اتصالات بين فصائل فلسطينية والجيش الحر لاقناع الثوار بمغادرة المخيم
الثوار يأسرون نائب أمين الصاعقة وجبريل
يعترف بسيطرتهم على مخيم اليرموك
اتصالات بين فصائل فلسطينية والجيش الحر
لاقناع الثوار بمغادرة المخيم وتجنيبه حرب طاحنة
19/12/2012
كشفت مصادر فلسطينية موثوقة في مخيم اليرموك
للاجئين الفلسطينيين في دمشق, عن أن قوات الجيش السوري الحر ألقت القبض على فرحان أبو
الهيجا, نائب الأمين العام لمنظمة الصاعقة, المنبثقة عن التنظيم الفلسطيني لحزب البعث
الحاكم في سوريا.
وقالت المصادر إن أبو الهيجا الذي يقيم
في المخيم, رفض مغادرته خلال الأيام القليلة الماضية التي شهدت تدفق أكثر من أربعة
آلاف مقاتل تابعين للجيش الحر, وجبهة النصرة, من ريف دمشق, وأرياف محافظات سورية أخرى,
فرضوا سيطرتهم على المخيم.ومن بين الذين رفضوا مغادرة المخيم جميع قادة جبهة التحرير
الفلسطينية, باستثناء واحد فقط.وشهد المخيم نزوحاً جماعياً كبيراً إلى مناطق الجوار
الأكثر أماناً, حيث شنت الطائرات والمدفعية التابعة لجيش النظام, وكذلك الدبابات، قصفا
عشوائيا على المخيم بهدف محاولة تطهيره من قوات الثوار.
اعترافات وتناقضات أحمد جبريل
أحمد جبريل، أمين عام الجبهة الشعبية/القيادة
العامة، وصف مايجري في مخيم اليرموك بأنه "محاولة ليست جديدة للسيطرة علي المخيم
من قبل المجموعات المعارضة المسلحة لتحسين مواقعهم العسكرية والنفاذ الي دمشق من خاصرة
اليرموك، حيث أن الموقع الذي يحتله مخيم اليرموك هو موقع استراتيجي، حيث ارادت المجموعات
المسلحة من السيطرة علي المخيم، ايجاد تواصل بين منطقتي التضامن والحجر الأسود".
ووصف جبريل في تصريحات أدلى بها للمكتب
الإعلامي لجبهته، حصلت "الوطن" على نسخة منها، المجموعات التي اقتحمت المخيم،
بأنها "مجموعات الجيش الحر وجبهة النصرة التابعة للقاعدة وبعض المتطوعين العرب"..
وتباع "وكما قلت أرادت هذه المجموعات إيجاد هذا التواصل بين التضامن والحجر الأسود
لذلك قامت بالتسلل الي مخيم اليرموك من جهة حي المغاربة وكان عددهم 400 مقاتل وشنوا
هجوما علي المخيم وعلي مواقع القيادة العامة حيث قتل عشرة أشخاص وجرح مايزيد عن المئة".
ومع أن جبريل لم يعترف بسقوط المخيم في
أيدي الثوار، وجه له سؤالا: لماذا سقط المخيم بأيديهم بهذه السرعة، ولماذا لم يقاومهم
مقاتلو القيادة العامة واللجان الشعبية؟، فأجاب مقرا بالحقيقة، "لأنه ببساطة أصدرنا
تعليماتنا لكافة المقاتلين من القيادة العامة بالإنسحاب وعدم إطلاق النار، وذلك حقنا
للدماء، ولتفويت الفرصة علي من يرد إقحام المخيم بالصراع والأزمة السورية".
ونفى جبريل أن يكون فر من المخيم، قائلا
"أنا لم أكن في المخيم أصلا وكنت أحضر اجتماعا للقوي الفلسطينية في دمشق، ولم
أغادر إلي لبنان وما أشيع حول هذا الموضوع
غير صحيح".كما نفى جبريل أن يكون فر إلى طرطوس، أو إلى ايران. وقال "كل هذه
المعلومات غير صحيحة، فأنا في دمشق ولم اغادرها".وردا على سؤال عن رأيه في تحميله
شخصيا المسؤولية عما جرى في مخيم اليرموك، زعم جبريل "التزمنا الحياد وقام سكان
المخيم بتشكيل اللجان الشعبية لحماية الممتلكات
داخل المخيم والتصدي لمحاولات الجيش الحر وجبهة النصرة في اقحام الفلسطينيين في الشأن
السوري, فنحن كنا وما زلنا نريد البقاء خارج دائرة الصراع، فعدونا الذي نعرفه هو من
احتل أرضنا وليس من استضافنا أو جاورنا".كما نفى حدوث انشقاقات داخل جبهته، بالضد
من تصريحات سابقة لعضو المكتب السياسي للجبهة حسام عرفات، الذي أقر بحدوث انشقاقات
حاول التقليل من شأنها.
وزعم جبريل أن المكتب السياسي للجبهة اتخذ
قرارات هامة "في مقدمتها التمسك بعدم التدخل في الشأن السوري".
لكنه سرعان ما عاد إلى مناقضة نفسه معلنا
أن الخيارات أمام جبهته "كبيرة وكثيرة ومفتوحة".. وقال "نحن نعمل علي
إسقاط هذه المؤامرة التي تستهدف دور سوريا ومكانتها في الإقليم، وشطب الحلف المساند
لقضيتنا الوطنية من خلال إسقاط سوريا ولن نسمح بذلك بكل الأحوال".ثم وجه جبريل
كلمة للشعب الفلسطيني، واعضاء جبهته في فلسطين، قال فيها "اصبروا وصابرو ولا تستمعوا
للإشاعات، وللإعلام المغرض وانتم أهلنا الذين بكم ستسقط كل مؤامرات التوطين وشطب حق
العودة والمشاريع التصفوية لقضيتنا الوطنية".وتابع "إلي رفاقي في القيادة
العامة أقول لهم اعلم ان الضغوط عليكم كبيرة ولكن اعلم أيضا أن ثقتكم بجبهتكم كبيرة
أيضا، فحافظوا علي تماسككم وسيظهر النور في نهاية النفق".
اقتحام "الخالصة"
المصادر تؤكد أن الثوار تمكنوا من اقتحام
مقر "الخالصة" العائد للجبهة الشعبية/ القيادة العامة, وأن أحمد جبريل, وجميع
قادة الجبهة فروا من المخيم إلى اماكن مجهولة, نافدين بأرواحهم, بعد أن ورطوا تنظيمهم
في قتال ضد أبناء المخيم وثوار سوريا.
وتقول المصادر إن أكثر من خمسمائة من قوات
الثوار هم فلسطينيون من أبناء مخيم اليرموك, حيث يشهد الموقف الفلسطيني من النظام انقساماً
حاداًً.وترى المصادر إن سيطرة الجيش الحر والثوار على المخيم أمر لا مفر منه, تحضيراً
لمعركة تحرير العاصمة السورية.. حيث أن المخيم يمثل مربعاً بالغ الأهمية ميدانياً,
كونه ملاصقاً لقلب العاصمة دمشق.وتقول المصادر إن الثوار ومقاتلي الجيش الحر يعملون
الآن على احداث فتحات اتصال بين جميع منازل المخيم, من أجل تسهيل تحركهم بعيداً عن
رصد مراقبة جيش النظام, حيث يتم التحرك داخل المخيم, بعيداً عن الشوارع.
وتتواجد قوات من الجيش النظامي على اطراف
المخيم الشمالية, حيث يجري حشد الدبابات والآليات, لكنها لم تحاول اقتحام المخيم بعد,
بإنتظار نتائج اتصالات تجري بين فصائل فلسطينية والجيش الحر, بهدف اقناع الثوار بمغادرة
المخيم, وتجنيبه حرب طاحنة داخله.وتقول المصادر إن الجيش الحر وبقية الثوار لم يتجاوبوا
مع هذا المطلب بعد, كما أنه يصعب عليهم ذلك, ما داموا قرروا فرض سيطرتهم على كامل العاصمة
انطلاقاً من مخيم اليرموك.اهالي المخيم الذين غادروه, ينامون في منازل اقاربهم المحيطة
بالمخيم, ويدخلون إليه نهاراً لتفقد بيوتهم التي لم تتعرض لأي ضرر أو سرقات, بإستثناء
البيوت التي اعتمدها الثوار كوسيلة مواصلات مخفية عبر هدم الجدران البينية.
تعليقات