نتاشا لا تمشط شعرها


                            

تيسير نظمي
نهاية 30-12-2019
منذ ألفي عام ونتاشا تربي شعرها
وتدندن بلحن للغياب الطويل
وتخذلها أصابعها على أوتار عود عليل
لا الكمنجات تحركت ولا الدف الأجوف الهبيل
هابيل استكان لأقداره وأسلم الجميلة للقاتل
ومنذ الأزل وقابيل يحتفل بالنصر تارة
وتارة بالنصر الهزيل.
ونتاشا تربي شعرها بلا كلل
وبلا عويل.
رأس هابيل يطل حليقا مع رأس السنة
وجثته مدماة على مؤخرة السنة.
والسنة تتلو السنة
وكل سنة تقتل السنة
زمن تشتبك به العقارب
وتطحن الزمن
تسفك به الدماء
ولا ماء يندلق على رأس نتاشا
لا ماء في الصحراء كي تلمع به جدائلها المسربلة على سفح المحن.
والعمر أوتار مقطعة بين كل عود ويد.
نتاشا لم تعد ترى غير الثرى
وآلة القانون جامدة هجرتها الأيادي
اللحن مسروق والسارق أطرش
والأصابع مقطوعة والقاتل أخرس
اليوم فقط بدأت نتاشا ترى
فتمد أصابعها لتعزف
فيخذلها القانون
الذي استحال إلى مشط كبير
لا يمشط الأوطان من أهلها بالجرافات
نحو الهجرات التي تتلوها هجرات
وإنما نحو الممات دونما ملامح
نتاشا تستطيع الآن تمشيط شعرها بهدوء
نعم بهدوء يتلو كل سنة جديدة
حين ينتحر الشعراء جماعيا
وتشتعل القصيدة
ونيران الاحتفال تتحسس شعرها
فلا رأس لها ولا جريدة
نتاشا وحدها الليلة
لم تعد تربي شعرها
كي لا ينسجون منه خيمة جديدة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نيويورك تايمز: بوتين من الانزلاق من رجل دولة إلى طاغية !

ريتا محمود درويش هل هي تمارا بن عامي أم تانيا رينهارت ؟ The Beloved Jewish

البرنامج "الثقافي والوطني " للتيارات المؤتلفة في رابطة الكتاب الأردنيين والانتخابات 27 نيسان