Discrimination In Jordan Against Palestinian Origin Intellectuals

Discriminación En Jordania contra los intelectuales origen palestino

لوحة (فلسطين-رؤية جديدة) للكاتب والفنان تيسير نظمي Palestine, a new vision by Tayseer Nazmi
كلمة في بحر - كبش محرقة ؟
أغسطس / آب 1999
15سنة في الأردن ولا قيمة للزمن سوى النزيف الفلسطيني

شهدت عمّان خلال "مهرجان جرش" الأخير حدثاً مؤثراً ، إذ أعلن تسعة كتّاب أردنيين عاطلين عن العمل موفق محادين، يوسف ضمرة، جودت السعد، عمر أبو الهيجاء، حاكم عقرباوي، عثمان حسن، عيسى الخطيب، تيسير نظمي، إضافة إلى حسين حسنين، اضراباً مفتوحاً عن الطعام، محاولين لفت أنظار المسؤولين في الهيئات والمؤسسات الرسميّة والحكوميّة التي طرقوا أبوابها مراراً وتكراراً منذ سنوات عدّة، من دون جدوى.
ليست المرّة الأولى التي تشهد فيها عمّان هذا النوع من الاحتجاج، من قبل كتّاب ومثقّفين رازحين تحت نير البؤس، مهدّدين بالجوع ومحاصرين بالقلق والخوف. لكنّ الظاهرة، على مأسويّتها، لا تخلو من العبثيّة والغرابة، وقد لا نجد ما يشبهها في أي مكان آخر خارج ديار العرب... مع العلم أن البؤس الناتج عن التخلّف الاقتصادي ليس بأي شكل من الأشكال حكراً على الوطن العربي.
للوهلة الأولى قد يتساءل المرء: ماذا يميّز كتّاباً "عاطلين عن العمل" عن سائر مواطنيهم الذين يواجهون ظروفاً اقتصاديّة صعبة، ويعيشون دون الحدّ الأدنى المتعارف عليه لتحديد مستوى الفقر؟ وماذا ينتظر كاتب من دولة تعاني أزمة خانقة، غير وظيفة تميّزه بعض الشيء عن الآخرين، وترسّخ "حالة الرعاية السلبية"؟ فهل تنتهي المشكلة عند باب الوظيفة؟
لكن الحالة التي يعبّر عنها هؤلاء المبدعون التسعة في عمّان، إذ يضعون حياتهم في الميزان، ويتلاعبون بالموت كصرخة احتجاج أخيرة، إنّما هي في عمقها تعبير عن ذروة اليأس واللاجدوى. فالقضيّة أبعد من سعي ذليل وراء لقمة عيش: إنّها تتعلّق بمعركة من أجل الوجود. المجتمع العربي اليوم يضيق بمبدعيه، ويحاصر فنّانيه، ويبتزّ نخبته الفكريّة مرغِماً معظم رموزها على المساومات والتنازلات "التكتيكيّة." كأن هذا المجتمع في قلب أزمته الحضاريّة والاقتصاديّة والوجوديّة، عند مفترق ألفيّة جديدة، وجد في المثقّف ضحيّة سائغة، أو كبش فداء.
وحين لا يكون المبدع محاصراً بالبؤس، مطارداً من قبل السلطة، عاجزاً عن التواصل... فإنّه يغرق في مستنقع الانغلاق والغوغائيّة والتعصّب، ضحيّة سوء التفاهم الناتج عن غياب التقاليد الراقية للحوار العقلاني، كما حدث للمسرحي نادر عمران في عمّان أيضاً، خلال الأيّام الماضية... وعمران أبرز مؤسسي "مسرح الفوانيس" الأردني الذي نجح في احتلال موقع متقدّم على الساحة العربيّة. كما انّه يخوض منذ سنوات مغامرة جريئة، هي ادارة مهرجان مسرحي خاص بالفرق المستقلّة، بعيداً عن الاعتبارات الديبلوماسيّة والتوازنات الاقليميّة. نقصد طبعاً "أيّام عمّان" التي تنظّمها "الفوانيس" بالاشتراك مع فرقة "الورشة" المصريّة.

قبل أيّام تبلّغ نادر عمران قرار فصله من "نقابة الفنّانين الأردنيين". والتهمة الموجّهة إليه هي الضلوع في المؤامرة التطبيعيّة، بحجّة استضافة مهرجانه فرقاً فلسطينيّة من الأراضي العربيّة المحتلّة قبل 1967! أما "الشبهات" التي تحوم حوله، فمردّها إلى كون مؤسسات أجنبيّة تساهم في دعم المهرجان وتمويله. كنّا نتمنّى لو أن عقليّة الفصل والاقصاء والتخوين، تترك مكانها أخيراً لتقاليد ديموقراطيّة قائمة على الحوار. أليس من الأفيد للجميع أن يُفتح نقاش حقيقي وعميق، يشارك فيه الجميع، حول مفهوم التطبيع، ومفهوم الاستقلاليّة، وحول كيفيّة التعامل مع مرحلة جديدة ستأتي حافلة بالتغيّرات والتحوّلات؟
----------
جودت السعد و حسين حسنين في ذمة الله منذ سنوات ...
موفق محادين رئيس رابطة الكتاب للدورة الحالية والدورة الماضية.
تيسير نظمي فصل تعسفيا من عمله مرتين ولا يزال معطلا عن العمل منذ ثلاث سنوات ونصف
نادر عمران تم تعطيل مهرجان كان يديره 18 سنة وتوقف منذ سنوات

نادر عمران و تيسير نظمي في أواخر حزيران 2014 في مقر مهرجان أيام عمان المسرحية 



لوحة من لوحات تيسير نظمي Palestinian Black Orange By Tayseer Nazmi


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البرنامج "الثقافي والوطني " للتيارات المؤتلفة في رابطة الكتاب الأردنيين والانتخابات 27 نيسان

بيان صادر عن ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا

صحافيون من أجل فلسطين تدعو لحملة تواقيع لتحريك شكوى لدى الجنائية الدولية