كريمتا الكاتب تيسير نظمي تدعوان لإنقاذ والدهما و عدم انهيار حركة إبداع
مَنْ يُنصف تيسير نظمي؟!
زياد أبو لبن
أول مرة التقي به في مكتبي في وزارة الثقافة قبل سنوات، لم أعرفه!
رحبت به، وجلس، ثم قال لي: اطلب فنجان قهوة!
جاءت القهوة دون أي مقدمات للحديث، ثم عرفت أنه تيسير نظمي، فقامت بيننا صداقة تمتد مع الأيام، واكتشف أن لتيسير مواقف طريفة قائمة على النقد المباشر لكل أسباب الحياة المختلفة، ولا يتورع عن توجيه نقده اللاذع.
طافت به الأيام والشهور والسنوات في عواصم عربية وأجنبية، وهو من مواليد سيلة الظهر في فلسطين عام 1952، وتخرج من جامعة الكويت بتخصص لغة إنجليزية عام 1975، وعمل مترجماً ورئيساً للقسم الثقافي في عدد من الصحف الكويتية، وهو عضو رابطة الكتّاب الأردنيين، وعضو اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، وعمل في قسم الترجمة في جريدة الأسواق الأردنية، وما لبث أن قدّم استقالته من العمل، فبادر في نشر مقالاته في "القدس العربي" و"الزمان" والصحف الأردنية، وأسس على الإنترنت حركة إبداع، وكرّس جهده للتواصل مع أصدقائه وكتابة المقالات والترجمات والقصص القصيرة.
ولمن لا يعرف تيسير نظمي فقد نشر كتابه "البحث عن مساحة" عام 1979، وكتابه الثاني "الدهس" عام 1982، وكتابه الثالث "وليمة وحرير وعش عصافير" عام 2004، وترجم مذكرات موشيه شارت، كما ترجم رواية "المجتثون: يوميات منفى فلسطيني" لفواز تركي، وكتب رواية "وقائع ليلة السحر في وادي رم" عام 2004، ولم تحظ بدعم من وزارة الثقافة، وعمل معلماً للغة الإنجليزية في وزارة التربية والتعليم.
وبعد سنوات من العمل فصل من وظيفته فصلاً تعسفياً.
فمَنْ ينصف تيسير نظمي؟! الذي باتت الطرقات والأزقة تألفه، وتأبى مؤسسات الدولة أن تنصفه!
تيسير نظمي نموذج الإنسان الذي طحنته الحياة، وقست عليه الأيام، وتنكّر له الأصدقاء، وهو المتمثّل بقيم جماليات الحياة، مهما اختلفنا أو اتفقنا معه، فتيسير قدمّ للثقافة الكثير، وقدّم لقضيته الفلسطينية عمراً تآكل مع الزمن، ولعروبته شرف الالتزام، ولثوريته صوتاً متطلعاً للحرية والعدالة والديمقراطية، صوتاً يدوّي في رمال الصحراء، وتسكع المدن العربية على حضارة الغرب عالياً.
مَنْ ينصف تيسير نظمي؟!!!
* كاتب وناقد شغل عدة مناصب في وزارة الثقافة
كتبت ديما تيسير نظمي:
الأصدقاء والصديقات ، تحية لكم ، نصارحكم بشفافية وعلانية وفخر أن الكاتب تيسير نظمي و حركة إبداع صمدوا على مبادئهم و رسالتهم وأن الجميع من نظام وقوى حزبية غير راضية عن سقف حريات حاربت حركة إبداع في الأردن تحديدا دون التخلي عنه نشرا وقولا وفعلا و من خلال مداخلات الوالد المستمرة على مدى 22 عاما في الأردن قد جعلنا هدفا يراد إخضاعه بتجفيف كل مصادر دخلنا وأننا بحاجة مادية ماسة تضمن لنا الحد الأدنى من الاستمرارية ..فنهيب بالغيورين علينا التبرع بما يمكنهم التبرع به وتحويله عن طريق الحوالات لشركة العلاونة للصرافة باسم (تيسير نظمي محمد خليل) رقم هاتف 0795646904 حيث أننا منذ ثلاث سنوات ونيف دون أدنى مصادر دخل ودون السماح للوالد بالعمل في أي مجال وحيث أن رابطة الكتاب لم توافق حتى على سلفة لأحد أبرز أعضائها الناشطين ولا فعلت نقابة المعلمين شيئا في قضيته ولا الأحزاب ال....... كما يسميها الوالد ، وقد طفح الكيل ولم نعد قادرين على تسديد أجور مبيت الوالد ولا تنقلاته ولا الإنترنت ولا اشتراكات مواقع الحركة لأننا نأبى التمويل الخارجي ونعتمد على أصدقائنا.
نُخَب عمّان و أزقّتها و أزقّة أزقّتها تعرف ( تيسير نظمي)..و لكنها لا تعرف كيف تحتويه ؛ وهذا فشلٌ عربي جديد يضاف إلى قائمة الانجازات..! فتيسير أكبر ساخرٍ فيك يا أردن ..وله طعم مختلف عن كل أصناف المثقفين و من لفّ لفيفهم ..!
تيسير الذي يتشحطط في الفنادق الشعبيّة ولا يقوى على السير إلى بيته الذي ( هنا ) أو الذي ( هناك ) هو ذاته تيسير الذي يقوى على كل رأي ولا يخشى في الرأي (كشرة حاقد أو نظرة جاهلٍ تفلّتَ جبان )..! تيسير ؛ عوالم متنقّلة ؛ وفي كل عالم منها ثمّة طفل يلعب فيها ضاحكاً بتأمل اسمه تيسير نظمي .
كلّما رأيته في السنوات الأخيرة ..ترعبني الصورة ..الرجل وبعيداً عن آرائه وأفكاره و مشاكل عمله ..مبدع نخب أوّل ..وأن يتحوّل بفعل الجهل و التجاهل إلى وجهٍ أصفرَ مخطوف اللون الناضر ..وأن يتحوّل إلى كوكتيل من الشقاء و الحرمان و الخذلان ..فهذا هو العيب الأكبر بحق الفلاسفة و المفكرين الذين يعيشون غرباء وسط أوطانهم .
أرى صورتي في تيسير ؛ رغم أني لن أطاول قامته الحقيقيّة التي تُصرُّ النُّخَبُ قبل الحكومات على عدم رؤيتها .. أخشى على لوني أن يُخطف و على شوارعي ألاّ تصبح عكّازات لي إذا ما هجرني المقربون و تسافل عليّ القِصار و الصغار..!
لا يجمعني بهذا الشاب العجوز الطاعن بالصراحة و الصوت العالي إلا سخرية الأشياء ..حتى في قمّة جدّيته يكمن ( لينك) ساخر يعيدك بدهشة إلى بناء الفكرة من جديد .
ولكنّ الفكرة الأهم له ولي ؛ ولكل من يشبهنا في غابات الاسمنت ألا ندفع ثمن نقائنا و ألا يعاقبنا الجميع لأننا رفضنا أن ندخل بورصة المبادئ التي تهبط وترتفع حسب طلب سوق السياسة و أسيادها ..!
أعيدوا لتيسير نظمي نضارة وجهه ..لأنه وجهكم الحقيقي وقتما تنظرون لمرآة الشعوب ..!
abo_watan@yahoo.com
تعليقات