The last hours in my Father's life الساعات الأخيرة من حياة والدي بقلم إلزا تيسير نظمي




الساعات الأخيرة من حياة والدي
بقلم إلزا تيسير نظمي

قال له الملك : عاوز إيش إنت ؟
ففغر المرافقون أفواههم واتسعت عيونهم دهشة.
قال: بيت أموت به بهدوء ..ثم والملك منتظرا ومن حوله بقية المطالب، قال مكملاً صدق ودقة مطلبه المتواضع:
وبدون أن يكون فيه أو حوله قطط تموء .
وكأنما ظل من عبارته كلمتين فقط ، هدوء تموء تموء هدوء هدوء تموء تموت ثمود ضوء هدوء ... كلمات ملمات كالفئران تنغل أرجاء بيته الأخير و مطلبه الرزين هدوء في هدوء الموت يموء أو لا يموء.
أما الحرس الملكي و رئيس الوزراء فقد ذهلوا من توقفه عن الكلام واكتفائه ببيت وعدم وجود قطط وربما تساءلوا بحكم الخبرة والمراس ( ماذا عن الراتب التقاعدي أو العودة للوظيفة ؟ ) فقد كانوا يتوقعون منه أن يقدم مظلمة بعشرين سنة أو ستين من جلالته ، فهل كان كل الوفد والزيارة الملكية السامية له في فندق رث من أجل غرفة أو شقة أو بيت وآلاف الشقق في عمان فارغة معروضة كما البلد للبيع أو الاستئجار ؟ ماذا عن القطط وكيف يلبي الديوان الملكي العامر مسألة القطط؟ إنها لمشكلة فعلا فالرجل يريد أن يموت بهدوء و دون منازعات على الجثة أو مشكلات في الدفن والتغسيل وربما في أي مسجد أو كنيسة أو كنيس يتوجب دفنه فكل ما طلبه الهدوء في الموت بلا ضجة أو إصدار ملصقات نضالية بصورته أو سيرة حياته وكيف مات شهيدا من أجل الحزب والتنظيم أو من أجل حق العودة الى آخره من كلام المشتغلين بمقاولات الثورة أو المعارضة أو المتطلعين لحكومة أفضل و ما تزخر به الأردن من يافطات واعتصامات واضرابات ومسيرات ومسرات .. هدوء فقط دون قطط.
أوعز الملك لرئيس الوزراء باجراء اللازم وأوعز رئيس الوزراء لوزير الثقافة بمراجعة الكاتب للديوان والتقطت الصور وكتبت في اليوم التالي الصحف عن الرعاية الملكية السامية للكتاب والمفكرين والأدباء ، أما أنا ابنته الكبرى فقد بقيت مندهشة : هل نسيتني يا أبي ؟ ليس لي أحد من بعدك يا أبي ؟ بابا بابا ...إلى أين أنت ذاهب يا أبي فقط تريد الموت بهدوء بعد ستين عاما من القهر والنضال والمعارك الفكرية والسياسية مع الأنظمة والأحزاب والدول والمطارات والمعتقلات والحروب؟ ما ذا ستترك لي بل أين ؟ في الزرقاء يا أبي ؟ في المعتقل الأبدي لامرأة تكرهك وتكره كل ما يذكرها بك؟ فقد عشت على أمل واحد هو أن أعيش بقربك يوما دون استدعائها للشرطة الكويتية أو الأردنية أو لربما الفلسطينية بعد أن أصبح للفلسطينيين وزارة داخلية وشرطة ومخابرات . ( بقية القصة تستلزم الدفع لحساب بنك القاهرة عمان رقم 430366 للحصول على نسخة كاملة منها من حركة إبداع )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نيويورك تايمز: بوتين من الانزلاق من رجل دولة إلى طاغية !

ريتا محمود درويش هل هي تمارا بن عامي أم تانيا رينهارت ؟ The Beloved Jewish

الحراكات والإسلاميين ينظمون مسيرة اصلاحية كبرى عشية الإنتخابات