توجان فيصل و تيسير نظمي يتصديان للبلطجة الثقافية والسياسية في الأردن



توجان فيصل تصافح تيسير نظمي في اعتصام الصحفيين 


عاجل من عمان و سكرامنتو : قالت السيدة جينادي في حفلة مساء أمس ضمت معظم الأعضاء الكبار في حركة إبداع التي أسسها الكاتب والمفكر الفلسطيني تيسير نظمي قبل أكثر من ربع قرن أنها تراقب ردود الفعل الأردنية الرسمية تجاه المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية وأنها لاحظت تشكيكا أردنيا بنوايا الطرفين من أن حكومة عبدالله العاجزة عن الإصلاح في دولة الفساد شرقي النهر باتت تخشى أية تفاهمات مشتركة في محادثات كانت هي الداعية إليها و تسميها ب (السرية) مع أن الأردن تاريخيا يقيم محادثات وتفاهمات سرية منذ 17 نوفمبر 1947 على الأقل مع غولدامئير وغيرها من مؤسسي إسرائيل و أن تيسير نظمي دفع ثمنا باهظا في الأردن لقاء فتحه هذا الملف و يعيش مطاردا منذ عقدين مضيا على وجوده في الأردن رغما عنه و أضافت أننا نفد صبرنا وسوف نكشف من هو الذي دأب على استغلال الفلسطينيين و من الذي سلم مخطوطات البحر الميت لإسرائيل ومن هو الذي لا يريد دولة للفلسطينيين و ختمت أن تيسير نظمي قرر أن لا يغادر الأردن إلا شهيدا من أجل مسقط رأسه ووطنه وأنها حاولت المستحيل معه لثنيه عن هذا القرار رغم أن حياته في خطر والجانب الإسرائيلي يعرف ذلك تماما .... أما تيسير نظمي (أبو إلزا) ! فقد تعذر الاتصال به منذ أكثر من عشرة أيام لكنه من الواضح أنه يعد جميع راجمات الحركة لمعركة سياسية وثقافية مع رموز الأحكام العرفية وتحديدا مع العسكري معروف البخيت الذي يقدم نفسه كرئيس وزراء حكومة طوارئ في الأردن هذه الأيام

أغني مواجع عمّان
02/01/2014
توجان فيصل

الفن الراقي هو أكثر ما يرفع من شأن أي بلد في العالم، وهو يأتي قبل السياسة ذاتها، فندرة من السياسيين من نافسوا الفنانين الكبارعلى محبة واحترام العالم. والفن هو ما يبقى ذكره عبر الزمن بأكثر من ذكر الساسة.
فهوميروس يظل أشهر وأعظم وأدعى لمفخرة اليونانيين من كل حكام عصره .وملحمتاه "الإلياذة " و "الأوديسة" هما من كرس "أخيل" بطلا اسطوريا وأدخل المثولوجيا الإغريقية في كافة أمثال العالم بـ "كعب أخيل". بينما سيرة ملوك وأبطال تلك الملاحم ما كانت لتشيع شعبيا ولا أن تبقى تاريخيا لولا ملحمتي هوميروس ومسرحيات سوفوكليس وأيسكيلاس، فعُرف هؤلاء الساسة والعسكريون بالصورة التي اختار ان يرسمهم بها هؤلاء الفنانون. ومثلها ملاحم أمم اخرى مثل ال"إينياد " الرومانية للشاعر "فيرجل"، وملحمة "جلجامش"التي خلدت ذكر الملك السومري في نص حتما هو ليس سيرة حياة ذلك الملك، ولكن "الملحمة " خلدت مكون البطولة في شخصه لدى المؤرخين.ولكن ما خلد الملاحم ذاتها، إضافة لكونها نصوصا أدبية راقية،هو امتزاجها بفن آخر عالمي اللغة مطلق المدلولات، هو فن الموسيقى. فالملاحم قصائد كانت تكتب لتغنى وتحفظ لوزنها الموسيقي. ولهذا تبدأ عادة بعبارة "أغني (كذا أو عن كذا)".وهي العبارة التي اقتبستها قصائد لشعراء حديثين كبار( منهم الأنجليزي كامنجز) وأعمال موسيقية حديثة عدة.
وفي تراثنا العربي لعبت "المعلقات " دورا ثقافيا وتأريخيا كهذا، فيما تاريخ الأندلس أدخل الموشحات بكل تجديدها الموسيقي وثيق الصلة بالغناء الذي كتبت هذه القصائد له حصريا. وشعراء الأندلس نافسوا ساستها على المكانة التاريخية رغم أن الأندلس وفتحها وحضارتها وخسارتها شكلت أكثر موضوع كتب فيه عربيا، بل وأصبحت "مرثية" او "بكائية" العرب الأولى، تستحضر عند كل هزيمة ومع توالي هزائم العرب لذاتهم.
وهذه مقدمة أسوقها لأنتزع من أخيلة "مسؤولينا" أن الموسيقى والغناء هي خلفية لراقصة "بلدي"، أو "تسحيجة" مداحين للحكم، أو مزيجهما الذي يصم آذان الحضور (حرفيا) ويصدم كل حس فني راق في خلطة ما يسمى شعبيا "دي جي" الأعراس التي تهين كل تراثنا الغنائي بخلط ام كلثوم وفيروز وعبد الحليم بأغاني من يغنين بأجسادهن وليس بأصواتهن، مع أنها في الأغلب أرحم من صوت مطرب ال "دي جي". ففي حين سعى عبد الناصر بجلال عظمته (بل لجلال عظمته ) لجمع موسيقى عبد الوهاب لصوت ام كلثوم، حكوماتنا كلّه عندها صابون. ولهذا تراجُعُ سوية وزراء الثقافة لتصبح الوزارة، مثلها مثل وزارة التنمية الاجتماعية، وزراة "للنسوان"، أوجائزة ترضية للوزراء "الأقل حظا" ..ما أدى أن تزاحم اعتراضات واعتصامات المثقفين اعتصامات المطالب السياسية والمعيشية الضاغطة.. فالعقل له حقوقه ويلزمُه "قوتُهُ"!
هذا حال الوزارة الذي يعكس سوية الحكومة، أما "المراكز الثقافية" التي يزعم انها تقدم هبة للشعب، فبقيت لحينه تفرض سوية من يقدمون الفن والثقافة فيها مجانا مقابل تقديم قاعات المراكزمجانا لهم. و"مركز الحسين الثقافي" تحديدا أقامته أمانة عمان( بلديتها) بأموال أهل عمان وعلى أرضهم،ولا منة لأحد على من يستخدم مسرح المركز أو يحضر عرضه. ولكن لكون أمانة عمان غنيّة، يُمنع أهلها من انتخاب رئيسها وتعينه الحكومة ومعه نصف أعضاء مجلس الأمانة.. فيجري توزيع كل خيراتها بين المنتفذين في الدولة، بما فيه وظائف الأمانة المتضمنة إدارة "مركز الحسين الثقافي" .
ومؤخرا قدمت فرقة موسيقية أردنية تقودها عازفة البيانو غيا ارشيدات (مبدعة بحيث عزفت لها مقطوعات فرق شهيرة في إيطاليا)، وتضم عازف العود طارق الجندي(الحاصل على عدة جوائز في بلدان عربية وأجنبية).
وطارق الجندي ليس باسم يوسف ولا علاقة له بالسياسة. ولكن لتلطيف الجو شديد البرودة في قاعة لم تقم "الأمانة" بمجرد تدفئتها قليلا، قدم لحديثه عن مقطوعة موسيقية من تأليفه قبل عزفها، مازحا بقوله : "لا استطيع الكلام بسبب البرد، يبدو أن الحكومة أيضا ليست قادرة على دفع ثمن (السولار) مثلها مثل المواطن" . فضحك الجمهور وتابعت الفرقة عزفها .
قول يبرئ الحكومة ويؤكد مزاعمها التي تتسول بها المعونات وتحملّنا القروض. وهو قول لا يذكر بتاتا أمانة عمان التي فسادها موضوع حديث كامل الشعب، وبل وموضوع تقارير "لديوان المحاسبة" وموضوع قضايا واعتقال "أمين" سابق لعمان .. ولكن "المريب قال خذوني"!!
فبعد انتهاء الحفل وأثناء خروج الفرقة التي قدمت عرضها مجانا، تهجم بعض موظفي أمن مركز الحسين الثقافي (الواقع في ساحة النخيل حيث سبق وضرب شباب الحراك والصحفيون بالمناقل) بدءا بشتائم تقول "الحكومة على راسك " و"انت لست ابن هذا البلد " و "الحق على الحكومة اللي وفرت لك المسرح مجانا"، وصولا لضرب بعض أعضاء الفرقة ومحاولة ضرب الموسيقارة ارشيدات أيضا!

واكتفي بهذا.. فقرائي مثقفون!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البرنامج "الثقافي والوطني " للتيارات المؤتلفة في رابطة الكتاب الأردنيين والانتخابات 27 نيسان

بيان صادر عن ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا

صحافيون من أجل فلسطين تدعو لحملة تواقيع لتحريك شكوى لدى الجنائية الدولية