أسعد العزوني يكتب عن رواية تيسير نظمي بجرأة غير مسبوقة !
قراءة في رواية “وقائع ليلة السحر في وادي
رم” للكاتب الفلسطيني تيسير نظمي
11/03/2018
نجح الكاتب
الفلسطيني الأستاذ تيسير نظمي أيما نجاح بإخراج رواية جديدة في نسقها وتبويبها
وبنائها ، و”زمكانيتها” ، ومعالجة فريدة لمأساة الفلسطينيين الذين إضطروا لمغادرة
الكويت، بعد نجاح بعض القوى الإقليمية في توريط الكويت مع العراق بعد وقف الحرب
العراقية – الإيرانية التي تمنينا لو لم تحدث،لأن ذات الجهة نفسها هي التي ورطت
العراق مع إيران ، فدفعنا نحن العرب والمسلمين وفي المقدمة الفلسطينيون والعراقيون
والإيرانيون ومن ثم الكويتيون الثمن الباهظ.
كان الكاتب
تيسير نظمي يعمل في حقل الإعلام والأدب والتدريس في الكويت ،وكان مميزا عن أبناء
جيله العاملين في هذا المجال،وكان أكثرنا دماثة وأعمقنا ثقافة ومجبول على الطيبة
الفطرية،وكان حضوره ملفتا للنظر لتميزه آنذاك،ولذلك نجح في معالجة اللجوء الجديد
إلى الأردن بقوله “الخروج من بلد النفط والعيش في بلد الشفط”،وشتان بين هذا وذاك
إقتصاديا على الأقل.
لم يدخل
الكاتب نظمي إلى الموضوع مباشرة ،بمعنى أنه لم ينسج خيوط روايته التي سماها “وقائع
ليلة السحر في وادي رم”بإبرة وخيوط غيره ،بل إبتكر أسلوبا جديدا في الرواية حافظ
على سلامة ووحدة فكرته ،ولم يتقيد بالبنيان ،معتمدا أن لكل عصر بناؤه،وهنا يكمن سر
نجاحه ،لأنه بدأ بالمكان وحدد هويات ضيوف المكان ،وعرّج على النشأة التاريخية
للمكان ،واتقن توظيف الزمان والمكان معا ،ليجعل القاريء يتخيل أنه فعلا في ليلة
سحر وفي مكان ساحر، وهو منطقة وادي رم المشهور بطبيعته الجميلة وسحره الجذاب ؛ سحر
الشرق بصحاريه وجباله ووديانه. .
بدأ الكاتب
نظمي روايته بالحديث عن وادي رم الغارق بجباله ورماله الصحراوية الناعمة بالظلام
الحالك ،وربط وصف الأرض هناك بالسماء التي تمثل إحتفالية بملايين النجوم،مع حرصه
على رسم صورة تفصيلية للسماء كما وصف أرض وادي رم ،ليعطي روايته سحرا يشبه سحر وادي
رم وإحتفالية النجوم في السماء في ليلة صيف ،متسلحا بالنظريات العلمية التي تتحدث
عن نشأة النجوم وأحجامها وإختفائها وبُعدها أو قربها من الأرض.
ينتقل الكاتب
بعد ذلك إلى وصف الحدث في وادي رم ويقول أن كائنا فضائيا غريبا عجيبا هبط خلسة
بخفة متناهية في وادي رم ،قبالة المرتفع الجبلي الذي وضعت على صخوره آلات موسيقية
ضمن إحتفاليات مهرجان جرش ال23 لصيف عام 2004 …..ثم يختفي الكائن الفضائي كما ظهر
.
بعد ذلك
ينقلنا الكاتب بخفة ومهارة المحترف إلى ضيوف وادي رم وهم ركاب الحافلة التي أقلتهم
إلى ذلك المكان الخلاب بسحره وجماله ،بشيء من تفصيل الهوية أحيانا ،وبدون تعريف
أحيانا أخرى، وهم :مسؤولة الرحلة المكلفة من قبل إدارة مهرجان جرش ،وصحفية من
جريدة الرأي الأردنية ،و3 شاعرات أجنبيات من رومانيا وإيرلندا وأسبانيا وأسماؤهن
على التوالي:روديكا ،شيند وجوزيفا،إضافة إلى4 شعراء عرب وصحفيات عربيات من لبنان
وسوريا ومصر وفلسطين ؛ منهم الشاعر المصري أحمد الشهاوي والمذيعة في إذاعة مونت
كارلو هيام الحموي وأمجد ناصر وآخرون، كما انه لم يغفل سائق الباص وأحد الأشخاص
الذين لم تتضح له صفته الوظيفية والفنية والإدارية.
يحدثنا الكاتب
نظمي بعد ذلك عن الوقائع الممكنة ويبدأ بتوقف الباص السياحي المكيف عند غروب الشمس
في نقطة إستراحة على مدخل وادي رم ،ونزول الركاب لقضاء حاجاتهم قبل ان تنقلهم
الجيبات إلى مرتفعات وادي رم المذهلة،ومن ثم يحدثنا عن دخولهم الخيمة المُعدة
لإستقبالهم تحت عنوان “العشاء ما قبل الموسيقى”،حيث الشواء على الفحم ورائحته التي
تملأ المكان وتُشهي النفس،ويغرقنا الكاتب بأحداث سياسية وتاريخية بدءا من أجواء
العدوان على العراق وإنشغال اليونان بالتحضير للأولومبياد والتهديدات الإسرائيلية
بضرب قنبلة نووية، وولوجه إلى التاريخ للحديث عن حضارة السومريين وزيارة أبو
الأنبياء إبراهيم إلى بيت “نينورتا” قبل أن تصبح أورشليم أو القدس ،وآلهة
الكنعانيين وأعلام الفينيقيين.
ينقلنا الكاتب
نظمي في سرده المُشوِق إلى روايات غير متسلسلة الأرقام ويبدأ بالرواية رقم 3 التي
إستمع فيها إلى شهادة الشاعر أمجد ناصر حول الأمسية الشعرية للشاعرة الرومانية
روديكا التي أُجلت لمرتين ،وأخيرا ألقت إحدى قصائدها في بيت الشعر الأردني،تليها
الرواية 22 التي يقول فيها الشاعر أحمد الشهاوي أن روديكا التي ألقت قصائدها
وغادرت للقاهرة كانت مرتبطة بإلتزامات سابقة.
يقول نظمي في
الرواية 25 أن هيام الحموي ضحكت كثيرا من إحتمال ظهور الكائن الفضائي تلك الليلة
،ولو للحظات أو ثوان كانت منشغلة التفكير بنكتة جديدة لشخص كان يراقب رياضتها
الصباحية ،بينما يروي في الرواية 13 أن صحفية رفضت ذكر إسمها قالت أن إحداهن تعتذر
من الشخص وهو منكسر وحزين،لينتقل إلى الرواية 18 ويقول أن شاعرة رفضت ذكر إسمها
أكدت الرواية 13 وأن السيدة المعنية هددت ذلك الشخص على مسمعها بالإتصال بمن يأتون
من العاصمة ليعيدوه إليها وفعلا إتصلت بإدارة مهرجان جرش.
وفي الرواية
15 يقول نظمي نقلا على لسان صحفية لبنانية أنها لم تفهم ما دار في تلك الليلة إلا
بعد الرجوع لكتاب تفسير الأحلام، وإنتقل في الرواية رقم 2 إلى الحديث عن الزلازل
التي سجلتها الأجهزة المختصة في المنطقة الممتدة ما بين مفاعل ديمونة الصهيوني
وإيران شرقا ومنطقة جبال عسير جنوبا ومناطق لبنان الأثرية شمالا ،مستعينا بعرّافة
تتحدث عن الأوراح.
ينقلنا الكاتب
نظمي إلى باب جديد بعنوان “رواية الشخص” ويتضمن حديث شخص للشاعرة الرومانية روديكا
حول ما حدث تلك الليلة ،ثم يذهب إلى باب آخر بعنوان “ترجمة عربية لجانب من الرسائل
المتبادلة بين الشخص والشاعرة الإيرلندية”شيند “تضمنت إستفسارات عن الكائن الفضائي
الجاري البحث عنه بسرية تامة في ذلك الوقت في ربوع الشرق الأوسط، تبعتها رسائل
أخرى من الشخص إلى الشاعر الفرنسي ديفيد دوموتير، تتضمن خليطا غريبا عجيبا من
القضايا مثل أحداث النجف الدموية والمصالحة الهاتفية بين عرفات ودحلان وعن الكائن
الفضائي.
ينقلنا الكاتب
نظمي بحرفية المهني إلى أجواء أخرى تتعلق بالكائن الفضائي ،من خلال إستعراضه
لرسالة وردت من مجهول لجميع الركاب عبر البريد الإليكتروني ،مفادها أن الكائن
الفضائي هبط إلى الأرض قبل 12 ألف سنة في حسابات الأرض الزمنية، وأنه ينتمي لجده
في اليمن الذي إنتقلت جزء من روحه إلى الخليل وإنقطعت بعد الإحتلال الإسرائيلي عام
1967.
ينقلنا الكاتب
نظمي من اجواء وادي رم وقصص الكائن الفضائي، إلى حوار داخلي بينه وبين المحقق في
أحد المراكز الأمنية حول إتهام طليقته له بأنه يهددها عبر الإنترنت، وتبين بعد ذلك
بطلان الإتهام ، وهنا يبدأ نظمي وبأسلوب خاص بعرض مشكلته في إطار روائي غير ممل .
بعد ذلك
يدخلنا الكاتب في صلب معاناته بعد خروجه من الكويت ، ففي “باب الطريق” يصف لنا
رحلته في الزنزانة المغادرة من سجن الزرقاء إلى العاصمة ،وضحك السجناء عليه عندما
قال للضابط أنه ينام في سيارته لعدم وجود بيت خاص له ، متعمقا في المأساة بوفاة أمه
وبيع إخوته لبيت العائلة وإختفاء مطلقته ،ما إضطره لاحقا أن يعود إلى المخفر يفتش
عن تهمة أخرى.
تعج رواية
نظمي بالإسقاطات التاريخية والإجتماعية والسياسية التي تتعلق بالعاصمة عمان ،كما
يتحدث عن اللاجئين الفلسطينيين وكرت المؤن ،ثم ينقلنا إلى الحديث عن الطريق إلى
الله مستعرضا الأيام والليالي التي قضاها في سجن بيرين في الزرقاء ، وعن علاقته
بذبابة كانت تحوم في مكان عزلته، كما تحدث عن القبو الذي كان يهرب إليه طلبا للعزلة
.
يستمر الكاتب
نظمي في سرد متقن لمعاناته الشخصية ،وكيف كانت السيول تتدفق عليه وهو في قبوه بعد
إنهيار السور الذي ظنه واقيا، متعمقا في الزمكانية وإستعراض الأحداث التاريخية
والمشاهد الثابتة ، كما لم يبخل على القاريء بإستعراض أسماء مبدعة في التاريخ
العربي من شعراء ،إضافة إلى مناقشته بحرفية لقضايا خلافية مثل أزمة الكائن في
التكوين .
وفي باب “نحت
على الحوّر” ينقلنا الكاتب إلى الحديث عن الواقع الفصائلي من خلال الإجماع
الفصائلي الفلسطيني، والحديث عن لينين وسكة الحديد في العهد التركي، لخلق واقع
مجازي متشابك، ويختم هذا الباب بقوله”حسنا أنا فخور في الأردن فقط أنني عشت في
دولة نفط وليس في مجتمع الشفط واللهط ،أما مكابدتنا ومعاناتنا وشقاء الإحساس بأنك مواطن
من الدرجة العاشرة في بلد ما ، فهذا ما لم يخبروه جيدا .أواه ..أيها القطار الأول
..مضيت بعيدا”
يستمر الكاتب
نظمي في إغراق القاريء بالإسقاطات من كافة الألوان والأشكال ،ففي باب”لحظة إفتضاح
القمر S/ S1 2004
وأخيه”،يستذكر جلسة مميزة مع مدير مجلة الكرمل سليم بركات والكاتب محمود الريماوي
في نيقوسيا وكيف أنه شعر بأن نيزكا في تلك الليلة سقط على قلبه ،لافتا إلى عدم
تمتعه بعضوية الجمعية الفلكية أو رابطة الكتاب أو نقابة الصحفيين ، وبعد حديثه عن
النيازك والشهب الفضائية إنتقل إلى الحديث عن رحلة له من الزرقاء إلى عمان في
سيارة سرفيس وحواره مع عجوز حول السكن في المريخ دون أن يعرف ان هناك جبلا في عمان
إسمه جبل المريخ.
أتقن الكاتب
نظمي فن الربط بين الماضي والحاضر وبين الزمكان بأكمله ،إذ أنه يستشهد بأشخاص او أحداث
تاريخية لتكوين صورة روائية متكاملة ،راويا كيف إقتيد مرة إلى مخفر الشرطة ومن ثم
النظارة مستعينا بالسجع وإتقان فن نسج الكلمة ،وبعد التحقيق معه بدون إظهار
النتيجة ، ينقلنا إلى أمسية شعرية لروديكا .
يعترف الكاتب
نظمي أن السكينة حلت روحه مؤقتا بعد وصول تعويضات الأمم المتحدة عام 2002 لمن غادر
الكويت ،وكيف أنه إعتكف في القبو ،ويتطرق لجلبة المكان حيث يستأجر لاجئون عراقيون
، وكيف أن صاحب البيت كان يظن أنه ثري بخيل .
لم يتوقف
الكاتب نظمي عن الحديث عن معاناته بعد خروجه من الكويت ،خاصة وان زوجته طلبت
الطلاق وأشغلته في المحاكم تسع سنين ،وكيف كان يقضي الليالي الطوال بلا نوم بسبب
التفكير والطفر والتعب والحرمان .
في باب
“عمان..نخبة الدهر في عجائب البر والبحر” يقول الكاتب نظمي أن عمّان كانت من جملة
المدن الواقعة ضمن “جند فلسطين- محافظة فلسطين” التي كانت عاصمتها الرملة ،مستشهدا
بما كتبه عبيد الله بن أحمد بن خرداذبة المتوفي عام 893 في كتابه “المسالك
والممالك” أنها قرية من أعمال دمشق.
يغوص الكاتب
في الحديث عن عمان عميقا مستشهدا بالمؤرخين الكثر من العرب والأجانب الذين كتبوا
عنها بعد زيارتها، ويغرقون بالتفاصيل التي تشهد تطورها منذ مجيء الشركس إليها عام
1878 ، ثم ينتقل بالقاريء إلى مشهد عاطفي عندما يتحدث عن عاشقة تتسلل إلى قلب
عشيقها ليلا تحت اللحاف وعبر أسلاك الهاتف ،مستفيضا في الغزل .
وفي باب أيها
السيد “تقدم أيها السيد” إنتقل بنا الكاتب نظمي للحديث عن مُرَوِّض النمور الذي
عاد إلى مهجعه فوجده خاويا على عظام وجماجم أسلافه ، ووجد أن الغبار والأتربة تعلو
البيت الذي إنقطعت عنه الكهرباء والماء والهاتف .
يتبين للقاريء
أن الكاتب نظمي تقمص في هذا الباب مروض النمور وعرض فيها معاناته وكيف حرمه
الآخرون الذين لا يجارونه في المضمار الثقافي والإبداعي من الكتابة في الصحف ، وهنا
لا يخلو النص من الإسقاطات الثقافية حول الأوضاع الداخلية .
في باب
“الرواية رقم 23” يعود الكاتب نظمي إلى الحديث عن الكائن الفضائي في وادي رم ، وكيف
إرتطم رأسه حال سقوطه من الفضاء وإنفجر دون أن تسيل منه الدماء أو يتناثر دماغه ، وكان
الرأس محشوا بأشرطة لكاميرات فضائية .
وكعادته أدخل
في السرد المُحكم اعلاما مثل سلفادور دالي والغناء العراقيء مثل سعدون جابر في
أغنيته “جميلة “، وفي السياق وضع القاريء في جو حرب وقصف ودمار ، فيما إستمر
بأغنية سعدون جابر .
وفي باب “سيدة
الكون” إنتقل بنا الكاتب نظمي إلى نقطة بعيدة ومشهد غريب ذي مغزى ، وهو أنه ومن
خلال كاميرة صغيرة لها قدرة السحر وسرعة الضوء في تكبير المشاهد التي يريدها رأى
رجلا وإمرأة يقتاتان من القمامة في أحد أزقة نيويورك ، وشاهد في البناية المقابلة
في الدور 82 في الشقة رقم 4140 أفعالا فاضحة ، مُدخلا إلى المشهد ما يجري في النجف
العراقية والمعتقلات الإسرائيلية والعربية على حد سواء .
وبعد ذلك
إنتقل في باب “العجل والقر والحمار” للحديث عن زيارته وعمه الستيني إلى مزرعته
لإرضاع العجل الصغير بحليب إصطناعي لكنه ورغم جوعه رفض الحليب الإصطناعي ، إلا أن
عمه الذي يرغب بالإستفادة من حليب أمه أصر عليه ان يشربه بتركه الإناء أمامه .
وعرّج الكاتب
نظمي في نفس الباب على الحديث عن كلب موجود في إحدى المزارع ونباحه الشديد وبسالته
عند رؤية غريب يدخل المزرعة ، ولم يفوت الفرصة في إقحام معاناته أيضا وإجباره من
قبل وزارة التربية على تقديم إستقالته ، مقارنا بين بسالة الكلب وبين بسالة مدير
المدرسة الذي اضطره أن يكتب إستقالته ، وكيف حملها مدير المدرسة راكضا إلى مديرية
عمان الأولى زافا البشرى لمسؤوليه بأنه نجح وأجبره على الإستقالة .
وفي الحديث عن
نفس المزرعة يتحدث الكاتب نظمي عن “الحالب والمحلوب والجالب والمجلوب”، وكيف كان
صاحب المزرعة القادم من الكويت يحلب بقراته الثلاث بالآلة بدلا من اليد ، ولا يخلو
الموقف من إسقاط يتعلق بإستغلال القادمين من الكويت من قبل الحكومة من خلال
الضرائب والجمارك والتقاضي وما إلى ذلك.
ولا يزال
الكاتب نظمي في المزرعة وهو يتحدث تحت عنوان”الصعود إلى أعلى ” ويقول أنه بعد حلب
البقرات وسقاية الحمارة صعد مع عمه صاحب المزرعة إلى أعلى وسط نباح الكلبة ،حيث
الفيلّا التي تطل على القدس من جبال مأدبا، ثم ينتقل إلى “العشاء والأخبار”حيث
أخبار القتل في العراق وغزة وتصريحات المسؤولين الفلسطينيين المعروفة مسبقا ،معرجا
على الحديث عن القطط وأنواعها وعن برتقال بيارات حيفا في ثلاثينيات القرن المنصرم.
بعد ذلك يتحف
الكاتب نظمي القاريء بطريقته الإسقاطية بالحديث عن الأندلس وسقوطها ليدخل في موضوع
إتفاقيات أوسلو .
مجمل القول ان
هذه الرواية تختلف في نسقها عن الرواية التقليدية التي يكرسها كاتبها لمعالجة فكرة
واحدة ،كأن تكون لك غرفة واحدة فقط، لكن نظمي شّيد لنا قصرا منيفا في مئات الغرف ،
وجعل لكل غرفة قصة مع إيجاد رابط واحد يجمع بين القصص المعالجة.
حافظ نظمي على
سلامة فكرته رغم سباحته في الإتجاهات الأربع ومن فوق لأعلى ومن أعلى لتحت، ولم
يضيع الفكرة ، ويمكن تصنيف روايته ضمن أدب الرحلات وضمن السرد المتميز بالحديث عن
الذات ، أدب السيرة ، وبين العرض التاريخي لأنه عرج على التاريخ كثيرا ونجح في
توظيفه.
المصدر ؛ المجلة الثقافية الجزائرية
تعليقات
اتمنى ان احظى بنسخة منها، فالكاتب والصديق نظمي كتاباته من اجمل الكتابات...