تيسير نظمي ناقدا دوليا يفتح النار على مثقفي الأردن (2007) ويلغي مهرجان جرش (2013)


تيسير نظمي ناقدا دوليا يفتح النار على مثقفي الأردن

جريدة شيحان-الأنباط-الأردنيات/عمان-26/7/2007

تاريخ النشر : 2007-07-25
في أول حوار معه بعد عضويته في رابطة نقاد الأدب الدولية:
تيسير نظمي ناقدا دوليا يفتح النار على بعض مثقفي الأردن
ويهدد أنه شاعر ملغوم… وشيحان تستطلع شظايا انفجاراته
قبل مؤتمر "روح المقاومة في الأدب" المقبل في تورز


في هذا اللقاء مع عضو الرابطة الدولية لنقاد الأدب القاص والناقد تيسير نظمي تتكشف لــ "شيحان" بعض هموم وطموحات الثقافة العربية وما تواجهه في الأردن من خصوصيات سياسية ومشكلات معوقة للحراك الثقافي على أسس إبداعية وعدم مواكبة لروح ومتطلبات العصر وعتب شديد على القائمين على الشأن الثقافي سواء من المؤسسات الرسمية أو الأهلية . كما يطلع نظمي بكل شفافية القارئ على حيثيات وانعكاسات عضويته في هذه الرابطة العالمية على مستقبل الثقافة في الأردن والوطن العربي – خاصة إذا ما نجح في انتخابات هيئتها الادارية في تشرين أول /أكتوبر المقبل- فسوف يكون أول ناقد عربي يتولى مسؤوليات دولية خلال 38 عاما من عمر هذه الهيئة التي مقرها باريس. إلى تفاصيل حديثه لــ"شيحان" :

•        هل تطلعنا على خلفيات هذه الرابطة وعلى عمر علاقتك بها ؟

•        لم أكن أعلم بوجودها أو نشاطها قبل توجيه الدعوة لي من الشاعر والكاتب الفرنسي دانييل لوفرس الذي يتولى منصب رئاسة هيئتها الادارية حاليا والذي بدأت معرفتي به خلال زيارته الأولى للأردن مشاركا في مهرجان الشعر ضمن فعاليات مهرجان جرش 2005 . وللأسف فإن الشعراء الأردنيين والعرب الذين تتكرر أسماؤهم منذ عشر دورات في هذا المهرجان غير منشغلين سوى بأنفسهم وكثير منهم لا يقرأ أو غير مواكب للثقافة العالمية أو أنهم لا يجيدون القراءة بلغات أجنبية أو يعبرون عن مواقف نقدية بغير اللغة العربية أو أنهم لم يربوا ذائقة نقدية وجمالية تخصهم وهذا السبب ربما كان له أثر بالغ في جعل الحوارات القصيرة جدا مع الشاعر والناقد دانييل لوفرس التي أتيحت لكلينا على هامش فعاليات المهرجان تكتسب لديه أهمية استثنائية حيث أعرب لي قبل سنتين عن أن مثقفا عربيا من الدول العربية التي زارها لم يطرح الأسماء التي طرحتها معه للمناقشة وأنه فوجئ بثقافتي وحسي الانساني والنضالي. كما فجعت أنا أيضا أن هذا الشاعر والناقد الهام لم تتم ترجمة أي من أعماله للغة العربية بعد ، فقد تطرقنا بلمحات خاطفة إلى أهم اثنين من وجهة نظري من كتاب فرنسا وهما جان جينيه ومن قبله بالطبع آرثر رامبو ولم نتحدث عن بقية كتاب فرنسا الباقين مثل بودلير ومالارميه أو سان جون بيرس مما يعني موقفا نقديا مضمرا لدي أو لدينا وعموما دانييل يحترم هوامش الاختلاف حتى لو لم نتفق. حسه الشعري والنقدي معا جعلاه يكتب بي قصيدة رغم أنه كما أوضح لي لم يكتب طوال حياته قصيدة واحدة بشخص ما. وهذا حقيقة أفرحني فاحتفظت بنسختها الأولى بخط يده ومن ثم نشرتها قبل أن تكتمل على موقعي الالكتروني (nazmi.org)وهو نسخها ليحتفظ له بنسخة. بصراحة ونتيجة الاحباط الذي تعرضت له في الأردن لم أكن أحس بأهمية حساسيتي النقدية وثقافتي التي تشكلت في الكويت إلا عندما وجدت بطاقة الدعوة في بريدي الالكتروني للعضوية والترشح للانتخابات المقبلة والمشاركة في موتمر بعنوان " روح المقاومة في الأدب" الأمر الذي دفعني رغم ضيق الوقت لمعاودة قراءة بعض ما كنت قد قرأت تمهيدا للمؤتمر المقبل وأول ما بدأت بالاطلاع عليه هو الرابطة نفسها التي تأسست عام 1969 وعناوين مؤتمراتها التي تعقد كل سنة في مدينة من مدن العالم وتحسبا من أية شبهة تأكد لي أن فعاليات هذه الرابطة الدولية (A.I.C.L)لم تعقد في القدس المحتلة أو في تل أبيب أو أية مدينة فلسطينية محتلة لذلك عقدت العزم على الرد بالإيجاب تجاه هذه الدعوة والمشاركة ، لكن ليس قبل استشارة بعض الأصدقاء العرب والأجانب.

•        لم تنشر الخبر من الصحف غير الدستور الأردنية كما لم يحتف أحد بك حتى الآن سواء من رابطة الكتاب التي أنت عضو بها أو من وزارة الثقافة ومهرجان جرش الذين تناط بهم مهام تشجيع المبدعين والمثقفين كما يصرحون دائما للصحافة .. ما هو تفسيرك لتلك السلبية في التعامل معك ؟

•        رغم أن السؤال موجه لتك المؤسسات التي ذكرت وهي المعنية بالتفسير إلا أنني سأكون صريحا معكم في "شيحان"، مع كامل احترامي لمؤسساتنا الوطنية لكنها حكومية أم أهلية تعج بمن يريدون الخير لأنفسهم والمناصب لأنفسهم والأرزاق والتفرغ " الابداعي" لأنفسهم والأمسيات والنجومية لأنفسهم والصور في الجرائد والتلفاز والقنوات لأنفسهم وليأت بعد ذلك الطوفان وقد أتى فعلا قبل الاحتفال بعمان عاصمة ثقافية ولكنه جاء ليدمر غرفة " قبو" كنت أسكن به وغمرها بكل ما احتوت على ارتفاع مترين تقريبا، شكرا للسيد فخري قعوار الذي قال للمحكمة أنني نكرة من النكرات التي تقصد التسول من أمانة عمان المسؤولة عن مناهل الصرف الصحي في الشوارع وتشجيع ورعاية المثقفين التي لم تدفع لي أي تعويض معنوي أو نفسي أو إنساني غير ما يوازي ثمن الحاسوب وبحكم قضائي لكنها في سجلاتها القضائية قالت تم تعويضه ماديا ومعنويا. شخصيا لم أطلب من هذه المؤسسات الوطنية غير أن تكف بلاها عني ولا تشوهني على الأقل لأنني غير قادر على مجاملة الخراب والفساد والتخلف، أنا هكذا أجاهر بسخريتي النقدية حفاظا على عقلي وما تبقى لي من اهتمامات. لقد عرفت دانييل لوفرس على " روائية" أردنية وجازفت بسمعتي عندما قلت له كلمة " روائية" والتي لم تجامله بأي حديث ثقافي بل على العكس كانت تحس أنني دخيل على المهرجان وأنني كما قالت لي بحضوره باللغة العربية ظنا منها أنه لن يفهم:" يا تيسير إذا بتعرف لك شوية لغات لا تدوشنا بها" أي تطالبني بأن أخرس بحضرتها وكأن دانييل لوفرس جاء إلى الأردن ليقيس قامتها من وجهة نظرها هي ويعود ليكتب عنها في باريس سدادا لعزومتها. إن كراهية بعض المثقفين الأردنيين لي كانت في كل مهرجان تبرز للعرب والأجانب مدى أهميتي فيغادرون الأردن ليشهدوا في بلدانهم أن ثمة كاتب يضطهد من بني وطنه وجلدته فقط لأنه أعزل سوى من سلطة المعرفة.

•        لكن موقعك الآن يمكنك من استرداد كافة حقوقك فهل تنوي رد الصاع صاعين لمن مارسوا معك كل هذا الجحود والنكران؟

•        لا، فأنا لا أفكر بهم ولا بممتلكاتهم وثرواتهم لأن ثروتي في رأسي وقلبي وفي التزامي بما أكتب أو أقول، ثم من قال أنني ذاهب لتمثيل الثقافة في الأردن، لدي قضايا كبرى في الثقافة العربية لأحملها معي إلى العالم أولها فلسطين والعراق وثانيها وآخرها العراق وفلسطين ولبنان.

•        ألا يشكل هذا فضيحة ما ؟

•        فلتكن أنا لست من يقرر أن تكون هنالك فضيحة أو لا تكون.

•        ما دور اتحاد الكتاب العرب ؟ أليس من واجبه مؤازرتك عربيا خاصة وأن الأردن له موقع نائب رئيس هذا الاتحاد؟

•        قبل هذا الاتحاد ماذا بوسع الأردن تقديمه من تسهيلات من خلال وزارة الثقافة أو أمانة عمان أو رابطة الكتاب أو القطاع الخاص الذي يطالبني بتسديد بقية قرض بنكي له ترتب على الدمار الشامل لغرق مكان إقامتي الذي لم تكتب عنه سوى " شيحان" يوم 6 كانون أول 2001 ؟

•        وإذا كانت السلبية والتطنيش ومحاربتك كما تقول هي كل رد فعل هذه المؤسسات عليك باعتبار أن كل واحدة منها ستلقي بالمسؤولية على الأخرى؟ ما ذا ستتصرف؟

•        دعنا لا نستبق الأمور فربما لم يقرأ أحد في وزارة الثقافة هذا الخبر ليتصل ويسألني ماذا أطلب من مساعدة؟ ربما لم تقرأ الرابطة أو أمانة عمان الخبر أو أن موظفا "مثقفا" أخفى هذا الخبر عن المسؤولين الجاهزين دوما للتصريحات الايجابية التي تشيع الطمأنينة وتنتهي بترحيل أية مشكلة مع أي مواطن بسيط لا يتمتع بلسان طويل وقلم أطول مثلي.

•        لكن ثمة كارثة ستقع لك إذا قرأ البنك الدائن أنك ستغادر الأردن .. أليس هذا من المفارقات أو المحبطات؟

•        لكل امرئ ما نوى ولكل امرئ جزاء على ما فعل.. لكنني ذاهب يعني ذاهب حتى لو كلفني ذلك فقدان الوظيفة أو الاستقالة من التربية والتعليم التي ترفض مجرد انتدابي لوزارة الثقافة برغبة مشتركة بين الوزارتين في حين يفرغ غيري لما هو أقل أهمية سواء لــ"الإبداع" أو الانتداب أو اللا عمل غير قبض راتب آخر الشهر.

•        أنت ممن يؤثرون غيرهم على أنفسهم . وممن عاصروا وعملوا مع الشهيد والفنان العربي الكبير ناجي العلي فمن من النقاد العرب جدير بهذا الموقع غيرك؟

•        يمنى العيد ومحمد دكروب من لبنان ومحمد الأسعد من فلسطين أما بقية الأقطار العربية فأرجو أن تعفيني من السؤال الآن لأنه سوف تتسع بلاد رامبو وجينيه لشهادتي عن كل من أصبحوا نسخا أخرى من جان فالجان في "بؤساء" فيكتور هيجو ، أو من ماتوا في استراليا مثل جان دمو وهم يحتفظون بعميق الاحترام لبودلير و " أزهار الشر" فاتركو لي ما سيذهل ويدهش أو يبكي فرنسا ونقاد العالم.

•        ماذا تقصد ؟

•        أقصد أنني شاعر ملغوم

•        أليست هذه مفاجأة وأنت قاص منذ 35 سنة؟

•        وروائي رفضت وزارة الثقافة دعم روايته رغم إجازة دائرة المطبوعات لها ورغم أنها حملت اسم وادي رم للعالم وفنان تشكيلي قدر الخبير الثقافي سعر لوحته بدينارين للواحدة، لكنني أخفيت الشاعر لأنجو به إلى نهر السين وقد جفت أنهار أخرى أو أصبحت تسيل بالدماء والنفط.

•        لكن العالم يعترف الآن بك ناقدا !!

•        ليس قبل أن أنقد البنك ما يطلبه من دنانير من فائدة بنكية أخذها مسبقا قبل الدفع ليذكرني بتاجر البندقية؟

•        أستاذ تيسير .. "شيحان" تشكرك وشيحان الجبل يعتز بك تماما كما يعتز بك جبل القبيبات في سيلة الظهر مسقط رأسك ونعرف أن أبناء سيلة الظهر في الأردن لديهم كل الشهامة أن لا يخسروك أيضا إذا شح العطاء.

•        لذلك خصصتكم بهذا الحديث الذي بادرتم إليه لأنني أتعامل مع جبل وكل جبل لا يشبه "الكرمل" أو "القبيبات" لا أحاوره بهذه الصراحة.

•        شكرا

جريدة شيحان-الأنباط-الأردنيات/عمان-26/7/2007

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البرنامج "الثقافي والوطني " للتيارات المؤتلفة في رابطة الكتاب الأردنيين والانتخابات 27 نيسان

نيويورك تايمز: بوتين من الانزلاق من رجل دولة إلى طاغية !

بيان صادر عن ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا