اجتماع عاجل الجمعة للقيادة الفلسطينية في الضفة بعد اتصال اوباما بعباس لمدة ساعة ....


وسائل الإعلام تنحاز إلى السلطة عندما تتحدث عن قمع حماس للمتظاهرين في غزة وتتغاضى عن ممارسات البلطجية في رام الله
البلطجية في غزة وفي رام الله أيضا
عميرة هاس
2011-03-20
في الساعة العاشرة والنصف ليلا تقريبا، في يوم الخميس الماضي، ظهر من مكان ما هناك كناسون وأكياس قمامة وعدة شبان بدأوا ينظفون الميدان ويملأون الأكياس. في منارة رام الله لم يأت تحرير القاهرة.ليُبارك التقليد. أوربما لا يكون تقليدا بل إلهاما؟ ثم من يُذكرون بأن تنظيف المجال العام تعبيرا عن الانتماء اليه ليس من إبداع الثوار المصريين: فالأمل الذي أشاعته الانتفاضة الاولى ايضا أحدث مبادرات التنظيف الجماعي لأحياء ومخيمات لاجئين. ومهما يكن الامر، فليس الحديث عن مجرد تقليد لحركة تنظيف اسفلت مُغبر. الحديث عن تراسل غير لغوي بين القاهرة ورام الله وغزة.إن الشبان في المنارة الذين أضرب عدد منهم عن الطعام وقضوا ليالي في الميدان، تطوعوا في السنة الاخيرة ايضا لاعمال مختلفة في قرية النبي صالح، التي تدير مع الجيش ومستوطني حلميش نضالا شعبيا كثير المعتقلين والجرحى، أي انه لا حاجة الى الابعاد حتى القاهرة ليجدوا مصادر إلهام.علّق الشبان الاضراب عن الطعام لثلاثة ايام لان محمود عباس أعلن انه ينوي السفر الى قطاع غزة. يعدون في غزة ورام الله بالاستمرار في الضغط كي لا يتبين ان الوعد أجوف. وهم يرون أن نهاية الانقسام الفلسطيني الداخلي جزء ضروري لا ينفصل عن النضال الشعبي للاحتلال الاسرائيلي.انهم موجودون في الميدان منذ بداية الاسبوع الماضي، إعدادا لمظاهرة يوم الثلاثاء، الخامس عشر من آذار (مارس). وقد انشأوا من الشعار الآسر والمشابهة مع تونس ومصر، الشعار الآتي: 'الشعب يريد انهاء الانقسام، الشعب يريد انهاء الاحتلال'.أبلغت وسائل اعلام فلسطينية واجنبية وقوع قمع عنيف للمظاهرة في يوم الثلاثاء في غزة. إن ما يمكن وبحق ان تستعمله حماس على أنه برهان على ان وسائل الاعلام معادية ومنافقة أنه في تلك الساعة حقا (في نحو السابعة مساء)، انقض زعران يلبسون الملابس المدنية ('بلطجية' باللهجة المصرية) على آلاف المتظاهرين في ساحة الكتيبة في غزة بالهراوات والعصي والدراجات النارية وهدموا خيمهم - في تلك الساعة نفسها انقض بلطجية يلبسون الملابس المدنية على عشرات المتظاهرين في المنارة. بلا تنسيق، عمل الحزبان الحاكمان طوال ذلك اليوم في اتساق عجيب. ففي رام الله ومتنكرين بلباس المتظاهرين بكّر ناس فتح في المجيء الى الميدان مع أعلام فلسطين براقة خرجت من قريب من المخيطة، مع مكبر صوت يصم الآذان ومع شعارات غير متفق عليها تهاجم حماس تعريضا. وفي غزة سيطر ناس حماس على ميدان 'الجندي المجهول' بأعلامهم وبمكبرات الصوت والشعارات. لكن المتظاهرين كانوا أكثر. انتشروا في أنحاء المدينة برغم محاولات اخرى لاخافتهم. كل طرف من أطراف السلطة الفلسطينية ذات الرأسين قلّد اسلوب الطرف الثاني باسلوب قمع نظم حكم قريبة (لكن بلا مياه قذرة ورصاص مطاطي قاتل وملابس قضاة المحكمة العسكرية في عوفر).كان القمع في غزة أقسى وبلا احكام. فقد كسر البلطجية هناك أيدي عدد من القادة الشبان وضربوا عشرات المتظاهرين الآخرين - ومنهم نساء واولاد. وانضمت قوات أمن حماس الى المهاجمين في سيارات قاتمة الزجاج ليس لها أرقام ترخيص. وضُرب صحافيون وصودر عدد من آلات التصوير واعتُقل عدد من الاشخاص. 'اذا كانوا في غزة يعتقلونني (حماس) ويضربونني في الشارع لتخويفي وردعي'، قال أحد النشطاء، 'ففي رام الله يدعون (أي فتح) الى مطعم'.لكن ذلك كان أكثر قليلا من محاولة إغراء بمطعم. عندما أصر الشبان على البقاء في الميدان في رام الله، انقضت عليهم مجموعة من البلطجية عُرفوا انهم من اعضاء فتح، بالضرب. وسارع وفد جليل من فتح الى المجيء وقالوا 'لسنا نحن'. بل انهم جاؤوا بخيمة من محمود عباس وبتعويض عن الخيمتين اللتين أُفسدتا قبل ذلك. لكن الشبان رفضوا قبول الهدية، كما أبعدوا قبل ذلك مسؤولين كبارا من ثلاثة احزاب يسارية. 'هنا لا يوجد ستوديو تصوير'، أوضح لي أحد الشبان، واومأ الى حب آلات التصوير المفرط للمشاهير. وقد عرف كل واحد من الشبان ايضا كيف يعرف مبتسما رجال الاستخبارات الذين تجولوا بينهم بوجوه متجهمة وبلباس مدني.يزعمون في وزارة الداخلية في حماس انه وُجد في ساحة الكتيبة في الأساس اعضاء من فتح ولا سيما ناس اجهزة الامن سابقا. 'حاولوا استعمال المظاهرات لاحداث فوضى. صاحوا صيحات حماسية معارضة للحكومة. تدخلت قوات الامن لتفريق الجمهور وإرغام فتح على احترام الأمن واحترام القانون'.في غزة تتهم السلطة فتح (أو منظمة التحرير الفلسطينية في الأصح). وفي رام الله يُلمح الحزب الحاكم الى 'تآمر يساري'. ومن الحقائق انه رُفع فجأة في مظاهرة الخامس عشر من آذار (مارس) الشعار الذي لم يُتفق عليه سلفا لانتخابات المجلس الوطني. وهو ما يترجم فورا وبحق بأنه محاولة لمصادرة الهيمنة من السلطة الفلسطينية (أي فتح) واعادتها الى منظمة التحرير الفلسطينية لكن منظمة التحرير الفلسطينية أُعيد بناؤها وهي جديدة. وكما بيّن لي أحد الشبان في حماسة: 'مع كل الاحترام لشيوخ قبيلتنا، فان الشاب بينهم سنه تزيد على الستين، وخمسون من اعضاء المجلس الوطني في سُبات'. وكما هي الحال في القاهرة يعطي النشاط في الميدان دورة تعليمية عاجلة في الوعي والجرأة السياسية.برغم وسائل القمع في غزة والضفة، كتب الشبان برنامج عمل لنشاطات متصلة. بدأت مبادرتهم في الضفة الغربية وانضمت سريعا الى تنظيمات كانت موجودة من قبل في غزة وكل ذلك قبل أن تنشب الثورة في مصر، لكن نجاحاتها هناك نفخت في الفلسطينيين روح القوة الداخلية التي نُسيت منذ زمان. والشباب الفلسطينيون كما هي الحال في القاهرة يريدون التحرر من تراث عدم الفعل لأنه لا يوجد داعٍ. برهنت مصر على انه يوجد داع ويوجد هدف.
هآرتس 20/3/2011


اجتماع عاجل الجمعة للقيادة الفلسطينية في الضفة بعد اتصال اوباما بعباس
17/02/2011
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس الى اجتماع "طارىء وعاجل" الجمعة للقيادة الفلسطينية، التي تضم اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، بعد تلقيه اتصالا من الرئيس الاميركي باراك اوباما.وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينه لوكالة فرانس برس "إن الرئيس عباس وعلى اثر اتصاله المطول مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، دعا أعضاء القيادة الفلسطينية إلى اجتماع عاجل وطارىء لبحث آخر التطورات التي كانت مدار البحث والنقاش مع الرئيس أوباما".واوضح ان الدعوة وجهت للجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح لحضور الاجتماع.وبحسب ابو ردينة فقد تم خلال الاتصال الذي استمر قرابة الساعة "استعراض آخر تطورات الأحداث الأخيرة التي جرت في كل من مصر وتونس والأحداث المتلاحقة في المنطقة، وكذلك موضوع التوجه الى مجلس الأمن بخصوص النشاطات الاستيطانية".وكان مسؤولون فلسطينيون اعلنوا في وقت سابق الخميس ان القيادة الفلسطينية رفضت ضغوطا وعرضا اميركيا لثنيها عن التوجه الى مجلس الامن الدولي للمطالبة بوقف الاستيطان الاسرائيلي.وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لوكالة فرانس برس ان "الادارة الاميركية تقدمت بعرض الى سفير فلسطين (في الامم المتحدة رياض منصور) والمجموعة العربية لثنينا عن التوجه الى مجلس الامن لادانة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية وخاصة في القدس الشرقية والمطالبة بوقفه".واضاف ان العرض الذي قدمته واشنطن "عبر سفيرتها في الامم المتحدة (...) ورفض من قبل القيادة الفلسطينية والمجموعة العربية" يتضمن "استبدال التصويت على مشروع القرار الفلسطيني والعربي ببيان من رئاسة مجلس الامن صيغته غير ملزمة لاسرائيل".ويؤكد البيان على "رفض الاستيطان بشدة دون ادانته ويعبر عن اجماع مجلس الامن بما فيها الولايات المتحدة وينتقد مواقف اسرائيل وخاصة عدم تنفيذ خارطة الطريق وانتقاد لمواصلة الاستيطان فقط"ويتوقع المسؤولون الفلسطينيون ان تستخدم واشنطن حق النقض (الفيتو) لمنع تمرير نص في هذا الشأن يتوقع ان تبدأ مناقشته في مجلس الامن الدولي الجمعة،
 على حد قولهم.



الشرارة التي ستشكل انتفاضة الفلسطينيين

د. مناحيم كلاين
2011-03-08
اذا كان جنوب السودان وشرق تيمور قد حظيا بالاستقلال قبل الفلسطينيين فان شيئا مهما جدا قد اختل، لانه كيف تمكن مقارنة مكانة هاتين المنطقتين بمكانة فلسطين الدينية والدولية. هذا ما يفكر فيه بيقين كل فلسطيني يجري حساب الربح والخسارة الشخصي والوطني له منذ كان اتفاق اوسلو.كذلك تسبب الانتفاضات على الرؤساء المتسلطين والملوك والسلاطين في مصر وشمال افريقيا وشبه الجزيرة العربية عدم ارتياح للفلسطينيين: فكيف حدث ان توصل الشعب هناك الى هذه الانجازات في مواجهة سلطة القمع، أما هنا فاننا عالقون مع الاحتلال الاسرائيلي الذي يُملي على محمود عباس ماذا يفعل وماذا لا يفعل ؟ما هي الاستنتاجات التي يستطيع الفلسطينيون استنتاجها من الرجة التي تصيب العالم العربي؟ أن الخلاص لن يأتي من الولايات المتحدة.فالولايات المتحدة لا تؤيد أبو مازن برغم التنازلات الكثيرة التي قام بها. وقد كشفت وثائق 'الجزيرة' كم كان مستعدا لابعاد السير في التفاوض مع اسرائيل لكنه لم يحظ بأي مساعدة من واشنطن.وكأن هذا ليس كافيا ـ فقد فرضت الولايات المتحدة قرار نقض لا لبس فيه للتنديد بالمستوطنات في مجلس الامن. وكل ذلك برغم حقيقة انه في الماضي ـ بعد أن أطعمها بنيامين نتنياهو المرار ووسع المستوطنات في القدس والضفة الغربية (الامر الذي أنهى المسيرة السياسية) ـ هاجمتها بكلمات شديدة.تعلمنا أحداث الاسابيع الاخيرة ان ليست التنازلات السياسية هي التي تفضي الى تأييد امريكي، بل الانتفاضة غير العنيفة للمواطنين.في الماضي عارض عباس بشدة الاقتراحات التي أُثيرت في دوائر مختلفة لتنظيم انتفاضة شعبية غير عنيفة.عملت قيادة السلطة الفلسطينية والقدماء من فتح في تقييد واحتواء المظاهرات الاسبوعية في بلعين وقرى اخرى. لم يخافوا فقط من صعود منافسين سياسيين بل خافوا ايضا من التحول الى مواجهة عنيفة لا تسبب سوى الضرر للفلسطينيين كما حدث فعلا في الانتفاضة الثانية. إن نسب القوة في المواجهة العنيفة هي لمصلحة اسرائيل ولها مصلحة في الحث على التحول الى العنف لاخضاع الفلسطينيين.الوضع الآن مختلف. فالنموذج الناجح الذي أقامه المنتفضون غير العنيفين في أنحاء العالم العربي وانضباطهم الذاتي يستطيعان تعليم الفلسطينيين انهم بهذا يتوصلون الى انجازات تاريخية. اذا استعملت اسرائيل العنف لقمع المظاهرات الفلسطينية فستبدو كأنها ذات صلة بالقذافي وبأحمدي نجاد.عدم الارتياح في الشارع الفلسطيني كبير. واليأس من المسيرة السياسية ومن اسرائيل ومن الولايات المتحدة يشمل دوائر واسعة. وفي المجتمع الفلسطيني ايضا بنية تحتية تكنولوجية حركت في اماكن اخرى المظاهرات الجماهيرية ـ فثمة شبكة اتصالات انترنت وهواتف محمولة وصحون أقمار صناعية.والحافز الجيلي الذي عمل في مصر موجود ايضا فالمجتمع الفلسطيني مجتمع شبان أفقهم مسدود بسبب الاحتلال. إن الانتفاضة الثانية ويد اسرائيل الشديدة صاغتا العقد الثاني من حياة أبناء العشرين على التقريب ولقاءهم الاول مع السياسة. إن المستوطنات والجنود والحواجز والقيود تجربة يومية عندهم منذ وعوا على الحياة. وكل ما بقي هو الشرارة التي تشعل المسيرة. أصبحت الكتابة على الجدار.

' يدرّس العلوم السياسية في جامعة بار ايلان
هآرتس 8/3/2011

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البرنامج "الثقافي والوطني " للتيارات المؤتلفة في رابطة الكتاب الأردنيين والانتخابات 27 نيسان

بيان صادر عن ملتقى الهيئات الثقافية الأردنية وشخصيات وطنية حول الأونروا

صحافيون من أجل فلسطين تدعو لحملة تواقيع لتحريك شكوى لدى الجنائية الدولية