" النمور في اليوم ال23 تشرب ماء العدس " ولن تقبل ال85 ألفا وتيسير نظمي سيقود الإضراب هذه المرة منفردا
النمور في اليوم الـ23 تشرب ماء العدس بقلم:تيسير نظمي
تاريخ النشر : 2005-05-06
النمور في اليوم الـ23 تشرب ماء العدس
تيسير نظمي
داخل المشهد، تبدو التفاصيل ذات أهمية. خارج المشهد تبدو الرؤية ذات أهمية. و ما بين خصوصية التفاصيل و عموم المشهد تتجلى رؤية الحقيقة. 23 يوماً كافية حد الضجر للإمساك بالانتهازي متلبساً. و بالمخبر ساهما و بالمدعي متهاويا على الغنيمة. 23 يوما كانت تحتاج لكتاب أرسطو the poetics ليقصقص حسب نسب الطول و القصر اللازمة ما فاض عن حاجة الموضوع من خارجه. و كانت اكثر من كافية لسيدة تجيد فن الطبخ و تقتصد في الكلام لتشير على كل ذي بصيرة أن الطبخة تفسد كلما أكثرنا من طباخيها.
و حلو هذا الملح، مالح هذا السكر، و بعض الأمعاء خاوية بلا طائل أو مبرر غير هذا الصدق الأهبل أو "المسكين!" . أما وقد : " قضي الأمر . مسرح غادرته في ختام المشهد الأبصار" فقد اصبح للكتابة الآن من خارج المشهد ما يبررها كي نحاول الاقتراب من بيت شعر لسميح القاسم في القصيدة يقول فيه:" حائر أنت. هل أجدت أداء أم تخلت عن دورك الأدوار؟" . هو ذا واقع 23 يوما بدأت بـ" لم تمثل. كنت الجماهير فردا، و استعار الممثل النظار". و في الطريق إلى المشهد كان بصحبتي من الشباب اثنان أقول لهما مستدركا خيبة النهايات و إنكساراتها ان الاضرابات كالثورات يفكر لها دهاة و ينفذها الشجعان و يقطف ثمارها انتهازيون. راقت لهم الفكرة التي سيتذكرونها خلال اقل من شهور. فالشجاعة ضرورة الجائع لرغيف خبز و المتحرق لسيجارة. فما زاد من الضرورة أتلفها و جعل الرغيف منقوعا و عائما بماء دالع. و عندما يأتي إلى عرين الشجعان قادم و في جيبه وصفة النهايات، لا بأس من أن يلعب دور الممثل لشجاعة تخطف من غيره الأضواء.
و مع أن استفزاز النمور في يومها الحادي عشر أمر غير محبذ إلا أن من بيده مفاتيح الكهوف و الهواتف و الفاكسات و الأختام على شكل مقر محروس من الداخل والخارج يجعل الأسود الجريحة تغني لمحمود درويش: حذار حذار من جوعي ومن غضبي، بعد أن اصبح لحم المغتصب لهوية روحك لحما ملتبسا غير قابل لا للأكل و لا للنزف. فلا بأس إذن أن تعود بسرية تامة لسميح القاسم المحارب لتنشد معه: " لم تمثل. نزفت روحك حرفا تلو حرف. و في العروق أوار. فانسدال الغيوم بات يقينا، فسل الشك هل همت أمطار؟" النمور في يومها السادس عشر كانت و ما تزال تأوي الى الصمت و في عداد ايامها غير الرسمية قبل أن يستلمها المروضون، تحاول ما امكنهاان تفلت من التفاصيل اليومية الداعية في نهاية المطاف للاستسلام لأية وظيفة بأية شروط و بأية وعود و قد باتت تتربص بها نمور زكريا تامر في يومها العاشر حين صار القفص مدينة/ دولة و صار النمر مواطنا صالحا.
كانت النمور القليلة، و أنا ابصر تفاصيلها، قد شرعت تنفصل عن دلالاتها و عن معناها. و كان معناها آخذ في الابتعاد عن جدواها. و كان جدواها ليس اكثر من ماء وملح.أو من ماء محلى بما انفصل عن الفاكهة من عصير لا يحيلك إلى الشجرة إن تيقظت حواسك على المجريات بين الغرف أو على الشجرة خارجها،حيث لم تعد دلالة الجزء متصلة بالكل. هذه شجرة إن أردت و لكنها معتقلة في باحة المبنى و ليست غابة. بينما غابة فتاكة من الأسماء على الورق تتكاثر و تتناسل و لا تقطر ثمن علبة سجائر في احسن الأحوال.
عم تبحث يا فتى الأوديسة المكسور؟ كان لابد من درويش و قد تركنا سميح القاسم لشعب يحميه و نحن كأجمل الرجال الغرقى في تفاصيل المكان. و كان لابد من قصيدة سميح القاسم " الممثل" كي نحذر و نحاذر عندما يعلمنا نحن التلاميذ:" لا تمثل. تحت المنصة لغم، فوق المنصة لغم، و فيك انفجار". و كنا ثلاثة قد أدركنا بواقعية مبتذلة يا احمد دحبور أننا نجتاز صبرا عناوين خلافات مضت كي نعلو، رغم أن "العالي يصلب دائما" حاضر في التفاصيل كقصيدة و كفراشة. ماذا نقول للناس و قد انتقانا المكان ليجعلنا 1+1= مفردا بصيغة الجمع ؟ و غريبا تاهت عن خطواته الطريق! ما تلك الإشارة؟ تساءلت: هل هي أوامر من مراتب حزبية أعلى؟ اهو الإرهاق بلغ من الشباب مبلغه فلم يعد الواحد منهم يفرق بين نهاية و نهاية! هل يرجو المثقف السلطة كي تحتويه؟ هل أصبحت الأحزاب أقل فاعلية من جمعية خيرية من أهدافها البر والتقوى؟ ولأكثر من مرة كانت التحذيرات تشير: أنت أيها الإقليمي( المقصود الفلسطيني!) إما أن تبقى ضيفا مؤازرا و إما أن....(المقصود استدعاء الجهات المختصة). و أخيرا: اخرج .... إلى.... غادر إلى بيتك .. حتى رؤيتك في الشارع العام باتت استفزازية في منتصف الليل! و رموك في بئر و قالوا لا تسلم ! قال لهم ببرود أعصاب و هو في الشارع: لو كان لي بيت مثلكم لما أضربت، بل لكتبت أو أبدعت. يقول سميح القاسم:" لم تمثل. صغت الحياة فلا كتاب نص و المخرجون ابتكار". و هكذا يخرج الحائر من المشهد ليراه و يعود صديقا لسميح إذ يقول:" كنت من كنت في الجحيم رسولا، ضاع، لا هجرة و لا أنصار" فما أشهى الآن شوربة العدس بعد 18 يوما من الإضراب عن الطعام. " كنت من كنت. ألف دور و دور و النهايات خيبة و انكسار. و لم تمثل، أنطقت قلبا جميلا فتح الورد فيه و الجلنار".
---------------------------------------------
كتبت بعد الإضراب عن الطعام الذي خاضه الكاتب مع 13 كاتبا في الأردن وفي النهاية تم استبعاد الكاتب لأسباب إقليمية من الطرف الآخر بعد تلقي رابطة الكتاب لمبلغ 85 ألف دينار لقاء فك الإضراب واستبعاد الكاتب!!
1999
تيسير نظمي
داخل المشهد، تبدو التفاصيل ذات أهمية. خارج المشهد تبدو الرؤية ذات أهمية. و ما بين خصوصية التفاصيل و عموم المشهد تتجلى رؤية الحقيقة. 23 يوماً كافية حد الضجر للإمساك بالانتهازي متلبساً. و بالمخبر ساهما و بالمدعي متهاويا على الغنيمة. 23 يوما كانت تحتاج لكتاب أرسطو the poetics ليقصقص حسب نسب الطول و القصر اللازمة ما فاض عن حاجة الموضوع من خارجه. و كانت اكثر من كافية لسيدة تجيد فن الطبخ و تقتصد في الكلام لتشير على كل ذي بصيرة أن الطبخة تفسد كلما أكثرنا من طباخيها.
و حلو هذا الملح، مالح هذا السكر، و بعض الأمعاء خاوية بلا طائل أو مبرر غير هذا الصدق الأهبل أو "المسكين!" . أما وقد : " قضي الأمر . مسرح غادرته في ختام المشهد الأبصار" فقد اصبح للكتابة الآن من خارج المشهد ما يبررها كي نحاول الاقتراب من بيت شعر لسميح القاسم في القصيدة يقول فيه:" حائر أنت. هل أجدت أداء أم تخلت عن دورك الأدوار؟" . هو ذا واقع 23 يوما بدأت بـ" لم تمثل. كنت الجماهير فردا، و استعار الممثل النظار". و في الطريق إلى المشهد كان بصحبتي من الشباب اثنان أقول لهما مستدركا خيبة النهايات و إنكساراتها ان الاضرابات كالثورات يفكر لها دهاة و ينفذها الشجعان و يقطف ثمارها انتهازيون. راقت لهم الفكرة التي سيتذكرونها خلال اقل من شهور. فالشجاعة ضرورة الجائع لرغيف خبز و المتحرق لسيجارة. فما زاد من الضرورة أتلفها و جعل الرغيف منقوعا و عائما بماء دالع. و عندما يأتي إلى عرين الشجعان قادم و في جيبه وصفة النهايات، لا بأس من أن يلعب دور الممثل لشجاعة تخطف من غيره الأضواء.
و مع أن استفزاز النمور في يومها الحادي عشر أمر غير محبذ إلا أن من بيده مفاتيح الكهوف و الهواتف و الفاكسات و الأختام على شكل مقر محروس من الداخل والخارج يجعل الأسود الجريحة تغني لمحمود درويش: حذار حذار من جوعي ومن غضبي، بعد أن اصبح لحم المغتصب لهوية روحك لحما ملتبسا غير قابل لا للأكل و لا للنزف. فلا بأس إذن أن تعود بسرية تامة لسميح القاسم المحارب لتنشد معه: " لم تمثل. نزفت روحك حرفا تلو حرف. و في العروق أوار. فانسدال الغيوم بات يقينا، فسل الشك هل همت أمطار؟" النمور في يومها السادس عشر كانت و ما تزال تأوي الى الصمت و في عداد ايامها غير الرسمية قبل أن يستلمها المروضون، تحاول ما امكنهاان تفلت من التفاصيل اليومية الداعية في نهاية المطاف للاستسلام لأية وظيفة بأية شروط و بأية وعود و قد باتت تتربص بها نمور زكريا تامر في يومها العاشر حين صار القفص مدينة/ دولة و صار النمر مواطنا صالحا.
كانت النمور القليلة، و أنا ابصر تفاصيلها، قد شرعت تنفصل عن دلالاتها و عن معناها. و كان معناها آخذ في الابتعاد عن جدواها. و كان جدواها ليس اكثر من ماء وملح.أو من ماء محلى بما انفصل عن الفاكهة من عصير لا يحيلك إلى الشجرة إن تيقظت حواسك على المجريات بين الغرف أو على الشجرة خارجها،حيث لم تعد دلالة الجزء متصلة بالكل. هذه شجرة إن أردت و لكنها معتقلة في باحة المبنى و ليست غابة. بينما غابة فتاكة من الأسماء على الورق تتكاثر و تتناسل و لا تقطر ثمن علبة سجائر في احسن الأحوال.
عم تبحث يا فتى الأوديسة المكسور؟ كان لابد من درويش و قد تركنا سميح القاسم لشعب يحميه و نحن كأجمل الرجال الغرقى في تفاصيل المكان. و كان لابد من قصيدة سميح القاسم " الممثل" كي نحذر و نحاذر عندما يعلمنا نحن التلاميذ:" لا تمثل. تحت المنصة لغم، فوق المنصة لغم، و فيك انفجار". و كنا ثلاثة قد أدركنا بواقعية مبتذلة يا احمد دحبور أننا نجتاز صبرا عناوين خلافات مضت كي نعلو، رغم أن "العالي يصلب دائما" حاضر في التفاصيل كقصيدة و كفراشة. ماذا نقول للناس و قد انتقانا المكان ليجعلنا 1+1= مفردا بصيغة الجمع ؟ و غريبا تاهت عن خطواته الطريق! ما تلك الإشارة؟ تساءلت: هل هي أوامر من مراتب حزبية أعلى؟ اهو الإرهاق بلغ من الشباب مبلغه فلم يعد الواحد منهم يفرق بين نهاية و نهاية! هل يرجو المثقف السلطة كي تحتويه؟ هل أصبحت الأحزاب أقل فاعلية من جمعية خيرية من أهدافها البر والتقوى؟ ولأكثر من مرة كانت التحذيرات تشير: أنت أيها الإقليمي( المقصود الفلسطيني!) إما أن تبقى ضيفا مؤازرا و إما أن....(المقصود استدعاء الجهات المختصة). و أخيرا: اخرج .... إلى.... غادر إلى بيتك .. حتى رؤيتك في الشارع العام باتت استفزازية في منتصف الليل! و رموك في بئر و قالوا لا تسلم ! قال لهم ببرود أعصاب و هو في الشارع: لو كان لي بيت مثلكم لما أضربت، بل لكتبت أو أبدعت. يقول سميح القاسم:" لم تمثل. صغت الحياة فلا كتاب نص و المخرجون ابتكار". و هكذا يخرج الحائر من المشهد ليراه و يعود صديقا لسميح إذ يقول:" كنت من كنت في الجحيم رسولا، ضاع، لا هجرة و لا أنصار" فما أشهى الآن شوربة العدس بعد 18 يوما من الإضراب عن الطعام. " كنت من كنت. ألف دور و دور و النهايات خيبة و انكسار. و لم تمثل، أنطقت قلبا جميلا فتح الورد فيه و الجلنار".
---------------------------------------------
كتبت بعد الإضراب عن الطعام الذي خاضه الكاتب مع 13 كاتبا في الأردن وفي النهاية تم استبعاد الكاتب لأسباب إقليمية من الطرف الآخر بعد تلقي رابطة الكتاب لمبلغ 85 ألف دينار لقاء فك الإضراب واستبعاد الكاتب!!
1999
Originality Movement shared a link.
الكاتب المعطل عن العمل منذ قرابة الثلاث سنوات تيسير نظمي طفح به الكيل فقد وضع رابطة الكتاب أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما أن يضرب وآخرين احتجاجا عليها أو أنها تسمح له ولآخرين بالإضراب فيها احتجاجا على وزارة الثقافة والحكومة والأسبوع المقبل حافل بمفاجآت التصعيد الذي لا رجوع عنه http://om-rush.blogspot.com/2013/11/blog-post_23.html
تعليقات