الدكتور عادل الأسطة يكتب من نابلس: رجل الثلج ... تيسير نظمي
رجل
الثلج....تيسير نظمي
أ.د. عادل الأسطة –
جامعة النجاح - نابلس
لم أكن أعرف اسم المكان الأول للقاص تيسير نظمي الذي التقيت
به مؤخرا في عمان، وخجلت أسأله : من أي البلاد أنت؟
كنت أتابع الكاتب من خلال صفحته في الفيس بوك ، وراقت لي
كتاباته التي تعبر عن تجربة كاتب فيها قدر من الصعلكة.
بدا لي تيسير كاتبا مشاكسا ، يكتب ويستفز ، ويلقي حجارة في
بركة كما لو أنها هدأت واستقرت.
تجربته الحياتية تجربة غير عادية .عاش في الكويت وعاد إلى
عمان وما زال يحن إلى وطنيه؛ قريته في الضفة ، والكويت التي عاش فيها شبابه وعمل
هناك في الصحافة.
اهداني الكاتب مجموعة قصصية كنت أظنها رواية ، وقد كتبت على
مدار سنوات ، كما تقول لنا التواربخ المثبتة ، علما بأن بعض قصصها يمسك برقاب
بعضها الآخر، كما تقول لنا قصة " رجل الثلج" والقصة التي تليها، بل
والقصتان.
وكان لا بد من أقرأ بعض قصص المجموعة ، حتى إذا ما التقيت
ثانية بالكاتب وسألني إن كنت قرأت قصصه أقول له : قرأت بعضها ، ولم يذهب اهداؤك
سدى.
ولعلني أجد الوقت الكافي لأقرأ كل ما أهديت.
قرأت قصة " رجل الثلج" والقصتين اللتين تليها،
وعرفت أن تيسير من قرية السيلة ، ما بين نابلس وجنين.هو إذن من الضفة الغربية وقد
عاش في الكويت ، وهو ، الآن، يقيم في فندق في عمان ، كما لو أنه صعلوك شريد.
ولما كان تيسير درس الأدب الإنجليزي ، فإن قراءاته
بالإنجليزية تركت أثرا في نصوصه التي لا تخلو من مرجعيات غربية ، في الإهداء وفي
المتن.
إن قصص الكاتب تبدو قصصا سيرية ، كما لو أنها قصائد غنائية
تصور انعكاس العالم على الذات، بل إن قاريء بعضها يستطيع أن يدرس سيرة الكاتب من
خلالها: اهتماماته ونمط حياته وقراءاته وتنقلاته وتهويماته.
يبدو تيسير مغرما بالفلسطيني فواز تركي ، وسيورد اسمه في
قصة من قصصه، وكان ، كما عرفت منه، ترجم بعض ما كتب فواز.كما يبدي تيسير شغفا
بالكاتب الإسرائيلي (شاحاك) ويأتي على ذكره غير مرة.
يذكر عنوان القصة بعنوان قصة ليحيى يخلف " نورما ورجل
الثلج" ، كما أن بعض أجواء القصة تذكر برواية ابراهيم نصرالله " حارس
المدينة الضائعة".
يصحو " رجل الثلج" فيجد الثلج وقد غطى المدينة ،
وكما لو أنه يكاد يتجمد.يبحث عن علبة سجائر فيكتشف أنه بلا سجائر، ويخرج من بيته
عله يعثر على بقالة يشتري منها الدخان، ويتعثر بسائق شبه نائم أو ميت ، فيأخذ علبة
سجائر ه ويترك في يده خمسة دنانير هي ما معه ويواصل طريقه دون أن يفكر في دفن
الرجل.
من أين أتى الثلج ؟ وهل ثمة حرب نووية؟ و..و..وثمة أجواء
كابوسية ، ولكن القصة لا تبتعد عن أجواء الصراع العربي الإسرائيلي والغزو الأميركي
للعراق و..و..
ويبدي تيسير اهتماما لافتا ب( شاحاك) وكتاباته.
ولعلني في القريب أجد وقتا لإكمال المجموعة.
تحياتي الأدباء الصعاليك.
خربشات 19-11-2016
تعليقات