيرة، عالما بقوته السحرية على الجمهور، على الظهور الشخصي الكثير. فهو يثرثر وهم يردون عليه بصرخات الحب.وما لا يفعله شعر الزعيم المفلفل يفعله المسلحون من قبله. يسيطر القذافي على طرابلس ومدن حولها بخلاف اماكن أبعد مثل بنغازي لانه موجود داخل الميدان وكذلك رجال أمنه. انهم موجودون في كل زاوية وفي كل ركن.

'على حساب الشعب'
بدأت رحلتي الى ليبيا يوم الاثنين قبل عشرة ايام من مالطا. حاولت ركوب احدى العبارات التي خرجت لتخليص عمال اجانب علقوا في ليبيا اثناء الثورة، لكن ناس العبارة رفضوا السماح لي بركوبها. 'ناس القذافي سيطرحونك ويطرحوننا اذا لم تأت برخصة رسمية من السفارة'، قالوا بصرامة.بيد أنني عندما وصلت السفارة الليبية في فاليتا عاصمة مالطا، خرج السفير وأعلن للمتظاهرين الذين تجمعوا في المكان بأنه ينضم للثوار مع موظفي السفارة كلها. ورفع العلم الليبي القديم من ايام الأسرة المالكة ذي الالوان الاحمر والاسود والاخضر ودخل دخولا دراميا الى الداخل. وبهذا انقضى احتمال أن أحصل على ترخيص.قال اصدقاء ان السفارة في لندن ما تزال مخلصة للقذافي وأن ثمة احتمالا أن أحصل على تأشيرة دخول لليبيا. طرت الى لندن وبعد حديث قصير الى ملحق اعلام السفارة تبين أن لي حظا. فقد أعلن ابن القذافي سيف الاسلام في ذلك اليوم بالضبط بأن كل صحافي يريد أن يقف على الوضع للتحقق منه ولرؤية مبلغ كذب شبكات تلفاز 'الجزيرة' و'العربية' والـ 'بي.بي.سي' مدعو للمجيء الى ليبيا. قال الملحق: 'سافر الى المطار. ستنقلك شركة الطيران الليبية بلا تأشيرة دخول ايضا' (ومفهوم أنني لم أُجهد نفسي بتبشيره بأنني صحافي اسرائيلي).كان الملحق صادقا. ففي يوم الجمعة، في ذروة العاصفة الرملية، هبطت قُبيل المساء في طرابلس. ولأنني جئت بلا تأشيرة اضطررت الى أن انتظر ساعات ترهق الاعصاب حتى اتصل في نهاية الامر واحد من أفراد 'سلطة العناية بالاعلام الاجنبي' وأبلغني أن شؤوني تعالج. بعد ذلك بساعات جاء سائق في سيارة رتب الامور في غضون دقائق وهكذا خرجنا آخر الامر من المطار.في الخروج من المطار ضربتنا موجة قوية من العفن. بل ان المنظر كان أصعب. آلاف الاشخاص من النساء والرجال والاولاد والاطفال يجلسون في الظلام على أمتعتهم في برد الصحراء ويحملقون الى العاصفة الرملية. مهاجرو عمل من مصر وغانا وبنغلاديش وتركيا ودول كثيرة اخرى انتظروا في عجز طائرة ربما تأتي لنقلهم الى بيوتهم. اختلط بكاء الاطفال بصراخ الناس وصيحات رجال الشرطة الذين يحاولون فرض النظام بضرب الهراوات.في فندق 'ريكسوس' في مركز المدينة استقبلني موظف الاستقبال بحرارة. 'كل شيء على حساب الشعب الليبي'، ابتسم لي. تبين في الغد انه لا توجد وجبات بالمجان. إن الوجه الحبيب لرجال شبكة الاعلام الاجنبي هو القفاز الحريري الذي يلف القفاز الحديدي لاجهزة الأمن الليبية.عرفت سريعا أنني حر في المضي الى حيث أشاء، لكنني اذا حاولت الوصول الى منطقة حساسة فسيظهر فورا حولي رجال شرطة أو جنود أو مجرد رجال أمن بملابس مدنية يُعيدونني الى المكان الذي جئت منه بغير أدب زائد وفي عنف ظاهر احيانا.هذا ما حدث عندما بلغت مثلا الميدان الاخضر الذي هو الصيغة الخاصة للقذافي من الميدان الاحمر في الصين، والذي منه يؤجج كل مساء ثورته المضادة. ليس الحديث عن مشهد يشبه ما كان في مصر حيث جاء عدة آلاف من مؤيدي مبارك لمشاجرة المتظاهرين في ميدان التحرير. فهنا في طرابلس يقوم كل مساء عشرات الآلاف من المؤيدين المتحمسين الذين يؤمنون بزعيمهم ايمانا أعمى ويتعلقون بكل كلمة تخرج من فمه.عندما حاولت تصوير حواجز الشرطة التي تحيط بالميدان، انقض علي رجل أمن وأخذ مني الكاميرا وطلب رؤية وثائقي. وعندما اقتنع أعاد إلي الكاميرا وحدق إلي وقال اربع كلمات 'يو فوتو يو داي'.
اصبع على الكلاشينكوف
أسمع في الليل اصوات اطلاق نار. كان اليوم الذي هبطت فيه في ليبيا يوما صعبا جدا في طرابلس. فقد نشبت أحداث شغب بعد صلاة الجمعة، وفي حيي تاجورا وسوق الجمعة فرق ناس القذافي المظاهرات بالغاز المسيل للدموع وباطلاق نار حي من المروحيات. لم يُسدد الى الجمهور مباشرة بل الى أطرافه. وفي مقابلة ذلك صورت قوات الامن المتظاهرين والآن في الليل يجرون اعتقالات بحسب الصور التي في أيديهم.قال لي الناس الذين التقيت بهم بعد ذلك في طرابلس إن ناس القذافي يدخلون البيوت ويحققون مع الشباب أو يعتقلونهم. بعد ذلك يختفي اولئك المحقَق معهم ببساطة. كل هذا يحدث في الليل، بعيدا عن عيون الصحافيين وهذا هو سبب اطلاق النار الذي يُسمع من آن لآخر ايضا.المدينة كلها مليئة بالحواجز ونقاط حراسة الجيش والشرطة والعصابات المدنية التابعة للقذافي. فهؤلاء ببساطة ينشئون خيمة في وسط حي ويجلسون هناك طوال النهار كله وأيديهم دائما على الكلاشينكوف.أقرر الخروج مع صحافي آخر ومترجم الى حي تاجورا. فاجأني أن تلقينا إذنا. صفوف طويلة أمام المخابز. يوجد نقص في الخبز. وصف طويل أمام مركز شراء غاز الطهو. كانت تاجورا قبل ذلك مدينة شرقي طرابلس وامتزجت الآن بالمدينة التي يسكنها مليون ونصف مليون ساكن. لكن ناس تاجورا مثل ناس الاحياء الاخرى الذين تمردوا، ينتسبون الى عائلات والى قبائل أصيلة في المنطقة، بخلاف الخليط الكبير الذي تدفق على طرابلس وسكنها في إثر النفط.يدحرج علي ابراهيم ابن الخامسة والاربعين في عدم ارتياح اسطوانة الغاز الفارغة التي يمسك بها. يرمي بنظرة خائفة نحو جماعة من الرجال بلباس مدني يقفون جانبا ويرقبوننا ويرفض الجواب عن اسئلتي. وهكذا عرفت ان رجال القذافي مبثوثون في كل مكان. لا يحملون سلاحا على نحو معلن لكن يمكن التعرف عليهم بحسب شكل شعورهم الافريقي واسلوب اللباس وفي ضمن ذلك النظارات الشمسية الشهيرة تلك التي استعاروها من منظر الزعيم المعروف جدا.في النهاية استجاب علي ابراهيم وقال: 'آمل ان يعود الوضع سريعا الى ما كان عليه.أريد استقرارا. عندي زوجة وثلاثة اولاد'. لا استطيع ان اقول أكثر. أما محمد قليل، معلم جغرافيا، فوقف وراءه في الصف وهو مستعد للحديث خاصة. يتحدث في حذر عن المعارك التي وقعت أمس: 'كان اولئك شبانا رموا بقنابل حارقة، ولهذا أطلقت عليهم قوات الامن الغاز المسيل للدموع'.
عن أي تغيير تبحث؟
'لا أبحث عنه ولا يبحث عنه الزعيم ايضا'، يسارع الى الجواب ويضيف 'القذافي والشعب ايضا يريدون حقوق المواطن وحرية التعبير وامورا كتلك الموجودة في دول اخرى. فنحن نستحق هذا ايضا. وعدنا الزعيم أمس بأن نحصل على حقوق أكبر وعلى سكن وعمل للشباب'. هل تصدقه؟ سألته. ابتسم قليلا وقال في خفوت '80 في المئة'.بخلاف مصر التي فيها 80 مليون نسمة لكن فيها موارد محدودة، يوجد في ليبيا أقل من 6 ملايين مواطن وايراد يبلغ عشرات مليارات الدولارات من النفط. البلد غني لكن الشعب فقير بسبب السلطة الفاسدة. ومن المفارقات الاخرى انه يعمل في ليبيا نحو مليون عامل اجنبي لكن لا يوجد عمل للشباب المحليين.دُفع الى الحلقة التي اجتمعت حولنا فجأة شخص طلب الحديث. قال: 'اسمي احمد سليمان وأنا رجل اعمال. فعل القذافي من اجلنا ما لم يفعله أحد من اجلنا. قبل الثورة في 1969 سكنت عائلتي كوخا قذرا ولم يكد يوجد عندنا ما نأكله. واليوم توجد لنا جميعا شقق حسنة ومصدر عيش. من اجل هذا اؤيد القذافي'. ويهز رجال الامن الذين اقتربوا للاصغاء ايضا ويبدو انهم هم الذين أرسلوا هذا الرجل للحديث رؤوسهم موافقين مبتسمين.
النصر ولا يهم أيّ نصر
طلبت زيارة الحي الايطالي من المدينة القديمة، حيث عاش يهود طرابلس في الماضي. لا توجد لذلك اليوم علامة وذكر لكن عندما خرجنا من ابواب الفندق أشار المترجم الى المنطقة الممتدة من شمال الفندق حتى البحر وقال: ' كل هذا يسمى اراضي الفلاح'. من هذا؟ سألت. 'يهودي ثري عاش هنا وهرب'.هرب رفائيلو فلاح الى ايطاليا بعد 1967 مثل كل يهود ليبيا. هرب خوفا من الجمهور المنكل الثائر الهائج، الذي عرفته من قريب في مكوثي في طرابلس. أُممت اراضي فلاح التي بلغت مئات الدونمات ويبني القذافي عليها اليوم مشروعا سكنيا ضخما فيه آلاف الشقق المخصصة للطبقات القليلة الدخل. تبني المشروع شركة صينية، بيد أنه مع بدء الاضطرابات ترك العمال الصينيون المكان ويقف ساكنا الآن.في السادسة صباحا من اليوم التالي استيقظنا في الفندق على صوت اطلاق نار قوي سمع قريبا جدا وفي انحاء المدينة كلها. ميز ذوو الآذان الحادة هدير محركات دبابات ومدرعات تتحرك غربا نحو الزاوية كما يبدو.كانت النار قوية وقريبة جدا بحيث أسرعت الى حزم حقيبتي والكاميرات وخرجت جريا من غرفتي المتجهة نحو الشارع الى القسم الداخلي من الفندق غير المكشوف لاطلاق النار من الخارج.تحاول مجموعة الصحافيين المتجمعة على عجل تخمين ما يحدث. توجد اشاعات عن معركة بين معسكري عائلة القذافي في منطقة العزيزية قرب الفندق، لكن بعد ساعة أبلغنا صحافي ينزل فندقا آخر في المدينة انه يرى العابا نارية فوق الميدان الاخضر في مركز طرابلس القريب من المدينة القديمة التي اعتاد القذافي ان يخطب في الجماهير في الايام الاخيرة من فوق أسوارها.تبين ان الحديث عن اطلاق نار فرحا. بشر التلفاز الليبي الجماهير مع الفجر بأن جيش ليبيا خرج في الليل للهجوم على المتمردين وانتصر في جميع الجبهات. وكان هذا كافيا لاخراج المؤيدين الى الشوارع. والى ذلك يبدو ان رجال الامن أُمروا باطلاق رصاص الابتهاج العفوي في الجو.امتلأت الشوارع بصفوف السيارات وفيها ناس ذوو شالات خضراء ونساء يلبسن الملابس الخضراء، كلهم يرفعون صور القذافي ويرفعون علامات الانتصار ويقولون صارخين 'نصر! نصر!'.كيف تعلم ان الجيش انتصر؟ سألتُ شابّـاً انقض عليّ محتضنا مقبلا عندما خرجت من باب الفندق. 'سمعت من المذياع ومن ناس في الحي'، أجاب مبتهجا. وهكذا يجيب ايضا محتفلون آخرون.مجموعة من فتيات مدارس ثانوية بالزي المدرسي يلوحن بكتاب القذافي الاخضر ويحتفلن بالنصر برغم انهن لا يعلمن عن أي نصر يتم الحديث. في كل مرة مر في الشارع شباب مسلحون أطلقوا رصاصا في الهواء وصرخوا بصرخات هستيرية تأثرا وتأييدا للقذافي.تجمع في الميدان الاخضر مئات الآلاف من مطلقي النار يغنون ويرقصون احتفالا بالنصر الذي لم يكن ولم يوجد.أصبح واضحا فجأة مبلغ نجاح القذافي (برغم عاداته العجيبة وسلوكه غير السوي) في غسل أدمغة الطبقات الدنيا من شعبه على نحو يجعلها تصدق بلا تردد وشك كل ما يقول لهم الزعيم ووسائل الاعلام التي تخدمه. حتى عندما يواجه الجيش الليبي المخلص للقذافي مقاومة شديدة يكفي ان يقول التلفاز ان الجيش منتصر كي يعتبر ذلك حقيقة. والحال كما هي في كتاب جورج اورويل '1984'، فالحقيقة في ليبيا القذافي كذب والكذب حقيقة.
يديعوت 11/3/2011

القذافي فاوض اليهود الليبيين على تمويل تشكيل حزب لهم في اسرائيل


كشف مسؤول الجالية اليهودية الليبية مائير كحلون، وهو مهاجر من ليبيا عام 1950  الذي يسكن اليوم تل أبيب، لصحيفة "جروسالم بوست" الإسرائيلية، عن ملفات لقاءات عقدها مع مندوبين لمعمر القذافي.قال كحلون "ما بين 2005-2007  سافرتُ مع مساعدين إلى عمان للقاء مبعوثين من ليبيا تحت ستار مناقشة تعويض الجالية اليهودية الليبية عن ممتلكاتهم، وقد عرض المفوضون من القذافي علينا مبالغ ضخمة، بشرط أن نشكل حزبا سياسيا في إسرائيل للجالية اليهودية الليبية".لم يفصح كحلون عن أسماء الليبيين الذين التقاهم في عمان، وقال إنه التقى وزير خارجية ليبيا عام 2005 بوساطة أحد رجال القانون من عرب 1948، وكان هذا اللقاء هو الأول من نوعه، وعقد اللقاء مرتين في عمان ما بين 2006-2007. وقال كحلون: "لقد أبلغوني بأن المسؤول الليبي الذي التقيته كان سيف الإسلام القذافي، وأنه يعشق أغاني المطربة الإسرائيلية زهافا بين، وقد أحضرتُ له في اللقاء الثاني ألبومها الغنائي".وفي أواخر 2007 اقترح عليّ أحد المقربين من العقيد القذافي عرضا بتشكيل حزب إسرائيلي للجالية الليبية اليهودية، فرفضتُ هذا الاقتراح، وجاء الاقتراح في إطار فكرة العقيد بتأسيس دولة (اسراطين) دولة يهودية عربية مشتركة.وقد توقفتْ اللقاءات مع مبعوثي القذافي بعد عام 2007 بعد مصالحة العقيد مع أميركا وبعد أن دفع تعويضات لضحايا طائرة لوكربي.يقول كحلون: لا تهمني النقود فأنا أرغب فقط في زيارة قبر والدتي في ليبيا.ويبلغ عدد الجالية اليهودية التي كانت تسكن ليبيا مائتي ألف رحلوا منها وسكنوا إيطاليا وإسرائيل.
 (ترجمة/ توفيق أبو شومر)


حسابات التدخل الأميركي في ليبيا

شاكر الجوهري
التدخل العسكري الأميركي ـ الأوروبي في ليبيا، أصبح أكثر من احتمال، وأقل من حقيقة.. أو فلنقل أنه بات حقيقة محتملة.التصريحات التي تصدر من واشنطن وعواصم اوروبية، يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار.باراك اوباما وساركوزي طالبا "بإنهاء فوري للعنف" في ليبيا.والبيت الأبيض يقول أنه "لا يستبعد أي شيء" في رده على القمع الذي تمارسه حكومة القذافي ضد الإنتفاضة الشعبية، و "لا يستبعد خيارات ثنائية"..ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس يعلن أن فرنسا وايطاليا هما الأفضل لفرض منطقة الحظر الجوي على ليبيا، غير مستبعد للخيار العسكري.والاتحاد الاوروبي يبحث ارسال قوة تدخل انساني إلى ليبيا.والبنتاغون بدأ بدراسة خطط طوارىء عدة للتعامل مع الوضع المتدهور فى ليبيا بناء على طلب من الرئيس اوباما.
الهدف المعلن لكل هذه التصريحات والتحركات هو "وضع حد للأزمة فى ليبيا".
ويبدو أن وضع حد لهذه الأزمة لا يشمل اسقاط نظام معمر القذافي، ولا الإستجابة لرغبات الشعب الليبي بالتحرر من نظامه، دون الخضوع للإحتلال..!
فقط وقف الإستخدام المفرط للقوة ضد الشعب..!
فجميع التصريحات الأميركية والأوروبية خلت من أية اشارة لضرورة استجابة القذافي لرغبات الشعب الليبي، وهي الصيغة التي استخدمتها هذه الأطراف في تعاملها مع زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، قبيل نجاح الثورتين الشعبيتين في البلدين بإطاحة نظامي الحكم فيهما.
أما ما يؤشر إلى أن واشنطن لا تفكر في اطاحة نظام القذافي فهو اعلان الإدارة الأميركية أنها تؤيد طرد ليبيا من مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة..!
هذا يعني أن واشنطن تعمل على اطالة عمر نظام القذافي، وتغليف حقيقة اهدافها من التدخل العسكري الذي تلوح به، بإجراءات ذات طبيعة انسانية.. شأن كل عمليات السيطرة والإستعمار التي ارتكبتها اميركا، وغيرها من الدول الإستعمارية والإمبريالية لدى تدخلها عسكريا في أي دولة من دول العالم..!
الهدف الحقيقي هو النفط، لا الشعب الليبي..!!
ولعل خارطة توزيع آبار النفط في ليبيا، توفر غطاءا مناسبا لتحقيق هذا الهدف، الذي لا يضع مصالح ورغبات الشعب في الإعتبار.بعد أن سيطر الثوار الليبيون على معظم انحاء ليبيا، فإن شراسة نظام القذافي التي تستدعي التدخل العسكري لوقف العنف، تتمركز حاليا في طرابلس العاصمة، ومحيطها الجغرافي.
ومن ينظر إلى خارطة آبار النفط في ليبيا، يجدها تتمركز في منطقتين جغرافيتين:
الأولى: جنوب وشمال وغرب طرابلس.
1.            جنوب وغرب العاصمة الصحراوي، حيث لا سكان، وبالتالي لا ثورة شعبية، مع توفر امكانية لدى القوات الغازية لفرض طوق عسكري يحول دون تعرض الثوار الليبيين لمنشآت انتاج النفط.
2.            البحر الواقع شمال العاصمة، وأيضا حيث لا سكان، ولا امكانية لوصول الثوار إلى منشآت انتاج النفط في عرض البحر.
الثانية: جنوب وغرب بنغازي. وفي غرب بنغازي توجد الطرق التي يستعد الثوار لسلوكها إلى طرابلس لإستكمال انجاز اسقاط نظام القذافي.
وهذا التحرك يمكن اخضاعه لمنطق التدخل العسكري بهدف وقف العنف في ليبيا..!!
هنا يتوجب التوقف أمام مفارقة اميركية من العيار الثقيل:
السيطرة على نفط العراق استوجبت غزوا عسكريا للعراق تحت شعار اشاعة الديمقراطية عبر جنازير الدبابات وطائرات ومدافع الإحتلال.
أما السيطرة على نفط ليبيا، فهي تتطلب عدم الإلتفات إلى رغبات الشعب الليبي في الديمقراطية..!
يجدر أن نلاحظ أيضا:
أن الإعتراضات الأميركية على استخدام العنف في ليبيا تأجلت طوال عشرة أيام طويلة، من طراز الأيام العشرة التي هزت العالم قبيل أن تطيح الثورة البلشفية بقيادة لينين، بالنظام الإمبراطوري في روسيا.
وفور أن لاحت امكانية حسم الثوار للموقف، وازدياد احتمالات اطاحتهم بالقذافي، وارتقاء هذه الإحتمالات إلى مستوى الحقيقة المنتظرة، ارتفعت شعارات وقف العنف في ليبيا، على نحو لا يفرق بين عنف نظام القذافي الذي يقتل البشر من أجل الحفاظ على ديمومة جثومه على صدر الشعب، واضطرار الليبيين إلى الدفاع عن أنفسهم وحياتهم، وحرياتهم، بصدورهم العارية، وما تيسر لهم من بنادق حصلوا عليها من معسكرات الجيش التي اجتاحوها، وجنود وضباط انحازوا للشعب في مواجهة اجرام الدكتاتور.
تلافي وقوع ليبيا تحت الإحتلال الأميركي، الذي يضع النفط الليبي بين ناظريه، ممكن في ثلاث حالات:
الأولى: صحوة ضمير معمر القذافي، على نحو يجعله يقدم استقالته، ويتنحى من السلطة لصالح الشعب الليبي، والدولة الليبية.
الثانية: تدخل عسكري عربي يحسم الموقف لصالح الثورة.
الثالثة: انتصار سريع وحاسم للثورة الشعبية الليبية، وتمكنها من اسقاط القذافي.
الحالة (الإحتمال) الأول (صحوة ضمير القذافي)، نوردها فقط حتى لا يقال أننا اسقطنا هذا الإحتمال، وهو احتمال نظري وحسب، لا امكانية عملية له على أرض الواقع، في ضوء معرفة التركيبة السيكولوجية للرجل.
ذات الأمر ينطبق على الإحتمال الثاني، فهو غير وارد عمليا.
الدولة العربية الوحيدة التي تملك الإمكانيات العسكرية، والحدود المشتركة مع ليبيا في ذات الآن، هي مصر، الغارقة حاليا في تفاعيل الثورة الشعبية، وسجالات الثوار مع المجلس العسكري الأعلى.
الإحتمال الثالث يعتمد على امكانية تحرك ثوار غرب ليبيا، الأقرب جغرافيا إلى طرابلس، وكذلك على انحيازات أخرى واجبة من قبل قوات الجيش والأجهزة الأمنية المتواجدة في العاصمة إلى جانب الشعب، وتجنيبا للبلاد أن تقع تحت الإحتلال الأميركي.. ذلك أن الطريق الصحراوي الطويل بين بنغازي وطرابلس يصعب تصور امكانية قطعه من قبل ثوار مدنيين، وجنود انحازوا للثورة، تحت القصف الجوي المتوقع من قبل سلاح الجو الليبي الموالي حتى الآن للقذافي، خلال فترة قصيرة تسبق التدخل العسكري الأميركي ـ الأوروبي في طرابلس..!
هذه الحقائق اللوجستية تدفع إلى ترجيح حدوث التدخل العسكري الأميركي ـ الأوروبي في ليبيا، وعلى نحو يفرض طرح السؤال عن مدى وحدود هذا التدخل المتوقع، والملوح به..؟
يمكن تصور المراحل الجغرافية التالية للتدخل العسكري في حال حدوثه:
المرحلة الأولى: انزال عسكري بحري في منطقة طرابلس، تحت شعارات حقن الدماء، ووقف العنف.
المرحلة الثانية: انتشار قوات التدخل في مناطق انتاج النفط غرب ليبيا تحت دعاوى من طراز حماية ثروة البلاد النفطية.
المرحلة الثالثة: انتشار هذه القوات في وسط ليبيا (غرب بنغازي)، حيث آبار النفط، وبذات المبرر (حماية ثروة البلاد النفطية).
وحين يتم التدخل تحت شعار وقف العنف، فإنه يفترض فقط الفصل بين الأطراف المتصارعة، مع الحفاظ على سيطرتها على المناطق التي تتواجد فيها.. يساعد اميركا على ذلك اتساع الرقعة الجغرافية الليبية (مليون و759540كم2) ، وقلة السكان مقارنة بهذه المساحة (5 ملايين نسمة، منهم مليونين من العجائز وكبار السن).وربما تجري قوات الإحتلال حوارا غير مباشر بين هذه القوى، هدفه الوحيد ادامة الإنقسام الليبي، بما يهيئ الظروف لتقسيم البلاد والعباد..!ويبقى السؤال: لم منحت واشنطن العقيد القذافي مهلة عشرة أيام ثمينة، قبل أن تبدأ في إطلاق التصريحات، المهيئة للتدخل العسكري في ليبيا..؟ لا جدال في أن واشنطن كانت معنية ببقاء نظام القذافي، وعدم نجاح الثورة في اسقاطه للأسباب التالية:
أولا: أن هذا النظام لا يمثل أية مخاطر على مصالحها في المنطقة.. فهو يبيعها نفط ليبيا بأسعار مخفضة، وسلم الولايات المتحدة كل ما يتعلق ببرنامجه النووي السابق، ويتماهى سياسيا وعسكريا مع الموقف الأميركي المعادي لنظام الحكم في السودان، وأوقف أي تحرش بنظام الحكم في تشاد، وأي دعم للثورة الفلسطينية، وفصائلها المقاومة، أو لسوريا، وتخلى عن تحالفه السابق مع ايران.
ثانيا: أن سقوط نظام القذافي، وقيام نظام حكم ديمقراطي في ليبيا، مؤهل لأن يفتح الأبواب على مصاريعها، لأن تكر سبحة النظام العربي الحليف لأميركا بكامله.
اميركا باتت في حاجة ملحة لأن تفشل ثورة شعبية في اسقاط نظام حكم عربي موال لها، كي تتراجع معنويات الشعوب العربية المندفعة على طريق التحرر من الأنظمة الموالية لأميركا.
ثالثا: أن النظام الديمقراطي المرتقب في ليبيا، قد يدعم مصر ماليا، ويغنيها عن المساعدات الأميركية المشروطة، التي قيدت السياسة المصرية في نطاق المصالح، والتحالفات الأميركية.
إن تغيير نظام الحكم في مصر، في ظل استمرار الحاجة المصرية للمساعدات المالية الأميركية، تحول دون انفلات المواقف السياسية المصرية من عقدة المصالح الأميركية، لكن الخوف الحقيقي هو من تصليب المساعدات الليبية للإقتصاد المصري، بما يفتح الباب أمام تصليب السياسة المصرية، ويخرجها من طوق المصالح الأميركية.

أمير قطر:
التغيير قادم ولصالح العرب.. وعلى العالم تأييد إرادة الشعوب بالتحرر
تمنى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على العقيد معمر القذافي أن يساهم بأسرع وقت ممكن في إيجاد حل للوضع في ليبيا ومنع استباحة المزيد من الدماء.وقال أمير قطر في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الألماني كريستيان فولف إن على أوروبا والعالم أن يظهروا خلال الثورات التي تشهدها الدول العربية مواقف واضحة وسريعة منذ البداية لمساعدة شعوب المنطقة المطالبة بالعدالة الاجتماعية وحرية التعبير، وألا تنتظر حتى ترى ميلان الكفة لتقرر موقفها فيما بعد.وقال بهذا الشأن "نحن نريد مواقف سريعة منهم حتى لا تشعر الشعوب العربية أن الدكتاتوريات إذا استطاعت احتواء الموقف فإن أوروبا ستقف معها"، وأضاف أن "على أوروبا أن تدعم حقوق الشعوب المتطلعة إلى الحرية والعدالة والاستفادة من اقتصادها وثرواتها التي لا تستطيع أن تستفيد منها في ظل الدكتاتوريات".وفيما يتعلق بموضوع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا أكد أمير قطر أن هذه الهجرة مردها الأوضاع المعيشية بسبب الدكتاتوريات المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط، وشدد على أن التغيير قادم وأنه يصب في مصلحة الشعوب العربية.وردا على سؤال عن وجود مبادرة عربية فردية أو مشتركة عاجلة تتعلق بالوضع في ليبيا قلل الشيخ حمد من إمكانية نجاح أي مبادرة عربية.وطالب أوروبا والمجتمع الدولي بتقديم مساعدات عاجلة لليبيين والعمل على إيجاد طرق لذلك خاصة وأنها تستطيع التحكم بالأجواء الدولية.وقال في هذا الموضوع "أعتقد أن أوروبا تستطيع التحكم في الأجواء، وطائراتها تستطيع الذهاب إلى ليبيا لتقديم مساعدات إنسانية"، وأضاف "نعرف عقلية الليبيين عند إصرارهم على شيء، وهم الآن بحاجة إلى مشاورات لإيصال مساعدات تساعدهم على البقاء وفتح موانئهم على البحر المتوسط كنافذة على أوروبا بهدف إيصال المساعدات في الظروف الحالية".


'عملاء' الموساد يواجهون القذافي ومرتزقته
صحف عبرية
2011-02-25
قبل اسبوع من نشوب الاضطرابات في ليبيا استُدعيت مجموعة صغيرة من المستشارين والاصدقاء الشخصيين لسيف الاسلام القذافي، الابن الثاني من بين أبناء 'العقيد' الثمانية. قال سليمان الدرة ـ الذي كان حتى هذا الاسبوع من مستشاري القذافي المقربين وأصبح منذ هرب من طرابلس محللا مطلوبا لشؤون ليبيا وعائلة الحاكم ـ لقناة 'الجزيرة' إن اللقاء تم في المنطقة المحروسة في باب العزيزية في الضاحية الجنوبية من طرابلس.
هنا توجد قواعد الوحدات الخاصة للجيش الليبي. وهنا تسكن عائلة القذافي الواسعة محاطة بأسوار اسمنتية صلبة وحرس خاص، في مبنى متواضع وهو نفس المبنى الذي قصفته طائرات حربية امريكية في 1986. ومن هنا ايضا خطب الحاكم هذا الاسبوع خطبته الهاذية التي حذر فيها قائلا: ما زلت لم أستعمل القوة مع متعاطي المخدرات. وقد التقطت له الصور هنا ايضا في سيارة الهامر المدرعة مع مظلة بيضاء وأعلن قائلا 'لا تصدقوا الكلاب'. منذ بدأت الاضطرابات، لم يترك القذافي هذه المنطقة المغلقة.
'جلسنا حتى آخر ساعات الليل وأجرينا تقديرا لما سيحدث عندما تنشب أحداث الشغب'، قال الدرة. 'كان واضحا ان الجماهير ستخرج الى الشوارع. وقد أعلن سيف الاسلام في بداية اللقاء قائلا: 'أبي مقطوع كثيرا عن الواقع، يجب علينا ان نساعده'. علمنا جميعا ان الرسم على جدار الفيس بوك الذي حدد السابع عشر من شباط (فبراير) ليكون أول يوم في ثورة الشباب. سمعنا من سيف الاسلام أن قوات الأمن مستعدة. قال: 'ليبيا تشبه الساندويش بين تونس ومصر، ولا يوجد احتمال ألا تصاب بجرثومة المظاهرات''.
غير أن ابن القذافي أضاف وعداً مبتهجا في ذلك اللقاء. 'سنرد بصورة حضارية'، قال. 'سنستعمل القوة لانه لا مناص، لكننا لن نستعمل قوة مفرطة بأي حال من الاحوال'، استعاد الدرة ما جرى.
في ذلك الوقت تقريبا نشرت في صحف نيجيريا والصومال والتشاد اعلانات بارزة تدعو الشبان لأن يُجندوا لعمل 'سخي جدا' في ليبيا. وقد فهم من عرف قراءة ما بين السطور فورا معنى ذلك. لقد استُدعي 'المتطوعون' للوصول الى المطارات في بلدانهم. وانتظرتهم هناك طائرات نقل نقلتهم الى معسكرات تدريب في منطقة مهجورة في الصحراء الليبية لتدريب عاجل على السلاح الحي ومعدات تفريق المظاهرات. وكان الامر الذي تلقاه المرتزقة قبل أن يُحملوا في السيارات الى المدن الساحلية في الشمال قاطعا لا لبس فيه وهو أن يطلقوا النار للقتل. ألا يُسددوا الى الجزء الأسفل من الجسم بل الى الرأس والعنق فقط.
الشبان ذوو القبعات الصفراء
بدأ القطار الجوي رحلته. تحدث بالحسن المصراطي، وهو مستشار آخر انضم الى المتظاهرين، عن 16 طائرة حملت المرتزقة من افريقيا في الايام الثلاثة الاولى من المظاهرات في ليبيا. وباسم عبد الله السنوسي، رئيس جهاز الاستخبارات القديم، وعدوهم بدفع مُغرٍ هو ألفا دولار نقدا عن كل يوم 'عمل في الميدان'.
'شعرنا في كل يوم مر منذ بدء المظاهرات ان سيف الاسلام، ويبدو انه الأصح عقلا بين أبناء القذافي السبعة، قد فقد صوابه'، قال احمد فايز نجراتي، وهو صحافي كان مقربا من العائلة وهرب يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع الى القاهرة. 'عندما هاتفني وهو في حالة هستيرية، ذكّرته بأنه التزم بأن يرد بصورة حضارية'. تبيّن لنجراتي نفسه سريعا ان الطريقة التي اختارها القذافي لم يكن فيها أي شيء حضاري، وقال ' في اليوم التالي أرسلوني لاعتقال مصطفى ادريس، وهو صحافي من بنغازي عُرّف بأنه (عدو للنظام). علمت انهم ينوون القضاء عليه بسبب مقالة أثارت غضب العقيد. جئت الى بيته مع الجنود ودخلت وخرجت بعد عشر دقائق وقلت انه غير موجود. استشاط الجنود غضبا، وبعد ساعتين عندما جاؤوا به من المبنى نجحت في الهرب. سمعتهم يصرخون ويشيرون إلي قائلين (قولوا للمرتزقة أن يعتقلوه)'.
كان سفير ليبيا في الهند، علي العيساوي هذا الاسبوع رائد المستقيلين من الفريق الدبلوماسي، الذي قاد موجة مستقيلين خارج البلاد. وقد أعلن ان قبضة الدكتاتور الفولاذية نجحت في تجنيد 60 ألف مرتزق من افريقيا ومئات من الشبان العاطلين، من لاجئي السلطة المخلوعة في تونس. 'أعلم، لا من وسائل الاعلام، أن القذافي يستعمل المرتزقة لا من اليوم'، زعم السفير. 'عندهم أوامر في حال أحداث الشغب بأن يدخلوا البيوت السكنية فيسرقوا ويُكسروا، ويغتصبوا النساء ويقتلوا بدم بارد، وهم يقتلون الاولاد الصغار ايضا لتخويف من حولهم'.
نفذ القتلة المأجورون للقذافي في مراكز المظاهرات هذه الأوامر هذا الاسبوع. فقد دخلوا بنغازي وانقضوا على الشوارع. وفي ليل الثلاثاء نجحت مجموعة من النساء في تصوير رجال أقوياء سود البشرة بالهواتف المحمولة وُضعت على الفيس بوك واليو تيوب. يظهر في الصور شبان مصممون، خفيفو الأقدام، منقضون يطلقون النار. يغطي لباسهم أجسامهم كلها وعلى رؤوسهم خوذات صفراء. 'الشبان ذوو القبعات الصفراء' أصبح هذا منذ الكشف عن هذه الصور رمزا شيفريا بين المتظاهرين الذين يقولون: 'إحذروا انهم على أثركم'.
يتبين أن تجنيد المرتزقة ليس ظاهرة جديدة عند القذافي. فقد تحدث مصطفى عبد الجليل، وزير العدل الليبي المستقيل، هذا الاسبوع عن ان الحديث عن طريقة لازمة. 'في 1997 جاءتني امرأة تم اعتقال ابنها ويبلغ نحو عشرين سنة متهما بأنه ينتمي الى حركة اسلامية'، تذكر. 'احتجزوه في سجن أبو سليم، واعتادت على زيارته مرة كل شهر. غير انهم منعوها من الدخول فجأة، وتهرب الحراس منها متعللين. وهكذا جاءت الى السجن ورجعت منه مدة سنة الى أن أشفق عليها أحد السجانين وقال: 'لم يعد ابنك موجودا منذ زمن، قتلوه في السجن بأمر من العقيد مع 1200 سجين آخرين'. تابع عبد الجليل قائلا 'تزعزعت، وعندما أصررت على الفحص عما حدث، تبين لي ان القذافي في نوبة جنون أرسل السجانين لقتل جميع السجناء، وعندما رفضوا جاء بمرتزقة من افريقيا داهموا الزنازين ونفذوا المجزرة الوحشية'. في 2004 اعترف القذافي بمجزرة السجناء وأعلن: 'عاقبتهم. كان يجب مباركة الأيدي التي منحت المجرمين ما يستحقون حقا'.
'أنا رمزكم'
هذا الاسبوع، في خطبته التخويفية الهذيانية، أومأ القذافي مرة اخرى الى قبضاته الخفية. 'لي تأييد من الصحراء (الغربية) حتى الصحراء (الشرقية)'، صرخ وانسلت أصابعه المرتجفة لرفع العباءة التي سقطت عن الدرع الواقية التي حرص على لبسها عند مدخل بيته الذي يسكنه ايضا.
إن المشهد المجنون والهستيري الذي دعا فيه المتظاهرين 'هؤلاء الشبان المُخدرين'، قد سجل قبل ذلك، من غير الجمهور الهاتف الثابت هذه المرة الذي كان يصحب خطبه مدة سني حكمه الواحد والاربعين. صحبه لابسا ملابس عسكرية اثنان فقط، وعندما اقتربا منه وحاولا تقبيل كتفه دلالة على الولاء، دُفعا عنه باحتقار. لكن عدم وجود الجمهور الداعم لم يضايق ناس القذافي: ففي المونتاج في استوديوهات التلفاز ضموا تصفيقا عاصفا في الخلفية. 'لست رئيسا ولهذا لن أستقيل'، أعلن الحاكم. 'لست انسانا عاديا، لا يمكن اغتيالي أو تسميمي'.
وافتخر القذافي قائلا 'يعرفون ليبيا بسببي فقط. أنا رمز مجدكم وفخركم، وأنتم سكارى ومدمنو مخدرات هذيان. ما كانوا يعرفون في العالم كيف يفرقون بين ليبيا ولبنان وليبيريا حتى جئت'. وقد تجرأ سليمان الدرة بعد ان تركه على ان يجيبه 'بسبب جنونك ظللنا دولة متخلفة في حين أن (عائلتك) تحوز لنفسها فقط مليارات النفط. اعتقدوا في العالم أننا قطيع قبائل جاهلة بدائية. الآن فقط يتبين لهم من نحن حقا'.
والى الان في الحقيقة لم ينجح عنف القذافي وقسوته في تهدئة الامور. فما تزال الجماهير في الشوارع. 'نحن ماضون حتى النهاية'، أعلن محمد نصراتي ابن مدينة البيضاء هذا الاسبوع. 'لا نخاف الجوع، ونحن مستعدون للعيش على التمر والحليب حتى يستيقظ العالم وتأتي مساعدة دولية'.
عقد محمد بالحسن، صديق القذافي القديم الذي يحمل وصف نائب الزعيم، مؤتمرا صحافيا في منتصف الليل ليبسط روايته عن هوية الزعران الذين يعيثون فسادا في الشوارع. 'هؤلاء مرسلو امريكا والموساد الاسرائيلي'، أعلن وذكر بـ 'القائد الميداني، عاموس يادلين'، ربما يكون هذا سلاما من طرابلس الى رئيس 'أمان' التارك عمله عاموس يادلين.
داهم مرتزقة القذافي ايضا المشافي في بشتون والبيضاء وطرابلس. واختطفوا عشرات الجثث وحملوها في سيارات واختفوا. وكل من حاول وقف الاختطافات من الاطباء والممرضات والأقرباء أُطلقت عليه النار بلا حساب. 'أُرسلوا للطمس على الآثار، اذا ما قرر العالم ان يحاكم القذافي باعتباره مجرم حرب'، أوضح الدكتور فرج المصراطي في مشهد يمزق القلب عند مدخل مشفى بنغازي الكبير.غير أن الكشف عن مرتزقة الزعيم القتلة ايضا لم يمنعه من تجنيد مئات آخرين منهم. 'قبل ان أُسلم رسالة استقالتي، تلقيت تقريرا عن قطار جوي أُرسل الى افريقيا لتعزيز المرتزقة'، قال يوسف صوان مدير 'صندوق سيف الاسلام' الذي استقال في منتصف الاسبوع وهرب الى القاهرة. 'يخطط القذافي وأبناؤه لحمام دم، ولا أريد أن اشارك في الفظاعة المخطط لها'.
يصر القذافي ومقربوه بشدة على أنه 'لا يوجد في ليبيا مرتزقة'. لكن الكابتن ناصر عمار، وهو طيار في شركة الطيران الوطنية الليبية عنده شهادة مختلفة. 'رأيت بأم عيني كيف يجلبون الأفارقة'، أعلن عمار الذي ترك ليبيا في اول ايام المظاهرات عندما نقل ركابا الى زيوريخ. 'كان فريق منهم كهولا بين الخمسين والستين أُرسلوا للمشاركة في مظاهرات تأييد للقذافي في بنغازي، ونُقل آخرون جوا الى معسكرات التدريب في الجنوب. كان في كل طائرة 150 مقعدا، وطارت الطائرات وهبطت وعادت للمجيء بأفارقة آخرين. أرادوا في المعسكرات من كل واحد أن يُسلم رقم هاتفه المحمول، اذا ما أصيب أحد رفاقهم واضطروا الى نقله من غير ان يعرضوا اسئلة. لم يكن هؤلاء المرتزقة يعلمون الى أين يأخذونهم. فهم في الحاصل العام فقراء مساكين جاؤوا لجمع المال'. وفي النهاية وجه عمار دعوة الى الطيارين الحربيين في ليبيا قائلا: 'أغلقوا الهواتف'، قال. 'لا تُجيبوا مهاتفة صبري شادي الذي ينظم باسم القذافي الطلعات الجوية لقصف المتظاهرين'. أخذ المستبد القديم يفقد الآن ايضا التأييد في العالم العربي. فقد صاغ الزعيم الروحي لحركة الاخوان المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، بخطوة لم يسبق لها مثيل فتوى مضادة للقذافي. فقد أذاعت 'الجزيرة' للقرضاوي دعوته 'كل من يستطيع، من المواطنين أو من ضباط الجيش، أن يقتل القذافي'. كانت قطر، وهي السفينة الأم لـ 'الجزيرة' هي الاولى في العالم العربي التي وجهت انتقادا مباشرا للقذافي باسمه الصريح. فقد طلب الأمير خليفة اجتماعا عاجلا لمجلس الامن في نيويورك، وللجامعة العربية في القاهرة واتخاذ خطوات شديدة ضد الزعيم الليبي. وقد بثت 'الجزيرة' في الآن نفسه التي شوشت الاستخبارات الليبية بثها من محطة البث في الصحراء على موجات بديلة كي لا تتراجع. جُند المدير العام لوزارة الخارجية الليبية، خالد الكيوان، للدفاع عن الزعيم في محاربته للمحطة ذات نسبة المشاهدة العالية. 'لم يكن ولا يوجد مرتزقة، ولا يوجد قصف من الجو، توجد جزيرة قذرة فقط تروج الأكاذيب'، قال ثم وضع يده اليمنى على قلبه قائلا 'أنا مستعد للانتحار في الميدان الاخضر في طرابلس اذا تبين أنني كذبت'. العلاقة سيئة جدا بين حاكم قطر والقذافي منذ تلك الايام التي هدد فيها الزعيم الليبي بقصف القاعدة الامريكية الكبيرة العُديد في الامارة. حضر هذا الاسبوع مئات ممن أُجريت معهم اللقاءات في 'الجزيرة': وقد باركوا واحدا بعد آخر وشكروا تجنيد 'الجزيرة' نفسها على نحو لا يكل لمناضلة القذافي. لكن واحدا منهم أوضح قائلا: خذوا في حسابكم ان القذافي في نوبة جنون قادر على ارسال طائرة وقصف مركز البث في الدوحة كما فعل 1984 بمحطة المذياع في السودان التي أثارت عصبيته'.
يديعوت 25/2/2011

واشنطن ترى أن الملوك في الشرق الأوسط سيحافظون على مناصبهم وأرجحية السقوط للرؤساء
2011-02-25
واشنطن- توصلت الإدارة الأمريكية التي تواجه سلسلة من الانتفاضات في الشرق الأوسط، إلى معرفة تامة بأن ملوك هذه الدول سيحافظون على الأرجح على عروشهم فيما أرجحية السقوط أكثر للرؤساء.وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أنه في موجة التظاهرات الحاصلة سقط حتى الآن رئيسان، هما المصري حسني مبارك، والتونسي زين العابدين بن علي، بينما يعتقد مسؤولو الإدارة الأمريكية بأن وضع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في هشاشة متزايدة.أما من جهة الملوك، قالت الصحيفة إن ملك البحرين نجح في اجتياز تصاعد الاضطرابات في بلاده فائزاً بدعم أمريكا، رغم وحشية القوات الأمنية في قمع المتظاهرين.ويستبعد المسؤولون الأمريكيون أن يُخلع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز من منصبه، في حين أن أمراء الخليج نجو حتى الآن من الاضطرابات، وحتى في الأردن، حيث اندلعت احتجاجات خطيرة، فقد ناور الملك عبد الله الثاني بحذاقة للبقاء في السلطة، رغم انه ما زال أمامه التعامل مع السكان الفلسطينيين الذين يصعب التحكم بهم.وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النمط من الملوك المتمسكين بالسلطة يؤثر على رد الإدارة الأمريكية على الأزمة، فقد أرسلت دبلوماسيين كبار خلال الأيام الأخيرة لتقديم النصيحة والطمأنينة لهم، بينما تنأى بنفسها عن الرؤساء "الاستبداديين" الذين يقاتلون من أجل السلطة.ولفتت إلى أن ذلك يعد احتساباً لمصالح أمريكا أكثر من أي شيء آخر، مضيفة أن الولايات المتحدة تقر بأن لا خيار لا إلا دعم بلدان مثل السعودية، وأن كل الأوضاع قد تتغير بسرعة.أما في حالات مثل ليبيا حيث الزعيم معمّر القذافي، لا ملكا ولا رئيساً، فإنه على حافة الانهيار بسرعة مذهلة.وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية حثت السعودية على عدم إعاقة محاولة ملك البحرين إجراء إصلاحات في بلاده التي تعتمد على الدعم السعودي السياسي والاقتصادي.وأشارت إلى أن المسؤولين والخبراء الأمريكيين يظنون بأن ما قام به ملك الأردن في إبراز استعداد لإعطاء بعض السلطة للحكومة المنتخبة أو البرلمان، قد يسمح له بالتمسك بالسلطة.وذكرت أن واشنطن تأمل بتحول هذه الممالك كلها أخيراً إلى ملكيات دستورية.وقال المستشار في شؤون الشرق الأوسط بإدارة الرئيس السابق جورج بوش، اليوت ابرامز، إن "المراقبة تجاه الأردن والبحرين صائبة، فهذين البلدين مشيا في الاتجاه الصحيح، لكن ليس بشكل كاف".. مضيفاً أن "الملكية الدستورية هي نوع من الديمقراطية".ونقلت الصحيفة عن السفير الأمريكي السابق في سوريا تيودور قطوف قوله إن "المجتمعات الغنية مثل قطر والإمارات والكويت لديها مزايا افضل"، مضيفاً أنه "في كثير من الأحيان فإن للممالك شرعية اكثر من الجمهوريات".وقال دبلوماسي عربي رفض الكشف عن هويته إن "الجمهوريات وبالتالي الرؤساء، غير محصنة لأنه ينبغي عليها أن تكون ديمقراطيات لكنها ليست في النهاية كذلك



المفكر الامريكي نعوم تشومسكي:

امريكا واسرائيل في ورطة بسبب ما يحدث في العالم العربي
2011-02-25
أجراه معه ونقله الى العربية: سمير الصياد: هنا مقاطع من حوار مع المفكر الامريكي نعوم تشومسكي عن التغيرات العاصفة في العالم العربي، أجري معه قبل أن يقوم حسني مبارك بالتنحي، وقبل اندلاع الثورة الليبية.
* هناك طوفان من المطالب الديموقراطية تجتاح بعض الدول العربية. والآن مبارك
سقط. هل يعني سقوطه تغيرا في موازين القوى في المنطقة؟
* إن الذي يحصل الآن بما فيه سقوط مبارك أمر رائع لا أستطيع أن أتذكر ما يشابهه. يمكن أن يحاول المرء مقارنة ما يحدث مع أحداث اوروبا الشرقية في سنة 1989 ولكن ليس هناك شبه بين الحدثين. فخلال أحداث اوروبا الشرقية كان هناك غورباتشوف الذي كان يقود تلك الحالة وينظمها، بالإضافة إلى أن القوى الغربية كانت تؤيده وتساعده. قوى الغرب كانت تدعم المتظاهرين في اوروبا الشرقية، لكن قوى الغرب لم تساند المتظاهرين في شمال افريقيا. لهذا فإن رومانيا هي الحالة الوحيدة التي يمكن مقارنتها بما يحدث هناك، لأن الديكتاتور الفظيع تشاوتشيسكو ظل يتمتع بحماية وحب امريكا وانكلترا حتى قبل سقوطه بقليل. وإن الذي يحدث في تونس والاردن واليمن ومصر يظهر مستوى من الشجاعة والإصرار يجعلنا نجد صعوبة في ايجاد حالة مشابهة. في تونس كانت فرنسا تسيطر بشكل كامل تقريبا على النظام الذي كان مخترقا بشكل كامل من عملاء المخابرات الفرنسية. مصر في المقابل كانت تخضع لسيطرة امريكا، مما يعني أن وضع مصر حاليا يؤثر بشكل مباشر على مصالح امريكا.
* هناك استطلاع للرأي من قبل مؤسسات امريكية محترمة مثل موسسة بروكنغ وهذه يندر أن يتم نشرها. وهي تشير إلى تنامي وتجدد كراهية امريكا في الشارع العربي بشكل كبير جدا. 10 في المئة فقط من الرأي العام العربي يؤمن بأن ايران تشكل تهديدا لهم، بينما يرى 80 إلى 90 في المئة من العرب أن اسرائيل وامريكا تشكلان أكبر تهديد لهم. والأدهى من ذلك أن غالبية العرب تعتقد أنه من الأفضل إذا امتلكت ايران السلاح النووي. ولكن ذلك يتم حجبه عن الرأي العام بشكل كامل.
سبب تكون هذا الرأي العام في الشارع العربي يعود إلى أن اسرائيل وامريكا ترفضان بشكل قاطع وتستهينان بشكل عميق بتطلعات الشعوب العربية إلى الديموقراطية. هذه الشعوب نريدها أن تبقى تحت سيطرتنا، لذلك نرضى بديكتاتور حليف لنا يحكمها، حتى نتمكن من فعل ما يحلو لنا. إن نتائج هذا الاستطلاع مدهشة للغاية وبالضبط لهذا السبب فإن الوضع الحالي في مصر والعالم العربي يشكل مشكلة لأمريكا. إن الذي ظل يتكرر حتى سقوط مبارك هو استراتيجية كانت تنفذ بانتظام روتيني ظلت تكرر وتعاد. لنتذكر ماركوس في الفيليبين، ودوفاليير في هاييتي، وسوهارتو في اندونيسيا. هذا يعني أنك تدعم حليفك الديكتاتور لغاية نقطة معينة فقط. ثم تضطر لإزاحته، ثم تدعو بعدها لانتقال منظم للسلطة، ثم تعلن عن حبك للديموقراطية، وتحاول بأسرع ما يمكن إعادة الأمور إلى ما كانت عليه. هذا بالضبط ما يحدث الآن في مصر، حتى وإن كنا لا نعلم إن كنا سننجح هذه المرة أم لا. هناك أزمة وصراع ظاهر للعيان بين جموع المتظاهرين التي تطالب بالديموقراطية من جهة، وبين الاستراتيجية القديمة التي تريد استرجاع سيطرتها من جهة ثانية. هما تياران متعارضان ومتناقضان. لكن ما هي الفرص المتاحة الآن لتحقيق ديموقراطية حقيقية؟
* إن القوى التي تتحكم بآلية الانتقال أو التغيير لا تريد ديموقراطية حقيقية. إن امريكا واوروبا تخشيان من قيام ديموقراطية في المنطقة، لأنها يمكن أن تجلب الاستقلال لها. ولهذا يتحدثون عن الإسلام المتطرف، حتى وإن كان حديثا ليس له أي معنى أو مبرر. وفقط على سبيل المثال، فإن امريكا وانكلترا كانتا الداعم التقليدي للإسلام المتطرف في وجه المد القومي.
فالمملكة العربية السعودية ذات الاتجاه الإسلامي الأصولي المتطرف هي من أقرب الحلفاء لهم. وعدا عن ذلك فإن السعودية هي المركز الايديولوجي للإرهاب الإسلامي. ولكنها رغم ذلك أقرب الحلفاء لنا واوباما يبيع حاليا للسعودية اسلحة بقيمة 60 مليار دولار في باكستان، المنبع الكبير الآخر للإرهاب الإسلامي، كانت امريكا ولسنوات طويلة متورطة في اسلمة ذلك البلد. الرئيس ريغان، الذي يحتفل به الجميع هذه الأيام، كان راضيا تماما عن الديكتاتور ضياء الحق، والذي كان الأسوأ من كل الحكومات الديكتاتورية البشعة في باكستان. وهذه الديكتاتورية طورت أسلحة نووية. الحكومة الامريكية سلكت طريقا مختلفا تماما في دعم الإسلام المتطرف، وذلك عن طريق تأسيس مدراس لتعليم القرآن بمساعدة الأموال السعودية. هذه المدارس لم تكن للتعليم، بل كانت لتحفيظ القرآن عن ظهر قلب، ولزرع عقيدة الجهاد في النفوس. وكانت نتيجة ذلك ما حدث قبل فترة وجيزة، حينما احتفل محامون شباب وصفقوا لقتلة حاكم البنجاب سليمان تاسير.
مصر اجتازت مرحلة الليبرالية الجديدة مع مخلفاتها ونتائجها المألوفة: فقر يسود الشعب، إلى جانب ثراء فاحش للطبقة ذات الامتيازات، والتي تضم سياسيين وكبار قواد الجيش وعائلات رجال المال والشركات الكبرى. إن التكتيك المتبع في هذه الأيام يهدف إلى أن يتعب الشعب والمتظاهرون والمحتجون حتى يرجعوا إلى بيوتهم. إن غالبية المتظاهرين في مصر اليوم هم من الفقراء. وهم بالتالي بحاجة ماسة إلى ما يسدون به رمقهم. هم ينتظرون الآن حتى يسكن غضبهم ويهدؤوا. وهم يراهنون على أن الجوع ومتطلبات الحياة، ستضطرهم عاجلا أم آجلا إلى العودة إلى العادية المفزعة التي كانوا يعيشونها من قبل والاستسلام من جديد. ولكن لغاية الآن ليس من الواضح إن كانت أجهزة السلطة ستتمكن من السيطرة على الشعب. إن الاستراتيجية التي تتبعها أجهزة السلطة الآن تتمثل في محاولة الجيش المصري كسب تأييد الشعب المصري لإعادة فرض النظام.
* ما هي توقعاتك الشخصية؟
* أن يحقق المتظاهرون أهدافهم. فالانتخابات المزيفة ومجلس الشعب المزيف هما السبب الرئيسي في اشعال الاحتجاجات. ينبغي على المصريين ان يدعوا لانتخابات نزيهة ونظيفة. فهذه الانتخابات هي التي ستمكن المجتمع المصري من السير في طريق الرخاء للجميع. ولكن هذا طريق طويل.
* ما الذي سيغير في قواعد اللعبة بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين؟
* امريكا لديها مخطط جاهز في هذا الخصوص. المشكلة بالنسبة لاسرائيل أن الحكومة المصرية القادمة قد تكف عن لعب دور سلبي تاريخيا وأن تمتنع عن المشاركة في المهزلة المفروضة عليها من امريكا. والدور آت على الاردن ايضا. إذا كانت هناك ديموقراطية، فالشعب هو الذي سيقرر أن لا يكون شريكا في الجريمة التي نفذتها مصر لحدّ الآن. أكبر دعم رسمي لمبارك أتى من اسرائيل والسعودية، الحلفاء التقليديين، الذين يريدون للوضع الحالي أن يبقى كما هو ويستمر. العقل السياسي الوحيد في العالم الذي تحدث في الأساببع الأخيرة علنا عن دعمه للديموقراطية في المنطقة، هو رجب طيب اردوغان، رئيس وزراء تركيا. لقد لعب دورا نظيفا في هذه الأحداث.

تشافيز يعلن تأييده للقذافي ووزير خارجيته يتخوف من اجتياح غربي للسيطرة على النفط الليبي
أعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، اليوم (السبت) دعمه للزعيم الليبي معمر القذافي في مواجهة الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله, ليخرج بذلك عن صمته الذي التزم به منذ انطلاق الاحتجاجات في ليبيا.وقال تشافيز عبر حسابه على موقع تويتر: "تعيش ليبيا واستقلالها. القذافي يواجه حرباً أهلية".وتميزت علاقات فنزويلا وليبيا بالتقارب الشديد خلال السنوات الاخيرة الى حد أن أعلن تشافيز خلال زيارة للقذافي الى كراكاس عام 2009 أنهما "متحدتان في المصير نفسه وفي المعركة ضد عدو مشترك" الإمبريالية الأمريكية.وكانت شائعات عدة سرت في الايام الماضية تفيد بأن القذافي فرّ الى فنزويلا,  لكن سرعان ما تبين عدم صحتها.وقال وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو أمام البرلمان: "إننا نرفض العنف لكن يجب تحليل النزاع الليبي بموضوعية. إننا نهيئ الظروف لتبرير اجتياج لليبيا بهدف رئيس هو السيطرة على النفط الليبي".


الثوار يمهلون القذافي 72 ساعة لمغادرة ليبيا ومشروع عربي سري لإقناعه بالرحيل


صد الثوار هجمات قوات معمر القذافي التي استخدمت المدفعية الثقيلة والطيران في راس لانوف والزاوية. ودارت معارك عنيفة بين الطرفين، وسط تقارير عن وقوع عشرات القتلى والجرحى.وأمهل الثوار القذافي 72 ساعة للتنحي ومغادرة ليبيا مقابل عدم ملاحقته في المحكمة الجنائية الدولية.ومع مرور ثلاثة أسابيع على انطلاق الثورة الليبية، بدا ان الخناق يضيق حول القذافي فيما أخذت فكرة فرض منطقة للحظر الجوي على ليبيا تشق طريقها نحو التنفيذ رغم الانقسام الدولي حولها. ولم تكن الضغوط الدولية الملوحة بحظر الطيران والتدخل العسكري أمس آخر هموم القذافي اذ قالت تقارير ان خلافا وانقساما واضحا برز بين أبنائه مؤخرا حيال طريقة تعاطيه مع الثورة الليبية، ففي حين أيد الساعدي وسيف الإسلام والمعتصم وخميس خطة والدهم لاخماد الثورة الشعبية بكل الوسائل العسكرية المتاحة، عارضها أبناؤه الآخرون عائشة وهانيبال ومحمد.إلى ذلك، نفت السلطات الليبية، أمس ما أوردته وسائل إعلام في وقت سابق عن أن ممثلاً عن القذافي عرض مباحثات مع المجلس الوطني الانتقالي بشأن رحيل القذافي.مصادر دبلوماسية عربية وغربية متطابقة كشفت لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن اتصالات سرية تستهدف إقناع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بالتخلي عن السلطة، غير أن مسؤولا مقربا من القذافي نفى لـ«الشرق الأوسط» أن يكون القذافي قد عرض على المجلس الوطني الليبي المناوئ له برئاسة وزير العدل السابق المستشار مصطفى عبد الجليل أي صفقة سياسية لتأمين خروج القذافي إلى خارج ليبيا مقابل تخليه عن السلطة التي يقودها منذ عام 1969. وقال المسؤول الذي أجرى أمس، بناء على طلبه، اتصالا هاتفيا مع «الشرق الأوسط» من طرابلس، إن المطروح هو فقط صيغة للمصالحة الوطنية لوقف نزف الدماء، أما موضوع بقاء القذافي في الحكم من عدمه فهو ليس مطروحا للنقاش مع أي جهة سواء داخل أو خارج ليبيا. وأضاف: «قلنا ونكرر: العقيد (القذافي) ليس برئيس أو حاكم تقليدي حتى يتنحى عن السلطة وهو (أي القذافي) قال لو أنه كان رئيسا لرمى استقالته في وجه من يطالبونه بها».وأكد المسؤول الليبي أن القذافي لا يبحث عن ملاذ آمن للخروج من ليبيا، مشددا على أنه (القذافي) باق في موقعه كقائد للثورة، كما نفى المسؤول الليبي صحة ما تردد عن توجيه الساعدي نجل العقيد القذافي اتهامات عنيفة إلى شقيقه الثاني سيف الإسلام خلال لقاء مع إحدى القنوات الفضائية العربية، معتبرا أن تصريحات الساعدي تم فهمها على نحو خاطئ. وقال: «هناك محاولات للوقيعة بين أبناء القذافي وكبار مساعديه، لكنى أؤكد لكم أن هذا غير صحيح»، بيد أنه رفض في المقابل التعليق على معلومات بشأن حدوث إطلاق نار مكثف داخل مقر إقامة القذافي بثكنة باب العزيزية المحصنة في قلب طرابلس قبل بضعة أيام.وكان مسؤولون رسميون في الحكومة الليبية قد تباروا أمس في نفي وجود عرض من القذافي على المجلس الوطني الانتقالي الذي دشنه مؤخرا منشقون عنه ومعارضون له لإدارة المناطق المحررة من قبضة القذافي بعد ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات الشعبية.وبدا أن هناك خلافا بين أعضاء المجلس الوطني ورئيسه حول كيفية التعامل مع القذافي، حيث منحه عبد الجليل مهلة لمدة 72 ساعة فقط للخروج من الحكم مقابل عدم ملاحقته حقنا للدماء، في حين قال أعضاء آخرون في المجلس إنه يجب اعتقال القذافي ومحاكمته على «الجرائم البشعة» التي ارتكبها نظامه على مدى السنوات الـ42 الماضية ضد الشعب الليبي. واكتفت طرابلس بإنكار وجود أي عرض، وسخرت من فكرة تنازل القذافي عن سلطة لا يمتلكها، لكن عبد المنعم الهوني ممثل المجلس الوطني لدى الجامعة العربية بعد انشقاقه على نظام القذافي، قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان القذافي كما يدعي لا يشغل منصب الرئيس الشرعي للبلاد؛ فالسؤال هو: على أي أساس يمارس صلاحيات رئيس دولة ويأمر بقتل مواطنيه».ومع ذلك، علمت «الشرق الأوسط» أن رئيس إحدى الحكومات الغربية الوثيق الصلة بالقذافي يسعى لتشكيل وفد أوروبي يضم بعض رؤساء شركات النفط العاملة في ليبيا للتوجه إلى طرابلس الغرب حاملا معه عرضا للكذابي بتأمين خروجه مقابل عدم ملاحقته.وقالت مصادر غربية وعربية متطابقة لـ«لشرق الأوسط»: «مع مرور الوقت سنكتشف أن لا حل عسكريا لإنهاء هذا الوضع. ثمة مشروع سري يجري تداوله بتحفظ شديد بين بعض الحلفاء السابقين للكذابي لإقناعه بترك السلطة وعدم التمادي في قيادة بلاده إلى الهاوية». وأوضحت أن الجامعة العربية جزء من هذه المداولات للحصول على دعم عربي لها، مشيرة إلى أن هناك موافقة مبدئية من المجلس الوطني الانتقالي لاعتماد هذا المشروع إذا قبله القذافي.وعلمت «الشرق الأوسط» أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أجرى أمس اتصالا هاتفيا مطولا هو الأول من نوعه مع المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الليبي المناوئ للكذابي على خلفية استعدادات الجامعة العربية لعقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة يوم السبت المقبل.وراجت أمس معلومات عن وجود اتجاه عربي لتوجيه دعوة رسمية إلى المستشار عبد الجليل لحضور الاجتماع والمشاركة في فعالياته للمرة الأولى وإتاحة الفرصة له لكي يخاطب المجتمع الدولي من منبر الجامعة العربية وتوجيه ضربة سياسية وإعلامية ضخمة لنظام حكم القذافي. لكن مسؤولا مقربا من رئيس المجلس الوطني قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يعتقد أن لدى المستشار عبد الجليل الوقت الكافي للمشاركة في هذا الاجتماع، مضيفا في اتصال هاتفي من مدينة بنغازي التي يتخذها المجلس مقرا له: «ثمة احتمالات ضعيفة ما زالت قائمة لكنى أستبعدها».من جهته، قال الهوني لـ«الشرق الأوسط» إنه يتوقع أن يتخذ وزراء الخارجية العرب قرارا مهما بشأن تأييد المساعي الدولية لفرض حظر طيران على النظام الليبي لمنعه من الاستمرار في الغارات الوحشية لإخماد الثورة الشعبية ضده ولتفادى حدوث خسائر بشرية في الأرواح، بالإضافة إلى التعهد بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى الشعب الليبي من دون قيود أو شروط. ونفى الهوني أن تكون السعودية أو أي دولة عربية أخرى تقدم حاليا مساعدات عسكرية للمناهضين للكذابي، وقال: «ليس صحيحا أننا نحصل على أي دعم عسكري، لكن أي جهة تريد أن تقدم مساعدات؛ فنحن من جانبنا نرحب بذلك».إلى ذلك، أجرى أمس محمد إسماعيل، أحد أبرز مساعدي سيف الإسلام النجل الثاني للعقيد القذافي، اتصالا هاتفيا أمس مع «الشرق الأوسط» ليؤكد أنه ما زال على قيد الحياة ولم يقتل كما تردد في أول أيام الاحتجاجات الشعبية ضد القذافي. وقال إسماعيل: «أنا هنا في طرابلس أشرب الشاي. الوضع هنا جيد ولم أمت بعد».
 (وكالات + الشرق الأوسط)
                   3/8/2011





سايكس بيكو جديد

بقلم- محمد حسنين هيكل

أكد الكاتب والمحلل السياسي المخضرم محمد حسنين هيكل بأن ما يشهده العالم العربي هذه الأيام ليس « ربيعاً عربياً » وإنما « سايكس بيكو » جديد لتقسيم العالم العربي وتقاسم موارده ومواقعه ضمن 3 مشاريع، الأول غربي « أوربي- امريكي » والثاني إيراني والثالث تركي بالإضافة إلى نصف مشروع اسرائيلي لإجهاض القضية الفلسطينية.. منوهاً بأن الثورات لا تصنع ويستحيل أن تنجح بهذا الاسلوب باعتبارها فعل لا يتم بطريقة « تسليم المفتاح » من قوى خارجية تطلب السيطرة ولا تريد إلا مصالحها فقط ولا يصح أن يتصور أحد أنها بعد المصالح تريد تحرير شعب لافتاً إلى ان الاعتراف الامريكي الغربي بالاخوان المسلمين لم يأت قبولاً بحق لهم ولا اعجاباً ولا حكمة، لكنه جاء قبولاً بنصيحة عدد من المستشرقين لتوظيف ذلك في تأجيج فتنة في الإسلام لصالح آخرين، مضيفاً بأن نشوة الاخوان بالاعتراف الأمريكي الغربي بشرعيتهم لم تعطهم فرصة كافية لدراسة دواعي الاعتراف بعد نشوة الاعتراف جاء ذلك في حوار أجرته صحيفة « الاهرام » المصرية مؤخراً مع الكاتب والمحلل السياسي محمد حسنين هيكل حيث أشار هيكل إلى أن ما نراه الآن ليس مجرد ربيع عربي تهب نسماته على المنطقة، وإنما هو تغيير اقليمي ودولي وسياسي يتحرك بسرعة كاسحة على جبهة عريضة ويحدث آثاراً عميقة ومحفوفة بالمخاطر أيضاًوقال: « ما نراه في هذه اللحظة هو مشروع قومي يتهاوى، وبقاياه تجري إزاحتها الآن، ومشروعات أخرى تتسابق إلى الفراغ، بعد أن أضاع ذلك المشروع مكانه وزمانه ».. وأضاف: « أكاد أرى الآن خرائط كانت معلقة على الجدران ترفع الآن وتطوى، لأن المشاهد اختلفت، فالمواقع العصية تأدبت أو يجري تأديبها والمواقع الضائعة استعيدت أو انها تستعاد الآن، وكل ذلك تمهيد لفصل في شرق أوسط يعاد الآن تخطيطه وترتيبه وتأمينه، حتى لا يفلت مرة أخرى كما حدث عندما راود العرب حلم مشروعهم القومي، وتبدى لسنوات كأن هذا المشروع القومي العربي هو شكل المستقبل وأوضح هيكل قائلاً: « على الساحة الآن وبالتحديد 3 مشروعات ونصف.. الأول غربي يبدو مصمماً ولديه فعلاً من أدوات الفعل والتأثير ما يشجع طلابه، والثاني مشروع تركي يبدو طامحاً، والثالث مشروع ايراني يؤذن من بعيد على استحياء، ثم أخيراً نصف مشروع أو شبح مشروع اسرائيلي يتسم بالغلاظة مشيراً إلى أن المشروع الغربي وهو أمريكي أوربي يزحف على خطين وبحركة كماشة على الجناحين تطوق وتحاصر، الخط الأول مرئي مسموع محسوس ومسعاه اغراق المنطقة في صراع اسلامي – اسلامي، وبالتحديد سني شيعي، وقد بدأ زحف هذا الخط من عدة سنوات، عندما سقط النظام الامبراطوري في ايران، وحل محله نظام الثورة الاسلامية.. أما الخط الثاني لهذا المشروع الامريكي – الأوروبي فهو الخط الموازي لخط الفتنة والذي يزحف بسرعة لافتة حتى يسبق غيره والمتمثل بتقسيم المنطقة على طريقة « سايكس بيكو » مع تعديل ما تقتضيه متغيرات الاحوال مبيناً أن « الخرائط الجديدة لا توزع إرث الخلافة العثمانية وإنما توزع إرث المشروع القومي العربي الذي تمكن من طرد الاستعمار الغربي في مرحلة سابقة وحاول أن يملأ الفراغ وعجز.. وأن دولة الخلافة العثمانية لم تستطع أن تحمي أملاكها، وهكذا جرى ارثها، وان المشروع العربي لم يستطع أن يحمي نفسه وهكذا اليوم يتوزع ارثه واستطرد هيكل قائلاً: « سايكس بيكو الأولى كانت خطاً على خريطة، يصل من (الكاف) إلى (الكاف).. الكاف في عكا والكاف في كركوك ويفصل الشمال.. هذه المرة ليس هناك خطاً فاصلاً، وانما هناك مواقع متناثرة.. التقسيم في المرة الأولى كان تقسيماً جغرافياً وتوزيع أوطان، ولكن التقسيم هذه المرة تقسيم موارد ومواقع، وبوضوح فإن ما يجري تقسيمه الآن هو أولاً النفط وفوائضه.. نفط وفوائض ليبيا بعد نفط وفوائض العراق وفي رده على سؤال طلب منه إعطاء نموذج لتطبيق سايكس بيكو الجديدة عملياً على ما يجري الآن في ليبيا، أجاب هيكل قائلاً: « نحن نعلم مما نقرؤه الآن أن نفط ليبيا جرى توزيع امتيازاته فعلاً، وبنسب أذيعت على الملأ، كانت 30% لفرنسا (شركة توتال) و20% لبريطانيا (شركة بريتش بتروليم)، والحصة أقل لأن بريطانيا أخذت أكثر في نفط العراق.. وليست أمامي الآن نسب التوزيع فيما بقي، لكن ايطاليا تطالب بحق مكتسب (شركة إيني)، ثم ان الشركات الامريكية تلح على دخول قائمة الوارثين.. وبعد إرث الموارد هناك.ثانياً تخصيص المواقع من خلال قاعدة للاسطول السادس في طرابلس لأمريكا ومركز مخابرات في بنغازي وطبرق لبريطانيا، وإيطاليا تحتج بانها تاريخياً تعتبر ليبيا منطقة نفوذ لها، وفرنسا عبر البحر لها مطالبها.. كل هذا وصوت المعارك لا يزال يدوي، وسيل الدماء لا يزال يتدفق ونقل هيكل اعترافاً جاء على لسان شخص قريب الصلة بالمجلس الانتقالي في لييبا بأنهم تصوروا بمجرد هبة في بنغازي ان يفعل القذافي مثل ما فعل بن علي في تونس ومبارك في مصر ويمشي، وانهم خرجوا إلى الشوارع وانكشفوا لكن هذا الرجل لم يمشي وبقي في ليبيا ومعه جزء كبير من البلد وجزء كبير من الناس، وكذلك معظم الجيش ومعظم القبائل أيضاً، ولذلك اضطروا إلى قبول أي مساعدة « التدخل الاجنبي العسكري » ولو أن القذافي هرب واراحهم لما وقعوا في هذا المأزق، لكنه لم يفعلوا أشار هيكل إلى أن ما يجري في ليبيا لم يعد ثورة شعبية فقط، وانما يبدو الآن غزواً خارجياً، واستيلاء راح ضحيته حتى الآن أكثر من 30 الف رجل وامراة وطفل من الليبيين، وجرح منهم قرابة 70 الف، وقع تدمير مرافق ومنشآت وعبر هيكل عن اعتقاده بأن المقاومة في ليبيا مستمرة وان « الذين يقاومون مع القذافي يفعلون ذلك بانتمائهم إلى الوطن الليبي، ليس تمسكاً بالقذافي ولكن لأن هناك غزواً لليبيا، ونفس الداعي سوف يصل بليبيا مدناً وقبائل إلى حافة حرب أهلية وإذ شدد هيكل على أن نضج عناصر أي ثورة ضرورة لنجاح فعلها، قال: « بكل أمانة فالثورات لا تصنع ويستحيل أن تنجح بهذا الاسلوب.. الثورات فعل لا يتم بطريقة (تسليم المفتاح)، أعني أنه ليست هناك ثورات تسليم مفتاح من قوى خارجية تطلب السيطرة.. هذه القوى الخارجية تريد مصالحها فقط، ولا يصح ان يتصور أحد انها بعد المصالح تريد تحرير شعب.. ولقد عرفنا مما سمعناه ورأيناه في شبه الجزيرة العربية عن بناء القصور بطريقة مقاولة (تسليم مفتاح) كما يقال في التعبير الشائع- وذلك حدث أيضاً في مجال الموانئ والمطارات، كله مدفوع نقداً ومقدماً برسم التسليم على المفتاح.. لكن الثورات شيء آخروقال هيكل: « قرأت قبل أسابيع عنواناً في صحيفة بأن حلف الاطلنطي يفتح الطريق لتحرير طرابلس وأنا لا أعلم أن حلف الاطلنطي يريد أن يحرر شبراً عربياً وأضاف: « لم يتعلم العرب في الماضي ولا في الحاضر أنه ليست هناك عهود للدول إلا ما تقتضيه أسباب القوة، فكلهم سوف يتنكرون لأي عهد عند أول منحنى على الطريق إذا دعته مصالحه وفي معرض حديثه عن سوريا قال هيكل بأن التدخل العسكري الاجنبي في سوريا في هذه اللحظة مخيف وأن البديل بالغزو الاجنبي في هذه الظروف يصعب تقدير عواقبه خصوصاً بعد ما جرى في العراق واليمن والسودان وأخيراً ليبيا وأضاف: لا تتحمل المنطقة من بغداد إلى بنغازي بالعرض، ولا من حلب إلى عدن بالطول، كل هذا الذي يقع وبإلحاح واصرار على انها الازاحة هنا وبواسطة تدخل جيوش وأساطيل أجنبية وعن المشروعين الايراني والتركي في المنطقة، أوضح هيكل بأن هناك مشروع ايراني وهو محدود في إطاره لأسباب عديدة تضعها الجغرافيا بالمسافات ويصنعها التاريخ بالثقافات، إلى جانب أن هذا المشروع تحت حصار، وعليه فان استراتيجيته الآن دفاع، وهناك أيضاً مشروع تركي لديه حظ أكبر لأن أساسه التاريخي لا يزال في الذاكرة وفي المواريث.. مذكراً بأن تركيا العثمانية كانت هي الضحية التي توزع ارثها على الآخرين في « سايكس بيكو » الأولى وهي الآن امام اغراء ان تكون شريكاً في الارث الجديد بعد ان كانت ضحيته في سابقه وإذ حذر هيكل من دخول العرب في فتنة المذاهب كون ذلك « سيؤدي إلى كوارث بدايتها ما نراه في اليمن والبحرين ».. وانتقد هيكل وبشدة عدم استيعاب « الاخوان المسلمين » لما يحدث، مرجعاً ذلك لما أسماه « نشوة الاعتراف » بشرعيتهم والتي لم تعطهم فرصة كافية لدراسة دواعي الاعتراف بعد نشوة الاعتراف، بحسب هيكل وقال بأن: « الاعتراف الامريكي والغربي بالاخوان المسلمين لم يجيء قبولاً بحق لهم، ولا تقديراً تجلت دواعيه فجأة امام المعترفين، ولا اعجاباً ولا حكمة، لكنه جاء قبولاً – ولو جزئياً- بنصيحة عدد من المستشرقين بينهم « برنارد لويس تطلب مدداً ليستكمل عزل ايران في العالم العربي والاسلامي بالفتنة المذهبية وأضاف هيكل بأن ما حدث في بداية القبول بنصائح « برنارد لويس » هو أن السياسة الامريكية حاولت توظيف قادة وزعماء من العرب لتحقيق المطلب، وعلقت أهمية ظاهرة على جهود الامراء والرؤساء في محاولة تغيير طبيعة الصراع الرئيسي في المنطقة من صراع (عربي اسرائيلي) إلى صراع (عربي فارسي) وأن النجاح لم يكن بمستوى ما يطلبه الكبار في واشنطن وغيرها، فتجددت نصيحة الاستشراق بان الافضل فاعلية للمواجهة لتصبح أقوى، إذا انتقلت من كونها حكومات امام حكومات لكي تصبح مجتمعات ضد مجتمعات، ولتكن المواجهة بين المذاهب الاسلامية كونها عداءً مباشراً وأعمق نفاذاً وتحدث هيكل عما حدث من تعديل في السياسة الامريكية نحو تشجيع وتوسيع عملية المواجهة بين جماعات سنة وجماعات شيعة.. وأضاف: بهذا القصد طرأت مسألة الاعتراف بالاخوان وبقبول مشاركتهم شرعياً فيما كان محظوراً عليهم من قبل، والاخوان تنظيم سني نشيط، ومن المفيد كذلك أن يرى أصحاب الطلب هذه اللحظة ان يكون للاخوان السنة دور على مستوى الشارع العربي في مواجهة مع الشيعة في قلبه وأردف قائلاً: كان من حق الاخوان ان يعترف بهم لكن واجبهم بعد النشوة ان يطلوا على بواعث الاعتراف، بمعنى ان حقهم صحيح لكن توظيف هذا الحق في تأجيج فتنة في الاسلام لصالح آخرين خطأً، خصوصاً في هذه الظروف وفي ذات الصعيد أكد عدد من المحللين والمراقبين ان مشاركة ايطاليا وبريطانيا وفرنسا وتركيا وقطر وأمريكا في تقاسم ثروات ليبيا قد باتت حتمية وبقوة، مستشهدين بزيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي ورئيس الحكومة البريطانية كاميرون إلى طرابلس أواخر أغسطس الماضي لحضور ما أسموه « حفلة تقاسم الكعكة النفطية الليبية » والتي خص فيها رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل « الحلفاء والاصدقاء » بان لهم الأولوية في عقود النفط، وبأن كل من ساعد ليبيا سيكون له الأولوية في جميع الميادين، لا في قطاع الطاقة والنفط فحسب وقالوا ان ليبيا تشهد حالياً تسريعاً لوتيرة العمل في انتاج النفط بغية تأمين إيرادات الحكومة الجديدة وكونه أيضاً حاجة ملحة لدول الغرب، وخصوصاً انها على أبواب الشتاء وتحتاج إلى كميات من الغاز للتدفئة، وفيما تتأهب الشركات النفطية الأجنبية لاستئناف عملها في الحقول الليبية، تتأهب شركات أخرى تابعة للدول التي شاركت في عملية « الحامي الموحد » لحلف شمال الاطلنطي في ليبيا، للتمتع بامتيازات جديدة كعربون « وفاء » لوقفة دولها مع المعارضين الليبيين في عملية اطاحة نظام القذافي

 The Day 21 of October 2011 in the middle east and the black autumn of No:...... in Arab lives. Opinions that count and deserve reading. First, the London based Alquds Al-arabi and some electronic press in Jorgang.Here we go:

مسيرة جمعة العشائر في وسط البلد

[10/21/2011 1:42:05 PM]

عمون - شهيرة خطاطبة - انطلقت عقب صلاة الجمعة في وسط العاصمة عمان مسيرة تحت شعار "جمعة العشائر" ، في رد على الإعتداءات التي حصلت خلال مهرجان خطابي اقيم في بلدة سلحوب الأسبوع الماضي قببل رحيل حكومة معروف البخيت بيومين.وغلب على الفعالية المُحددة منذ السبت الماضي الطابع الإسلامي حيث رفعت ولأول مرة بعد غياب طويل أعلام الحركة الإسلامية ، كما اشارت فروع الحزب بأسماءها التي جاءت من المحافظات ، فيما لفَ المسيرة علم أردني كبيرة .وقدر مراقبون عدد المشاركين بين الـ (3000 - 4000) مشارك الذين كبروا خلال المسيرة وعلى صوتهم بـ "الله أكبر .. الله أكبر " في إشارة منهم للإنتصار برحيل حكومة معروف البخيت ..وهتفوا "البخيت باي باي المُصلح هيو جاي ".."البخيت طار طار والشعب هو القرار" ..وضمت المسيرة عددا من احزاب المعارضة ممثلين عن أبناء قبائل وتجمعات كبيرة أبرزها عشائر بني حسن الذين وقعت في مناطقهم الإعتداء على مهرجان الجبهة الوطنية للإصلاح ، وبني حميدة وبني صخر .واستجهن المشاركون في المسيرة الإعتداءت التي كانت تنفذ بشكل "منظم" على الحراك الإصلاحي في الأردن معتبرين أنه جزء من التعبير السلمي الذي منحهم أياه الدستور مطالبين رئيس الوزراء المكلف الجديد عون الخصاونة حماية هذا المبدأ.كما رفعوا شعارات دامت طوال الأشهر الماضية موضع تمسك من قبلهم وأبرزها الخصخصة ومكافحة الفساد وعدم التدخلات الأمنية في الحياة العامة . وشارك في المسيرة قيادات إسلامية أبرزها المراقب العام السابق للإخوان المسلمين سالم الفلاحات ،ورئيس مجلس الشورى في جماعة الإخوان المسلمين ورئيس المكتب السياسي لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيدوهتف المشاركون في المسيرة ضد الرئيس السوري بشار الاسد ، كما عبروا عن دعمهم للأشقاء الليبيين مهنئينهم بالانتصار على الطاغية معمر القذافي .ووقع خلاف في الرأي بين منظمي المسيرة حيث عبر تجمع من المشاركين باسم أبناء ذيبان عن رفضهم لسياسة الإقصاء التي تمارس من قبل "حاملي المايكروفون" وقبل أن تتأزم الأمور وتتفاقم المشكلة تدخل سالم الفلاحات معتبراً أن الجميع في مركب واحد هدفه الإصلاح داعياً أحد الراغبين بالتحدث للخطابة.ولوحظ انخفاض عدد التواجد الامني لتسهيل حركة التنقل للمشاركين في المسيرة ، بينما فصلت قوى أمنية بين المسيرة وبين شبان مناوئين لحراكهم عبروا عن رأيهم بطريقة سلمية أيضاً دون إحتكاك .الى ذلك اعتصم العشرات من الفعاليات الشعبية والشبابية امام دار رئاسة الوزراء على الدوار الرابع للمطالبة بالمزيد من الاصلالحات ورفض استخدام ما اسموه البلطجة لصدي اعتصامتهم ومهرجانتهم السلمية .وأشار بني رشيد لـ عمون إلى ان الرئيس المكلف يواجه تحديا في انجاز مرحلةالاصلاح السياسي، وتمنى لرئيس الوزراء المكلف عون خصاونة النجاح في خلق مناخ سياسي جديد وكف يد الاجهزة الامنية عن الحياة العامة وكسر التبعية والخروج مما وصفه انه نفق مظلم قد تدخله البلاد ما لم يغتنم الفرصة لتحقيق الاصلاح.وابدا بني ارشيد تفاؤلا حذرا لما قد يحدث في ظل الحكومة الجديدة.وعلت حناجر المتظاهرين بهتافات :

ما بدنا ابر تخدير بدنا اصلاع وتغيير

اللي محيي هذي الدار حرامية ما بدنا نشوف ما خلوا بجيبي مصروف الله محيي

هذي الدار بدنا قانون انتخاب بيعطي قوة للنواب بيحمي البلد من الذياب

لا مكان للزعران على ارضك يا عمان

هذي الارض للصلاة مش للكازينو والعراة

الاصلاح لازم يصير هذا مطلب الجماهير

اسمع مني هذا السر ...يا اردني يا حر... اكثر من نصف مليار ...جانا نفط

من الكويت وباعوه على السكيت

سمع عني هالاخبار

كلمة حق صريحة وادي عربة فضيحة

شكرا شكرا يا الله سقطوا سقطوا هالطغاة

والقذافي هيو طار عد ايامك يا بشار

من الشمال للجنوب كلنا معاك يا سلحوب

وين اموال البوتاس ....والفوسفات

وشعارات اخرى تدور حول الاصلاح ومحاربة الفساد وكف يد الاجهزة الأمنية عن الجياة العامة

تحديث/ مقتل المجرم مدمر الكذابي على أيدي العدالة الشعبية

الخميس, 20 تشرين1/أكتوير 2011 15:53 قيم هذا الموضوع1 2 3 4 5 (0 تقيم)

تأكد مقتل المجرم مدمر الكذابي على أيدي العدالة الشعبية..

وكالة الأنباء الفرنسية نشرت صورته مقتولا..

وقد أكد أعلن المجلس الانتقالي الليبي مقتل العقيد معمر القذافي بعد تضارب الأنباء حول مصيره.وأكد الصحافي الليبي محمود الفرجاني أنه "رآه بأم العين جثة هامدة". وقال قائد ميداني إنه تم العثور على القذافي في حفرة داخل مدينة سرت، ولم يبد أي مقاومة، وكان مذهولاً من وصول الثوار إليه، وكانت به إصابات قديمة في الوجه والقدمين، وكان معه مسدسان وحقيبة وساعة يد.وفي خضم ذلك ذكرت وكالة "رويترز" أن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل سيوجه كلمة إلى الشعب الليبي، حسب ما أوردته قناة ليبيا الحرة.تقارير غير مؤكدة كانت افادت، أن ثوار الشعب الليبي الشقيق امسكوا بالمجرم مدمر الكذابي داخل حفر, في أحد احياء مدينة سرت، وكان يصرخ مفزوعا "لا تقتلوني.. لا تقتلوني"..عبد المجيد، وهو مسؤول في المجلس الوطني الإنتقالي قال إن الكذابي أمسك به في سرت..تضيف التقارير أن الدجال كان مصابا في قدميه، وأنه تم نقله بواسطة سيارة اسعاف محروسة إلى أحد مشافي المدينة..صرح قائد آخر يدعى محمد ليث قائلا " داعتقل القذافي واصيب بجروح خطيرة لكنه لا يزال يتنفس".كما ذكرت تقارير أن وزير الدفاع الليبي السابق أبو بكر يونس قد قتل في سرت.من جانبها قالت وزارة الخارجية الأميركية أنها لا تستطيع تأكيد نبأ اعتقال القذافي.وتأتي الأنباء بعد قليل من إعلان قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على اخر مواقع القوات الموالية للكذابي في المدينة.وقال قادة عسكريون إن قوات المجلس ستنهي القتال الخميس وستعلن في غضون ساعات تحرير سرت من قوات الدكتاتور السابق.ونلقت وكالة رويترز للأنباء عن يونس العبدلي رئيس العمليات في الشطر الشرقي من المدينة قوله "تم تحرير سرت".وأضاف العبدلي أن قواته تطارد الآن مقاتلي الكذابي الذين يحاولون الفرار.وكانت قوات المجلس الانتقالي قد بدأت في وقت مبكر من صباح الخميس هجوما شاملا على آخر الجيوب التي يتحصن فيها الموالون للكذابي.وذكرت تقارير أن الطريق الرئيسي الذي يؤدي إلى الحي رقم 2 باتجاه الشرق أصبح الآن مفتوحا وشوهدت سيارات وآليات مقاتلي المجلس الانتقالي وهي تسير فيه.ويحاصر مئات من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي المدينة الساحلية منذ اسابيع في جهد يخيم عليه الفوضى للقضاء على اخر جيب مقاومة ضد الانتفاضة التي أنهت حكم الدتاتور الجبان الذي دام اثنين وأربعين عاما.ويرجئ المجلس الانتقالي الاعلان عن انتهاء حكم الكذابي، الذي امسك بالسلطة قبل اثنين واربعين عاما، لحين السيطرة الكاملة على سرت. (عن المستقبل العربي)

منصور ل"عمون" : لقاء جديد مع الخصاونة لحسم مشاركتنا من عدمها

[10/21/2011 9:14:31 PM]

عمون - اياد الجغبير - قررت الحركة الاسلامية في الاردن التريث بشأن مشاركتها في حكومة رئيس الوزراء المكلف د.عون الخصاونة على ما قاله امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور الذي ابلغ "عمون" ان اجتماعا اخر سيضم ممثلين من قياديي الحزب مع الخصاونة في وقت لاحق ".تصريحات منصور جاءت عقب اجتماع حضره اعضاء الكتب التنفيذي لكل من الاخوان وجبهة العمل الاسلامي امتد حوالي الساعتين من مساء الجمعة .ولم يفصح منصور عن موعد انعقاد لقاءهم الثاني مع رئيس الوزراء المكلف عون الخصاونة .وكان الاسلاميون نظموا ظهر الجمعة مسيرة انطلقت من امام المسجد الحسيني وسط مدينة عمان باتجاه ساحة النخيل للمطالبة بالاصلاح .



اعدام القذافي ومهمة الناتو

عبد الباري عطوان

2011-10-21

تزايدت الأدلة والبراهين التي تؤكد وجود اتفاق مسبق بين انصار المجلس الوطني الليبي الانتقالي، وقادة دول حلف الناتو، على تصفية العقيد معمر القذافي وابنائه والمقربين منه جسدياً، وعدم اعتقالهم أحياء، لتجنب تقديمهم الى محاكمات عادلة، يمكن ان تؤدي الى كشف أسرار وملفات لا يريد هؤلاء ان تظهر الى العلن، خاصة تلك المتعلقة بتعاون أجهزة الأمن الغربية مع النظام السابق، في قمع وتعذيب واغتيال شخصيات ليبية معارضة.

الصورة لا تكذب، خاصة اذا كانت تسجيلاً حياً، وشاهدنا أشرطة بثتها قنوات فضائية تظهر الزعيم الليبي السابق وهو يسير على قدميه، ويستعطف معتقليه الرحمة به، وعدم قتله، مثلما شاهدنا صوراً حية لابنه المعتصم وهو ملقى على الأرض يحرك يديه ولا نقطة دم واحدة على جسمه، ثم في صور اخرى وقد تحول الى جثة هامدة، وثقب كبير بين صدره وعنقه، قال الطبيب الشرعي الذي فحص جثمانه انه نتيجة عملية قتل بسلاح ثقيل، وأكد انه جرى اعدامه بعد اعدام والده برصاصة في الرأس. والشيء نفسه حصل للواء ابو بكر يونس جابر وزير الدفاع.

السيدة صفية فركاش ارملة المرحوم تقدمت بطلب رسمي الى الامم المتحدة للتحقيق في ظروف اعدامه، واعلن مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان عن عزمه اجراء تحقيق في مقتل الزعيم الليبي بعد اعتقاله حياً.

اللافت ان جميع قادة المجتمع الغربي الحر الذين لم يتوقفوا عن القاء محاضرات علينا حول كيفية احترام حقوق الانسان، وتطبيق حكم القانون، لم يعترضوا على عملية الاعدام هذه بل باركوها. وعلينا ان نتخيل كيف سيكون موقف هؤلاء لو ان حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' قد اعدمت الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط ومثلت بجثته، وسحلته في شوارع قطاع غزة.

نعم معمر القذافي كان مجرماً دموياً، نكّل بأفراد شعبه، وحرمهم من ابسط سبل العيش الكريم، وهم اناس احرار، شرفاء، سمتهم التواضع والكرم وعزة النفس ويرضون بأقل القليل، ولكن هذا لا يعني ان يعامل بالطريقة التي كان يعامل فيها خصومه ومعارضيه الذين يطالبون بالقضاء العادل واحترام الحد الادنى من مبادئ حقوق الانسان وقيمها.

شخصياً اصبت بصدمة وانا أرى بعض العناصر التابعة للمجلس الوطني الانتقالي تنهال ضرباً وبالأحذية على رأس رجل جريح، وتجره على الأرض، وتضاعفت هذه الصدمة عندما جرى عرض جثمانه وولده المعتصم في حاوية قذرة في مصراتة امام المارة، وكأن لا حرمة للموت.

يجادل البعض من المسؤولين في ليبيا 'الجديدة' ان قتله يعفي من اجراءات قضائية معقدة، قد تطول وتؤثر سلباً على العملية الانتقالية، وبناء مؤسسات الدولة، ولكن هذا الجدل واصحابه ينسون انهم يريدون ان تكون هذه المؤسسات ديمقراطية، اساسها العدالة وحقوق الانسان والحكم الرشيد. ولا نعتقد ان عمليات الاعدام للزعيم الليبي الراحل ورجاله تستقيم مع هذه التطلعات.

' ' '

شككنا منذ البداية في نوايا حلف الناتو وتدخله في ليبيا، ليس لأننا ضد حماية ابناء الشعب الليبي من مجازر القذافي ورجاله، فهذه مهمة سامية نؤيدها بقوة، وانما لأننا ندرك ان هذا التدخل يأتي لأسباب اخرى غير انسانية، واستعمارية في الاساس.

أليس غريباً ان تستمر عمليات حلف الناتو وغاراته لما بعد سقوط طرابلس العاصمة، وانهيار نظام العقيد القذافي، ولجوء حفنة من انصاره الى مدينتي سرت وبني وليد، وذلك تحت ذريعة حماية المدنيين الليبيين.. اي مدنيين يتحدث عنهم هؤلاء، فهل الذين كانت تقصفهم طائرات حلف الناتو في المدينتين هم من انصار المجلس الوطني الانتقالي، او المعارضين لنظام الطاغية؟

لم يكن من قبيل الصدفة ان يعلن حلف الناتو وقادته، انتهاء مهمتهم في ليبيا بعد اقل من 24 ساعة من مقتل الزعيم الليبي ونجله ووزير دفاعه، فمهمة الناتو لم تكن في الاساس لحماية المدنيين، فهذه ذريعة، ولا تغيير النظام، واما قتل رأس النظام ايضاً.

بإعدام العقيد القذافي بالطريقة الدموية التي شاهدنا، وشاهدها معنا العالم بأسره، تكون ليبيا طوت صفحة سوداء في تاريخها ، ولكن المأمول ان تكون الصفحة الجديدة التي تنوي فتحها اكثر بياضاً، عنوانها التسامح والترفع عن النزعات الثأرية والانتقامية، التي لمسنا ابشع صورها في تصفية رموز النظام السابق.

' ' '

صحيح ان ليبيا تملك المال، بل الكثير منه، حيث هناك اكثر من 160 مليار دولار مجمدة أودعها النظام السابق في حسابات اوروبية وامريكية، ودخل سنوي من عوائد النفط في حدود 50 مليار دولار سنوياً، والمال ربما يسهل، بل يعجل بحل الكثير من المشاكل، ولكن يظل سلاح المال هذا قاصراً وغير فاعل اذا لم يتم ترميم الوحدة الوطنية بسرعة، وتحقيق المصالحة، وبالتالي التعايش بين مختلف القبائل والمناطق، بروح بعيدة عن منطق المنتصر والمهزوم.

الإعلام العربي، والفضائي منه على وجه الخصوص، لعب دورا كبيرا في تزوير الكثير من الحقائق، وخرج عن المهنية مرات عديدة، وهذا لا يعني ان الاعلام الغربي كان افضل حالا، وقد آن الأوان لكي يكفر هذا الاعلام عن اخطائه ،ويعمل من اجل الحفاظ على وحدة ليبيا الترابية ، وتعزيز أواصر التلاحم بين ابناء شعبها الواحد.

نخشى على ليبيا من التقسيم والتفتيت، مثلما نخشى عليها من عدم الاستقرار، والغرق في حروب داخلية، حتى بعد إعدام العقيد القذافي،وهناك العديد من المؤشرات التي تعزز هذه المخاوف، حيث فوضى السلاح والخلافات بين الليبراليين والاسلامييين، والمشارقة والمغاربة، وهي مخاوف عبّر عنها قادة في نظام الحكم الانتقالي الجديد انفسهم.

العقيد القذافي لم يجد أحداً يتعاطف معه، واذا كان هناك من متعاطفين في الداخل والخارج فهم قله خجولة، لا تجرؤ على اظهار تعاطفها، لان سجل الرجل الدموي لم يكسبه الكثير من الاصدقاء، والمأمول ان يكون حكام ليبيا الجدد عكسه تماماً، وان لا تحركهم الاحقاد والثارات، وان كنا حذرين جداً في الاغراق في التفاؤل، بعد ان شاهدنا عدالة الخارجين عن القانون تطبق ضد من يختلفون معهم، وهم في ابشع لحظات ضعفهم وانهيارهم.

موت بطعم مرير

نداف ايال

2011-10-21

يوم طويل مر على جثة معمر القذافي. تقارير أولية عن موت في المعركة استبدل بواقع مثير: صور حاكم خائف ونازف يجر ويتعرض للضرب من رجال مسلحين، وبعد ذلك النهاية المتوقعة جثة شبه عارية ملقاة في سيارة تندر. الفيلم القصير الذي بث المرة تلو الاخرى في أرجاء العالم أثبت، دون ريب، بان الطعم السيء الذي ميزه في حياته انتقل بالوراثة الى أعدائه الأمر. صور اطلاق النار في الهواء واحتفالات النشوة حول سيارة التندر حيث جثة الطاغية كانت سابقة اخرى لموجة الثورات في العالم العربي. منذ الستينيات والسبعينيات لم يعرض موت عنيف بهذا القدر لحاكم في أعقاب ثورة أو انقلاب. حسني مبارك يقدم الى المحاكمة، الرئيس التونسي بن علي فر، وفي سوريا المعركة لا تزال جارية. ولكن ما بدأ في ليبيا كثورة سرعان ما تطور، برعاية العطش لدماء أبناء عائلة القذافي، الى حرب أهلية شاملة. في مثل هذه الحرب يتم القتال حتى الموت واذا كان ممكنا تسحل جثة الطاغية في الشوارع. محاولة وحشية لنزع السحر الاسود لحكمه. ليبيا القبلية والصحراوية ما كانت مرشحة لمنح القذافي موت عادل رسمي. طغيان القذافي كان الاكثر غرابة وتميزا في العالم العربي. والغرابة الاساس لحاكم ليبيا لم تكن مسألة هامشية بعد تعبيرا أعلى عن دكتاتوريته. كان هذا سبيله لان يجسد التحقير التام للمسلّمات العربية او الغربية والثقة التامة بقدرته على الحكم بكل ثمن. تدخله العميق في النشاط الارهابي من الـ أي.آر.ايه في ايرلندا الشمالية، عبر تفجير طائرة بان إم، وحتى المساعدة السخية للارهاب الفلسطيني يشذ في حماسته عما هو دارج حتى في العالم العربي. فترة العزلة الطويلة التي عاشها انتهت برعاية ادارة بوش في واشنطن وحكومة بلير في لندن، ودحرت عائلات قتلى لوكربي. القذافي تحلل من برنامجه النووي الاولي ومن تلك اللحظة حظي بمديح من الغرب. عندما وصل الى روما سمح له برلسكوني أحد مؤيديه الكبار ان يقيم خيمة في وسط المدينة (الحاكم الليبي لم يشعر بالراحة في المناطق). في باريس أيضا غرس القذافي خيمته، بل وربط الى جانبها جمل. هذا التسامح، من لندن حتى روما كان بالطبع يرتبط باحتياطات النفط والغاز الهائلة في ليبيا. عبدالباسط المجرحي، الليبي الوحيد الذي ادين بالضلوع في تفجير طائرة بان إم، افرج عنه من سجنه في سكوتلندا. بعد وقت قصير من ذلك تلقى البريطانيون عقدا بالمليارات لتطوير حقول الغاز. ولكن بدون الغرب ما كان الثوار لينجحوا. وللدقة: نيكولا ساركوزي وباراك اوباما هما اللذان قررا الحملة العسكرية الواسعة لاسناد المعارضة الليبية. القذافي كان في طريقه الى تصفية معاقل الثوار، ولكن عندها جاءت الهجمات الجوية للناتو. المصلحة الغربية واضحة تماما: مثلما في مصر، يتطلع الغرب الى ان يموضع نفسه كمؤيد للثورة وليس للطاغية. اعمال القذافي جعلته منبوذا في الرأي العام الغربي. في ضوء قرب ليبيا من اوروبا واحتياطاتها من الطاقة، فان تصفيته كانت مصلحة عليا. ليبيا كفيلة بان تدخل الى فترة طويلة من الصراع القبلي الوحشي، ولكن في بروكسل وواشنطن يأملون في نفوذ غربي على المدى القصير على الاقل. اسعار النفط هبطت منذ أمس. في قصر الرئاسة في دمشق لا بد انهم شاهدوا صور جثة القذافي. طغاة الشرق الاوسط يطاح بهم، يحاكمون او يصفون الواحد تلو الاخر. لبشار الاسد ايضا لا يوجد الى أين المفر. واذا ما انتصرت الثورة السورية، فسيمر يوم طويل على جثته أيضا.

معاريف 21/10/2011

العالم أراد جثة

البروفيسور ايال زيسر

2011-10-21

الفتك الوحشي الذي ارتكب بحاكم ليبيا السابق معمر القذافي لم يصدم احدا لا في ليبيا نفسها، ولا ايضا في اوروبا والولايات المتحدة. العكس هو الصحيح، فمن كل صوب تدفقت التهاني الى حكام الدولة الجدد الذين اطاحوا بالقذافي واحتلوا مكانه، ولبداية فصل جديد في تاريخ هذه الدولة. وعليه فانه عندما يدور الحديث عن مصالح، كالنفط مثلا، فانه مريح لزعماء العالم ان ينفذ أحد ما نيابة عنهم المهمة القذرة بلا محكمة عدل عليا وبلا منظمات حقوق انسان، فيما هم يبقون نظيفي الايادي. واحدا واحدا يجد الطغاة العرب أنفسهم يسقطون من سموهم العالي الى دركهم الاسفل العميق، من اعالي الحكم وملذاته الى النهاية المهينة والحقيرة. الاول كان صدام حسين، حاكم العراق، الذي امسك به في نهاية العام 2003 على ايدي القوات الامريكية وهو مختبىء في حفرة عميقة. ومثل عديم المنزل العادي، اخرجه الامريكيون من مخبئه واجروا عليه فحصا طبيا مهينا بث في كل قنوات التلفزيون. بعد ذلك قدمته الحكومة العراقية الى المحاكمة، حكم بالاعدام وشنق. فيما حرص احد جلاديه على تصوير لحظة الموت بالهاتف النقال، بالضبط مثلما تصرف مصفو القذافي. بعد بضع سنوات جاء دور حسني مبارك، الذي وجد نفسه ينقل على سرير مرضه الى المحكمة الى جانب نجليه. وأمس جاءت، كما أسلفنا، نهاية القذافي.على القذافي يمكن القول انه قطف ثمار حكم الطغيان والقمع الذي اقامه، حكم الفساد وتبذير المقدرات الطبيعية لبلاده. ويمكن الاشارة الى أنه على مدى سنوات حكمه قتل على يديه مئات بل وربما الاف الليبيين.في العالم العربي مال الناس لتجاهل تصفية القذافي. في سورية لم ينشروا ابدا الصور وفي دول اخرى كانت التقارير عنه هامشية وذلك على ما يبدو كي لا يمنح احد أفكار فيحاول تطبيقها في بلاده. ومع ذلك، فان الفتك الذي نفذ امس بالقذافي يعيد الى أرض الواقع من أمل بان تصبح ليبيا ديمقراطية مزدهرة. يتبين ان العصابات التي تمسك اليوم بالحكم في ليبيا هي جزء من لحم القذافي، جزء من لحم مجتمع تقليدي بل وحماسي. طريق ليبيا وطريق الشرق الاوسط نحو الاستقرار والديمقراطية يبقى، إذن طويلا مثلما كان.

اسرائيل اليوم 21/10/2011

حقنة تشجيع للشعب السوري

صحف عبرية

2011-10-21

موت العقيد معمر القذافي بعد نحو 42 سنة من حكمه لا يرمز الى نهاية عهد في تاريخ ليبيا. فحكم القذافي وعائلته انتهى قبل نحو شهر ونصف عندما نجحت قوات الثوار في السيطرة على طرابلس وتحول القذافي من مطارد الى طريد. ولكن موته يبشر ببداية عهد جديد في ليبيا، ليس واضحا كيف سيكون. حتى الان كانت المعارضة السابقة منشغلة بمحاولات اعتقال القذافي وابنائه وبقدر ما ببناء شبكة العلاقات لليبيا الجديدة مع الاسرة الدولية. المجلس الوطني المؤقت يتلقى الان فرصة حقيقية لتثبيت استقرار الدولة واقامة حكومة فيها. الصور التي بثت امس في قناة الصمود، التي تعمل تحت حكم ليبيا الجديدة، تضمنت صورا فظيعة لحشد ينفذ فتكا بالقذافي. ولكن ليس القذافي وحده قتل في الهجوم على منطقة سرت، بلدة مولده. معه ايضا كان كبار رجالات حكمه الرهيب: وزير الدفاع السابق، وزير المخابرات وابن القذافي، المعتصم. اما بالنسبة لمصير ابن آخر، سيف الاسلام السائد، فكانت تقارير متضاربة. عمليا، لم تعد توجد مقاومة للمجلس الوطني المؤقت. اعادة بناء ليبيا التي تتشكل من نحو 140 قبيلة، تبدو كمهمة شبه متعذرة. فشل المجلس في اقامة حكومة مؤقتة يدل حتى على هذه المصاعب. اضافة الى ذلك، فان موت القذافي يبشر ايضا بتقلص دور الناتو في ما يجري في الدولة ونقل كل الصلاحات الامنية والمدنية الى المجلس الوطني المؤقت وحده. من الان فصاعدا سيكون الليبيون عمليا المسؤولين الوحيدين عن مصيرهم. اذا كان ثمة شيء ما يمكنه أن يواسي الليبيين في ضوء مستقبلهم الذي يلفه الغموض فهو 'مواساة الكثيرين'. اكثر من عشرة أشهر مرت منذ بدأ 'الربيع العربي' ولم تستقر في أي واحدة من الدول العربية التي حظيت بزيارة الثورة مصر، تونس وليبيا قيادة مستقرة وقوية بينما في اخرى، كاليمن وسورية تنجح القيادة القديمة في التمسك باهداب الحكم. صحيح أنه في تونس ستجرى انتخابات للبرلمان يوم الاحد، ولكن ليس معنى الامر ان الديمقراطية ستسود هناك. حاليا على الاقل، مستقبل هذه الدول الثلاثة في عهد ما بعد الثورة لا يبدو افضل من ماضيها. زعيمان بارزان يلوحان كحلقتين ضعيفتين قادمتين في الشرق الاوسط: الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وبالطبع جار اسرائيل الشمالي، الرئيس السوري بشار الاسد. رغم أن التقارير من سورية تظهر أقل فاقل في وسائل الاعلام ورغم ان الاسرة الدولية ترفض العمل عسكريا ضد نظام الاسد، فان المظاهرات في ارجاء الدولة لا تتوقف حتى ولا ليوم واحد. وعلم أمس عن مظاهرات كبرى في مدينة حمص، حيث احتفل السكان بسقوط القذافي ورفعوا يافطات كتب عليها: 'الجرذ من ليبيا امسك به، والان سيأتي دور الجرثومة من سورية'. صور الفتك الذي ارتكبه الليبيون بحق زعيمهم وهو لا يزال على قيد الحياة ستشجع فقط أكثر فأكثر المتظاهرين السوريين على مواصلة نشاطهم ضد نظام الاسد. الطوق، مثلما في الاشهر السبعة الاخيرة، يتوثق فقط حول رقبة الرئيس السوري.

هآرتس 21/10/2011

اذا كان الاسد حكيما فليهرب

صحف عبرية

2011-10-21


بسقوط عدوك لا تفرح، توصي اليهودية، ولكن هذا منوط بمن هو عدوك: أنا فرحت بسقوط صدام حسين، فرحت بسقوط معمر القذافي وسأفرح بسقوط بشار الاسد. من ناحية العدل التاريخي لا فرق بين نهاية صدام ونهاية القذافي، باستثناء حقيقة ان الاول اعدم بعد محاكمة استعراضية سخيفة والثاني اعدم قبل ذات المحاكمة. هذا، وحقيقة أن اسقاط صدام كلف حياة عشرات الالاف في الوقت الذي كان اسقاط القذافي 'بخسا' بالنسبة لحياة الانسان. نظرية الدومينو تعمل بالذات في الشرق الاوسط المجنون. التالي في الدور سيكون حاكم سوريا، دكتاتور وحشي ومريض لا صلاح له. وهو وحيد في قصره نظر الاسد امس بحزن وبعصبية الى صور تصفية القذافي وبالحدس عرف بان ذات المصير يترقبه هو ايضا ويترقب ابناء عائلته. نظامه منتهٍ، واذا ما تبقت قطرة عقل في رأسه فان عليه أن يهرب منذ هذه الليلة من دمشق الى مكان آمن في أمريكا اللاتينية. هو وكلاب حراسته قتلوا حتى الان متظاهرين أكثر مما قتل في كل حرب ليبيا. من قتل أمس على ايدي عصبة من حملة السلاح من ابناء شعبه، ليس فقط حاكم ليبيا. معه قتل ايضا الرمز الاخيرة لطريقة الحكم السياسية التي سادت العالم العربي على مدى اكثر من نصف قرن: 'الاشتراكية العربية'. الاشتراكية العربية ألهبت حماسة الجماهير في الدول العربية في الخمسينيات من القرن الماضي مع تحررها من قيود الاستعمار. وقد اقترحت خليطا من القومية العربية الفتية والمستقلة مع شكل حكم حديث يعتمد على الحزب الواحد وعلى سيطرة الدولة على الاقتصاد. الاشتراكية العربية وعدت المؤمنين بها بجنة مزدوجة، على الارض وفي السماء. توجهت الى المشاعر والى العقل عندما عرضت وحققت برامج تنمية وحداثة اجتماعية.ولكن منذ نهاية السبعينيات تبين ان للاشتراكية العربية لا يوجد افق. الايديولوجيا الاجتماعية تبخرت منها تماما ولم يتبقَ سوى الطمع العاري للحكم لدى نخبة حزبية عسكرية ضيقة، لم تكن مستعدة لان تتخلى عن امتيازاتها وتمسكت حتى اللحظة الاخيرة بقرون المذبح. الى أن تحطم المذبح تحت غضب الشعب. يظهر التاريخ بان دولا ديمقراطية بل ودول شبه ديمقراطية، لا تقاتل الواحدة ضد الاخرى، حتى عندما يسود بينهما العداء. وعليه فليس ظاهرا ما لاسرائيل أن تأسف عليه بنهاية الدكتاتوريين من مدرسة 'الاشتراكية العربية' العفنة ومواصلي دربها. فقد قاتلونا ولم يكونوا من عاطفينا، على أقل تقدير. ولكن ما هو الاحتمال في أن تضرب الديمقراطية جذورها في العالم العربي ولا تحتل مكانها دكتاتورية اسلامية متزمتة. للتخوف في ان يحصل هذا يوجد أساس بالفعل، ولكن لا يوجد له بعد تجسيد في الواقع. عملية تغيير الدكتاتوريات بصناديق الاقتراع لم يحصل حتى الان في أي دولة عربية اسلامية. لا في العراق، لا في افغانستان ولا في السودان. صحيح، هناك من يتنبأ ان في الانتخابات القريبة القادمة في تونس وبعد ذلك في مصر سيستغل الاسلاميون اللعبة الديمقراطية من أجل الوصول بواسطتها الى الحكم ودفنه لاحقا. ولكن عندي رأي آخر: للديمقراطية، برأيي قدرة رائعة على الدفاع عن نفسها، ومن اللحظة التي تنهض فيها وتسيطر على الجماعة البشرية. بكون الديمقراطية فطرة الانسان، فليس الانسان مستعدا للتخلي عنها بسهولة، ولا سيما بعد أن يكون تذوق طعمها. لا سبب يدعو الخلق في العالم العربي يتصرفون على نحو مختلف.

يديعوت 21/10/2011

الاسد يتأمل صورة الطاغية الميت

يوسي بيلين

2011-10-21

عندما توقفت عيون العالم عند وجه الدكتاتور الهاذي الميت معمر القذافي، نظر اليه رجل واحد (وربما ليس فقط رجل واحد) فرأى نفسه.كان هذا بشار الاسد. طبيب العيون السابق شرح على ما يبدو لنفسه بانه ليس القذافي، وان سوريا ليست ليبيا، وان الناتو ليس في أعقابه، وانه لا يزال لديه مؤيدون أقوياء في العالم في صورة الصين وروسيا وبالطبع ايران. رجال بلاطه يوجهون انتباهه الى مظاهرات التأييد لنظامه والى الاف المشاركين فيها اسبوعا بعد اسبوع. يعودون للتعهد له بان الجيش معه، وان الفارين هم اعشابا ضارة يجب مواصلة معالجتهم بيد من حديد. الوزيرة بثينة شعبان، صلته مع العالم، تقول له ان العالم لا يزال يعطيه فرصة. اما هو، بشار، فلا يمكنه أن يرفع عينيه عن هذه الصورة، صورة القذافي الميت. حتى الان آمن بان الطائفة العلوية لن تسمح له بالسقوط، وان الضباط الكبار سيبقون معه وسيوافقون على اطلاق النار على المتظاهرين السوريين، المحرضين ـ هكذا هو مقتنع ـ من جهات أجنبية. عندما رأى مصير صدام حسين شرح لنفسه انه خلافا لصدام فانه لم يهدد العالم. عندما رأى مبارك يحمل على حمالة الى محاكمته، قال لنفسه ان ليس لمبارك طائفة بذلت كل ما يمكن كي لا يسقط. عندما رأى بن علي يفر من تونس الى السعودية، قال لنفسه ان هذا جبان لم يكن مستعدا لان يكافح في سبيل طريقه. ولكن عندما يرى القذافي الميت، رغم جيشه، رغم قبيلته التي أيدته حتى اللحظة الاخيرة، رغم سبل الفرار التي أمنها لنفسه في سرت، مدينة مولده فانه ملزم بان يتوصل الى الاستنتاج بان أقوال البطولة لمبارك والقذافي بانهما لن يغادرا بلديهما، وانهما يؤمنان بالتأييد الواسع من الجمهور وانهما سيموتان في وطنيهما، لم تترك انطباعا خاصا على أحد. محتمل جدا أن 20 تشرين الاول/اكتوبر سيصبح ليس فقط يوما تاريخيا في تاريخ ليبيا، بل وايضا نقطة انعطافة في اعتبارات هذا الرجل الذي وصل الى الحكم كنتيجة لحادثة طرق، ولم يعرف ماذا يفعل بالقوة التي نزلت الى يديه، ولم تكن له أي فكرة عن الاصلاحات السلطوية عندما عقد مؤسسات حكمه البلشفي كي يتحدث عن تعديلات دستورية.بشار الاسد رأى المراجعة الاخيرة لنهاية حكمه. يحتمل جدا ان يكون استنتاجه هو الشروع في رزم الحقائب. ايران كفيلة بان تنتظره.

اسرائيل اليوم 21/10/2011

طغاة لا يزالون على كراسيهم

عوديد غرانوت

2011-10-21

الليبيون قتلوا أمس الرجل الذي حاكمهم لاكثر من أربعين سنة، بالضبط مثلما تعامل العراقيون مع زعيمهم قبل خمس سنوات. مع فارق صغير واحد: صدام اعدم شنقا بعد محاكمة علنية ومغطاة اعلاميا. اما القذافي فاطلقت النار على رأسه مثل كلب في فعل من الفتك وبمحاكمة أمام جمهور متعطش للدماء. مسألة حظ وظروف. ولكن المفارقة هي أنهما كلاهما، القذافي وصدام على حد سواء، كانا سيطول عمرهما حتى هذا العام لولا هرعت الدول الغربية لمساعدة الليبيين والعراقيين على التخلص منهما. في خطوات هجومية عسكرية، وبمساعدة معلومات استخبارية من الجو ومن الارض، بالسلاح، بالمعدات وبكل ما تيسر.بتعبير آخر: ليس العراقيون، بل الامريكيون هم الذين اسقطوا صدام حسين مثلما حلف الناتو، وليس 'الثوار' ذوي ربطات الرأس الملونة وسيارات التندر المستعملة، هو الذي صفى حكم القذافي. والى هذا نضيف: واشنطن هي التي منذ بداية الطريق القت بحسني مبارك الى الكلاب، وربما الان ايضا نادمة قليلا على ذلك. الامر يبعث على أفكار لاذعة بشأن المساهمة الفاعلة للدول الغربية في حث قيم الديمقراطية وحقوق الانسان في دول الشرق الاوسط. ما يحصل الان في العراق ما بعد صدام، الذي يستجدي الجيش الامريكي الا يغادر، خشية أن يسقط فريسة للتآمر الايراني؛ ما يحصل في مصر بعد اسقاط مبارك، والتي لن تستقر بعد ولا تزال تتحسس طريقها؛ ما سيحصل في ليبيا، الممزقة بين القبائل المتخاصمة ومن يدري متى ستتحد حول حكم مركزي كل هذه هي دليل خالد على انه سهل نسبيا اسقاط حاكم طاغية بواسطة تكنولوجيا عسكرية متفوقة، ولكن اصعب بكثير بناء دولة جديدة وحديثة على خرائب الانظمة القديمة. طغاة شرق اوسطيون لا يزالون على كراسيهم، مثل بشار الاسد، يمكنهم أن يستخلصوا ثلاثة دروس فورية من الحالة البائسة لصدام والقذافي ومبارك ايضا. الدرس الاول: لا تكن أبدا بطلا، لا تنتظر حتى النهاية واهرب طالما كان ممكنا الهرب. إذ من هو ذو الحظ الاكبر: القذافي الميت؟ مبارك المحبوس؟أم بن علي التونسي الذي نجح في الهرب الى السعودية؟. الدرس الثاني: أبدا لا تنزع بارادتك الطيبة السلاح الذي في يدك، فما بالك عندما يكون هذا سلاحا غير تقليدي.القذافي، وقد سبق أن قيل هذا من قبل، كان غبيا تاما بالمفاهيم الشرق اوسطية عندما نزع سلاحه الكيماوي الذي جمعه وسلاحه النووي الذي اعتزم تطويره. وهكذا جعل نفسه هدفا مثاليا لقصف الحلف الاطلسي. الدرس الثالث: إحرص ابدا على خلق أحلاف مع جهات اقليمية قوية، مزودة هي أيضا بسلاح متطور ويمكنها أن تمنحك مظلة ردع ضد هجوم غربي، كايران وحزب الله. وهذا بالضبط ما يفعله بشار الاسد في هذه اللحظات. كونه استوعب الدرس الثاني والثالث، فلا يزال لا يشعر انه يتعين عليه أن يطبق الدرس الاول.

معاريف 21/10/2011

بيبي ليس زعيما حتى الآن

يوئيل ماركوس

2011-10-21

سيأتي يوم يعرض فيه على بيبي السؤال التقليدي بأسلوب بلاتو شارون: 'ماذا فعلت من اجل الدولة؟'، وسيفكر ويفكر، ويستطيع في النهاية ان يجيب: حررت جنديا مختطفا من أسره. اجل، جندي شاب واحد. لو أنهم عرضوا هذا السؤال على دافيد بن غوريون لأجاب: انشأت دولة اسرائيل، ولو انهم عرضوه على مناحيم بيغن لأجاب بأنه جاء بالسلام مع مصر. وكان اسحق رابين يجيب بأنه جاء بسلسلة اتفاقات سلام تشمل الاعتراف بمبدأ الدولتين في اتفاق اوسلو الذي وقع عليه في مراسم احتفالية على أعشاب البيت الابيض.وكان اريك شارون ربما يجيب بأنه اول رئيس حكومة أخلى بالقوة مستوطنات غوش قطيف في غزة بأمل خزن 'حلم ارض اسرائيل الكاملة'. وكان اهود باراك يستطيع ان يجيب بأنه فعل ما لم يتجرأ أحد من رؤساء الحكومة على فعله قبله وهو الخطوة الزعامية التي هي اخراج الجيش الاسرائيلي من لبنان ذات ليلة.أفرج رابين عن 1150 مخربا مقابل اعادة يوسف غروف وحزاي شاي ونسيم سالم في الصفقة السيئة الذكر، صفقة جبريل. قبل تنفيذ الصفقة بيوم تم في ديوانه لقاء مع 'لجنة المحرِرين'. واذا لم أكن مخطئا فقد كان محرر صحيفة 'هآرتس' غرشام شوكان هو الذي سأل هل يوجد بين المفرج عنهم من 'توجد دماء على أيديهم'. وكان جواب رابين لا لبس فيه: لا. ليس واضحا حتى اليوم هل ضللنا على عمد أم لم يثبت للضغط ووافق في آخر لحظة على الافراج عن كبار القتلة. بعد ذلك اعترف رابين بأنه ما كان يستطيع ان يثبت لنظرات مريام غروف وضغوطها. وعلى كل حال كشفت هذه الصفقة التي عصفت بالدولة عن نقطة ضعفنا. وفيما يتعلق بحماس: حينما رأت انها لا تستطيع ان تتغلب علينا، حولت الاختطاف الى سلاحها الذري.غير الموقع أدناه باعتباره جزءا من شعب اسرائيل كله، رأيه عدة مرات في قضية غلعاد شليط. فقد كتبت ذات مرة 'لا بكل ثمن' وكتبت اخرى 'نعم بكل ثمن'. لم تطارد هذه المعضلة الشعب فقط بل أحدثت مشكلة نهايتها معلومة سلفا. وليس مهما أن ينشئوا لجانا تقرر انه 'من الآن فصاعدا' سيكون واحد مقابل واحد فقط فلسنا على ثقة من ان هذه الدراما لن تتكرر. فاذا كانت الصفقة متفقا عليها جدا وشعب اسرائيل متأثرا جدا فلماذا لا تتكرر في المستقبل ايضا.بخلاف رد الجمهور الغاضب على الافراج بالجملة عن مخربين في الماضي، استُقبل القرار هذه المرة بتفهم بل بفرح. وذلك قبل كل شيء بسبب شخصية شليط الذي بدا في جميع الصور مثل ولد أمه. وثانيا بسبب المعركة التي قامت بها العائلة. فقد احتلت قلب الجمهور بمظاهرات هادئة. ولم يكن والد في الدولة لم يفكر ماذا كان يحدث لو ان ابنه كان محبوسا في ظلام القبو خمس سنين. لا يوجد أحد غير سعيد من اجل العائلة لكنه حزين وقلق ويتساءل كيف لم يعرف الجيش وأذرع الاستخبارات البعيدة الصيت أين هو محبوس.تبنى بيبي قرارا أُنضج في الحكومة السابقة وجند الأكثرية في حكومته واهتم بأن يُعظم وبحق نصيبه في اتخاذ القرار. كانت سارة زوجته الاولى التي هاتفت والدة شليط في خيمة الاحتجاج لتبلغها ان ابنها على شفا الافراج عنه. ربما كان يمكن تنفيذ الصفقة بشروط مشابهة في فترة رئيس الحكومة السابق ايضا. لكن رئيسي الاذرع الاستخبارية كانا مؤيدين هذه المرة بخلاف الماضي. وحقيقة ان هذا حدث في ولايته وكانت له الجرأة لاطلاق مئات القتلة، بدعم من الجهات الامنية، تضيف اليه نقطة ستُتذكر له تذكرا حسنا.فهل يجعل هذا بيبي زعيما يقود الى السلام؟ سيكون أشرار يزعمون ان بيبي كُسر ازاء ضغط ثبت له أسلافه. بيبي لم يُكسر بل كسب مكسبا لتعزيز مكانته السياسية والشخصية. ان الافراج عن شليط عنده أسهل كثيرا من التنازل عن اراض من اجل السلام. ان عملا زعاميا واحدا لا يجعل بيبي زعيما وينبغي ألا ننسى ان قيادة حماس كانت في ضائقة بسبب ضغط مئات العائلات لاطلاق أقربائها الذين مكثوا في السجن سنين طويلة.ان ما رأيناه من جملة ما رأيناه في التفاوض هو ان مصر وتركيا غير غائبتين حينما يُحتاج اليهما. ان الافراج عن شليط وحده لا يجعل نتنياهو زعيما. سيعتبر زعيما حقيقيا في اليوم الذي يعلم فيه ان التنازلات المفرطة يقومون بها لا من اجل جندي واحد بل من اجل تسوية سلمية في حدود آمنة من اجل الشعب كله وهو ما يزال بعيدا عن هناك.

هآرتس 21/10/2011

من حماس الى عباس

أسرة التحرير

2011-10-21

موجات الفرح والانفعال التي ألمت بالدولة مع عودة غلعاد شليط الى الديار ترافقت وتخوفا من الثمن الذي قد يدفعه مواطنون اسرائيليون على تحرير مئات السجناء الفلسطينيين الذين كانوا شاركوا في أعمال قتل وحشية. الكثيرون منهم يرفضون الاعراب عن الندم على قتل مواطنين اسرائيليين ويتمسكون بالكفاح العنيف.في الالتماسات التي رفعت الى محكمة العدل العليا ضد الصفقة عشية تنفيذها اشير الى ان عددا كبيرا من السجناء الذين تحرروا في صفقات سابقة عادوا الى عادتهم القديمة. منتقدو الصفقة يقولون انها ستشجع منظمات الارهاب الفلسطينية على اختطاف مواطنين وجنود اسرائيليين آخرين، لتحرير المخربين المتبقين في السجن. لتقليص التهديد، أصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ألا يسمح لبضع عشرات من كبار رجالات حماس من بين السجناء المحررين بالعودة الى بيوتهم في الضفة. ولكن التهديد الجوهري على سلامة مواطني اسرائيل وعلى مصالحها الاستراتيجية يرفرف على أعلام حماس التي استقبلت السجناء المحررين في المناطق. أناشيد حماس كانت كالصدى لحجة وزراء اليمين المتطرف الذين ادعوا بان الصفقة ستمنح 'ريح اسناد' للمنظمة وهكذا تصعد خطر الارهاب. بالفعل، صفقة تحرير السجناء، مثل فك الارتباط احادي الجانب عن قطاع غزة، تعلم الفلسطينيين بانه في الوقت الذي تمتنع فيه حكومة اليمين عن تحرير زعماء فتح وتدير صراع ابادة دبلوماسي ضد الاعتراف الدولي بحل الدولتين في حدود 67 فان حماس، بطريقها العنيف، تنجح في ان تعيد الى بيوتهم مئات السجناء. في القرار لدفع الثمن اللازم لقاء تحرير شليط، أبدى نتنياهو زعامة وتصميما حيال كتلة اليمين المتطرف. ينبغي التوقع في أن يبدي ذات المزايا ويمنح 'ريح اسناد' للشريك الفلسطيني، محمود عباس، الذي لا يوفر جهدا في منع الارهاب ويعلن صبح مساء عن معارضته للعنف. على نتنياهو أن يشرك عباس في النقاش حول تركيبة مجموعة الـ 550 سجينا المرشحين للتحرير في المرحلة الثانية من الصفقة. هذا سيكون بدء مناسب للدخول في مفاوضات جدية على التسوية الدائمة حسب صيغة الرباعية.

هآرتس 21/10/2011

الثلة القليلة من أصدقاء القذافي ينعون وفاة «البطل»..

 ويتهمون واشنطن بالدعوة لقتله

22-10-2011

غزة - دنيا الوطن

لم يكن العقيد الليبي معمر القذافي يحظى بالكثير من الأصدقاء خلال الأيام الأخيرة التي سبقت وفاته، سوى الأشخاص الذين زعم أنهم لا يزالون يدعمونه علانية ضد المعارضة المتزايدة. فأثنى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، الذي ألقى باللائمة على الغرب في التدخل في الاضطرابات الجارية في الشرق الأوسط، بداية الشهر الجاري، على الموالين للعقيد للقذافي و«مقاومتهم للغزو والعدوان، سائلا الله أن يحمي أخانا معمر القذافي». ومن بين حلفاء القذافي أيضا، رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي، الذي رفض الاعتراف بالحكومة المؤقتة في ليبيا وطالب حكام ليبيا الجدد بالتفاوض مع العقيد الهارب، وعبر عن تعاطفه مع نظام القذافي الذي مزق إربا على يد «مكائد الإمبريالية». وفي كوبا، أدان فيدل كاسترو الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية التي ارتكبتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو في ليبيا. ورغم عدم إدلاء أي من كاسترو أو موغابي بأحاديث عامة حول وفاة القذافي اليوم، عمد شافيز إلى تأبين العقيد لدى عودته إلى فنزويلا، حيث كان يعالج من مرض السرطان في كوبا، في حديثه إلى صحيفة «إل يونيفرسال»، عن غضبه تجاه مقتل القذافي، وأعلن أن الإمبريالية الأميركية «لن تتمكن من السيطرة على العالم، وأننا سنذكر القذافي كمحارب عظيم وثوري وشهيد أبد الدهر»، حسبما أوردته صحيفة «واشنطن بوست» أمس.كما عبرت وسائل الإعلام المملوكة للدولة في فنزويلا وزيمبابوي عن تضامنها مع القذافي، فقالت محطة «فنزولانا دي» تلفزيون إن القذافي «اغتيل» ـ فعل لم يستخدم في وصف الحدث سوى من عدد محدود من وسائل الإعلام ـ في الوقت ذاته سخرت وكالة الأنباء الوطنية في فنزويلا من القادة الغربيين (رعاة العدوان ضد ليبيا) الذين يتحدثون عن الديمقراطية، في الوقت الذي شنوا فيه حملة عسكرية في ليبيا ويقيمون علاقات تجارية مع قادتها الجدد. وقال المحلل رايموندو كابتشي لوكالة الأنباء الوطنية الفنزويلية إن وزيرة الخارجية الأميركية الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أعطت تصريحا وشجعت عمليا على «اغتيال» القذافي خلال زيارتها الأخيرة إلى ليبيا.في الوقت ذاته، جاء تعليق هيئة الإذاعة الزيمبابوية على مقتل القذافي في صورة نعي. وأشارت الإذاعة إلى أن القذافي «كان معاديا للنهج الغربي الإمبريالي»، واصفة إياه «بعدو الغرب، ودعمه المالي والعسكري القوي الذي أكسبه الكثير من الحلفاء في القارة الأفريقية» (بما في ذلك زيمبابوي). وأضافت الإذاعة: «ربما تكون قوات المتمردين قد قتلته، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو، الذين تدخلوا في الانتفاضة الليبية التي استهدفت العقيد القذافي مستخدمين ضرباتهم الجوية التي قتلت الآلاف من المدنيين في هذه العملية، هي التي أسقطت القذافي».وفي غضون ذلك، رفض مجلس الدوما (البرلمان الروسي) أمس مشروع قرار تقدم به عدد من ممثلي المعارضة حول إدانة مقتل القذافي والإعراب عن تعازي الشعب الروسي لأبناء الشعب الليبي بهذه المناسبة، بينما أدان الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، أحد حلفاء القذافي، عملية قتله.وكان ممثل كتلة الحزب الشيوعي الروسي طرح اقتراحه حول إصدار بيان عن المجلس يعرب فيه الأعضاء عن تعازيهم للشعب الليبي في وفاة العقيد في نفس الوقت الذي انتقد فيه عدد من ممثلي المعارضة الروسية في مجلس الدوما مقتل القذافي. ووصف فلاديمير جيرينوفسكي نائب رئيس مجلس الدوما زعيم الحزب الليبرالي مقتل القذافي بأنه عمل همجي، كما طالبت إحدى أعضاء كتلة «العدالة الروسية» باستدعاء سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية لإلقاء بيان يتضمن موقف روسيا الرسمي من الأوضاع الراهنة في ليبيا والحديث عن مدى احتمالات بقاء قوات الناتو هناك.وقال جيرينوفسكي المعروف بصداقته القديمة مع كل من القذافي والزعيم العراقي الأسبق صدام حسين إنه «لا يستطيع أن يسمى بغير ذلك لجوء الجماهير إلى الأساليب الإجرامية لتصفية زعيم البلاد الذي طالما فعل الكثير من أجل شعبه» على حد قوله. وقد فشلت المعارضة في طرح مشروع البيان على التصويت بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني اللازم حيث لم يصوت معه سوى 98 عضوا في الوقت الذي تبلغ فيه نسبة النصاب القانوني ما يزيد عن نصف عدد أعضاء المجلس أي 225 زائد واحد. وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أعلن فور سماعه نبأ اعتقال القذافي أنه خبر رائع مؤكدا ضرورة العمل من أجل إحلال السلام في ليبيا وأنها لا بد أن تكون دولة ديمقراطية عصرية يستطيع فيها كل ممثلي القبائل الليبية التوصل إلى اتفاق حول هيكلية السلطة في ليبيا بما يمكن معه بناء الدولة العصرية.من جانبه، قال وزير لافروف أمس إن مقتل القذافي يثير الكثير من التساؤلات. وأضاف أن زعماء العالم الغربي تصرفوا بطريقة «غير ناضجة» عندما احتفلوا بمقتل القذافي.وقال لافروف لإذاعة صدى موسكو إن «قرار (المجتمع الدولي) أنه فقد شرعيته وعليه الرحيل. الطريقة التي قتل فيها تثير الكثير من الأسئلة (..) إن أفعال حلف شمال الأطلسي تهمنا من منظور القانون الدولي».وأضاف أن العقيد الليبي «لم يكن يشكل تهديدا لأحد» عندما قصفت موكبه قوات حلف الأطلسي التي كانت مهمتها تقضي بفرض احترام الحظر الجوي. وأوضح لافروف «ليس هناك أي صلة بين الحظر الجوي ومهاجمة أهداف أرضية، بما في ذلك هذه القافلة، وخصوصا أن هذه القافلة لم تكن تهاجم أحدا».واعتبر أن روسيا تعتقد أنه كان يتعين معاملة القذافي كأسير حرب بموجب اتفاقات جنيف وكان يتعين ألا يقتل، مطالبا بتحقيق في موته. وقال لافروف «يقولون إن المشارك في صراع مسلح حين يؤسر يجب أن يعامل بطريقة معينة. وفي كل الأحوال يجب ألا يقتل أسير الحرب».من جانبه، أعرب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا عن أسفه أمس إزاء «القتل الوحشية» للعقيد الليبي. ونقلت وكالة أنباء جنوب أفريقيا (سابا) عن جاكسون ميثمبو، المتحدث باسم الحزب، القول: «إنها وجهة نظر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، إن ذلك كان يمكن تفاديه لو كان تم تبني خارطة الطريق التي قدمها الاتحاد الأفريقي».وكان رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما حاول دون جدوى التفاوض بشأن اتفاق وقف إطلاق النار أعده الاتحاد الأفريقي بين القذافي والثوار. وقال ميثمبو: «كان هناك توجه سلمي من شأنه حماية أرواح الكثيرين في ليبيا، لو كان قد أعطي فرصة» داعيا حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى وقف فوري لحملة القصف.وترددت بريتوريا منذ زمن طويل في الاعتراف بالثوار كحكام شرعيين جدد لليبيا، ولم تحول علاقاتها الدبلوماسية الرسمية إلا في سبتمبر (أيلول) الماضي عندما حذت حذو الاتحاد الأفريقي.من ناحيته، وصف الزعيم الانفصالي في جنوب نيجيريا مجاهد أساري دوكوبو أمس القذافي بأنه «شهيد» وأكد أن شعوب العالم ستنتقم لـ«قتله».وأكد مجاهد أساري دوكوبو قائد «قوة المتطوعين من شعب دلتا النيجر» (ميليشيا انفصالية محظورة) أن القذافي أهرق دمه شهيدا لتأجيج شعلة الثورة في العالم (...) وشعوب العالم ستنتقم لذلك».وقال أساري دوكوبو الذي يبلغ الثامنة والأربعين من عمره ويقول: إنه عاش في ليبيا وأقام علاقات مع زعيمها إن «الذين قتلوه لن ينجوا بفعلتهم كأن شيئا لم يكن».


واشنطن: القذافي درس للأسد وصالح

2011-10-22

غزة - دنيا الوطن

حذرت الخارجية الأميركية كلا من الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اليمني علي عبد الله صالح من أن مصيرهما سيكون مثل مصير الرئيس الليبي المقتول، معمر القذافي. وقال المتحدث باسم الخارجية، مارك تونر، من دون أن يذكر أسماء، إن ما حدث للقذافي «مؤشر آخر على أن القاعدة هي أن أي حكم من حديد تكون نهايته مريرة»، وقال إن الرئيس باراك أوباما نفسه كان قال ما معناه ذلك. وأضاف تونر: «كل من يخطو إلى الوراء قليلا، وإلى ما شاهدناه يحدث في جميع العالم العربي وفي شمال أفريقيا في الأشهر الستة الماضية، يصل إلى الحقيقة بأن هؤلاء القادة يجب أن يلبوا تطلعات شعوبهم»، وقال: «ما نراه الآن في سوريا مذهل. حيث يحاول الشعب السوري، بطريقة سلمية، تحقيق التغيير الديمقراطي. لكنه يُقابل بالعنف»، وأضاف تونر: «ما زلنا نعتقد أن هؤلاء القادة يقفون على الجانب الخطأ من التاريخ. وأن أيامهم معدودة».وقال مراقبون في واشنطن إن الرئيس أوباما، في الكلمة التي وجهها، أول من أمس، تعليقا على مقتل القذافي، أشار في عبارات دبلوماسية إلى أهمية تحقيق تطلعات بقية الشعوب العربية التي تواجه أنظمة ديكتاتورية.وفي الوقت نفسه، دعا قادة في الكونغرس الرئيس أوباما للضغط أكثر على الرئيس بشار الأسد. ودعا السيناتور ليندسي غراهام (جمهوري من ولاية ساوث كارولينا) الرئيس أوباما ليبلغ الرئيس الأسد بأن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك استخدام القوة العسكرية»، وشن غراهام هجوما عنيفا على الأسد. وقال إنه يرتكب «مذابح جماعية» في سوريا، وإن المجتمع الدولي، مثلما تحرك لوقف مذابح القذافي لشعبه، يجب أن يتحرك الآن نحو سوريا.وأشار غراهام إلى أن تركيا، التي أثنى عليها لتقديمها مساعدات للاجئين السوريين، يمكن أن تلعب دورا مهما في مواجهة المذابح. وأشار إلى «شركاء إقليميين» آخرين من دون أن يحدد أسماء دول أخرى. وقال: «حان وقت الحصول على الشركاء الإقليميين لنقول للأسد إنه يجب أن يرحل. وإن كل شيء موضوع على الطاولة - بما في ذلك القوة العسكرية». وقال غراهام: «المنطق دعانا لحماية الشعب الليبي ضد القذافي، لأنه كان يريد إقامة مذابح لشعبه. وكان سيقيمها إذا لم نرسل حلف شمال الأطلسي عندما كان على مشارف بنغازي. سؤالي إلى العالم هو: ألم نصل إلى هذه النقطة في سوريا؟». وأضاف: «قد لا نكون هناك حتى الآن، ولكن نحن نقترب جدا» وأضاف: «إذا كنا حقا نريد حماية الشعب السوري من الذبح، الآن هو الوقت المناسب ليعرف الأسد أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.وتابع يقول: «وصلنا لمرحلة أن سلوك القذافي وسلوك الأسد لا يمكن تمييزهما». وكان السيناتور غراهام اشترك في إرسال خطاب مع السيناتورين جون ماكين (جمهوري من ولاية أريزونا) وجوزيف ليبرمان (مستقل من ولاية كونيتيكت) إلى الرئيس باراك أوباما دعوه فيه إلى اتخاذ «خطوات أكبر وأسرع» لوقف «المذابح» التي تقوم بها حكومة الرئيس الأسد.



2011-10-22

غزة - دنيا الوطن

إذا كان ثمة ما قد يثير التعاطف تجاه القذافي، فربما يكون تلك المأساة التي سبقت وتلت مصرعه، والتي برزت عندما فاضت بصور الديكتاتور السابق مواقع شبكة الإنترنت والقنوات الإخبارية. بدت المعلومة الأولية التي نقلت من سرت أشبه بصورة لشاشة هاتف جوال يعرض مقاطع فيديو مليئة بالشواهد التي توحي، لكنها لا تؤكد مصداقيتها، فلا يوجد تاريخ أو توقيت أو مؤشر مستوى البطارية أو شريط الوقت وزر التشغيل في الأسفل. كان القذافي في الصورة التي التقطت له بعد مقتله نصف مغمض العينين، وكأنه يحدق في الكاميرا، مغطى بالدماء لكنه شاحب اللون، يبدو مخيفا كما كان، لكن مع قناع مسرحي غريب لـ«فتاة جيشا» بيضاء الوجه. بدت الصورة حقيقية، لكن كانت هناك عاطفة غريبة ملحة.مهما كان الشخص بغيضا، فإن منظر شخص لا حول له ينظر مباشرة إلى الكاميرا يجعله لا محالة مثيرا للتعاطف. وقد ذكرتنا صور القذافي بالصور التي التقطت للديكتاتور الروماني نيكولا تشاوشيسكو، والتي أخذت له بعد إعدامه السريع عام 1989. فقد بدا الطاغية ذو الشعر الرمادي في الصورة التي التقطت له بعينين نصف مغمضتين، أنيقا، يرتدي رابطة عنق زرقاء، ووسيما بدرجة غريبة محت على الأغلب ذكريات عقود من الحكم الوحشي. كانت تلك رسالة استعطاف عرضية غريبة بعد الموت.من كان يعلم القصة يوم الخميس للمرة الأولى، مشاهدا صورة وجه القذافي الخالي من الحياة، وذكريات الصور المزيفة لموت أسامة بن لادن التي غزت شبكات المعلومات نفسها وزيفها، كان لديه من الأسباب ما يجعله متشككا. لكن كان هناك فيديو أيضا لما بدا أنه جسد القذافي مغطى بالدماء، والذي تم تصويره بأسلوب بدائي وقدر كبير من العفوية، من الكاميرا المهتزة، والتركيز السيئ، والجهود المتسارعة لالتقاط الصورة في الوقت الذي تتدفق فيه الجموع حول الحدث.تتلخص المصداقية الكاملة للصورة في العصر الرقمي في الشعور بالصورة، والظروف التي التقطت فيها هذه الصورة. فأي شيء يمكن تزييفه في هذا العصر الرقمي، لكن ذلك صعب بالنسبة لصورة التقطت بهذا القدر من السرعة. تبدو الصورة حقيقية لا لأنها تبدو حقيقية (وهو سهل القيام به) بل لأنها التقطت بطريقة تبدو واقعية.وربما تكون حاجة العراقيين إلى رؤية إعدام صدام حسين وراء التشكك في الصور غير الواضحة للفيلم الذي بدا واضحا أنه التقط أثناء تنفيذ عملية الإعدام. لكنه بدا واقعيا لأنه صور بطريقة مختلسة. وربما كان الوجه الدامي للإرهابي أبو مصعب الزرقاوي، التي عرضها الجيش الأميركي بعد مقتله عام 2006 مزهوا، تم إعداده بطريقة الفوتوشوب. لكن إدارة بوش الرعناء في الاحتفال بموت الزرقاوي كانتصار حربي، قامت بتكبير الصورة وصقلها وتأطيرها للمؤتمر الصحافي، مما جعلها تبدو أكثر مصداقية.الكثرة والسرعة هما الأكثر أهمية في لعبة مصداقية الصورة الرقمية. فتزايد صور القذافي والفيديو أزاحا الشكوك لدى الكثيرين. وتحدثت المواقع الإخبارية والمحطات التلفزيونية عن تأكيد ذلك لمقتله، وخرجت عناوين الصفحات الأولى واثقة، فيما خلا شريط الأخبار من التشكيك في مصداقية الصورة.لكن «الجزيرة» كانت تعرض القذافي حيا، في فيديو يبدو واضحا أنه التقط قبل مقتله أو مصرعه متأثرا بجراحه. ودائما ما كان طوفان المعلومات على شاشة التلفزيون يربك شعورنا بالتوتر، لكن هذا التزامن بين الموت والحياة قد غير كل شيء.كانت لقطات مقتل القذافي دليلا على أن الرجل المتعطش للدماء قد قتل، ولم تعد هناك حاجة إلى استخدام الطب الشرعي، فصورة الجثة هي معطيات حقيقية. وصورة رجل حي ممتزجة بصورة جثته هي دراما، وكل ما بينهما ترك العنان للخيال. وفي هذه الفجوة الزمنية قد يبدو السفاح الذي دفعه هوسه إلى قتل أشخاص في أماكن نائية كقرية صغيرة في اسكوتلندا، وملهى ليلي في ألمانيا.. قد يبدو فجأة مثيرا للشفقة. ملأ تعدد الصور على شاشة التلفزيون هذه الفجوة، فتدافعت حشود الشباب تدفعهم نشوة الانتصار يمزقون العلم الأخضر للنظام الذي سقط بالسكين، ويلتقطون الصور ويطلقون النار في الهواء.

كيف مات القذافي؟ ليس من الصعب التخيل.

لكن الفجوة المتمثلة في الطريقة التي قتل بها القذافي ستشكل جزءا مضطربا في الأسطورة المؤسسة لليبيا الجديدة. هل ستكون دولة قانون أم دولة عاطفة؟ وهل ستكون دولة نظام أم دولة عقاب؟السرعة التي كشف بها عن دراما مقتل القذافي، والسرعة التي عرضت بها صور الحياة والممات، وفوضى التقاط الصورة والسرعة الجامحة للحشود الغاضبة من الأفراد، عززت جميعها إحساسا دفينا بأن هناك حقيقة مفزعة لم نرها بعد. الحكم على الجموع الغاضبة التي أنهكها القمع وشهور من الثورة مثل الحكم على الطقس. فما حدث بين المشاهد التي عرضت القذافي حيا والقذافي ميتا حدث آلاف المرات في العالم، على مدار آلاف السنين. وري شجرة الحرية بدماء الطغاة جزء من تاريخ الولايات المتحدة بقدر ما هو جزء من دولة ليبيا الجديدة.لقد تناسينا، على الأغلب، الكلمات القوية لجيفرسون، الذي كتب عن الطغاة والحرية في عصر سبق الصورة وقوتها، بشأن تغيير ماضي الرجل والحفاظ على أكثر لحظاته إثارة للشفقة إلى الأبد في الحاضر. لقد كانت تلك الأوقات، الفجوة في الذاكرة والآيديولوجية، هي التي ساعدت الدولة على نسيان الحكم الأقدم للسياسات، ففي البداية كان العنف، لكن ذلك كان قبل ديمومة وأبدية الصور الرقمية.



2011-10-22

غزة - دنيا الوطن

رمت سيدة من أصل مغاربي نفسها تحت عجلات قطار، صباح أمس، في محطة سكة الحديد بمدينة آلبي، جنوب فرنسا، لأنها لم تحتمل مقتل العقيد الليبي معمر القذافي، حسب ما أفادت به للشرطة.وحسب ما أفاد به مدير أمن المنطقة، بول آغوستيني، لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن المرأة، البالغة من العمر 35 سنة، تعاني من اضطراب نفسي، وقد هربت من مستشفى «بون سوفور» للأمراض العقلية في المدينة حيث كانت تعالج منذ 3 أشهر.وقد بررت محاولة انتحارها بأنها لم تتقبل موت القذافي. وقال شهود عيان إن المرأة وصلت إلى رصيف المحطة وطلبت سيجارة من أحد المارة، ولما رأت القطار مقبلا رمت بنفسها على السكة. وعلى الأثر نقلت المصابة إلى مستشفى في مدينة تولوز بطائرة عمودية، حيث أجريت لها سلسلة من الإسعافات وعملية لبتر يدها اليمنى وذراعها اليسرى. لكن حياتها ما عادت في خطر. في المقابل، أصيب سائق القطار وعشرات الركاب والمستقبلين بالصدمة وتمدد عدد منهم في باحة المحطة، حيث عالجهم فريق للطوارئ بما هو متبع في مثل هذه الحالات. وأكمل ركاب آخرون رحلتهم بالحافلات بعدما تعرقل سير القطارات في المحطة لعدة ساعات.

تعليقات

‏قال Unknown
originalityonline.blogspot الحرية حرب وقتال حيت عصر الطغاة من اكثر الف سنة لا لديمقراطية غير معارضة دون بديل

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نيويورك تايمز: بوتين من الانزلاق من رجل دولة إلى طاغية !

ريتا محمود درويش هل هي تمارا بن عامي أم تانيا رينهارت ؟ The Beloved Jewish

الحراكات والإسلاميين ينظمون مسيرة اصلاحية كبرى عشية الإنتخابات