On The Twenty* Seven*th Of June 2015 في السابع والعشرين من حزيران* 2016
أنا ماضٍ في غياهب الغياب
أنتظرُ منكِ رسالة وداعٍ مع الغروب
من فوق جسر جالاتا* وفي أسطرِ المكتوب
تقولُ : ها نحن نودعكَ نؤبنكَ قبل أن نغلق البابَ
فلا مكان للعتاب
في هامش ما تبقى لنا من الأحباب
ومن مات أو استشهدَ قبلكَ لن يؤوب
ونحن أيضا لا نتوبُ من وزر وازرة
ولا حبوبَ دواء تبقت لدينا
ولا حقنة أنسولين.
فنحن إذا مضينا
فارق توقيت كل ما بيننا
ووردة من الحزب* حمراء ذبلت
فلا السواقي أمهلتنا
ولا الدروب
ولن نمضي سويا كما رأينا
كأننا في محطة القطار في روما الحديثة
ألف بيناريو* بيننا
والحقائب بلا أسماء و بلا عناوين
والتذاكر بلا أرقام والجو حزين
لا هانيبعلٍ* رأينا
ولا رأيناكِ فلسطين
.
لا شيء أكثر أبتغي
سوى الاتفاق
على ضبط الوقت
ومرثية للعراق
وأخرى لدمشق
وتلويحة مناديلٍ*
أرهقها الوقت
وابتسامة ثكلى
في جنازة كاتدرائية أثينا*
وبصقة أخيرة على عرب النفط
وعرب الشفط وعرب اللهط
ثم كلانا يدفنُ فتلك مسألة للوقت
و كلانا سيدفنُ
في أرضٍ
وترابٍ
بصحراء القحط.
أنا ماضٍ أبعدَ ما مضيت
ولا أنتِ قضيتِ ولا أنا قضيت
لكنني حيث مضيتِ أنا مضيت
تارة في عقود الزواج
وتارة في عقود الطلاق مضيت*.
والوردة الحمراء
تزهر بالدماء
والكون منقسمٌ بين تراب وماء
و بين بحرٍ وسماء
وبين ما أنتِ عليه
وما أنا عليه
وما عليه اليوم العراق.
تارة حرب وتارة جدب وتارة نزاع
وتارة شقاق
وتارة نفكر في مؤتمر للوفاق
فقولي لي الآن : إذا مضيتُ قبلكِ
أغمضُ عينيَّ على أي الرفاق ؟
يا رفيقة ،
وهل تبقى لنا شيئا من عناوينهم ؟
يا صديقة؟
هل كان وهما أم كان اشتياقَ المحارب للحربِ
والمناضلُ للدربِ
والميتُ للربِ
والغيمة للأرض
والقبلة للعناق!
قاتلٌ وقاتلةٌ
والضحايا غرقى في الدم المراق.
و يا ليت يجمعنا موعدٌ واحدٌ وأخيرٌ
في جولة أخرى
للفراق أو العناق
ويمضي كلٌ إلى غايته
بلا سيفٍ ليظل يسير
وبلا أسرٍ كي لا يموت في الأسر الأسير
ويا ليت الدرب بلا نهاية
كي أظل إليكِ أسير.
تيسير في
السابع والعشرين من حزيران 2015
هوامش:----------------------------------------------
* جسر في اسطنبول الغربية
*الحزب الشيوعي الفلسطيني قبل البريسترويكا
*ممر كل قطار في المحطة
*القرطاجي الذي غزا روما بالفيلة من جبال الألب
*مناديل قصة الشاعر في مستهل كتابه (البحث عن مساحة) في قصة (حرس الحدود)
*مضيت باللهجة الفلسطينية أي وقعت بالقلم على وثيقة او عقد أو شيك توقيعا رسميا
تعليقات