تيسير نظمي يتذكر ويستمر بنزع الأقنعة من شرفة غير مستقرة وحقيبة تخلو من العملات
شرفة غير مستقرة وحقيبة تخلو من العملات
تيسير نظمي
19 أكتوبر 2014
لا أدري كيف أسميكَ الآن ما بين بلغاريا الإشتراكية وبلغاريا غير
الإشتراكية، لكنني أعرف أن أتذكر ، شاكرا للصديق محمود الريماوي مديح الذاكرة
(ذاكرتي الفولاذية) بعد أن امتدح محمودٌ آخر ظلي العالي ليس فوق جبال أولداغ أو
جبال فيتوشا بل ظلي الباقي لحظة غروبكم.
كنت منشغلا حقيقة صيف 1982 بمراجعة ذاتية لما قاله الدكتور محمد رجاء
الدريني عن جورج أورويل وخاصة روايته (العالم سنة 1984) وقد صدمتني بوادر الإنهيار
في محطة قطارات صوفيا وقبل أن أهتدي إليك وقبل أن يستفز جواد الأسدي نتيجة ضغينة
قومجية للرفيقة الراحلة التي منحتني عنوانا خاطئا لتنتقم من حب لم تدلني عليه ولا
فكرت به عام 1973 مثلا، عنوان صالون حلاقة للسيدات ! فأوعز العراقي جواد للرفاق
البلغار أو البغلار لا فرقا كبيرا في التسميات أن الرفيق تيسير عيب على بلغاريا أن
لا تنزله في فندق سردناغورا القريب من أسود لم تنهض مرة في استقبال أسودٍ مارست
أسوديتها في غابات النفط الحارقة، لا عليكَ أيها المدلل كما محمود بل وأكثر من
محمودٍ عندما تتمتع بخيرات ثورة أكتوبر من جانب ومن فرق سعر صرف الدولار المرسل
إليكَ معي من صلاح وقد زدته من شقائنا بمثل تلك الأمانة التي استلمتها مضاعفة
لتقتني السيارة المرسيدس وأقتني أنا لسنة أو سنتين اللادا الحمراء في أواخر 1993
كي أصد جلطة أوسلو المبكرة عني وأواصل المشي لا لشقتك الجميلة أنت وفيني مغادرا
سردناغورا و ما اعتقدت أنه (البومة أو البوم) لنسهر تلك الليلة كما سهر وأمضى
الرفاق العرب لياليهم الملاح في ربوع موسكو وبقية عواصم دويلات الإتحاد السوفياتي.
ولما اعترفتم أنت وفيني بتطلعات ايميليا التي عبرت عن الدفين في أعماقكم بالعيش في
دولة الكويت كما يعيش بقية رفاق الحزب المغدور لم يعد هنالك من مجال للمزايدة
الستالينية القميئة لرفيق على رفيق. كان لب الخراب أن ينصحكم تيسير نظمي أنكم
تغادرون الجنة إلى الجحيم بينما أنتم حقيقة كنتم في البرزخ أو في منطقة الليمبو في
كوميديا دانتي الإلهية . تعيشون في دولة اشتراكية بتمويل من دولة رأسمالية ! أنعم
وأكرم ! وبناء عليه كررت الزيارة ومعي ابن خالتي وبنت خالتي دون رسائل سرية
وكولسات حزبية ونزلنا في فندق بليسكا بعيدا عن كل ما يمت لوسط مدينة صوفيا التي
كانت تؤشر على بداية تفكك وانهيار الدولة العظمى! أكتب هذا كي تتذكر ما لن تتذكر
بعد أن بلغني أنك رحلت باسم فلسطين إلى براغ التي بال حمامها على رؤوسنا ونحن نفتش
ليس عن الفتى الذي حرق نفسه في ربيع براغ بل عليك لعلنا نمنحك شوية دولارات من
تعبنا المشترك أيام كان مشتركا و ضاعت منا إلزا التي أصبحت فاطمة في الأردن ودفعت
الثمن وحدها كما لم تدفعه بناتكم وأخواتكم وتطلعاتكم بإدارة مكتب لبيع العقارات في
بلغاريا الحديثة... لن أواصل الحديث معك فالزمن هو الذي يتحدث لكنني قصدت أن أوثق
هذا في التاريخ بأمانة وعلمية وليس برسائل سرية تخفي أقنعة ترتدونها باتت هي
وجوهكم الضائعة وليست الوجوه المكسيكية التي فقدت ملامحها وليس الناس الذين أضاعوا
وجوههم سواء في أحزمة الفقر في مكسيكو سيتي أو أحزمة الفقر في ربوع عمان التي
زرتموها ! و أهلين ومرحبتين شرفتونا وتشرفت الشيوعية بكم !
تعليقات