شرعية دستورية وليست شرعية دينية لأولي الأمر في الأردن
الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة
على النظام أن يدرك أن الوطن أكبر من الملك وأن الملك هو قائد بشري يستمد قوته وشرعيته من الناس ومن العقد الاجتماعي الذي اصطلح على تسميته دستورا لا من الوراثة والدين. معظم الأنظمة الوراثية كما يحدثنا التاريخ والمؤرخون زالت واندثرت بفعل تقدم المجتمعات وانتقال الشرعية من اللاعقلانية كالنسب وشرعية الوراثة أو شرعية القادة المعصومين على طريقة الفرق الشيعية التي جعلت من الملالي وآيات الله مندوبين للرب في الأرض انتقلت هذه الشرعية الى العقلانية المستمدة من صناديق الاقتراع وحكم القانون.معظم الأردنيون منغرسون على أرض هذا البلد الطيب منذ مئات السنين وقبل مجيء الملك عبدالله الأول وقبل تشكل الإمارة ومن ثم المملكة الأردنية. لقد عاصرنا وعايشنا أجدادنا الذين عاشوا في زمن الدولة العثمانية عندما كانوا يتحدثون عن كوسوفوا وفينا وبلغاريا وقبرص كجزء من الوطن في حينه فكيف بالوطن اليوم يختزل في شخص رجل واحد هو الملك؟ أنا شخصيا لا أشعر بأن هناك مؤسسات حقيقية وأن هناك قنوات مؤسسية وأن دولة القانون هي السائدة فكل هذا يغلب عليه الحشو والشكليات والخطابات الرنانة ولا يعكس الواقع. في المدارس يتم غرس الصورة المنزهة والمقدسة للملك، وفي المساجد والمصليات يوجد تسلسل لنسب الأسرة المالكة، وعلى المربعات وفي الأماكن العامة يمثل شعار الله الوطن الملك فهل الملك في منزلة الله أو في منزلة الوطن ؟ لا لعمري فالله خالق المكان والإنسان ورب السموات والأرض وخالق الملوك وقابضهم أما الوطن فهو أكبر من أي شخص فيه وأكبر من الملك وقد استوعبت أرضه ملوك وقادة قضوا ولم نعد نتذكر منهم إلا من أحسن لهذا الشعب وصان كرامته وحافظ على مقدراته وأنصف مظلوميه واقتص من ظلمته وطغاته. حفظ الله الأردن وشعب الأردن ونسأل الله الهدى والرشاد والتواضع لأولي الأمر .
---------------------
الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة
khassawneh_anis@hotmail.com
على النظام أن يدرك أن الوطن أكبر من الملك وأن الملك هو قائد بشري يستمد قوته وشرعيته من الناس ومن العقد الاجتماعي الذي اصطلح على تسميته دستورا لا من الوراثة والدين. معظم الأنظمة الوراثية كما يحدثنا التاريخ والمؤرخون زالت واندثرت بفعل تقدم المجتمعات وانتقال الشرعية من اللاعقلانية كالنسب وشرعية الوراثة أو شرعية القادة المعصومين على طريقة الفرق الشيعية التي جعلت من الملالي وآيات الله مندوبين للرب في الأرض انتقلت هذه الشرعية الى العقلانية المستمدة من صناديق الاقتراع وحكم القانون.معظم الأردنيون منغرسون على أرض هذا البلد الطيب منذ مئات السنين وقبل مجيء الملك عبدالله الأول وقبل تشكل الإمارة ومن ثم المملكة الأردنية. لقد عاصرنا وعايشنا أجدادنا الذين عاشوا في زمن الدولة العثمانية عندما كانوا يتحدثون عن كوسوفوا وفينا وبلغاريا وقبرص كجزء من الوطن في حينه فكيف بالوطن اليوم يختزل في شخص رجل واحد هو الملك؟ أنا شخصيا لا أشعر بأن هناك مؤسسات حقيقية وأن هناك قنوات مؤسسية وأن دولة القانون هي السائدة فكل هذا يغلب عليه الحشو والشكليات والخطابات الرنانة ولا يعكس الواقع. في المدارس يتم غرس الصورة المنزهة والمقدسة للملك، وفي المساجد والمصليات يوجد تسلسل لنسب الأسرة المالكة، وعلى المربعات وفي الأماكن العامة يمثل شعار الله الوطن الملك فهل الملك في منزلة الله أو في منزلة الوطن ؟ لا لعمري فالله خالق المكان والإنسان ورب السموات والأرض وخالق الملوك وقابضهم أما الوطن فهو أكبر من أي شخص فيه وأكبر من الملك وقد استوعبت أرضه ملوك وقادة قضوا ولم نعد نتذكر منهم إلا من أحسن لهذا الشعب وصان كرامته وحافظ على مقدراته وأنصف مظلوميه واقتص من ظلمته وطغاته. حفظ الله الأردن وشعب الأردن ونسأل الله الهدى والرشاد والتواضع لأولي الأمر .
---------------------
الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة
khassawneh_anis@hotmail.com
.jpg)
تعليقات