تيسير نظمي يغني كبحر غاضب مفاجئا جمهور الأحكام العرفية بشعره أيضا في بيت بلدهم
تيسير نظمي مع الصديق والرفيق خالد مساعدة في لحظة طرب و غضب |
فاجأ الكاتب والناقد تيسير نظمي جمهرة غفيرة من الحضور في بيت بلدنا بحضوره
متأخرا نصف ساعة عن سهرة الأربعاء30-5-2012 الليلة وبدخوله إلى الغرف الداخلية أولا نتيجة ضيق
المكان عن الاتساع لجمهور كثيف من محبي الفكر والفن كلمة وموسيقى قبل أن ينتقل لمصافحة
معارفه من الكتاب والفنانين ومشاركته في ( البحر بيضحك ليه) من عود وغناء الفنان كمال
خليل ..نظمي غنى الليلة كما يليق ببحر غاضب لا يضحك مضيفا للأغنية ما يليق بها من اخراج
مسرحي رغم وجود المسرحيين والكتاب والفنانين ..وقد ختم السهرة بنقد لاذع لما استمع
إليه كعادته ولاقت ملاحظاته الساخرة عن قصيدة لمريد البرغوثي استحسان واعجاب المستمعين
حيث كانت القصيدة بعنوان ( ليس لدي مشكلة ) أي ليس لدى مريد البرغوثي مشكلة مما أثار
في أبي إلزا روح الدعابة والسخرية كون كل الشعب الأردني أم الفلسطيني لديه ألف مشكلة
ومشكلة ..بس كيف بربكم هالمشكلة ؟؟
وفي نفس الليلة نشرت يومية العرب اليوم قصيدة من شعر تيسير نظمي
بعنوان أنا طير ، رغم أن تيسير نظمي بلغ الستين من عمره دون أن يدعي الشعر ،
والطريف أن العرب اليوم دأبت منذ فترة على التعريف به كقاص ومترجم ويأتي ذلك كله
في ذيل كل قصيدة فمتى تعرف به كشاعر وناقد من أهم النقاد العرب الذي نزع الهالة
العمياء عن محمود درويش و قدم في بعض قصائده نقدا جعل درويش يموت وهو غاضب من
تيسير نظمي كون الأخير لم يهادنه أو يمسح جوخا له كما فعل المتطفلون على الأضواء
المركزة على نجم كبير لم تخل مجالسته من أشباه المثقفين والانتهازيين والطامعين
بالمال والشهرة ،،وهنا الرابط لواحدة من أشعار تيسير نظمي المذهلة عمقا وشاعرية
ومعنى ناهيك عن المواقف السياسية لنظمي التي جلبت له الدمار الكامل والمنع
والملاحقة سواء في الكويت أم في الأردن وكلتاهما تحتاجان لثورة و ثقافة الثورة
الدائمة من تروتسكي عنيد لا يلين ولا يهادن التخلف أو الثقافة السائدة :
وهل قلت أكثر عن نفسي أو زدت كلاما؟
لكنني هجرت غزة فليس في سمائها لمثلي مقاما
أنا طير والسماء ليس آمنة ولا السلاما
قصف طائرات يقض مضجعي وصواريخ لا تعرف مناما
أنا طير وما قلت نسر
أو صقر
أو عقابا
اعتدت أن أستريح على جذع زيتونة
أغرد، أنطنط،
وما دققت في البنايات الشاهقات بابا
أنا طير لايجهد الطير في رزقه
لا راتبا مرادي ولا عرش
وإنما التقطه من التراب ترابا
.....
تخطئني القذيفة والوظيفة والضجر
سمائي زرقاء صافية قبل المجزرة
ويدي نظيفة
من بيضة ولدت
ومن أحلام الصغار
لا بيت لي لا دار
لا مطار
فأين سأهبط فوق الدمار
أين أطير في الإعصار
ولمن أنتمي في الشجار
تيسير نظمي قبل أن يتوجه لبيت بلدنا مع ابن عمته الكبرى السيد منيب رشدي في زيارة عائلية |
وبانتهاء أيار ما بعد الستين يعتزل تيسير نظمي الكتابة في السياسة فقد اكتشف أن حزيران وكل حزيران اذا أقبل لن يبقى منه سوى الكتابة في حب مفقود ...نوع جديد من الكتابة الابداعية سوف يكتبه أبو إلزا هو مزيج من الشعر والقصة والمسرح والنحت ،،نعم سوف يسطر بالإزميل على ألواح من الحور القابل للكسر في أية لحظة على هشاشة زمن عربي رخو لن تشده سوى خبرات أربعين عاما من الإبداع في : الرواية والقصة والشعر والنقد والفن التشكيلي والموت والحياة على حواف الريح ومن قلب الاعصار وصمت السكتة القلبية المفاجئ...تيسير نظمي قرر أن يكتب إلزاه ليس كما كتبها لويس أراغون وإنما أكثر اتساعا لكون من العنب الرخو والرمان الصلب وبطعم الكافيار من قامة روسية عالية الهامة في أكتوبر غامض يبدأ بمقتل ستالين فوق خشبة المقصلة وباجتثاث العفن من كتاب طال تقديسه على صدر من بلور لأنثى من الياقوت والقشطة وزبدة نهدين عصيين على القصب ومن ناي ثقوبه السماء و من لون لم يشاهد بعد في قاع المحيطات وظلمة برمودا ما بين الساقين و غموض حبة تين في طبق من فاكهة أنثى منسية على سفح جبل لم يتسلقه أحد بعد...
تعليقات