رابين وشارون عسكريان أيقنا أن المستقبل للتعايش مع العرب وأن الحلول ممكنة الآن !

عن كيري المهووس بـ’نوبل’
يوئيل ماركوس
هآرتس 17/1/2014

مع وفاة ارئيل شارون فقدت اسرائيل وزير الدفاع ورئيس الوزراء الثاني الذي غير رأيه وفضل التسويات السلمية على الحرب. كلاهما كانا مشاركان في حروب قاسية مع الفلسطينيين، وكلاهما غيرا في مرحلة معينة من حياتهما السياسية نهجهما الاساسي. ومع أن اصل رابين وشارون كان في حركة العمل وذات الخلفية الفاعلة تجاه الفلسطينيين، توصلا الواحد تلو الاخر الى الاستنتاج بان العرب هم هنا الى جانبنا ومعهم ينبغي ان نتدبر امرنا. رئيسا الوزراء ووزيرا الدفاع هذان فهما ايضا بان هناك حاجة الى الامريكيين في هذه اللعبة. وكان لكليهما الميزة، خلافا لزعماء آخرين رأى فيهما الجمهور رجلي أمن، تقف اعتباراته فوق المصالح الحزبية. وفي احلام هذا الثنائي الوردية (او السوداء) لم يؤمن احدهما بانه سيصافح عرفات والثاني، الا وهو شارون، سيعيد لهم المناطق ويقتلع 17 مستوطنة دون تسوية.
في حديث مع الموقع أدناه شرح شارون بان ما يحركه هو تحرير شعب اسرائيل من ‘حلم بلاد اسرائيل الكاملة’. رابين اغتيل، شارون غرق في غيبوبة قبل ان ينهي خطوات السلام التي خطط لها. اما الحلم فبقي على حاله.
يرى الكثيرون في موت المقاتلين، اللذين تحولا في الطريق من صقرين الى متطلعين للسلام، خسارة كبرى. ايهود باراك غرق في الاعيبه ومباهجه. وبيبي اليوم يمتطي الفرس الشموس لليمين القومي المتطرف. والموضوع الاهم الذي كان مشتركا بين شارون ورابين هو التعاون الاستراتيجي مع الادارة الامريكية حتى عندما كان الامر يتعلق باقامة تسوية سلمية. إذ أي منهما لم يصدق حقا بان الفلسطينيين قادرون على المساومة على الاراضي بينما في اسرائيل قطاعات عامة غير قليلة من الجمهور مستعدون لان يدفعوا بثمن’ اعادة الارض، مقابل التسوية. لقد اخطأ شارون حين سحب 21 مستوطنة دون تسوية. فلا يوجد في أي مرة من المرات ‘توقيت صحيح’ للموت، ولكن شارون رحل عن الساحة رغم أنه واصل العيش لثماني سنوات اخرى. ‘يا له من نحس′، قال هذا الاسبوع سياسي قديم: ‘فقدنا الزعيمين الاقوى اللذين ارادا واستطاعا ان يقودا نحو تسوية وتنازلات’.
في هذه المسرحية التي تسمى ادارة دولة، المسدس الذي كان في المعركة الاولى، الا وهو موشيه يعلون، صعد الى المنصة في المعركة الثانية، وذلك كتصفية حسابات على انه لم يعين في حينه كرئيس للاركان لسنة رابعة. شارون اراد قائد سلاح الجو الشعبي دان حلوتس قبل فك الارتباط انطلاقا من الافتراض بان بوسعه ان يخلي المستوطنات ‘بتصميم وحساسية’ الميزتين اللتين لا يتمتع بهما يعلون بالضبط.
وقد شعر يعلون بالاهانة حتى اعماقه وشرح في حفلة وداعه لرئاسة الاركان الامر على النحو التالي: ‘أتعرفون لماذا احتذي حذاء عاليا في ساحة هيئة الاركان؟ لانه يوجد هناك عقارب وافاعي خطيرة’. ولم يتأخر الرد من دوائر المسؤولين عنه: ‘هو من نوع الناس الذين ليس فقط اغبياء بل ويبدون كاغبياء’. يعلون كوزير دفاع مغرور وممتلىء بنفسه تمترس على نحو جيد لدى رجال بلاد اسرائيل الكاملة في الليكود. ومساهمته في ان اسرائيل توجد اليوم في المكان الرابع في قائمة الدول المكروهة في العالم، لا بأس بها. اما شارون، الذي عمق بعد رابين الحلف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بالثمانينيات حرص جدا بالذات على كبرياء وزراء الخارجية الامريكيين. والخطأ الوحيد الذي ارتكبه هو عندما قال لكونداليزا رايس ان لها ساقين جميلتين.

يعلون الذي قال عن كيري انه مهووس ومسيحاني و’اقترح’ التخلص منه ومن خطته من خلال منحه جائزة نوبل ينبغي ان يكون مجنونا كي يتحدث هكذا كوزير للدفاع، يحصل على مئات ملايين الدولارات بتعزيز قوة اسرائيل. السياسة لا تتشكل من اعتبارات باردة فقط. خلفها يوجد اناس. وحتى ليبرمان وقف دفاعا عن كيري، بقوله ان اقتراحه هو افضل ما حصلنا عليه في أي وقت من الاوقات. ان الجمهور ليس واع للخطر الذي يكمن له في غياب اتفاق. امريكا لن تبقى بالضرورة صديقة حميمة الى الابد. كيف يقال بالعبرية غير الطليقة؟ هي ايضا قد تتلقى ذات يوم نوبة جنون.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البرنامج "الثقافي والوطني " للتيارات المؤتلفة في رابطة الكتاب الأردنيين والانتخابات 27 نيسان

بيان صادر عن ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا

صحافيون من أجل فلسطين تدعو لحملة تواقيع لتحريك شكوى لدى الجنائية الدولية