نتنياهو يقرر مواصلة العدوان ويشيد بالعلاقات مع دول المنطقة


نتنياهو يقرر مواصلة العدوان ويشيد بالعلاقات مع دول المنطقة

أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحافي في تل أبيب، اليوم السبت، أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عدوانه على قطاع غزة حتى تحقيق الأهداف التي أعلنتها حكومة الاحتلال التي حددها بـ"استعادة الهدوء والأمن لمواطني إسرائيل".
وأشار إلى أنه "لن يسمح لعملية أسر الضابط (هدار غولدين) بالتأثير على قرار إنهاء العدوان"، بعد وقت قصير من دعوة عائلة الضابط المفقود الحكومة الإسرائيلة إلى عدم اﻻنسحاب من غزة قبل إعادته، على الرغم من نفي حركة "حماس" أسر الضابط.
وأضاف نتنياهو "هذا القرار سيكون فقط وفق الأهداف والمصالح الامنية". وأكد أن هذا القرار هو بموافقة وزير الأمن، موشيه ياعلون، ورئيس أركان الجيش، بني غانتس.
"
أشاد نتنياهو بما سمّاه بالعلاقات التي تم نسجها مع دول المنطقة
 في إشارة للتنسيق مع مصر وعدد من الدول العربية
"
واستعرض نتنياهو، خلال المؤتمر، ما اعتبره انجازات للجيش الإسرائيلي من ضرب آلاف الأهداف والمواقع التابعة لحركة "حماس"، وفي مقدمتها الأنفاق. كما أشاد نتنياهو، بما سمّاه بالعلاقات التي تم نسجها مع دول المنطقة، في إشارة للتنسيق مع مصر وعدد من الدول العربية.
وقال نتنياهو إن "حماس سوية مع دولة قطر، وعدت الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزير الخارجية الأميركية، جون كيري، باحترام وقف إطلاق النار لكنها نقضت بالعهد"، على الرغم من تأكيد الحركة أن الاشتباكات مع قوات الاحتلال وقعت قبل بدء سريان الهدنة.
وادعى نتنياهو أن "الإرهاب لا يعرف الحدود، فهو يهاجم ويهدد اليوم إسرائيل، لكنه سيهاجمكم غداً". ودعا نتنياهو، المجتمع الدولي والولايات المتحدة، إلى الوقوف إلى جانب إسرائيل، مدعياً أن "حركة حماس هي حركة إرهابية تتعامل بقسوة مع شعبها".
بدوره، أعلن وزير الأمن، أن "حماس هي التي خرقت اتفاق التهدئة الذي قادته الولايات المتحدة والأمم المتحدة، واختطفت الضابط وقتلت جنديين آخرين"، مكرراً رواية نتنياهو. وأضاف ياعلون :"إننا على وشك إنهاء عملية تدمير الأنفاق في قطاع غزة. وقد دفعنا ثمناً باهظاً في سبيل تحقيق هدف إزالة الخطر عن مستوطنات غلاف غزة".
وجاءت هذه التصريحات بعدما كانت مصادر سياسية وصحافية إسرائيلية، قد أكدت أن الاحتلال بدأ، بعد ظهر اليوم السبت، بسحب أعداد كبيرة من قواته العسكرية وتجميعها في منطقة المجلس الإقليمي أشكول، في خطوة تشير باتجاه الاحتلال إلى تنفيذ سيناريو الانسحاب من طرف واحد، بعدما كان قد كشف النقاب اليوم عن أن "الكابينيت" الإسرائيلي قرر، ليلة أمس الجمعة، رفض التفاوض مع المقاومة.
وقال موقع "يديعوت أحرونوت" إن قوات الجيش الإسرائيلي بدأت انسحاباً كبيراً من داخل أراضي القطاع، وإعادة تنظيم صفوفها والتجمع في مناطق، سمّاها الموقع، "في مناطق وخطوط دفاع أولية قرب الحدود مع إبقاء قسم منها داخل حدود القطاع". ونقل الموقع عن شهود عيان قولهم إن قوات الاحتلال بدأت انسحاباً من خان يونس ومن بيت لاهيا.
"
تحاول إسرائيل ضرب المقاومة الفلسطينية وإنهاء العمليات، من دون الاضطرار للخضوع إلى شروط وقف إطلاق النار التي وضعتها المقاومة
"
وبحسب الموقع، فإن الانسحاب جاء بعدما قرر الجيش الإسرائيلي أنه بات على وشك إنهاء مهمة تدمير الأنفاق الهجومية التي تمتد داخل العمق الإسرائيلي، وأنه تبقت أمام الجيش أنفاق معدودة فقط.
لكن القرار، بحسب مصادر أخرى، منوط أصلاً بقرار سياسي، وهو ينسجم مع محاولات حكومة نتنياهو فتح نافذة تمكنها من ضرب المقاومة الفلسطينية وإنهاء العمليات، من دون الاضطرار للخضوع إلى شروط وقف إطلاق النار التي وضعتها المقاومة، في ظل تكبد الاحتلال لخسائر كبيرة في الأرواح والتوتر في العلاقة مع الإدارة الأميركية من جهة، وبفعل الدعم والشرعية اللتين تتلقاهما الحكومة الإسرائيلية من الموقف المصري الراهن الذي يصر على فرض إملاءات على المقاومة تحت مسمى مبادرة مصرية، مع رفض الدورين القطري والتركي.
وكان محللون في إسرائيل قد أشاروا إلى أن أداء المقاومة الفلسطينية، ولا سيما في حالات الاشتباكات، جعل من جنود الاحتلال أهدافاً ثابتة، في مرمى نيرانها، وهو ما حاول الجيش الإسرائيلي تفاديه، عندما أعلن منذ مطلع الأسبوع الماضي أنه لم يبق أمام المستوى السياسي إلا أن يحسم إما لجهة وقف إطلاق النار أو التوغل عميقاً في القطاع لتطبيق سيناريوهات من شأنها أن تورط حكومة الاحتلال في رمال غزة، وهو ما سعى نتنياهو ووزير الأمن إلى تجنبه.
وتأتي الخطوة الإسرائيلية لتمكين نتنياهو من "استعراض" إنجازات بضرب المقاومة وعدم التفاوض معها، ولاستباق تحركات دولية تطالب بالتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية من جهة، وأخرى تدعو إلى رفع الحصار عن غزة. وهذا ما يفسر تشكيل لجنة للرد في حال اتهام اسرائيل بارتكاب جرائم حرب.
ومع أنه لم يرد أي ذكر لتنسيق إسرائيلي مع الولايات المتحدة، إلا أنه لا يستبعد أن تكون الخطوة الإسرائيلية قد نسقت كلها مع الإدارة الأميركية ومع النظام المصري الذي رفض استقبال وفد التفاوض الفلسطيني قبل إعلان المقاومة وقف إطلاق النار.
وفي أول رد فعل على التحرك الإسرائيلي، قال المتحدث باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، في تصريحات صحافية إنه "في حال انسحب الاحتلال من جانب واحد فلن يلزمنا بشيء والميدان هو من يقرر كيف يكون الرد".
"
أبو زهري: في حال انسحب الاحتلال من جانب واحد فلن يلزمنا بشيء والميدان هو من يقرر كيفية الرد
"
وأكد أبو زهري، أن المقاومة قادرة على مواصلة المواجهة، مشيراً إلى أنه "يجب على الاحتلال أن يختار ثم يدفع الثمن، إما أن يبقى في غزة ويدفع الثمن، أو ينسحب من طرف واحد ويدفع الثمن، أو يفاوض ويدفع الثمن". وأضاف"سنفاجأ من حجم الهزيمة النفسية التي يعيشها المحتل في الساعات المقبلة".
من جهته، اعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، أن "الأمم المتحدة" هي الجهة الوحيدة المخولة الحديث عن "شروط وقف إطلاق النار وليس إسرائيل".
وفي تعليقه على تصريح للمتحدثة باسم الخارجية الإسرائيلية، حول إمكان إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة للتفاوض بشأن وقف إطلاق النار في غزة، "شريطة حدوث وقف حقيقي لإطلاق النار من جانب حماس"، قال أبو مرزوق، في تصريحات لـ"الأناضول": "ننتظر أن نسمع هذا الكلام من الأمم المتحدة، وليس من إسرائيل".
وشدد أبو مرزوق على أنهم لا يثقون في ما يصدر عن المسؤولين الإسرائيليين من تصريحات، مشيراً إلى عدم وجود نوايا جادة وحقيقية للتهدئة، وهو ما تكشف عنه "المجازر" التي وقعت اليوم وأمس في رفح.
وكانت القناة الثانية الإسرائيلية قد أعلنت ظهر اليوم السبت، أن "الكابينيت" الإسرائيلي قرر عدم التفاوض مع حركة "حماس" حول وقف إطلاق النار. وفي السياق، نقلت صحيفة "هآرتس" عن موظف كبير قوله إن إسرائيل لا تعتزم إرسال وفد مفاوضات إلى القاهرة في الوقت الراهن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البرنامج "الثقافي والوطني " للتيارات المؤتلفة في رابطة الكتاب الأردنيين والانتخابات 27 نيسان

نيويورك تايمز: بوتين من الانزلاق من رجل دولة إلى طاغية !

بيان صادر عن ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا