أسعد العزوني يدخل حلبة الصراع حول رجل الثلج الممنوع !


حركة إبداع- الكويت - عمان - غزة - رام الله - كاليفورنيا:

الثقافة الجزائرية - أسعد العزوني


الرعد نيوز - أسعد العزوني

 دنياالوطن- أسعد العزوني


كعادته ، يوقظ فينا المبدع تيسير نظمي شجوننا التي كنا نرغب لو بقيت في مرحلة السبات ،ليس لشيء بل لعجزنا عن مداواتها ،فنحن هذه الأيام نشهد مرحلة إنحطاط  عربي ،لم يشهد لها  التاريخ مثيلا، فاق  ما جرى حين إحتل التتار بغداد، فنحن هذه الأيام بما نملك من إمكانيات وقدرات على عقد صفقات التسلح بمئات المليارات ، نختلف عن مرحلة إحتلال التتار لبغداد.

يتضمن كتاب المبدع نظمي 41 عنوانا لقصص شيقة ، منها ما هوعظة وعبرة ، ومنها ما هو رسائل غير مشفرة ، وأخرى تعبير عن مرحلة تاريخية ما ، وهناك عناوين تتعلق بالواقع الممزوج بالماضي، وبعضها أهداه نظمي إلى شخوص أعلام يعرفهم جيدا، والسؤال الملح هو :ماذا يريد نظمي ان يقول لنا في هذه القصص ذات النكهات الخاصة؟

إستهل مبدعنا الفذ تيسير نظمي ترسانته "الأدبية" بقصة عنوانها:مقبرة خمس نجوم، وتتمحور حول رغبة قريب له يعيش في أمريكا وأراد الإستثمار عندنا ببناء مقبرة خمس نجوم لأنها أجدى من الإستثمار في بناء جامعة على سبيل المثال ، وقد أهداها إلى الشاعر دانييل لوفرس.


أما قصته الثانية بعنوان"حمارنا لا يرغب بحمارتكم"فهي قصة من التراث الشعبي تتلخص في أن كلبا نبح على حمار أعرج ليومين متواصلين فقام أصحاب الحمار بتسميم الكلب ، ومن ثم يغوص الكاتب في خضم الحكاية الشعبية من خلال عناوين تابعة  مثل المقدمة والمؤخرة والوسط وخاتمة الخواتم.

وفي قصته بعنوان"محنة الغراب"، غاص نظمي في سهوب السخرية من واقع المجتمع وعدم إنتشار ظاهرة القراءة ، مشيدا بكبرياء العقرب الذي ينتحر في حال محاصرته بالنار، بينما سخر في قصة "مجرد تأخير" من كتبة الإستدعاءات الذين فاجأهم بعدم كتابة إستدعاء لوصوله متأخرا، وحشد مساحات شاسعة من الرموز في هذه القصة.

وفي قصته بعنوان"مناقيش بعيدة"المهداة إلى رولا فتال ، إستعرض حوارا بينه وبين إحدى العاملات في مجال المسرح بعد عرضها المسرحي ،وأنها قالت له ان المسرحية  هي قصة تعود له، وتتحدث القصة عن ما هو أبعد من المناقيش.

في عنوان قصته "الطريق إلى بعكورة" يتحدث عن مدرسة أدمنت ركوب الباص وإرتداء الأسود بعد إيداعها لزوجها السجن ، ومحاولة كسب تعاطف الآخرين، ويستطرد نظمي في الغوص في ملف كيد النساء من خلال سرد واقعة لصيقة.

وسرد في قصته بعنوان "عزرا" المهداة إلى محمود في حيفا عن ضيف جاءه في ظروف مزرية ، وهي قصة يختلط فيها الواقع بالسخرية بافتهام بالظلم،ويروي في قصته بعنوان "المزرعة في الأعالي، قصة قريب ثري له يمتلك مرزعة فيها بقرة وعجلا وحمارا، ويظهر فيها بخل صاحب المزرعة، ويلحقها بعنوان فرعي يتحدث فيه عن بسالة كلب يواصل النباح تعبيرا عن جوعه، ويتابع بعنوان "الحالب والمحلوب..والجالب والمجلوب"ضمن تجواله في المزرعة ، ويرمز بذلك إلى مكتنزي الذهب والفضة.

وفي حالة سخرية متلبسة بعنوان "شهادة بالصوت المسموع" يتحدث المبدع نظمي عن إكتشاف قدرات ومواهب الآخرين على حساب إكتشاف قدرات مواهب الذات،وهو بذلك يرمي إلى الصوت الإنتخابي الذي لم يمنحه لأحد.

في عنوانه "رجل الثلج"يتحدث عن عزلته التي فرضت عليه وسماعه لدقات لم يعرف مصدرها إلا مـتأخرا بعد أن تبين له انها ناجمة عن هطول الثلج ،ويكشف هنا عن معاناته في تلك العزلة .
وفي القصة بعنوان"ماذا لو؟"يغوص في ملف يتضمن الواقع وأهمها حرب حزيران 1967،بينما يتحدث في قصته بعنوان "القبلة الأخيرة"عن قراءته لكتاب إسرائيل شاحاك للمرة الثانية وأنه لم يجد ما هو جديد فيه، مفرطا في الحديث عن معاناته في عزلته التي فرضت عليه ظلما وبهتانا.

ينقلنا المبدع نظمي في قصته بعنوان"غفوة التنين"إلى خياله الواسع وقدرته على التعامل مع الأمور بسخرية تقتص من الواقع المعاش،وينقلنا للحديث عن الجولان المحتل وفيروز وواقع الإحتلال في فلسطين.

وينقلنا نظمي في قصته بعنوان "دخان متصاعدا"أهداها للمبدع المصري صنع الله إبراهيم، إلى انتحار رجل بعد ان قال لإمراة ربما تكون زوجته:إقطفي النعناع من فوق وحاذري الإقتراب من الجذور، وهذه قصة ذات مغزى.

وفي قصته بعنوان"عصافير ملونة "يتحدث نظمي عن قسوة التنظيمات الحزبية عندما تهاجم أحدا لسبب أو لآخر،كاشفا أنه لم يشارك في مثل تلك النقاشات، لكنه يتحفنا بالرمزية وهو يتحدث عن الفراشة والمعتقلين الذين يفصلون من أحزابهم بعد خروجهم من السجن.

أما في قصته بعنوان"أشجار هيرمان هسه" فتحدث عن الكثير من رواد إحدى المسرحيات الذين أشاروا له بالتحية  لأنه كان يصطحب سيدة جميلة ، ونثر العديد من الأسئلة التي تدور في الأذهان في مثل تلك الحالة،مضمنا النص بنقد كبير لبعض مشاهدي المسرحات الذين ينفعلون عند رؤية مشاهد ساذجة.

وفي قصته الرمزية بعنوان"ثلاث قصص " يتحدث المبدع نظمي عن كتابته لقصة "الكأس المكسور" وصعوبة ذلك لأنه لا يعرف متى وأين وكيف كسر، وهنا نلمس الرمزية في أعنف حالاتها، وفي قصته بعنوان"أحد عشر دبا ووردة" تحدث عن رحلته إلى العقبة لزيارة إمراة ما كانت تحب سوق الجمعة "البالة"، وان صاحب الفندق الذي نزل فيه حسبه رجلا سياسيا مهما، كما تحدث عن التهريب عن طريق شراء البضائع بثمن رخيص في العقبة،ولم يخل الأمر من السخرية والرمزية.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البرنامج "الثقافي والوطني " للتيارات المؤتلفة في رابطة الكتاب الأردنيين والانتخابات 27 نيسان

بيان صادر عن ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا

صحافيون من أجل فلسطين تدعو لحملة تواقيع لتحريك شكوى لدى الجنائية الدولية