التخطي إلى المحتوى الرئيسي

Politics


Sameer Ameen


سمير أمين يكشف خطة أوباما لإجهاض الثورة المصرية
09/12/2011
أقل من ثورة
رغم أنّ عنوان كتاب المفكر الاشتراكي والفيلسوف الاقتصادي العالمي المصري الأصل سمير أمين كان "ثورة مصر وعلاقتها بالأزمة العالمية"، الصادر مؤخرًا عن "دار العين للنشر" بالقاهرة، إلا أنّه لا يسمي ما يحدث في الشارع العربي الآن ثورات، فالثورة المصرية عنده، مثلاً، تبدو "حركة..أخذتْ مجراها في المجتمع المصري أواخر يناير 2011 (وهي) في واقع الأمر انطلاقاً ثورياً قد يتحوَّل إلى مدٍ ثوري، لا أكثر، ما حدث هو أكثر من انتفاضة، أو فورة يعود بعدها المجتمع إلى ما كان عليه قبلها، لكنه أيضًا أقل من ثورة".يحلل سمير أمين هذه الحركة الثورية بعقلية مجردة من العواطف، معتبراً أن مليونيْن من المُسيَّسين خرجوا يوم 25 يناير في محافظات مختلفة، تضافر معهم ما لا يقل عن 13 مليوناً خلال 24 ساعة، وأن هذين المليونين يتكونان من: شباب وبسار راديكالي، وعناصر الفئات الوسطى الليبرالية الديمقراطية، بالإضافة إلى شيء أوسع منهم يتمثل في جماهير الشعب المصري بشكل عام.وعلى عكس كثيرٍ من المحللين السياسيين، يطالب سمير أمين بفترة انتقالية طويلة نسبيًا، مُعتبراً أن هذه الحركة بحاجة أولاً إلى وقت لكي تخطو للأمام، ولكي تنتعش وتتوسَّع، وتتجذَّر وتتعمَّق، لأنه يظن أن ما يقال عن أن الثورة أسقطت النظام وحاكمت بعض رموزه، وأسقطت الدستور القديم، صحيح على مستوى عالٍ من التجريد النظري فقط، لكنَّه ليس صحيحاً عمليًا، يقول "هناك رغبة أو ميل لإسقاط النظام، لكن لا أكثر من ذلك، وكذلك إسقاط الدستور الذي لا يزال ساري المفعول هو وجميع القوانين المتمشِّية معه، إذن الفترة الطويلة بالمعنى الصحيح للكلمة تأتي في مقدمة الشروط المُقتضية للتغيير".
خطة أوباما: الإسراع في الانتقال السياسي لأسلمة السياسة وإجهاض الثورة
يبدو سمير أمين هنا حريصاً على صياغة فكرة أن الاستعمار الرأسمالي يضع مصر وثورتها بين خياريْن لا ثالث لهما، إما العلمانية الفاسدة غير الديمقراطية أو الفاشية الدينية، ربما لضمان السيطرة على قلب الأمة العربية الذي أثبت أنه لا يزال نابضاً بثورة 25 يناير، هنا يصمِّم على أن الرأسمالية العالمية تحت قيادة أوباما وحليفته اسرائيل رأت ضرورة الاستعجال في الفترة الانتقالية بغرض "أسلمة" السياسة والمجتمع والإغراق في التأويل الوهابي المُتجمد السلفي للإسلام، على أساس أن ممارسة نظام مبارك منعت ظهور صوت غير أصوات الإسلاميين في المساجد "إنما هو ضمان عجز المجتمع عن مواجهة فعَّالة لتحدي العصر، وهذا في نهاية المطاف هدف الولايات المتحدة وإسرائيل: إجهاض ثورة مصر ونهضتها".بسطور واضحة يقول إن "خطة أوباما إجهاض الثورة المصرية" كانت تتضمن مرحلة انتقالية قصيرة يبقى نظام الحكم خلالها في أيدي الطبقة الحاكمة ذاتها في مصر، بعد الحفاظ على الدستور الحالي بتعديلات تافهة، وانتخابات سريعة عاجلة تضمن مساهمة الإخوان في البرلمان واستمرار النظام، يقول سمير أمين في كتابه صفحة 32 "توجد الآن وثيقة أمريكية نُشرت مؤخرًا تؤكد أن هذه هي بالفعل الخطة الأمريكية".
النموذج الباكستاني لا التركي
ويفجر الرجل قنبلة جديدة حين يقول إن الولايات المتحد تجهِّز لمصر النموذج الباكستاني، لا التركي، كما قد يظن البعض في مصر، على الرغم من تعقيدات الخلاف على النظامين، يقول سمير أمين إن الفارق كبير بينهما، < ففي النظام التركي تقف المؤسسة العسكرية وراء الستار لحماية "علمانية المجتمع"، وتلك ليست ظروف مصر على الإطلاق، فالنمط الباكستاني يُعد النمط الرئيسي للديمقراطية الذي تعده الولايات المتحدة لمصر، وما يقال عن <النموذج التركي> هو كلام للتضليل وتسويغ النموذج الباكستاني المُعدّ فعلاً".يفسر الرجل إصرار الولايات المتحدة على فرض هذا النموذج في مصر، بأن المطلوب من النظام الجديد الذي سوف يحكمها أن يقدم تنازلاتٍ في المجال السياسي لضمان استمرار تبعيتها، ومنها احترام شروط السلام مع إسرائيل أي بمعنى أدق <الامتناع> عن التضامن مع شعب فلسطين، واستمرار التبعية الاقتصادية للعولمة واقتصادها، علماً بأنه أشار إلى <الكتلة الرجعية> في المجتمع المصري التي تكره الديمقراطية الصحيحة، لأنها ستتحول بالضرورة إلى حركة اجتماعية تقدمية في المجال الاجتماعي، والتي ستكون بالضرورة ـ وعلى حد تعبيره ـ ثورية ومُعادية للاستعمار، وهو ما تخشاه بالضبط الولايات المتحدة والتكتل الرَّجعي.
القيمة المعولمة
يستكمل ـ سمير أمين مشروع كارل ماركس الاقتصادي والفلسفي، هنا في هذا الكتاب، فهو يُكمل الجزء الذي لم يظهر للفيلسوف الألماني مؤسِّس <الاشتراكية العلمية>، تحديداً الجزء السادس من رأس المال، موضوع عولمة رأس المال، ،وهو يعترف بأنه قد تجرأ بالقيام بهذا العمل، مقترحاً قانون "القيمة المعولمة" الذي يعطي الأهمية الواجبة للتنمية غير المتساوية <أي الاستقطاب بين المركز والتخوم>، التي لا تنفصم عن التوسع العالمي للرأسمالية التاريخية، حيث يندمج <الريع الإمبريالي> في صلب عملية إنتاج وتدوير رأس المال، وتوزيع فائض القيمة، وهذا الريع هو أساس التحدي، فهو يُفسِّر من ناحية غياب النضال من أجل الاشتراكية في المراكز الإمبريالية الكبرى ومن ناحية أخرى إبراز البعد المعادي للامبريالية في صراعات التخوم ضد نظام العولمة الرأسمالية الإمبريالية.
محمود خير الله- القاهرة
(بتصرف عن "القدس العربي")


غارديان البريطانية:
 الغرب لن يسمح للثورات العربية الخروج عن سيطرته
12/24/2011
اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية الثورات العربية المتصاعدة تشكل تهديدا فعليا للنظام الإستراتيجي العالمي، مؤكدة ان الغرب لا يكل ولا يمل أبدًا في سعيه للسيطرة على الشرق الأوسط، مهما كانت العقبات، ومعيدة الى الذاكرة سنوات الاستعمار الغربي للبلدان العربية بعد تقسيمها.واكدت إن أميركا وحلفاءها يحاولون ترويض الاسلاميين الصاعدين الى حكم الدول العربية على السياسة الأجنبية والاقتصادية، بدلاً من تفسيرات الشريعة.وقالت ان الاحزاب الاسلامية التي ستخضع لذلك سوف يتم اعتبارهم "معتدلة" أما الباقي فسيظل من "المتعصبين".وطالبت الصحيفة الدول العربية التي انطلقت فيها الثورات، إن أرادت أن تتحكم في مستقبلها، فعليها مراقبة ماضيها القريب وسنوات الاستعمار الغربي لبلدانها.وقالت في تقرير تاريخي موسع ان هذه الثورات التي اشتعلت شرارتها الأولى في تونس العام الماضي ركزت على الفساد والفقر وانعدام الحريات، وليس على الهيمنة الغربية أو الاحتلال الإسرائيلي.وأكدت في تقرير كتبه " شايماس ميلن" بالاستعانة بالارشيف البريطاني "باثي نيوز" على ان "حقيقة انطلاقة هذه الثورات ضد الديكتاتوريات المدعومة من الغرب تعني أنَّهم شكلوا تهديدًا فعليًا للنظام الإستراتيجي".وتوصل التقرير المدعم بالافلام والصور الارشيفية للاحداث التاريخية التي مرت على البلدان العربية ومقارنتها بالربيع العربي، الى سبعة دروس تربط علاقة الغرب بالعرب والجهود الاستعمارية المتكررة للسيطرة على الشرق الأوسط.وقال "هناك شعور حقيقي في الشرق الأوسط أكثر من أي بقعة أخرى من العالم الاستعماري سابقًا بأنَّ الشرق الأوسط لم يحصل على استقلاله بالكامل، وبسبب تربعه على عرش مخزون البترول الأكبر في العالم، تم استهداف العالم العربي بتدخلات وغزو مستمرين، حتى بعد حصوله رسميًا على الاستقلال".

وبعد تقسيمه إلى دول صورية بعد الحرب العالمية الأولى، تم قصف واحتلال أجزاء منه بواسطة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا كما تم محاصرته بالقواعد الأميركية وأنظمة استبدادية مدعومة من الغرب.واشار الى انه ومنذ يوم سقوط حسني مبارك في مصر، ظهر اتجاه مضاد متعنت بقيادة القوى الغربية وحلفائها في الخليج لرشوة أو تحطيم أو السيطرة على الثورات العربية. "ولديهم معين من الخبرة المتأصلة يمكّنهم من استنتاج أنَّ كل مركز للثورات العربية، من مصر إلى اليمن، عاش عقودًا تحت الهيمنة الاستعمارية. وكل دول حلف الناتو الأساسية التي قامت بضرب ليبيا، ومنها على سبيل المثال - الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا- كانت لديهم قوات تحتل المنطقة ومازالت ذكراها حية في الأذهان".وسرد الكاتب سبعة دروس من تاريخ التدخل الغربي في الشرق الأوسط، بالاستعانة بأرشيف "باثي نيوز"، "صوت بريطانيا العظمى التي لا عهد لها أبان الحقبة الاستعمارية".وتوصل الى ان الغرب لا يكل ولا يمل أبدًا في سعيه للسيطرة على الشرق الأوسط، مهما كانت العقبات.وذكّر بالمحاولة الأخيرة التي سعت فيها الدول العربية إلى الخروج من المدار الغربي - في الخمسينيات من القرن الماضي، تحت تأثير الوحدة العربية التي أطلقها جمال عبد الناصر، في يوليو(تموز) عام 1958، حيث أطاح بعدها ضباط جيش عراقيون قوميون متشددون بنظام وصفه بـ "الفاسد والقمعي والمدعوم من الغرب (هل يبدو ذلك مألوفًا؟)، ومحميّ من قِبل القوات البريطانية".وأصاب طرد الملكية العراقية، النظام المهادن الموثوق به، "باثي" بالفزع. فأطلقت صيحة تحذير في أول تقرير إخباري لها تعليقًا على الأحداث بأن العراق الغنية بالبترول أصبحت "منطقة الخطر الأولى"، بالرغم من "وطنية" الملك فيصل -"وهو الذي تلقى تعليمه في مدرسة هارو"- والتي "لا يُختلف عليها"، يؤكد التعليق الصوتي لنا أنَّ - الأحداث تحركت بسرعة شديدة، "لسوء حظ السياسة الغربية".ولكن في غضون أيام قليلة- مقارنةً بالشهرين اللذين استغرقهما تدخلهم في ليبيا هذا العام- حركت بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية آلاف القوات إلى الأردن ولبنان لحماية اثنين من الأنظمة العميلة لهم من الثورة الناصرية. أو، كما تقول "باثي نيوز" في تقرير لها، لغرض" إيقاف سريان الفساد في الشرق الأوسط".ولم يكن لديهم نية مطلقًا لترك العراق الثورية لأجهزتها الخاصة. وبعد أقل من خمس سنوات: في فبراير (شباط) عام 1963، دعمت المخابرات البريطانية والأميركية الانقلاب الدموي والذي جلب في البداية بعثيي صدام حسين للسلطة.وبالتقدم سريعًا لعام 2003، نجد أن بريطانيا وأميركا استطاعتا غزو واحتلال الدولة بالكامل.وأخيراً عادت العراق تحت سيطرة غربية كاملة - على حساب دم شعب تمت إراقته بوحشية ودمار.وقال "إنَّ قوة المقاومة العراقية هي التي أدت إلى رحيل القوات الأميركية هذا الأسبوع - ولكن حتى بعد الانسحاب، سوف يظل 16000 مقاول ومدرب وآخرين تحت أمر الولايات المتحدة. ففي العراق، كما في باقي المنطقة، لا يرحلون إلا إذا أرغموا على ذلك".ووصف التقرير القوى الاستعمارية عادةً ما تخدع أنفسها بشأن حقيقة ما يفكر به العرب.وتساءل "هل من الممكن أن يكون مقدم باثي نيوز- والمحتلون الاستعماريون اليوم- قد صدقوا بالفعل أنَّ آلاف العرب عندما أمطروا الثناء المرعب على الديكتاتور الفاشي موسولينى عندما قام بجولة في شوارع طرابلس في المستعمرة الإيطالية بليبيا في عام 1937 كانوا بالفعل يعنون ذلك؟ قد لا تظن ذلك عندما تنظر إلى وجوههم الخائفة". وارفق التقرير صورة ارشيفية وفيلماً لزيارة موسوليني الى ليبيا تظهر صفوف من الليبيين يرحبون به.واشار الى انه لا توجد أدنى إشارة في الفيلم الإخباري إلى أنَّ ثلث سكان ليبيا قد ماتوا تحت وطأة الحكم الإيطالي الاستعماري الوحشي، ولا عن حركة المقاومة الليبية البطولية التي قادها عمر المختار، والذي شُنق في معسكر اعتقال إيطالي. ولكن بعد ذلك يصف التعليق الصوتي، أو "القناع الاستعماري"، موسولينى بأنَّه كالساسة البريطانيين في ذلك الوقت.وعاد الى تقرير "باثي" عن مشبهاً زيارة الملكة البريطانية للمستعمرة البريطانية آنذاك عدن بعد سنوات قليلة قائلا "كان مشابهًا على نحو مخيف، مع (آلاف من الرعايا) المخلصين السعداء يقدمون ترحيبهم المفترض لملكتهم والذي وصفته بفرح بأنه مثال غير مسبوق في التطور الاستعماري".وبالفعل كان غير مسبوق حيث إنَّه بعد ما يقرب من قرن أجبرت حركات التحرير اليمنية الجنوبية القوات البريطانية على إخلاء آخر موقع من الإمبراطورية بعد ما تعرضوا للضرب والتعذيب والقتل في طريقهم عبر منطقة فوهة عدن. ويشرح جندي مشاه سابق في وثائق "بي بي سي" 2004 عن عدن أنَّه لا يمكنه الخوض في التفاصيل بسبب خطورة ادعاءات جرائم الحرب.وتوقع اليمينيون المتطرفون أمرًا سهلاً في العراق، ورأينا في التغطية الأميركية والبريطانية للغزو في البداية أنه كان لا يزال هناك عراقيون يلقون الورود على قوات الغزو عندما كانت المعارضة المسلحة تتدفق بالكامل بالفعل.وأورد التليفزيون البريطاني أنَّ القوات البريطانية "تحمي الشعب المحلي" من طالبان في أفغانستان، والذي يمكن أن يكون مذكرًا على نحو مذهل بالأفلام التسجيلية من الخمسينيات من عدن والسويس.وحتى خلال الثورتين المصرية والليبية هذا العام، رأى الإعلام الغربي ما يود أن يراه في الغالب في الحشود سواء في ميدان التحرير أو بنغازي - حتى أخذته الدهشة، عندما انتهى الأمر بوصول الإسلاميين إلى السلطة أو الفوز بالانتخابات.وتوقع الكاتب أيًا كان ما سيحدث لاحقًا، فإنهم "الاسلاميون" لا يبدو أنهم سيحصلون عليها.وفي استنتاجه الاخر كتب " شايماس ميلن" ان القوى العظمى هي أيادٍ خبيرة في تجميل الأنظمة العميلة لإبقاء تدفق البترول.وقال "عند الحديث عن حكام الخليج الرجعيين، وحتى أكون منصفًا، فهم غير مزعجين بالمرة. ولكن قبل أن تنال منهم الموجة المناهضة للإمبريالية في الخمسينيات من القرن الماضي، عكفت أميركا وبريطانيا وفرنسا على تزيين الأنظمة العميلة لجعلها تبدو كديمقراطيات دستورية".وفي بعض الأوقات يخفق هذا الجهد سريعًا، ويبدو مثل هذا في التقرير الفكاهي عن "الاختبار الأساسي الأول للديمقراطية" في ليبيا تحت الدمية الأميركية - البريطانية الملك إدريس واضحًا بما لا يدع مجالاً للشك.وارفق فيلما من الارشيف البريطاني عن ليبيا أبان حكم الملك ادريس.وأدى التلاعب المخزي بالانتخابات عام 1952 ضد المعارضة إلى شغب ومنع لكل الأحزاب. وتم الانقلاب بعد ذلك على إدريس بواسطة القذافي، وتم تأميم البترول وإغلاق قاعدة هويلس الأميركية - وبرغم ذلك فإن علم الملك يعلو مرة أخرى في طرابلس بمساعدة حلف الناتو، بينما تنتظر شركات البترول الغربية لحصد مكاسبها.وتم التلاعب أيضًا بالانتخابات وتعذيب آلاف المعتقلين السياسيين في الخمسينيات بالعراق. ولكن عندما يتعلق الأمر بطبقة الموظفين البريطانيين - الذين ترسخ وضعهم باعتبارهم "المستشارين الحكوميين" في بغداد وقاعدتهم العسكرية في الحبانية - والأفلام التسجيلية المعروضة في دور السينما البريطانية في ذلك الوقت، كانت العراق في عهد الملك فيصل تعد دولة ديموقراطية مسالمة و"ناجحة".وسلط فيلم من الارشيف البريطاني الضوء على حقول البترول في البصرة عام 1952 التي كانت تحت مراقبة السفراء الأميركيين والبريطانيين و"السيد جيبسون" لشركة الوقود البريطانية العراقية، حيث يُمكننا أن نرى –حسب محرر الغارديان- رئيس الوزراء العراقي، نوري السعيد، يفتتح حقل بترول "الزبير" بالقرب من البصرة في عام 1952 لبناء "المدارس والمستشفيات" من خلال "عمل مشترك بين الشرق والغرب".ويكتب "في الواقع سوف يحدث ذلك فقط عندما يتم تأميم البترول - وبعد ذلك بست سنوات تم اغتيال السعيد في شوارع بغداد عندما حاول الهروب مرتديًا زى امرأة. وبعد مرور نصف قرن عاد البريطانيون للسيطرة على البصرة، وبينما يحارب العراقيون اليوم لمنع الاستيلاء على آبار بترول بلدهم المشتتة، يُصر الساسة الأميركيون والبريطانيون مرة أخرى على الديمقراطية".ونبه الى ان أي دولة من دول "الربيع العربي" تتخلى عن حق تقرير مصيرها بنفسها من أجل احتضان الغرب يمكن بالفعل أن تتوقع مصيرًا مشابهًا- تمامًا مثل الأنظمة العميلة التي لم تترك مدارها قط، كالدولة البوليسية "الفاسدة" في الأردن، والتي يُدعى أنها نماذج للقيادة الرشيدة و"الاعتدال".وطالبت صحيفة "الغارديان" في تقريرها المتوقع ان يثير جدلا، شعوب الشرق الأوسط الا تنسى تاريخها - حتى لو نسيت الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا ذلك.وعاد التقرير الى اوضاع ايران مسلطاً الضوء على أكثر من قرن من التدخل والاستعمار والتدمير غير الديموقراطي البريطاني الأميركي ضد إيران. وعبَّر الإعلام البريطاني عن حيرته إزاء كراهية الشعب الإيراني لبريطانيا عندما تم تدمير السفارة في طهران الشهر الماضي على يد متظاهرين.وتساءل بقوله "ولكن إذا كنت تعرف السجل التاريخي، فهل هناك شيء أقل غرابة؟". وارفق ذلك بفيلم عن الاطاحة بمصدق ومحاكمته.وتم تبني مبدأ الشك عند أورويل في الدور البريطاني بشكل مثير للاهتمام من قِبل "باثي" عند تناول الإطاحة بالقائد الإيراني المنتخب ديمقراطيًا محمد مصدق عام 1953 بعد أن قام بتأميم البترول الإيراني.وتم وصف المتظاهرين المؤيدين لمصدق بالعنف والتدمير، بينما نظمت المخابرات البريطانية والأميركية العنيفة انقلابًا لطرده في مقابل الترحيب بالشاه باعتباره شخصية محبوبة و"تحولاً دراميًا للأحداث".وألقت الأفلام التسجيلية اللعنات على "الديكتاتور الافتراضي" المنتخب مصدق، والذي أعلن أثناء محاكمته اللاحقة بتهمة الخيانة العظمى عن أمله في أن يصبح مصيره مثالاً "لكسر قيود عبودية الاستعمار".وتم تقديم الديكتاتور الحقيقي كحاكم للشعب، وهو الشاه المدعوم من الغرب والذي مهدت رجعيته الوحشية الطريق للثورة الإيرانية والجمهورية الإسلامية بعد ذلك بنحو 26 عامًا.وقال "هكذا عندما ينتقد الساسة الغربيون التسلطية الإيرانية بقسوة أو يتقمصون دور البطولة في الدفاع عن الحقوق الديمقراطية بينما لا يزالون مستمرين في مساندة الأنظمة الديكتاتورية في الخليج، فلن يكون هناك الكثير في الشرق الأوسط ممن يأخذون ذلك على محمل الجد".وتوصل التقرير الصحفي الى ان الغرب يقدم دائمًا العرب الذين يصرون على إدارة شئونهم الخاصة كمتعصبين.وقال "لم تكن الثورة التي بدأت في ديسمبر(كانون الاول) الماضي في سيدي بوزيد أول ثورة شعبية تقوم ضد الحكم التعسفي في تونس. ففي الخمسينيات أدانت الحكومات الاستعمارية وداعموها بطبيعة الحال الحركة المناهضة للحكم الاستعماري الفرنسي بوصفها حركة متطرفة وإرهابية".واوضح ان نجم القومية العربية قد خف منذ نشأت الحركات الإسلامية، والتي تم إقصاؤها بوصفها حركة "متعصبين"، وذلك من جانب الغرب وبعض القوميين السابقين. ولأنَّ الانتخابات تأتي بحزب إسلامي تلو الآخر في العالم العربي، فإنَّ أميركا وحلفاءها يحاولون ترويضهم - على السياسة الأجنبية والاقتصادية، بدلاً من تفسيرات الشريعة. والذين يخضعون لذلك سوف يتم اعتبارهم "معتدلين" - أما الباقي فسيظل من "المتعصبين".وتوقع تقرير الصحيفة البريطانية ان يأتي التدخل العسكري الأجنبي في الشرق الأوسط بالموت والدمار والتقسيم.وقال "ليست هناك حاجة للبحث في السجلات التاريخية لاستنتاج تلك الحقيقة. فتجربة العقد الأخير واضحة بشكل كافٍ، وسواءً كان ذلك غزوًا واحتلالاً بشكل كامل مثل العراق، حيث تم قتل مئات الآلاف، أو قصفًا جويًا لتغيير النظام تحت شعار"حماية المدنيين" في ليبيا، حيث تم قتل عشرات الآلاف، فقد كانت الخسائر البشرية والمادية كارثية".واضاف "كان هذا هو الحال طوال التاريخ المشئوم للتدخل الغربي في الشرق الأوسط. ويمكن لفيلم (باثي) الصامت لتخريب دمشق على يد القوات الاستعمارية الفرنسية خلال الثورة السورية عام 1925 أن يقدم صورة شبيهة للفلوجة في عام 2004 أو سرت في هذا الخريف - وذلك بغض النظر عن الطرابيش والخوذات".ويعرض مع هذه الفقرة رابط فيلم عن دفاع دمشق عام 1925 من الارشيف البريطاني.ويقول "بعد ثلاثين عامًا بدت بورسعيد في وضع مشابه خلال العدوان البريطاني الفرنسي على مصر عام 1956 الذي ميز حلول الدول الاستعمارية الأوروبية السابقة محل الولايات المتحدة كقوة مسيطرة في المنطقة".ويؤكد ذلك بفيلم عن العملية البريطانية - الفرنسية في قناة السويس، عام 195.ويقول "هذا الفيلم التسجيلي للقوات البريطانية وهي تهاجم السويس، وقوات الغزو وهي تحتل وتدمر مدينة عربية أخرى، بيروت أو البصرة مثلاً - قد أصبح من الملامح المميزة والمعتادة للعالم المعاصر ورابطًا مباشرًا بالعصر الاستعماري".ويصل الى قوله "هكذا كانت الخطط الإمبريالية التقليدية لاستخدام الدين والانقسامات العرقية لتقوية الاحتلال الأجنبي: سواء من الأميركيين في العراق أو الفرنسيين في سوريا أو لبنان أو البريطانيين أينما ذهبوا تقريبًا".ويضيف "يمتلئ أرشيف باثي بالأفلام التسجيلية التي تروج للقوات البريطانية باعتبارها تعمل على الحفاظ على السلام بين الطوائف المتناحرة، من قبرص حتى فلسطين - وكل هذا لصالح استمرار السيطرة".ويقول "الآن تعمل التقسيمات الطائفية والعرقية التي فُرضت تحت الاحتلال الأميركي البريطاني للعراق والتي تم حشدها بواسطة حلفاء الغرب في الخليج للتخلص من تحديات الصحوة العربية أو تحويل مسارها: ومثلما حدث في قمع الثورة البحرينية، وعزل اضطرابات الشيعة في المملكة العربية السعودية وزيادة الصراع الطائفي في سوريا - لن يؤدي التدخل الأجنبي إلا إلى رفع نسبة القتل ومنع السوريين من حق السيادة في وطنهم".واختتم تقرير صحيفة "الغارديان" نتائجه بالقول ان "الرعاية الغربية للاستعمار في فلسطين هي عقبة دائمة في وجه العلاقات الطبيعية مع العالم العربي".وقال "كان يُمكن ألا يتم إنشاء دولة إسرائيل لولا الحكم الاستعماري لبريطانيا الذي دام ثلاثين عامًا في فلسطين ورعايتها للاستعمار الأوروبي اليهودي على نطاق واسع تحت شعار وعد بلفور عام 1917، وكان من الواضح أن فلسطين المستقلة ذات الأغلبية الفلسطينية العربية لم تكن لتقبل بهذا أبدًا".ويرفق مع هذه الفقرة فيلماً عن القوات البريطانية في نابلس، عام 1939.ويعرض له بالقول "تتجلى الحقيقة المقنعة في هذا المقطع لباثي نيوز من وقت الثورة العربية ضد التفويض البريطاني في نهاية الثلاثينيات حيث يعرض الجنود البريطانيين وهم يحاصرون الفلسطينيين (الإرهابيين) في مدينتي الضفة الغربية المحتلة نابلس وطولكرم - تمامًا كما يفعل خلفاؤهم الإسرائيليون اليوم".ويقول "إن سبب شعور المستوطنين اليهود بالأمان، كما يعلن المُقدم ذلك بنبرات حادة لاهثة في التعليق الصوتي المميز لفترة الثلاثينيات، هو (القوات البريطانية اليقظة دائمًا، والحامية دائمًا). وانهارت العلاقة بعد تقييد بريطانيا للهجرة اليهودية إلى فلسطين عشية الحرب العالمية الثانية".وكان رد الفعل الاستعماري لبريطانيا، في فلسطين وفي أماكن أخرى، هو دائمًا الظهور باعتبارها "راعية القانون والنظام" ضد "تهديد الثورة" و"سيدة الموقف" - كما يبدو في هذا الفيلم الإخباري المضلل عام 1938 من القدس.ويصل الى ان الصلة الأساسية السابقة بين القوة الاستعمارية الغربية والمشروع الصهيوني أصبحت تحالفًا إستراتيجيًا دائمًا بعد تأسيس إسرائيل- من خلال إجلاء ونزع الملكية من الفلسطينيين وعدة حروب و44 عامًا من الاحتلال العسكري واستعمار غير قانوني مستمر للضفة الغربية وغزة.ويقول "تعد الطبيعة غير المشروطة لهذا التحالف، والتي تظل محور سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، هي أحد الأسباب التي تفسر احتمال رفض الحكومات العربية المنتخبة ديمقراطيًا أن تلعب دور الضحية للقوة الأميركية والذي كانت تلعبه حكومة مبارك وأنظمة الخليج الديكتاتورية".وينتهي تقرير الصحيفة البريطانية الى القول "أن القضية الفلسطينية متأصلة في الثقافة السياسية العربية والإسلامية. ومثل بريطانيا قبلها، يُمكن أن تكافح الولايات المتحدة الأميركية لتظل (سيدة الموقف) في الشرق الأوسط".عن(العمل المقاوم).




شبيلات يطالب الحكومة بفرض ولايتها أو الإستقالة
 ليتحمل الملك المسؤولية
السبت, 24 كانون1/ديسمبر 2011
استنكر الناشط السياسي المهندس ليث شبيلات الاعتداءات التي وقعت بحق "المسالمين" في المفرق وقال ان هذا العمل "مدبر ومخطط له وقامت به مجموعات منظمة من اجهزة امن بلباس مدني وبوجود مدير الامن العام".واتهم شبيلات من قال انهم "أشباح" في هذا البلد "الآمن" مؤكدا هذا العمل نفذ برعاية "السلطة وتخطيط أجهزتها".وقال شبيلات ان الحكومة امام مفترق طرق فاما ان تسكت وتنضم الى سابقاتها كـ" كشرابات خرج" عند مراكز القوى الحقيقية التي تهيمن على البلد، واما ان"تفرض هيبتها باقالة رؤس الاجهزة الامنية والحكام الاداريين المتورطين بهذه الجريمة وتعتقل الفاعلين وتقدمهم للمحاكمة فتبدا بفتح بابا مغلقاً للثقة بينها وبين المجتمع اليائس من الحكومات.وطالب شبيلات الحكومة بالاستقالة احتجاجا على عدم انضباط اجهزة الدولة تحت ولايتها العامة فـ"يتحمل الملك بكل أسف مسؤولية ما يجري باسمه ومن اجل خدمته كما يزعمون وتأكيداً للولاء له وكأن الاصلاحيين غير موالين".واستهجن شبيلات وصف المطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد بـ"الخيانة للملك والنظام" وقال انه "امر غريب يثبت تهمة الارتباط العضوي للفساد بالنظام".
هنا نص البيان:
نستنكر هذا العمل المدبر والمخطط له والذي قامت به مجموعات منظمة من اجهزة امنية بلباس مدني وبوجود مدير الامن العام في المفرق. ذلك الاعتداء المشين الذي لم ينتج عنه اي اعتقال لاي من المعتدين كالعادة رغم طول مدة الاعتداء ثم التوجه إلى مركز جبهة العمل الاسلامي وحرقه بعد نهبه. كل ذلك قام به أشباح في هذاالبلد "الآمن" مما يؤكد من دون اي شك ان هذا العمل نفذ برعاية السلطة وتخطيط اجهزتها.ان الحكومة الليلة امام مفترق طريق، فاما ان تسكت فتنضم الى سابقاتها ((كشرابات خرج)) عند مراكز القوى الحقيقية التي تهيمن على البلد وعلى مؤسساته الشرعية، واما ان تفرض هيبتها باقالة رؤس الاجهزة الامنية والحكام الاداريين المتورطين بهذه الجريمة وتعتقل الفاعلين وتقدمهم للمحاكمة فتبدا بفتح بابا مغلقاً للثقة بينها وبين المجتمع اليائس من الحكومات.وإن لم تستطع فعليها ان تستقيل احتجاجا على عدم انضباط جميع اجهزة الدولة تحت ولايتها العامة، فيتحمل الملك بكل أسف مسؤولية ما يجري باسمه ومن اجل خدمته كما يزعمون وتأكيداً للولاء له، وكأن الاصلاحيين غير موالين!!!!  إن النظام يعتبر كل مطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد خيانة للملك وللنظام وهو أمر غريب يثبت تهمة الارتباط العضوي للفساد بالنظام.فإلى أين يقودنا حامو الفساد؟
م. ليث شبيلات



وقعت اليونان في الحضن الإسرائيلي… بعدما أهملها العرب
عرب ٤٨ تاريخ النشر: 03/07/2011 - آخر تحديث: 17:10

جنود في وحدة كوماندوز يونانية أثناء عملية السيطرة على السفينة الأميركية
خصصت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم عدة تقارير حول الدور اليوناني "المثابر" في منع إبحار سفن أسطول الحرية الثاني إلى حد قيام وحدة كوماندوز في الجيش اليوناني بالسيطرة بالقوة على سفينة أميركية مشاركة بالإسطول لمنعها من مغادرة السواحل اليونانية صوب قطاع غزة.ويأتي تعزيز العلاقات الإسرائيلية - اليونانية لسد الفجوة العميقة، مؤقتاً، بين إسرائيل وتركيا الأردوغانية، إذ تعتبر اليونان الخصم اللدود لتركيا، كما تحاول إسرائيل تشكيل "حلف البلقان" لمواجهة تركيا.وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم إنه "عندما ظهرت الصدوع الأولى في العلاقات مع تركيا، بدأت اسرائيل في تطوير علاقاتها السياسية والعسكرية مع اليونان، الخصم التقليدي للأتراك. في نهاية الأسبوع أثمر التحالف بواكيره، حين منع مقاتلو الكوماندو اليونانيون سفينة "جرأة الأمل" من الإبحار نحو غزة.  وعلى مدى السنين ساد حلف استراتيجي بين تركيا وإسرائيل. ولكن عندما بدأت حكومة أردوغان بمهاجمة إسرائيل، ولا سيما بعد حادثة "مرمرة" التي جعلت التوتر بين الدولتين شرخًا حقيقيًا، بدأت إسرائيل تبحث عن حليف جديد في المنطقة. الدبلوماسية الإسرائيلية، بإبداعية لا تتميز بها عادة، بدأت بنسج شبكة العلاقات".وتابعت الصحيفة: "الكيمياء التي سادت قبل ذلك بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبين نظيره اليوناني جورج بابندريو شقت الطريق إلى حلف حقيقي بين الدولتين: فقد باعت إسرائيل سلاحًا متطوراً للجيش اليوناني، طائرات سلاح الجو تدربت في سماء اليونان، ومئات آلاف السياح الإسرائيليين بدلوا النوادي التركية بالجزر اليونانية".وأردفت أنه "عندما بدأت الاستعدادات للأسطول الثاني إلى غزة، طلبت إسرائيل من حليفتها الجديدة منع سفن نشطاء السلام من الانطلاق من موانئها نحو غزة. في القدس اعتقدوا أن اليونانيين سيوافقون: فبعد كل شيء، حتى تركيا وقبرص، منعتا الأسطول من الانطلاق من شواطئهما".وتكشف الصحيفة أن "في أثينا وعدوا "بإغراق" سفن الأسطول بالبيروقراطية وكذا تأخير انطلاقها: سفينة كان ينقصها حتى عبوة إطفاء، وعدوا، بأنها سيتعطل انطلاقها بحجة خرق أنظمة الأمان. ولكن اليونانيين شرحوا بأنه بعد مراجعة قانونية شاملة أجروها تبين لهم أنه لن يكون بوسعهم منع خروج السفن تماماً. في إسرائيل لم يستطيبوا الجواب. "كيف يحتمل أن الأتراك أنفسهم أوقفوا الأسطول – وأنتم بالذات تعطونه الإذن"، سألت محافل سياسية نظرائها اليونانيين".وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو دخل إلى الصورة في هذه المرحلة، وتابعت: ففي الأسبوع الماضي أجرى رئيس الوزراء عدة مكالمات هامة مع بابندريو آخرها كانت ليل الأربعاء، وأن خلف الكواليس أطلقت اسرائيل أيضا تهديدا خفيا: "إذا انطلق الأسطول على الدرب، فإنه سيُذكر في التاريخ بأنه الأسطول اليوناني". ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين إسرائيليين قولها إن التحذير الإسرائيلي ردع اليونان، وأضحوا: "في هذه الأيام، حين ينهار اقتصاد اليونان وتكون بحاجة إلى كل دولار، فإن آخر شيء يريدونه هو إشتعال عنيف يُسجل على اسمهم".وأوضحت الصحيفة أنه "في يوم الجمعة بدأت الانعطافة الأولى في موقف اليونان. الوزير اليوناني للأمن الداخلي، المسؤول عن حرس السواحل، أعلن بأن سفن الأسطول لن يُسمح لها بالانطلاق إلى غزة. عندما علم اليونانيون بأن سفينة "جرأة الأمل" توشك على أن تخدعهم وتنطلق إلى غزة – هاجمها مقاتلو الكوماندو اليونانيون بالبنادق الموجهة، وأجبروها على العودة على أعقابها واعتقلوا القبطان. هذه السيطرة، التي جاءت بعد مواضع الخلل الخفية التي وقعت بسفينتين أخريين لنشطاء السلام في اليونان وفي تركيا، حسمت على ما يبدو مصير الأسطول. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن"منظمي الأسطول لم يأخذوا في الحسبان قصة الغرام في العلاقات بين إسرائيل واليونان".وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن نتنياهو سيقوم الأسبوع الجاري بزيارة إلى رومانيا وبلغاريا، دولتين أخريين في "حلف البلقان" الذي تطوره إسرائيل، للطلب من زعمائهما عدم تأييد الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
بباندريو الأب كان صديقاً لعرفات
في مقالة أخرى في الصحيفة ذاتها، جاء أنه "في اللحظة التي أعلنت فيها تركيا أنها أزالت تأييدها لإسرائيل، أصبحت اليونان الخيار الأوحد والأشد طبيعية. كانت اليونان تعد دائما دولة مناصرة للعرب ومؤيدة متحمسة للفلسطينيين. وكان أندرياس بباندريو والد رئيس حكومة اليونان الحالي صديقا شخصيا لعرفات. وفقط في العام 1992 حسن اليونانيون علاقاتهم الدبلوماسية بإسرائيل وجرى تبادل السفراء بين العاصمتين، مع ذلك بقيت علاقة اليونان بإسرائيل عدائية وعدت مثل إيرلندا والبرتغال شريكة للدول الأشد انتقادا لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي".وتوضح المقالة: غير أن رئيس حكومة اليونان قرر هذا العام تغيير اللعب. إن أزمة العلاقات بين إسرائيل وتركيا العدو الجارة أحدث فرصة من جهته. لم يستوعب بباندريو، المولود في الولايات المتحدة النظرية الاشتراكية وحدها من أبيه بل أستوعب أيضا قيما أخرى من أمه الأميركية. وهو باعتباره رئيس الاتحاد الاشتراكي العالمي يدرك جيداً أن مكانة اليونان الدولية ستقوى إذا طبقت سياسة أكثر توازنا في الشرق الأوسط. وفوق كل ذلك تحاسب اليونان الآن – وهي التي افلست هذا الأسبوع بالفعل – تحاسب نفسها. يعتقد اليونانيون أن تأييد العرب لم يجدهم ولم يحصلوا مقابله على أي تعويض. فالاستثمارات من قبل الأثرياء العرب لم تتدفق عليها قط، ولم تخلق أماكن عمل ولم تعرض عليها أي دولة عربية قروضا بشروط أسهل مما وافق الأوروبيون على عرضه لانقاذها من الضياع".وتابعت:  اليونان في الأزمة الحالية أشد إيمانًا بالقوة الأميركية وبتأثير يهود أميركا. في السنة الماضية زار رئيس حكومة اليونان القدس، وقام رئيس الحكومة نتنياهو على الفور بعد ذلك بزيارة مقابلة، وأعلن الإثنان بذلك تغييراً أساسياً في العلاقات بين الدولتين. وأفضت زيارات وزراء متبادلة إلى رحلات متوالية لموظفين وصحافيين، وتحسنت العلاقات الإستراتيجية تحسناً كبيراً. وزار مئات الآلاف من الإسرائيليين الجزر اليونانية للاستجمام. وتخلص المقالة إلى أن في إسرائيل "يشعرون الآن  بثمار التغيير. كل يوم يمر ولا تنطلق فيه القافلة (الأسطول) في طريقها هو علامة تقدير أخرى من حكومة اليونان لدولة إسرائيل. إلى الآن فعل اليونانيون كل ما يستطيعون لمنع القافلة من الخروج، وقد استغل الاضراب الاقتصادي في الأسبوع الماضي من أجل هذا جيدا وطالت نهاية الأسبوع الاخير في المساعدة على التأخير. إذا كان منظمو القافلة نجحوا في السنة الماضية بمفاجأة إسرائيل والجيش الإسرائيلي، فإن اليونان هي التي فاجأتهم هذه السنة. إن تصميم اليونانيين على وقف سفينة أميركية كما حدث يوم الجمعة لم يسبق له مثيل. ينوي اليونانيون مطّ الحبل قدر المستطاع؛ وقد عبرت جهات يونانية عن شكها في أن تخرج القافلة في طريقها في الأيام القريبة".



الليبراليون هتفوا لاردوغان وصوتوا له مع اليساريين
متان دروري
2011-06-13
زينت لافتات ضخمة لرجب طيب اردوغان في الاسابيع الاخيرة عشرات المباني في أنحاء اسطنبول وقضت بأن تركيا ستكون مستعدة لـ 'الهدف' في سنة 2023 وهي السنة التي ستحتفل فيها الجمهورية بمرور مئة سنة على تأسيسها. قيل ان 'الهدف' هو جعل تركيا قوة عالمية في خلال عقد ابتداء بتحولها الى واحد من الاقتصادات العشرة الاقوى في العالم مرورا ببناء بنى تحتية جديدة متطورة وضمان تغطية طبية لجميع المواطنين، وانتهاء الى جعل الدولة واحدة من أهداف السياحة الخمسة الكبرى في العالم.
أراد اردوغان بواسطة 'خطة 2023' ان يربط به هذه المرة ايضا القطاعات غير المتدينة في تركيا، التي ارتبطت به في الماضي لمواجهة النظام الكمالي الفاسد. أيدته هذه القطاعات مدة تقرب من عقد لانه وعد باعادة بناء الاقتصاد واجراء اصلاحات ديمقراطية واعادة المكانة الدولية لتركيا. لكن بدأت هذه المرة تثور عند كثيرين شكوك في مبلغ النجاح الاقتصادي وفي نقاء نواياه المتعلقة بقضية الدين والديمقراطية.
الاقتصاد. يكثر اردوغان عرض انجازاته في مجال الاقتصاد، لكن خصومه يزعمون ان الواقع على الارض أقل وردية. كشف بحث نشره في الشهر الماضي مركز البحث والتطوير التابع لاتحاد عمال الجمهور في تركيا، عن أكثر من 95 في المئة من الاتراك أخذوا قروضا وان 30 في المئة غير قادرين على اعادتها. وكشف البحث الذي شمل عينة من 1724 من المستطلعة آراؤهم في 81 اقليما مختلفا في الدولة عن ان ما يقرب من ثلثي الاتراك لا يستطيعون السماح لانفسهم بشراء اشياء من الكماليات، وان 40 في المئة يعيشون في بيوت ذات اسقف نزازة أو جدران مطحلبة وأن قريبا من 90 في المئة لا يسمحون لانفسهم بالخروج في عطلة. 'نحن نقترب من انفجار اجتماعي'، حذر رئيس الاتحاد مع نشر المعطيات. في السنين الاخيرة نشأت طبقة وسطى جديدة بين السكان التقليديين في المدن الكبيرة وفي الضواحي، وتدفق أبناء هذه الطبقة أمس الى صناديق الاقتراع حشودا لتأييد قائدهم. لكن منتقدي اردوغان يصرون على ان المُثرين الحقيقيين هم في الأساس رجال الاعمال الكبار وأن أيام الاحتفال الاقتصادي قصيرة.
الدين. ان قضية تغلغل الدين تقلق في الأساس العلمانيين مؤيدي النظام القديم، لكن مؤيدي اردوغان غير المتدينين ايضا يكشفون عن علامات قلق. لا يمكن التنكر لحقيقة ان الحكومة الحالية تبذل جهودا كبيرة لادخال الدين في المجتمع، وان الاسلاميين أصبحوا يسيطرون على عدد يزداد من مراكز القوة. فعلى سبيل المثال تنفق الدولة على مخيمات قرآن صيفية، ويلقون هذه الدورات التعليمية على الاولاد في مؤسسات التربية لا في المساجد. والى ذلك أخذ يزداد عدد النساء المحجبات اللاتي يظهرن اليوم في الشوارع فضلا عن المطاعم الفخمة ومعاقل العلمانية.
يقول علماء اجتماع في اسطنبول ان الاسلام التركي يجري عليه تغيير الى أحسن، ويصبح أقل تشددا وأخذ يتقارب مع المجتمع العلماني. والدليل على ذلك ان العناصر المحافظة تنتقد اردوغان أكثر من مرة زاعمة ان المجمعات التجارية التي بناها، وثقافة الاستهلاك التي يشجعها، ونُقب الفرزاتشي التي تغطي بها النساء اليوم رؤوسهن كل ذلك يفسد المؤمنين. إن نهج الحياة الرأسمالي كما يؤكدون يُغير الوعي، ولهذا لا حاجة الى دخول مخاوف لا داعي لها. والى ذلك ايضا لا يرمز عدد النساء اللاتي يظهرن في الشارع مع الحجاب بالضرورة الى زيادة التدين. لانه اذا كانت النساء المحافظات في الماضي قد اعتدن نزع الحجاب عند خروجهن من البيت فانهن اليوم يتجرأن على الظهور فيه على الملأ. لم يعد من الخزي ان تكون متدينا في تركيا لكن هناك من يخافون من أنه اذا لم يكف جماح اردوغان فسيكون من العيب ان تكون علمانيا في المستقبل غير البعيد.الديمقراطية. عانى الاتراك في القرن الماضي اعمال ارهاب وقتل، واعتقالات جماعية وانقلابات عسكرية، بل يوجد هناك حكم قانون مستقر الى ان جاء اردوغان مطلع العقد الماضي وحارب باسم الديمقراطية البنى السابقة وحطمها واحدة بعد اخرى. وقف الجمهور وراءه بل هتف له ليبراليون ومثقفون من اليسار. بيد ان اردوغان كلما حشد قوة بدأ يشغل نفسه ببناء ادارة باسلوب روسي، بوتيني وهو لا ينفر من وطء معارضيه، باعتقال جماعي لضباط وصحافيين وتأجيج الشعور بالمطاردة والكراهية. نحو اسرائيل مثلا التي وجه عليها حملة تحريض بعد عملية 'الرصاص المصبوب' وهي حملة بلغت حتى الى المدارس. لم تتجاوز هذه الاتجاهات المقلقة مؤيديه الليبراليين أو جزءا منهم على الأقل، واختار هؤلاء ان يصوتوا أمس لناس النظام القديم الذين عارضوهم كثيرا في الماضي. برغم ان اكثر الليبراليين أملوا فوز الحزب الحاكم أرادوا ان يمنعوا رئيس الحكومة من احراز أكثرية كبيرة جدا في مجلس الشعب تُمكّنه من الاستمرار في سحق نظام التوازنات والكوابح الذي ما يزال باقيا في الدولة. ويبدو كما تدل النتائج أمس على أن هوى نفوسهم قد تحقق.مهما يكن الامر: خيبة الأمل من سلوك الجهاز الاقتصادي أو الخوف من ارغام ديني في المستقبل أو ابتعاد الحكومة عن قيم الديمقراطية وترك المقترعين الاكراد بطبيعة الامر أدار غير قليل من المواطنين الاتراك أمس ظهورهم لاردوغان ومنحوه فوزا محدودا أو بطاقة صفراء. سيضطر الآن الى الاعتراف بحدود قوته، والى ضبط الصراع المخيف الذي يجريه مع الموالين للنظام السابق وان يتعلم العيش مع جهاز ديمقراطي وإلا فان تركيا ستعود الى ايامها السيئة.
معاريف 13/6/2011

نظام الاسد حاجة اقليمية دولية
أسرة التحرير
2011-06-10
تعيش سورية أزمة عميقة. النظام فيها يتصدى لاحد التهديدات الاشد في تاريخ الانظمة في الدولة حين يتبين له بان الجمهور السوري المطيع والخانع لم يعد مستعدا لان يتحمل حكم القمع الفظيع الذي انتهجته عائلة الاسد. الجمهور السوري يتطلع الى أن يحقق الان ما حققه الجمهور المصري والتونسي، وهو مستعد لان يقاتل مثل الجمهور الليبي. هذه مفاجأة لم يتوقعها النظام السوري الذي لا يزال يؤمن بالاستخدام الوحشي للسلاح، التعذيب واساليب التخويف الاخرى وان بوسع هذه ان تهدىء الجمهور في النهاية. خلافا للموقف من مصر وليبيا، قررت الدول الغربية ان ترد على ما يجري في سورية ببطء وبحذر، من خلال ضغط دبلوماسي، عقوبات وشجب في الامم المتحدة. وينبع حذرها ضمن امور اخرى من أنه ليس للنظام السوري بدل مسلم به مثل مؤسسات الحكم في مصر، ومن ان سورية اكثر أهمية بكثير من ليبيا، بحيث أن من سيتسلم الحكم فيها، كما يؤمن الغرب، يمكنه أن يكسب فقط. سورية تعتبر دولة قادرة على كبح جماح حزب الله، على ان تقرر مدى تدخل ايران في لبنان ومساعدة الولايات المتحدة في الحرب ضد الارهاب في العراق. هذه اعتبارات ثقيلة الوزن تدفع الغرب الى الامل بان الاسد سيوافق على تطبيق اصلاحات ذات مغزى دون أن يضطر الى ترك منصبه. اسرائيل لا يحق لها اتخاذ سياسة مغايرة عن تلك التي تتخذها الان الدول الغربية. اذا كان هناك من يعتقد ان النظام في سورية يمنح اسرائيل فرصة 'لتغيير الواقع' فمن الافضل الا يخطىء بالوقوع في اوهام خطيرة: ولا سيما عندما تحتفل اسرائيل هذه الايام بالذكرى الـ 29 لاجتياح لبنان، والذي كان هدفه هو الاخر تغيير الواقع في دولة اخرى.وفضلا عن ذلك، كدولة محتلة، وبنفسها استخدمت وتستخدم السلاح ضد المواطنين الفلسطينيين في المناطق وفي اسرائيل، فان اسرائيل بعيدة عن ان تشكل قدوة تسمح لها بان تشجب الاخرين. عليها أن تتابع عن ذلك ما يجري في سورية، فحص السيناريوهات المحتملة بالنسبة لمستقبلها وعرض سياسة يمكنها في المستقبل أن تكون مقبولة من كل نظام في سورية ومن باقي دول المنطقة. اذا كانت اسرائيل تتطلع الى تغيير الواقع في المنطقة، فمن الافضل لها أن تبدأ بتبني المبادرات الرامية الى دفع المفاوضات مع الفلسطينيين الى الامام.
هآرتس 10/6/2011


Opposition leader tells AIPAC that she had decided to come before to the conference 'not to ask what the U.S. can do for Israel, but what we can do together to confront the challenges.'
More On This Topic
Day after U.S. president clarifies vision of Palestinian state within 1967 borders, director of pro-Israel lobby urges Jerusalem and Washington to avoid any public display of diplomatic crisis, as it would likely be exploited by Israel's enemies.
More On This Topic
The speeches Netanyahu will make at the AIPAC conference and in the Congress are the speeches of his life, and will determine the rest of his term: a confrontation with the U.S. or reaching an understanding with Obama.

Haifa Court rules in favor of Nazareth man, who claims Israel police shot two rubber bullets into his face while he was walking home from work in October 2000.

Palestinians and the international community, including the United States, have long objected to the E-1 plan on the grounds that it would cut the West Bank in two and sever East Jerusalem from the rest of the area.

Russian FM Lavrov hosts representatives of recently reconciled rival Palestinian factions, praises unity deal, does not comment directly on Hamas official's claim to have secured support ahead of planned September move at UN.
More On This Topic
European Union foreign ministers impose restrictions on Assad, other Syrian officials in bid to pressure government to end violence against protesters.
More On This Topic
Opposition leader tells AIPAC that she had decided to come before to the conference 'not to ask what the U.S. can do for Israel, but what we can do together to confront the challenges.'

Israelis and Palestinians react to Obama's speech - video


http://www.guardian.co.uk/world/video/2011/may/20/israel-palestinians-react-obama-video?intcmp=239

  • 10:46

    • 11:15
      Egypt's ex-interior minister jailed for 12 years (Reuters)
    • 11:12
      Syrian army begins withdrawal of forces from city of Daraa (DPA)
    • 11:02
      Al-Qaida suspect goes on trial in Germany (AP)

    Report: Two mid-level al-Qaida leaders killed in Yemen (Reuters)

  • 10:12
    UNRWA organizes first ever marathon in Gaza Strip (Reuters)
  • 09:55
    Islamist party in Pakistan demands government withdraw support of U.S. war on militancy (Reuters)
  • 08:33
    Allies to meet in Rome to discuss possible Libya rebel aid (DPA)
  • 08:16
    Syria soldiers conduct arrest in Damascus suburb of Saqba (Reuters)
  • 07:15
    Report: Hundreds of Syrian troops storm Damascus suburb of Saqba (Reuters)
  • 06:35
    Last WWI veteran dies in Australia (AP)
  • 05:19
    7 arrested in San Francisco German tourist death (AP)
  • 04:10
    Report: Al-Qaida in northern Africa behind Morocco terror attack (DPA)
  • 03:33
    Obama to host Netanyahu on May 20 (Reuters)
  • 02:37
    World pressuring Israel not to block Palestinian tax funds (Haaretz)

·         Home

·         News

·         Diplomacy & Defense
·         Published 11:14 26.04.11
·         Latest update 11:14 26.04.11
Turkey: Israel shouldn't repeat its Gaza flotilla mistake
Speaking with the Sydney Morning Herald earlier this week, Turkish FM says it is Israel's responsibility to lift its blockade on the Strip, saying no one nation owned the Mediterranean.
By Haaretz ServiceTags: Israel news Turkey Gaza Gaza flotilla
Israel mustn't attempt to stop a planned aid flotilla bound for the blockaded Gaza Strip, Turkey's Foreign Minister told in an interview on Monday, adding that Turkey could do nothing to stop organizers from launching the flotilla.
Turkey said on Thursday it had received a request from Israel to help stop activists sailing to Gaza on the first anniversary of an Israeli raid on a Turkish ship, but it said the flotilla plan was not Ankara's concern.
The comment comes after Ankara had already made it clear earlier this month that it would and could not stop the 15-ship aid flotilla, planned to set sail next month, a year after nine Turks were shot dead after Israeli marines stormed a flotilla organized by a Turkish Islamist charity.
Speaking to the Sydney Morning Herald on Monday, Turkish Foreign Minister Ahmet Davutoglu urged Israel not to "repeat the same mistake," adding that it was "Israel's responsibility not to implement [a blockade] against Gaza."
"A fact-finding mission of the UN declared that [the blockade] is illegal," Davutoglu said, adding that in last year's flotilla people were killed 72 miles [116 kilometers] from the coast, so this was in international waters. The Mediterranean does not belong to any nation."
Referring to Turkey's professed inability to stop flotilla organizers from going ahead with their plans, saying: "We can advise, we can say something, but we cannot stop the flotilla."
Turkey, a secular Muslim nation, has been an important regional ally of Israel for more than a decade.

Prime Minister Tayyip Erdogan's AK Party government, which has roots in banned Islamist movements, froze relations with Israel after the deadly raid.
Ankara has demanded an apology as a condition for mending ties, regardless of a UN probe's findings into the incident.


News - Reports - Articles - Opinion - Archive - Latest - Future - Visions - T. Nazmi - Controversial -



القرضاوي سيقود الاخوان المسلمين في مواجهة الجيش

صحف عبرية
2011-02-25
في 18 شباط ( فبراير) 2011، عندما كانت المظاهرات في المدن المصرية قد خفتت وانتقل الانتباه العالمي الى ما يحدث في البحرين وليبيا، وقع في القاهرة واحد من الأحداث المهمة في السنين الاخيرة وهو أن الزعيم الديني الأهم في العالم الاسلامي، يوسف القرضاوي، عاد الى مصر بعد مكوثه عشرات السنين خارج وطنه، وخطب خطبة على الملأ في ميدان التحرير أمام مليونين من المؤيدين. كانت مدة الخطبة 27 دقيقة، وكان يمكن ان تبدو للأذن غير الخبيرة معتدلة وجارية على النمط. خُصص أكثر كلام القرضاوي لقضايا مصرية داخلية، وكان عنده كلام ودود يقوله في الجيش المصري الذي هو المعادل الرئيسي للاخوان المسلمين. امتدح القرضاوي الجيش لأخلاقيته، ولأنه اختار في اللحظة المناسبة ألا يطلق النار على المتظاهرين. لكنه كمن بين السطور تهديد: 'قال لي الاخوة هنا لا تؤيد الجيش المصري لأننا لا نعلم هل يفي بوعوده بنقل السلطة'، قال القرضاوي للجماهير. 'لكنني أجبت ان هذا غير ممكن. فالحديث عن جيش مستقيم وأخلاقي وبطل دافع عن مصر دائما. لا اعتقد انه سيخون كلامه وشعبه ودولته'. عندما يُقال هذا الكلام أمام مليونين من المصريين، فله معنى خاص قوي بالنسبة لقادة الجيش الذين فهموه. لم تغب اسرائيل عن خطبة القرضاوي. فقد بيّن الداعية ابن الرابعة والثمانين ان الفلسطينيين ايضا هم بين منتصري الثورة المصرية ووعد بأن 'معبر رفح سيُفتح أمامكم'، كأنه يُقر حقيقة محسومة (بعد ذلك تغير ذلك الى طلب من الجيش المصري ان يفتح المعبر). وأنهى القرضاوي كلامه بوعد ان يحظى هو ومستمعوه قريبا بالصلاة في الاقصى وأجابه الجمهور في الميدان بصيحات آمين عالية. كان عند القرضاوي للزعماء العرب الذين ما يزالون في كراسيهم رسالة واضحة أن العالم العربي تغير، كما قال لهم وانه لا يمكن وقف مسار التاريخ. على الزعماء ان يُجروا حوارا حقيقيا مع شعوبهم، وألا يحاولوا تسكينهم بوعود باطلة. وليس عرضا ان هذا بالضبط هو الكلام الذي قاله البيت الابيض في الاسابيع الاخيرة. علم القرضاوي، وهو من القادة المُضرسين والخبراء في العالم الاسلامي، انهم يستمعون الى كلامه باهتمام كبير على مبعدة آلاف الكيلومترات ايضا من ميدان التحرير.
جلا بإرادته
اقتُرح عليه مرارا كثيرة ان يكون 'المرشد العام' للاخوان المسلمين في بلده لكن القرضاوي رفض. إن اعتقاد انه جلا عن مصر وان السلطة المصرية تطلبه قد ساعد على انشاء الهالة حوله، لكن الحقيقة هي ان القرضاوي كان يستطيع العودة لمصر لو انه كان معنيا بذلك. بل انه في واقع الامر جاء الى القاهرة في 31 آب (أغسطس) 2006 وخطب في اتحاد الصحافيين من غير ان تعتقله السلطات أو تضايقه. قُرن اسم القرضاوي على مر السنين بأساطير كثيرة أشاع بعضها أشياعه. زُعم انه ممنوع من دخول الولايات المتحدة، وان الامريكيين يشكون بلا انقطاع لقطر وجوده في الدولة. لكنني في فترة مكوثي في قطر قالت لي السفيرة الامريكية، اليزابيث ماكيون، انها اعتادت لقاء القرضاوي؛ وأن الزعيم الورع قال لها من جملة ما قال إن ابنته تدرس في لندن وأنها لا تضع على رأسها غطاءً. 'لم يُقدم قط طلب سِمة دخول، ولو قدم لأخذ'، لخصت السفيرة قولها مبتسمة.
قدّر الامريكيون كما هي الحال في قضية 'الجلاء' أن سبب الاشاعات هو محاولة القرضاوي تعزيز صورته في العالم الاسلامي بأنه يعارض الغرب والزعماء الفاسدين الذين يعملون تحت رعايته.حوّل انشاء قناة 'الجزيرة' في 1995 القرضاوي من زعيم ديني مصري الى أهم مُفتٍ اسلامي في العالم. بدأ القرضاوي يشارك في البرنامج الاسبوعي في القناة المسمى 'الشريعة والحياة'، الذي اعتاد فيه ان يجيب على الاسئلة التي يرسلها اليه المشاهدون. وقد جعلته شعبية البرنامج العظيمة شخصية عامة مركزية في العالم العربي، وشخصية ذات قيمة كبيرة في نظر حكام قطر. إن تأييده لهم قد منح السلطة القطرية التي تهوى المجد الغربي الشرعية الاسلامية التي تحتاجها كثيرا؛ ومقابل ذلك حظي القرضاوي برعاية الأمير السخية.بيد ان القرضاوي لم يكتف بالكلام على الدين. فقد كانت أكثر الاجزاء إثارة في البرنامج تتعلق بالسياسة الاقليمية وبالولايات المتحدة وباسرائيل بطبيعة الامر.
الى جانب نصر الله
في منتصف التسعينيات كان القرضاوي بين الزعماء الدينيين المسلمين الأبرز الذين شجعوا العمليات الانتحارية. في تلك الفترة كنت مشاركا في نشاط مع فقهاء معتدلين حاولوا محاربة الظاهرة بفتاوى مضادة. في 1999 عندما وصلت لأعمل في قطر رئيسا لمفوضية اسرائيل في الامارة، التقيت رئيس جامعة قطر وطلبت ان يُنظم لي لقاء مع القرضاوي. قال لي مُحادثي مبتسما: 'القرضاوي ذخر قومي، ليس مُدارا من الجامعة بل من قصر الأمير'. فهم بعد ذلك انه قال أكثر مما ينبغي، وأوضح لي ان القرضاوي عضو في الجامعة حقا لكنه لا يُعد في الهيئة الفاعلة.لاسرائيل دور مركزي في خطابة القرضاوي الدينية والسياسية، لانها تُمكّنه من توحيد جميع فصائل الاسلام. بعد انسحاب اسرائيل من لبنان كان القرضاوي هو الذي منح زعيم حزب الله، حسن نصر الله، الشرعية في العالم السنّي. فقد عاد القرضاوي في ظهوره في التلفاز في سنة 2000 بعد انسحاب اسرائيل من لبنان وقال ان كثيرين في العالم السنّي يعارضون نصر الله خطأ لأنه شيعي. 'إن حسن نصر الله مسلم حارب اسرائيل وانتصر، وينبغي تأييده تأييدا تاما'، قال القرضاوي.تغيّرت لغة القرضاوي في السنين الاخيرة وكان من جملة اسباب ذلك أن نجاح نصر الله جعل نسبة كبيرة من اعضاء 'الاخوان المسلمين' في مصر يتحولون الى الاعتقاد الشيعي.عندما زار القرضاوي وطنه في 2006 بعد انقضاء حرب لبنان الثانية أطلق التهديد التالي: 'يا اخوتي، أنا اؤيد علاقات أقرب وأوثق بين أهل السنة والشيعة وأنا اؤيد مقاومة حزب الله، لكنني لن أسمح لهذا التأييد البتة في أن يكون تسويغا لتغلغل شيعي في الدول السنيّة، لأن هذا سيفضي الى صراع مدني ويُشعل حريقا يحرق كل شيء'. في تلك الفترة قدّر مركز ابحاث 'ابن خلدون' في مصر عدد الشيعة في الدولة بمليونين.لم تؤثر هذه التغييرات التكتيكية في فتاوى القرضاوي، التي بقيت من الأكثر تطرفا في العالم الاسلامي. وقد بالغ أكثر من مُفتين كثيرين آخرين، وقضى بأنه يحل حتى قتل يهودية حامل، لانها تحمل في رحمها الجندي الاسرائيلي في المستقبل. ولم يكن شك حتى في مجالات اخرى في تصوراته: فقد سمح القرضاوي للزوج المسلم 'بأن يضرب زوجته ضربا غير شديد لتأديبها'، وقال انه يجب إلقاء اللوطيين من فوق برج عالٍ.
الكابوس الغربي
يمثل القرضاوي بمعان كثيرة 'الكابوس' الغربي المتعلق بمستقبل مصر: بأن يكون صورة سنيّة مصرية عن ثورة آيات الله في ايران تسقط قوة اقليمية اخرى في أذرع الاسلام السياسي. كان القرضاوي حتى السنين الاخيرة يشك في القدرة على إحداث تغيير سياسي في مصر، وفضل تعزيز صورته من قطر. يمكن ان تشهد عودته الى مصر على انه يؤمن بأن ميزان القوى في الدولة قد تغير، وأن الاخوان المسلمين يقفون أمام نافذة فرص تاريخية.القرضاوي مثل زعماء مسلمين كثيرين يؤيد الآن الديمقراطية. وهو يدرك الطاقة الكامنة فيها من وجهة نظره، كمن يقف على رأس القوة السياسية الأكثر تنظيما في الدولة. إن دعوته في ميدان التحرير الى تغليب الديمقراطية على الدولة لم تنبع من تصور سياسي ليبرالي، بل من حساب تكتيكي بارد. وهكذا ينبغي أن نفهم ايضا المدائح التي وجهها في خطبته للأقلية القبطية في مصر. والدليل على ذلك ان القرضاوي عاد بعد ذلك فورا للحديث عن دور مصر الخاص باعتبارها الدولة الوحيدة المذكورة في القرآن اربع مرات. يوجد من يلاحظون في الايام الاخيرة تباشير اعتدال عند 'الاخوان المسلمين'، وهذا امر طبيعي أن تصدر اصوات مختلفة عن منظمة عدد مؤيديها أكثر من نصف مليون. بيد ان القرضاوي هو 'الاخوان' أكثر من كل شيء، وكانت خطبته في ميدان التحرير ترمي الى ايضاح هذا للعالم.إن الجيل الشاب المثقف، المربوط بالانترنت والمتصل بالعالم بواسطة الفيس بوك والتويتر، لا يُملي النغمة في السياسة. فليست له قيادة أو مؤسسات أو تمويل أو قدرة تنظيمية. وكل اولئك موجود عند 'الاخوان المسلمين'، وبكثرة. وللقرضاوي نفسه ورقتا لعب أخريان: قناة 'الجزيرة' التي ستستمر على تمكينه من الوصول مباشرة الى كل بيت مسلم، ومال أمير قطر الذي أنفق عليه حتى اليوم وسيساعده في المستقبل ايضا. ففي الخلاصة عند الطرفين ما يكسبانه من العلاقة بينهما.إن الذي يقف بين القرضاوي والاخوان وبين تحقيق رؤياهم هو الجيش المصري، العالـِم جيدا بخططهم السياسية. ونتيجة المعركة بين الطرفين تتعلق كثيرا بالدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وهي المشغولة الآن بتقدير من جديد لسياستها مع مصر. ينبغي الأمل ان يكون متخذو القرارات في عواصم الغرب قد استمعوا ايضا للاصوات التي انطلقت يوم الجمعة الاخير من ميدان التحرير وأن يكون ذلك من بين سائر التقديرات.
' رئيس مفوضية اسرائيل في قطر سابقا ورئيس منتدى شرق اوسط حكيم
اسرائيل اليوم 25/2/2011

شرق اوسط تركي.. شرم الشيخ بلا سلام افضل
صحف عبرية
2011-02-15
يصعب على السائر في شوارع عمان ان يتجاهل اتساع الطبقة الوسطى في الاردن. ليس الحديث فقط عن مقاهٍ أدبية كثيرة، فصعود الطبقة يبرز في الاسواق ايضا. في هذه الصورة التي تختلف في جوهرها عن تحطم الطبقة الوسطى الدقيقة في مصر زاد مقدار الطبقة الوسطى من الاردنيين من أصل فلسطيني. من المثير ان نسمع طالبا جامعيا فلسطينيا أردنيا في اربد، مقتنعاً بأن اليهود يأكلون كعكة مصنوعة من دم اطفال، لكن التوجه المتوسع مختلف.في أكثر من مرة يصبح المتحولون والتائبون متطرفين في الهوية الجديدة. ليس هذا توجها مطلقا، لكن الشعور الوطني الاردني يأسر الآن قلوبا كثيرة بين الاردنيين من أصل فلسطيني. على نحو يشبه أدباء مهاجرين من أصل يهودي كانوا من ممجدي الفرنسية والامريكية والالمانية يشايع كثير من المهاجرين من فلسطين الطبقة الوسطى الوطنية الجديدة. إن الجيل الفلسطيني الذي نشأ منذ انفصلت الاردن عن الضفة الغربية عالم جيدا بالفجوة التي برزت لصالحه عن اخوته المقموعين في الضفة غير الصحيحة.تتضح صورة اسرائيل من عمان ذات الضباب. إن تحطم الطبقة الوسطى في اسرائيل يبدو مصيريا لكن ليس هو وحده. إن ادارة نتنياهو تستمتع بالشعور بالتزعزع لـ 'خيانة' اوباما لشركائه في المنطقة. لكن انتقاد الخيانة للشركاء يحسن أن يوجه الى الداخل.اعتزل موشيه ديان حكومة بيغن في 1979 عندما أدرك ان المجال الاستراتيجي الذي يمنحه السلام مع مصر لاسرائيل، يوشك ان يُستغل بدل مصالحة الفلسطينيين لبناء مجال عيش استيطاني عنيف مغامر في الشرق. وقد أدرك ديان جيدا ان تصورا كهذا سيفضي الى العودة المدمرة الى عصر القوة الذي سيطر فيه على الطرفين تصور 'شرم الشيخ بلا سلام أفضل'. يوجد شيء من الشاعرية اذا في اختيار حسني مبارك شرم الشيخ مكانا لجلائه.وُجهت السياسة الاسرائيلية من اريئيل شارون حتى نتنياهو الى تحطيم الطبقة الوسطى العربية المتعلقة بالهوية والوطنية وشكّها بقرني المعضلة: إما 'روابط القرى' المتعاونة وبشير الجميل وإما حماس. وهو اختيار تراه اسرائيل القومية متشابها لانه يُجسَّد في الاثنين احباط السلام والانسحاب.إن كثيرين في عمان سعداء لحكمة عبد الله الذي ابتعد عن احتضان نتنياهو ولم يُر متعاونا مثل مبارك. لكن ليس الاحتضان السام لاسرائيل الاستيطانية هو الذي أخرج الجماهير الى شوارع القاهرة،غير أنه يصعب أن نُقلل من وزن الشعور القومي الاسرائيلي، الذي رفض إتيان شركائها المعتدلين بأدنى قدر من الانجازات.تبدو القاهرة وغزة وطهران من عمان بعيدة. وتبدو تركيا قريبة. تبدو التنبؤات الآن مريبة لكن من خلال الضباب البارد في عمان يظهر شرق اوسط تركي. فالحديث عن صيغة من الحلم الاسرائيلي ومؤداه 'كل شيء مشمول'. فثمة الاسلام المتطرف، ومؤسسة عسكرية كبيرة براغماتية فاسدة، وكذلك طبقة علمانية مليئة بالحياة. إن خليطا مختلفا من هذه الأسس الثلاثة يبدو مستقبلا اقليميا يسحر كثيرين. خليط ليس فيه حسم قاطع قصدا الى الاستمتاع بجميع العوالم.من عمان، التي يظهر فيها من قوات الامن أقل مما في القدس، تُرى اسرائيل التي قد اختارت تركيا. 'كل شيء مشمول'. كذلك الحاخام دوف ليئور؛ وكذلك 'ابنة الكتيبة' المبتهجة في الاوبرا في تل ابيب؛ وكذلك بطبيعة الامر مؤسسة عسكرية كبيرة براغماتية فاسدة. كلها معا دون حسم قاطع. لكن في النموذج التركي في اسرائيل يكمن لغم. فبغير طبقة وسطى هوية اسرائيلية تتغلب على خلاصيي الارض والعنصر تغلبا حادا تكبر احتمالات ان تصل المنطقة الى صدام من آخر الزمان تبدو الثورة في مصر الى جانبه مثل نزهة حالمة في شوارع عمان.
هآرتس 15/2/2011

الحكومة الأردنية حاولت الابتعاد عن قضية الدقامسة ووزير العدل يجهز للمفاجأة الثالثة: نفض وتنظيف ترسانة التشريعات السالبة للحريات
بسام البدارين:
2011-02-15
عمان ـ 'القدس العربي' يحلو لكثير من السياسيين الأردنيين الإشارة في مجالساتهم الخاصة لان وزير العدل الجديد وهو عمليا الشخصية الأبرز في الفريق الوزاري حسين مجلي سيكون بمثابة صاعق التفجير الأساسي المتوقع داخل الصف الحكومي إذا لم يتم التفاهم معه على التفاصيل، فبين يدي الرجل أسباب وجيهة تدفعه للإستقالة عند أول منحنى يخالف قناعاته المعروفة سياسيا.
وحتى الآن لا يعرف الساسة خلفيات الركوب المفاجىء للوزير حسين مجلي مع حافلة حكومة معروف البخيت قبل عشرة أيام، فالأخير كان دوما قطبا بالمعارضة ويقود المسيرات، ومن أبرز وجوه الرأي الآخر والمستقل وهو معارض شرس للتطبيع ولإتفاقية السلام معها، مع انه قبل الوزارة التي رفضها منذ عقدين مع رئيس وزراء من أركان لعبة المفاوضات وسفير سابق في تل أبيب.وبهذا المعنى يمكن قراءة عناصر التفجير السياسي المقصودة في أداء الرجل الوزير الذي قال منذ صبيحة يومه الأول كوزير في الحكومة ما معناه '.. انا هنا.. أنا مختلف'.وفي هذا السياق قدم مجلي عدة رسائل فلم يذهب بعد أداء القسم الدستوري كوزير لمقر مكتبه الوثير بل توجه فورا وفي صباحه الأول لدار المجلس القضائي الأعلى لكي يتلقى تبريكات وتهاني كبار القضاة قائلا: جئت لكم تقديرا وإحتراما حتى لا تحضروا لمكتبي.هذه الخطوة أبلغت فورا الجميع بأن وزارة العدل في طريقها للإختلاف، حيث لم يسبقه لها أي وزير سابق للعدل حتى تزعم الوزير نفسه المشهد الثاني المغرق في الإثارة عندما قاد إعتصاما لبعض الأصدقاء والزملاء المحامين الكبار يطالبه شخصيا بالإفراج عن الجندي أحمد الدقامسة، فإنضم الوزير للمعتصمين وتعهد أمام الكاميرات بأن يعمل على تأمين الأفراج عن السجين الذي وصفه بأنه بطل قبل ان تعلن إسرائيل صدمتها من هذا السلوك والتصريح ويتحرك سفيرها في كل إتجاهات عمان بحثا عن توضيحات وأسئلة وبالتراتب أظهرت الحكومة التي يعمل معها الوزير مجلي انها ليست مستعدة بعد لمناورات من هذا النوع فلو فعل أي وزير آخر ما فعله مجلي لطلبت منه الإستقالة لكن وكالة الأنباء الرسمية بترا وفي خبر مساء الإثنين كانت تضع فاصلا للخطوط بين الموقف الرسمي وبين موقف وزير العدل عبر بث خبر ينفي ما كان قد قاله الوزير مجلي عن ان مجلس الوزراء سيبحث مسألة الإفراج عن الدقامسة.ولتطمين الإسرائيليين أعلنت الحكومة موقفا قبل ان تبلغ السفارة الإسرائيلية بأن ما قاله الوزير مجلي ليس رسميا ويقع في باب الرأي الشخصي، في الوقت الذي حقق فيه مجلي هدفه الأول قائلا ضمنيا: البلاد تحتاج لهذا النمط من الوزراء لإن شرعية وشعبية مجلي يمكن ان تستغلها الحكومة لاحقا في أي أزمة مصداقية مع الشارع، ومجلي سيبقى بكل الأحوال قطبا مهما ولاعبا أساسيا على المستوى النقابي في البلاد حتى لو طلبت منه الإستقالة غدا.ويبدو ان مجلي بصدد الإستعداد لمهمته الثالثة الأصعب والمفاجأة أكثر، فالرجل كما يقول قرر ان يكون وزيرا حقيقيا للعدل، وهو يعمل ليلا نهارا الآن على مراجعة وقراءة وتعديل ترسانة متكاملة من التشريعات والقوانين الضامنة لحقوق الإنسان وللرأي السياسي، وفي هذه المحطة تحديدا سيزعج ما سيفعله مجلي الكثيرين داخل السلطة وخارجها، لإن أحدا في مجلس الوزراء لم يستطع تجاوزه عند تشكيل اللجنة القانونية في مجلس الوزراء، فهو رئيسها والتشريعات لعبته السياسية المفضلة وأحد أقطابها ويملك عشرات الأسباب التي تدفع للإعتقاد بان الإستقالة من موقعه أسهل وأسرع قرار بالنسبة له. ولذلك يتوقع المراقبون والخبراء ان يعمل مجلي إذا تعدت أزمة الدقامسة بدون إستقالته على تفجير المفاجأة الثالثة قريبا، وقد تكون الأهم وهي نفض وتنظيف ومراجعة التشريعات والقوانين ذات الطابع الإجتماعي والسياسي والحرياتي مستغلا وموظفا الإلتزامات العلنية في مسارات الإصلاح قبل طي صفحة المشاركة الأغرب لشخصية بارزة من خارج نادي الحكم التقليدي في وزارة سيادية.

“If I cannot choose the way I live, I will choose the way I die,” Turki concluded
Fawaz Turki Speaks at MEI
Renowned Palestinian author and poet Fawaz Turki discussed Palestinian society on Nov. 12 at the Middle East Institute in Washington, DC. Although his talk was entitled, “The Palestinian Authority, Civil Society and the Peace Process: A Critical View,” Turki asserted that it should have been called “The Palestinian Authority, Civil Society and the Peace Process: The Lack Thereof.”
Turki began his talk with the story of his return to the house in Haifa where he was born. The Israeli man now residing in the house opened the door and addressed Turki in Hebrew. Turki responded in English, explaining that he wanted to see the house of his birth. The Israeli man responded, “You were born here and you don’t speak Hebrew?” After further dialogue, the man refused to let Turki enter the house.
Today I stand before you as an advocate,” Turki said. “We [the Palestinians] do not have a civil society. We lack a representative government, free press, and a governing body of laws with appropriate checks and balances.”
Turki referred to the Palestinian parliament as a “toothless institution” and the Palestinian media as a “sorry excuse for a free press.” As a result, people turn to the street to express their opinions through means such as political graffiti and demonstrations.
Why have the Palestinians remained immune to change?” Turki asked rhetorically. “Why have they missed the boat in terms of obtaining their goals?” He said that Arabs have a tendency to blame their problems on a legacy of divide-and-rule from colonialism, but the fact is that much of the Arab world is ruled by authoritarian regimes that rely on violence, and terror to obtain obedience and conformity, Turki said.
The average Arab lives in a broken society of coercion, an oppressive society resistant to change, Turki continued. “When you are raised on an ethic of fear, you become spiritually exhausted. We are born tabula rasa. We come into this world as pure beings, and we are shaped by our objective reality.”
Palestinian leadership is “characterized by confusion and lack of vision,” Turki charged. “The Palestinian leadership in power today is bankrupt.” He said that because people have turned sour, they seek representation and self-expression in organizations such as Hamas.
Turki criticized the Wye agreement. He stressed that Israel must realize that something revolutionary happened when the Palestinians recognized Israel and understand that, in return, the Palestinians want freedom. If Palestinians cannot have freedom, he warned, they will keep turning to Hamas. “If I cannot choose the way I live, I will choose the way I die,” Turki concluded.

سلطة الحرامية تبدأ بحثا عن مليارات مسروقة من أموال الشعب الفلسطيني
اكدت مصادر فلسطينية أن السلطة الفلسطينية قررت الطلب رسميا من سويسرا وبعض الدول الاوروبية تجميد ارصدة مسؤولين فلسطينيين سابقين، واسترجاع اموال طائلة جرى الاستيلاء عليها دون وجه حق ولم يتم الاعتراف بها او التعرف على مصادرها.واوضحت المصادر ان الحديث يدور عن مليارات الدولارات قام بعض الاشخاص باستثمارها في السوق لمصرية لحسابهم الشخصي رغم محاولة السلطة المتواصلة لمعرفة اصول تلك الاموال والتي تم من خلالها مشاركة رجال اعمال مصريين يجري التحقيق معهم حاليا في مصر او شركات خارج مصر.وتوقعت المصادر أن تسفر التحقيقات في مصر عن توضيح علاقة اموال فلسطينية منهوبة في زمن، وبعد رحيل الرئيس ياسر عرفات والتي يقدرها البعض بالمليارات، وبيع استثمارات فلسطينية في الخارج دون معرفة قيادة السلطة، أو حركة "فتح"، حيث تم ضخ تلك الاموال باسماء شخصية مع بعض كبار رجل الاعمال في مصر.
 (سما)
2/15/2011



Obama's tryst with Palestine
As an African-American, the US president-elect should address the issue of the Palestinians.
By Fawaz Turki,
Special to Gulf News Published: 23:33 January 16, 2009
Image Credit:
What? Look at the future of Palestine optimistically, even after the carnage in Gaza, after Palestinian deaths have passed the 1,000 mark, after Jakob Kellenberger, the head of the International Committee of the Red Cross, described the humanitarian situation there as "shocking", after yet more evidence that Israel continues to sustain itself on the illusion of military triumphalism? I still would have to say yes.
Israel's pipedream of resolving issues with their Palestinian victims by dropping bombs on their women and children may have reached its terminus in Gaza, just as the now discredited neocons' pipedream of might-is-right reached its terminus in Iraq.
It will all come to a head soon, after Inauguration Day in Washington next Tuesday. President-elect Barack Obama may have evinced ardent support for Israel on the campaign trail, but he is no innocent abroad. He knows that ardent support of Israel's existence is anchored in his country's political ethos, well and good, but unstinted support of its military excesses, and territorial expansion, is not, and will only harm the national interests of the United States by earning it the enmity of the peoples of the entire world, including those of the European world.
Is he not after all the new broom that will sweep clean and bring about "change that matters"?
I think it won't be long before Obama's administration, Hillary Clinton, his secretary of state, not withstanding, will have to tell Israeli leaders that enough is enough: Go back to your internationally recognised borders and give up your fantasy about "Greater Israel".
Imagine the response in the Arab world - and elsewhere - if the new president instead ended up emulating his predecessors in the White House who traditionally had turned a blind eye to Israeli excesses and a deaf ear to Palestinian suffering. Arabs will give up then on America ever being even-handed, or trust it ever again. Arabs will brand Obama as yet "another American president", another political hack, who will back Israel right or wrong. Because of Obama's moral promise, his skin colour and his middle name, Arabs will expect more from him, not so much favouritism as fairness. If that is not forthcoming, it will trigger twice the rage at the US than if he had been another run of the mill, new occupant of the White House.
My instinct (and that's what we all have to go by as of now) tells me that Israel will be told a few blunt truths in the months to come.
Look, that's not to say that the Palestinians will not, or should not, be told a few blunt facts themselves. Fatah, for decades the ruling party of the Palestinian movement, but recently only in the West Bank, should be told to mind its manners. It cannot employ intimidation and fraud while in power (the original cause of the current schisms in Palestinian society), keeping control through patronage, cronyism and corruption, as it had done for years. As well it might be told that civil society, including non-governmental organisations and the media, should remain genuinely free, not part of the party's political apparatus, as it had been in the old days when adversarial vices were silenced and political prisoners tortured.
In those old days Fatah's dictum could effectively be summed up thus: You want to play in our movement, you pay with your obedience. All this must stop.
Meanwhile, Gaza burns as Israel brazenly tries to fool Americans (there is no one else anywhere it can fool anymore) into thinking that its invasion of the Strip was to "defend" itself against rocket attacks by Hamas, when in fact it was Hamas that all along had been defending itself against Israel, responding to the Zionist entity's blockade of their people's airspace, maritime approaches and land crossings, which strangled the territory's economy and starved its residents. In international law, such a blockade is an act of war.
Recall, in this context, if you wish, the time when Jamal Abdul Nasser, the Egyptian president, closed the Straits of Tiran to Israeli shipping on the eve of the June War in 1967. Yes, you guessed it - Israel then identified that as an act of war, a casus belli justifying its devastating military assault on Egypt. And that was one puny, little entry point to Israeli shipping through the Red Sea. Now consider, in contrast, the choke hold Israel put around the pauperised people of Gaza.
When Israeli leaders tell us that Israel is "defending itself", they are moving into the penumbra of the "Big Lie", or the "variable truth", a re-formulation of objective reality.
An entity that kills women and children, 40 of them huddled in a UN school building for shelter, will retreat before no mendacity to justify its bent for revenge and violence. When those 1,000 Gazans were being killed, and those 5,000 others were being injured, by Israeli bombing raids, and when the "humanitarian situation" there was becoming "shocking", I, a Palestinian living in Washington, was fed, fed beyond my need. I slept in a warm house. I was safe. And I felt guilt that I was not there, the kind of guilt that gnaws at the soul. I was guilty that there are Palestinians out there, in Gaza, in the West Bank, in exile, who yearn to be free, but are not.
Yearning to be free is a term that Obama, an African-American, should be familiar with, and should keep in mind when his administration finally addresses itself to the issue of the people of Palestine - whether or not, in the words of Martin Luther King, they are entitled to be "free, free at last".
Fawaz Turki is a veteran journalist, lecturer and author of several books, including The Disinherited: Journal of a Palestinian Exile. He lives in Washington D.C.


 Politics | Journals | News | News2 | Articles |
·         http://nazmi.us/spacer.gifhttp://nazmi.us/spacer.gifhttp://nazmi.us/spacer.gifNazmius
·         Middle-East 
o     ·  
·  Jordan
·  Israel
·         Home
o     Home
·         About
o         About Us
·         Politics
·         MediaPolitics
o     News
Economy
·         Omedia
·         AmiraHass
·         Chomsky
·         Toujan
·         Mavi
·         J-Option
·         Journals
o     Prss


[ Home Page | About | Journals | Dailies | Censored | Books | Documents | Events | AITF | Syndicate | Manifesto | Music | Contact ]



ميدان التحرير سيحررنا

صحف عبرية
2011-02-17
انتصر الشعب المصري. هذه هي الحقيقة الواحدة الواضحة في هذه اللحظة. لا يعلم أحد الى أين سيأخذ هذا النصر مصر، أإلى حكم عسكري متنكر، أم ديمقراطية من نوع جديد، أإلى نظام اسلامي أم الى مجرد فوضى؟ يمكن ان نُخمن لكن كل تخمين الآن هو في الحقيقة مخاطرة هوجاء. لهذا يُستحسن أن نشغل أنفسنا بما حدث أكثر مما سيحدث، أو لمزيد الدقة: كيف حدث؟كيف حدث ان انهار النظام الأقوى في الشرق الاوسط، الذي يعتمد على نظام عظيم من قوات الشرطة والقمع، وجيش يتمتع بمساعدة امريكية سنوية أكبر بعشرة أضعاف مما تحصل عليه الهند، وخضع بلا قتال تقريبا من غير ان تُطلق عليه حتى رصاصة واحدة.أرسل حسني مبارك دبابات الى قلب القاهرة لكنه لم يكن يستطيع استعمالها. استعملها المتظاهرون.علوا فوق الدبابات، وناموا بين جنازيرها. حطموا سيوفها لتصبح فراشا.كانت قوة المتظاهرين قبل كل شيء في عددهم. لم تُجند جميع المظاهرات التي أفضت الى سقوط نظم الحكم الشيوعية في شرق اوروبا معا عددا من المتظاهرين كعدد اولئك الذين خرجوا الى شوارع مصر في يوم واحد. لكن التكتيك السياسي للمتظاهرين كان أشد تأثيرا من عددهم.عرّفوا هذا التكتيك بالعربية بأنه 'سلمي'، أي غير عنيف. يمكن بمساعدة مليون متظاهر فعل كل شيء: يمكن احراق مبنى التلفاز ومؤسسات الحكم، ويمكن سلب أحياء الاغنياء، وتمكن محاكمة ناس قوات الأمن البغيضين. لم يحدث شيء من كل ذلك. تم الحفاظ على عدم العنف بتشدد. ومن مشاهدة شبكات البث العربية على الأقل، كانت هذه هي الرسالة التي بُثت بأقوى شكل الى العالم العربي.كانت الجملة التي كررها المحتفلون في الاردن وقطر واليمن وتونس متشابهة على التقريب: ألف مبروك لمصر، التي أسقطت ديكتاتورها بطرق سلمية. يصعب أن نُقلل من أهمية هذه الرسالة. الى نظم الحكم في العالم العربي أولا لكن للفلسطينيين ايضا. في الحقيقة احتفلت حماس في شوارع غزة لكن ليس من المؤكد ان عندها ما تحتفل من اجله. إن ما حدث في مصر يبرهن على ان تكتيكها الذي هو 'الكفاح المسلح' غير مُجدٍ فضلا عن انه غير اخلاقي. أدرك المتظاهرون في مصر ان الارهاب كذاك الذي قتل السادات حسن لاظهار الرجولة لكنه سيىء للثورة. إن النصر الجارف والمفاجىء للتكتيك 'السلمي' في مصر قد يؤثر في الفلسطينيين ايضا.هذه أنباء غير حسنة لـ 'اسرائيل' ـ الرسمية على الأقل ـ وأنباء حسنة جدا للاسرائيليين. أنباء غير حسنة لاسرائيل المجردة التي تؤمن بأنه يمكن الحفاظ على الاحتلال وعلى السيطرة على ملايين الفلسطينيين بالاعتماد على تفوقها العسكري والاستخباري الكاسح. وهذا صحيح ما بقي النهج المركزي الذي يقاوم عليه الفلسطينيون الاحتلال هو الكفاح المسلح. لكن الكفاح غير العنيف، الكفاح 'السلمي' قد يجعل القوة العسكرية غير ذات صلة.أصبح يبدو الآن ميل عند الفلسطينيين الى تفضيل الكفاح الدبلوماسي على الكفاح المسلح. فانتصار الكفاح غير العنيف في مصر قد يزيد على هذا الكفاح بُعدا شعبيا ايضا.وهذه أنباء حسنة جدا للاسرائيليين الذين يؤمنون بأنه يمكن انهاء هذا الصراع دون حرب يأجوج ومأجوج. إن سرعة اسقاط الكفاح غير العنيف لنظام الحكم في مصر تستطيع ان تُعلمنا، أن الصراع والاحتلال قد ينتهيان بأسرع مما يعتقد أو يؤمن شخص ما. سيحررنا بعدُ ميدان التحرير.
هآرتس 17/2/2011


نصف قرن من نهب الزمن أيضاً
بين فكر الهزيمة وفكر الفضيحة
الثلاثاء
27/5/2003م *تيسير نظمي
شكل سقوط بغداد السريع عسكرياً ضربة للتفكير العربي السائد وصدمة من الصدمات المفاجئة شبيهاً بالنتائج السريعة الحاسمة لحرب حزيران 67 ما زال النمط الفكري السائد مرتبكاً في استنباط التحول الفكري الناجع لنقد الذات والتجربة في ضوء الصدمة والذهول أو الصدمة والترويع الذي أحدثته كلتا الواقعتين الراسختين في التاريخ العربي المعاصر . ورغم بعض النقد الذاتي الذي مارسه قلة من المفكرين العرب في أعقاب صدمة الخامس من حزيران 67 إلا ان التحول المطلوب في استيعاب حقيقة الذات وتراثها وماضيها ضمن معطيات العصر لم يتم بعد صدمة 67 سوى في البنية الفوقية وضمن إطار نخبوي ما لبثت الأنظمة العربية المتوجسة في الاتجاهات الجديدة ان استوعبته ضمن ردة على إلى ما يناسبها ويمنحها الثبات في مواقعها غير مستوعبة الدرس الذي قد يتكرر وها هو يتكرر بعد 36 عاماً متخذاً العراق جغرافية لإعادة إنتاج نفسه . وفي حين ظل رمز التفكير القومي ممثلاً بالناصرية متماسكاً في شخص الزعيم جمال عبد الناصر فإنه في الصدمة الأخيرة اختلف الأمر باختفاء الزعيم صدام حسين ولكن القاسم المشترك رغم مرور ثلاثة عقود ونصف من الزمن بين التجربتين هو ان كلاهما حمل فكرة البطل والمخلص في آن واحد دون إعطاء فكرة الديمقراطية والمؤسسات وأهمية مشاركة الجماهير العريضة الأهمية القصوى في تفكيرنا وأنماطه .....تتمة،

عبد الناصر لم يكن طاغية
صحف عبرية
2011-02-17
يثور مرة اخرى عقب سقوط نظام حسني مبارك نقاش اسباب نشوء الديكتاتوريات في العالم العربي. يرى مهند مصطفى ان 'مشروع الحداثة العربي الذي قاده شبان من الطبقة الوسطى قطعته القوى الاستعمارية الغربية من الخارج، والعربية من الداخل (وفي أعقاب ذلك) تولت الحكم نظم مستبدة كان أكثرها مواليا للغرب' ('في العمى الاستشراقي'، 'هآرتس'، 13/2). أي ان المذنب هو الاستعمار الغربي وعملاؤه. أحق هذا؟.أُنشئت الديكتاتورية في مصر إثر ثورة 'الضباط الأحرار'، التي أفضت الى النظام الاستبدادي المعادي للغرب، لعبد الناصر. حلت هذه الديكتاتورية محل نظام ملكي ليبرالي موال للغرب، كان فاسدا مختلا في الحقيقة لكنه أقرب للديمقراطية من كل ما أتى بعده. كانت ديكتاتورية عبد الناصر أقسى كثيرا من سلطة وريثيه المواليين للغرب: أنور السادات الذي أجرى تحولا ليبراليا وتحولا مواليا للغرب ايضا ومبارك. لم تكن في ايام عبد الناصر حاجة الى تزوير الانتخابات في مصر كما في ايام مبارك: فقد فُرض على الدولة نظام حكم لحزب واحد، وحُظرت كل معارضة. كان غريبا، لكن غير مفاجىء، أن نرى في المدة الاخيرة في الناصرة مظاهرة لنشطاء حزب التجمع العربي الديمقراطي، الذين عبروا عن تأييد الشعب المصري الذي يطلب الحرية والديمقراطية وهم يرفعون صور عبد الناصر الرجل الذي قضى على الحرية التي لا يُستهان بها التي سادت مصر حتى تولى الحكم.يتوج كثيرون عبد الناصر بتاج محرر مصر من الاستعمار البريطاني. لا ينبغي الاستخفاف بنضال أي شعب من اجل الاستقلال، ومن الطبيعي ان كل من يشايع هذا النضال يحظى بالتأييد الشعبي. لكن الحقيقة ان الاسد البريطاني في بدء سلطة عبد الناصر كان قد أصبح في طريقه الى الخارج. وطىء عبد الناصر ذيله. أما اولئك الذين قادوا نضال الاستعمار البريطاني في ذروة قوته، عندما لم يكن يقصد الانصراف عن أي مكان مثل أناس حزب الوفد فقد أخرجهم عبد الناصر خارج القانون، وأسكت وسجن الى جانب الشيوعيين، الاخوان المسلمين وسائر معارضيه السياسيين من اليمين ومن اليسار.كان لعبد الناصر امتياز واحد من هؤلاء الذين يسيرون اليوم في مسيرات ويرفعون صورته. فقد آمن في الحقيقة كما يبدو ان نهجه الاستبدادي هو السبيل الوحيدة الى تحديث مصر والعالم العربي. يعلم مُجلّوه اليوم جيدا ان هذه السبيل أفضت الى فشل ذريع. وهم مع كل ذلك مستعدون لتقدير ديكتاتوري فاشل ايضا بشرط ان يكون قوميا بقدر كاف، ويلقون بالمسؤولية عن الاخفاقات على الصهيونية والاستعمار وكيف لا؟.لم يكن عبد الناصر حاكما فاسدا من جهة شخصية وهذا انجاز غير قليل. لكنه اختار على علم الاستبداد برغم حقيقة انه كان يستطيع بسهولة ان يُنتخب بانتخابات حرة، في البدء على الأقل. على كل حال، أن يُقال ان الديكتاتورية أُنشئت في مصر بتأثير الغرب، لخدمة أهدافه عكس الحقيقة. كذلك لم ينشأ نظام حزب البعث في سورية على يد الغرب ولا يخدم الغرب. عندما خطب عزمي بشارة خطبة التأبين في جنازة الاسد الأب (الذي نجح بعكس مبارك في توريث ابنه السلطة)، امتدح طاغية كان أقسى كثيرا من مبارك ومن عبد الناصر ايضا.كم تختلف عن كل هذا، وكم هي منعشة وجريئة وتثير الأمل الريحُ التي هبت ايام الثورة من ميدان التحرير ريح ٌ تحمل المسؤولية لا الهرب منها، والامساك بالمصير في اليدين، والايمان الحقيقي بالحرية والديمقراطية. اذا بلغت مصر الديمقراطية في نهاية الامر والعقبات كثيرة في الطريق فسيكون هذا الامر قبل كل شيء بفضل هذه الريح.
هآرتس 17/2/2011

مواجهة ايرانية ـ اسرائيلية مباشرة في المتوسط
اليكس فيشمان
2011-02-17
يرفع الايرانيون مستوى الرهان في لعبة القمار ضد الغرب، وهذه المرة يفعلون ذلك حيال اسرائيل في ساحة البحر الابيض المتوسط. وهم، يرفعون، عن وعي، احتمال الصدام المباشر بين السفن القتالية لسلاح البحر والسفن الحربية الايرانية. لم يعد الحديث يدور فقط عن مواجهة مع ايران من خلال فرع مثل حزب الله في لبنان والجهاد الاسلامي في غزة. هذه المرة يقف الايرانيون امام وجه اسرائيل، يلوحون بالصواريخ التي على السفن القتالية ويستفزون: ما الذي ستفعلونه لنا؟الحقيقة هي أنه باستثناء الغضب ورفع حالة التأهب في سلاح البحرية وفي عدة أماكن اخرى، فان القانون الدولي لا يسمح بعمل أي شيء لهم. السفينتان تصلان الى البحر الابيض المتوسط لتحلا ضيفتين على الاسطول السوري، وهما تعتزمان البقاء في المنطقة لسنة على الاقل. التوقيت ليس صدفة: ايران تحتفل هذا الاسبوع بيوم الفجر، وهو يوم ذكرى الثورة الخمينية. وفي اثناء الاحتفالات تعرض السلطات انجازات النظام في كل المجالات. وصول سفينتين حربيتين ايرانيتين الى البحر المتوسط هو جزء من مظاهرة استعراض القوة هذه. محافل عسكرية رفيعة المستوى في اسرائيل أوضحت منذ الاسبوع الماضي، حتى قبل وصول السفينتين الى البحر المتوسط، بان هذا استفزاز خطير. اذا ما لاحت أي مؤشرات للعدوان من جانب هاتين السفينتين، كما حذرت هذه المحافل، فانهما ستعالجان بالشكل الاكثر فظاظة. اطلاق السفينتين الى البحر الابيض المتوسط ينخرط ضمن الاستهتار المتواصل من جانب الايرانيين بالدول الغربية، ولا سيما بالولايات المتحدة وحلفائها في الاتحاد الاوروبي. والدليل، رغم العقوبات الشديدة، فان السفن القتالية الايرانية تتجول حرة في البحار، بما في ذلك في البحر الابيض المتوسط. قائد سلاح البحرية الايراني تباهى الاسبوع الماضي بان سفن الاساطيل الغربية التي تبحر في الخليج الفارسي لا تتجرأ على اجراء تفتيشات على السفن التي تنقل البضائع من والى ايران بسبب خوفها من الاسطول الايراني.وهكذا، في الوقت الذي ينشغل فيه بال الدول العربية بالهزات الداخلية، يستعرض الايرانيون تواجدا رمزيا ولكن ذا نزعة قوة، ويعززون الاحساس بالثقة بالنفس لدى المحافل الاسلامية المتطرفة في مصر، في لبنان، في سورية، في المغرب وفي تونس. وان لم يكن هذا بكاف، فوزير الطاقة النووية الايراني أعلن هذا الاسبوع انه لن يجدي الغرب شيء ايران ستواصل اعمال التخصيب في منشآتها النووية في قم. السفينتان لم تأتيا سرا. قائد سلاح البحرية للحرس الثوري أعلن على الملأ عن هذا الابحار منذ 23 كانون الثاني (يناير). عندما وصلت السفينتان الى البحر الاحمر رستا في ميناء جدة السعودي. السعودية وايران هما دولتان معاديتان الواحدة للاخرى، وعليه يبدو غريبا جدا أن سمحت السعودية للسفينتين الايرانيتين بالرسو في ميناء سعودي. التعاون السعودي الايراني هذا فاجأ وخيب أمل محافل امريكية واسرائيلية. في نيسان (أبريل) أيار (مايو) من هذا العام سيجري الابحار الاكبر من اوروبا الى غزة والذي سيسمى 'اسطول الحرية'. في هذا الاسطول ايضا، مثل سابقه، يشارك رجال منظمة IHH التركية، ولكن تقف خلفهم اساسا منظمات اوروبية وامريكية تعتزم الابحار حسب بعض التقارير، في قافلة من 50 حتى 100 سفينة من غزة، وحسب معلومات اخرى، بين 5 و 15 سفينة.ماذا سيحصل اذا ما سيطرت السفن الايرانية على هذا الاسطول؟ ماذا سيحصل اذا ما استفزت سفينة ايرانية كهذه سفينة مدنية اسرائيلية أو سفناً لسلاح البحرية؟ ماذا سيكون رد السفن الاسرائيلية اذا ما اصطدمت بالسفينتين الايرانيتين وهي تنفذ نشاطها الجاري امام شواطىء لبنان؟من هنا لاحقا يمكن أن تتطور سيناريوهات من شأنها أن تجر الى مواجهة مباشرة بين ايران واسرائيل. لم يعد فقط من خلال فروع على حدود لبنان وغزة بل مباشرة امام قوات ايرانية.
يديعوت 17/2/2011
سلام بين الاهرام
دانيال ليفي
2011-02-17
إن مقالة واحدة بسيطة يمكن ان تصبح الأساس لكل تحليل للسياسة المصرية المتوقعة بعد إبعاد حسني مبارك: ستكون السلطة هناك ملتزمة بأن تكون أكثر اصغاء لمشاعر الجمهور.يبدو ان خوف اسرائيل الحقيقي متصل بفقدان السياسة المصرية الحفاظ على الوضع الراهن. وهي سياسة سهّلت الأمور على حكومات اسرائيل. استعمل نظام حكم مبارك سياسة اقليمية لم تكن لها شرعية جماهيرية وكانت تأييد حصار غزة والحرب في العراق والعدائية الزائدة لايران، واجراء مرهقا لتفاوض عقيم بين اسرائيل والفلسطينيين. نبعت الثورة في مصر في الحقيقة من شوق الى قدر أكبر من الديمقراطية، لكنه يأتلف مع الشوق الى كرامة وطنية أكبر. وقد كانت سياسة مبارك الاقليمية تُرى معادية للعرب مُضرة بالكرامة الوطنية.
عندما وقعت مصر على اتفاق السلام مع اسرائيل تلقت انتقادا من الداخل والخارج على انها فعلت ذلك بغير شراكة مع دول المنطقة وتخلت عن الشأن الفلسطيني. ضُم الى اتفاقات كامب ديفيد في 1978 ملحق عنوانه 'إطار لسلام اقليمي في الشرق الاوسط'. وتعلمون ان هذا الجزء من الاتفاق لم يُحقق قط. زمن التوقيع عليه سكن المناطق عشرة آلاف مستوطن، وعددهم اليوم أكثر من 300 ألف. إن الفترة منذ التوقيع على الاتفاقات يمكن ان نسميها عصر 'اليد الحرة' لاسرائيل في المنطقة. وهو عصر يصعب على اسرائيل الانفصال عنه، برغم انه لم يزودها قط بالأمن الحقيقي.ثم من يقولون ان اتفاق السلام مع مصر أحبط كل خيار عسكري ذي شأن للدول العربية موجها على اسرائيل، لكنه لم يؤثر في امكانية ان تهاجمها اسرائيل. وهذا يثير غضبا في الشارع العربي. تحول الحفاظ على اتفاق السلام مع مصر مع مرور الوقت الى حفاظ على مسيرة سلام جذّرت الاحتلال والمستوطنات وسخرت من العرب المشاركين فيها. ليس من المعقول افتراض ان توافق السلطة المصرية الجديدة على الاستمرار على هذه اللعبة. ويصعب ايضا ان نتخيل ان يوافق الفلسطينيون على عشرين سنة اخرى من الإذلال، أو ان تتبنى سورية النموذج المصري وتوقع على اتفاق سلام مفرد.ضاق مدى امكانات عمل اسرائيل الاستراتيجي، وتراوح المؤسسة بين توجهين مركزيين.
الاول، ان تقنع الغرب بأن اسرائيل هي جزيرة استقرار في بحر عداء، وتأمل ان يظل الجيش هو العنصر المهيمن في السلطة المصرية وان تعتمد في الأساس على قوة اسرائيل العسكرية. ويريد التوجه الثاني ان تزيد على ذلك العودة فورا الى مسيرة السلام مع الفلسطينيين. لكن ولا واحد من هذين التوجهين يتوقع ان يفضي الى النتائج المأمولة. فالاول سيدهور وضع اسرائيل السيىء أكثر، والثاني يأتي ضئيلا جدا ومتأخرا جدا.لاسرائيل ايضا خيار ثالث، قد يكون آخر فرصة لحل الدولتين. الاول، الانسحاب بلا شروط الى خطوط الهدنة عشية حرب الايام الستة، مع امكانية تعديل الحدود على نحو متبادل ومتفق عليه وضمانات أمنية دولية. والثاني اعتراف اسرائيل بطرد الفلسطينيين وسلبهم ممتلكاتهم زمن اقامة الدولة، ويشمل ذلك اعطاء الفلسطينيين تعويضات. والثالث التزام اسرائيل ان تمنح جميع مواطنيها المساواة الكاملة وأن تُزيل الحواجز التي تمنع تحقيق الحقوق المدنية للأقلية العربية الفلسطينية. إن الأخذ بهذه الطريقة فقط يُعبر عن اهتمام حقيقي بمستقبل اسرائيل.اعتادوا ان يُسموا السلام مع مصر 'سلاما باردا'. وأصح من ذلك ان يوصف بأنه 'سلام هرم'. فقد عُقد بين قيادتي الطرفين ولم يكن من نصيب سائر أبناء الشعب. عرضت اليوم لاسرائيل فرصة ان تُغير هذا الواقع وان تبني سلاما ديمقراطيا بين قاعدتي الهرمين. قيادة المسيرة من مسؤولية اسرائيل، ومن الخطوات الضرورية الأخذ بتوجه أكثر احتراما لمواطنيها وجيرانها الفلسطينيين، باعتبار ذلك جزءا من مسيرة اندماج اسرائيل في شرق اوسط ديمقراطي.
' رئيس فريق مهمة شؤون الشرق الاوسط في المؤسسة الامريكية الجديدة في واشنطن
هآرتس 17/2/2011


المعشر يقرع الجرس: الطوفان سيمتد والحكام العرب لا يتعلمون الدرس
دعوة لإضراب عام وتظاهرات "مليونية"..واوباما يدعو إلى "انتقال منظم" للسلطة بمصر
شبيلات: وجهت رسالة نقد عميق مكتومة لرئيس الديوان.. سأنشرها بعد عدة أيام

آخر الاخبار


صراع بين دحلان وفياض وأولمرت أصر على يهودية الدولة وعباس رفض
صحف عبرية
2011-01-27
وثائق السلطة الفلسطينية جاءت أساسا لاحراج أبو مازن. مسؤولون كبار في محيط رئيس الوزراء يقولون انه حتى أكثر من ذلك، فهي تسعى الى اسقاطه. خلف كواليس التسريب يقف صراع عصابات في السلطة، بين دحلان وكتلته وفياض وكتلته على الذخائر السياسية والاقتصادية. منذ وقت غير بعيد اتهم محمد دحلان بمحاولة انقلاب وقد ابعد عن مواقع النفوذ. وهذا على ما يبدو هو انتقامه. ومن حيث جوهر الامر، محللو اليسار هجموا على الوثائق وكأنها غنيمة كبرى: 'الوثائق المسربة تسحب البساط من تحت الادعاء بان 'لا شريك' ذاك الادعاء الذي لباراك ونتنياهو'، كما هتفوا فرحين. عمليا، من كشف هي مواقف تطرح في المفاوضات أحد لم يوقع عليها وهي غير ملزمة. ولكن نواة الحقيقة التي توجد في الوثائق تتضمن امكانية قراءة اخرى: حتى المواقف الاكثر تنازلا من جانب الفلسطينيين لم تلتق المواقف الاكثر تنازلا من جانب اولمرت. اقتراح اولمرت، مثلا، تحدث عن تبادل نحو 6.5 في المائة من الارض، والتي تتضمن الكتل الاستيطانية اليهودية، بأرض مشابهة في حدود الخط الاخضر وممر آمن؛ الموقف الفلسطيني الاقرب تحدث عن 1.9 في المائة، وهكذا دواليك. ولكن الموضوع الاكثر خطورة الذي يحاولون اخفاءه والاستخفاف به هو انه حتى هذه الوثائق، التي تتضمن مواقف مؤيدة للفلسطينيين تظهر ان المفاوضات هي مجرد موضوع تكتيكي بينما الامر الحاسم لا يظهر: الاعتراف الفلسطيني باسرائيل كدولة يهودية، كوطن قومي للشعب اليهودي. على هذا يدور الجدال، وليس على الارض. على مسألة هل اليهود عادوا الى الديار ام أنهم استعماريون سلبوا اراضي شعب آخر. لا يهودا والسامرة؛ هل الفلسطينيون يعترفون بان اسرائيل في حدود الخط الاخضر هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي ووطنه القومي اليوم، أم ربما كل المفاوضات هي مدخل ومقدمة لابادة اسرائيل من خلال مطلب العودة؟ ما هو السبب، كما تساءل المذيعون، في أن ابو مازن رفض الاقتراح السخي (والسائب) لاولمرت؟ 'حتى اليوم أنا لا افهم لماذا لم يوقع الفلسطينيون'، قال المستشار الاعلامي لاولمرت، ياكي غلناتي.المشكلة هي أننا أسرى لقالب فكري مغلوط منذ سنوات جيل، ونعتقد أن الجدال الدائر هنا بيننا وبين جيراننا هو على الارض، ومع جهد اضافي ومرونة اخرى منا نصل الى الحل المنشود. ولكن ليس هذا هو الحال.'يوجد شريك' ليس قولا بالنسبة للجلوس في المفاوضات على الارض.يمكن الجلوس والجلوس والاتفاق على كل شيء، ولكن طالما لا يوجد اعتراف باسرائيل كدولة يهودية، لا يوجد اعتراف بحق الشعب اليهودي بالوجود كشعب مستقل على (جزء من) أرضه التاريخية ـ فلا يوجد شريك ولن يكون.هذا هو السبب الذي جعل أبو مازن يهرب من قبول اتفاق اولمرت ـ لانه تحدث عن نهاية النزاع، وهذا ما لن يوافق عليه الفلسطينيون. لا يدور الحديث عن فجوة صغيرة بيننا وبين الفلسطينيين، بل عن فجوة آخذة في الاتساع بين شخصيتنا وبين استعدادهم للاعتراف بنا وبحقنا في الوجود كيهود في وطنهم.
اسرائيل اليوم 27/1/2011

Bloodshed, tears, but no democracy. Bloody turmoil won’t necessarily presage the dawn of democracy
By Robert Fisk, Middle East Correspondent
Monday, 17 January 2011

The end of the age of dictators in the Arab world? Certainly they are shaking in their boots across the Middle East, the well-heeled sheiks and emirs, and the kings, including one very old one in Saudi Arabia and a young one in Jordan, and presidents – another very old one in Egypt and a young one in Syria – because Tunisia wasn't meant to happen. Food price riots in Algeria, too, and demonstrations against price increases in Amman. Not to mention scores more dead in Tunisia, whose own despot sought refuge in Riyadh – exactly the same city to which a man called Idi Amin once fled. If it can happen in the holiday destination Tunisia, it can happen anywhere, can't it? It was feted by the West for its "stability" when Zine el-Abidine Ben Ali was in charge. The French and the Germans and the Brits, dare we mention this, always praised the dictator for being a "friend" of civilised Europe, keeping a firm hand on all those Islamists. Tunisians won't forget this little history, even if we would like them to. The Arabs used to say that two-thirds of the entire Tunisian population – seven million out of 10 million, virtually the whole adult population – worked in one way or another for Mr Ben Ali's secret police. They must have been on the streets too, then, protesting at the man we loved until last week. But don't get too excited. Yes, Tunisian youths have used the internet to rally each other – in Algeria, too – and the demographic explosion of youth (born in the Eighties and Nineties with no jobs to go to after university) is on the streets. But the "unity" government is to be formed by Mohamed Ghannouchi, a satrap of Mr Ben Ali's for almost 20 years, a safe pair of hands who will have our interests – rather than his people's interests – at heart. For I fear this is going to be the same old story. Yes, we would like a democracy in Tunisia – but not too much democracy. Remember how we wanted Algeria to have a democracy back in the early Nineties? Then when it looked like the Islamists might win the second round of voting, we supported its military-backed government in suspending elections and crushing the Islamists and initiating a civil war in which 150,000 died. No, in the Arab world, we want law and order and stability. Even in Hosni Mubarak's corrupt and corrupted Egypt, that's what we want. And we will get it. The truth, of course, is that the Arab world is so dysfunctional, sclerotic, corrupt, humiliated and ruthless – and remember that Mr Ben Ali was calling Tunisian protesters "terrorists" only last week – and so totally incapable of any social or political progress, that the chances of a series of working democracies emerging from the chaos of the Middle East stand at around zero per cent. The job of the Arab potentates will be what it has always been – to "manage" their people, to control them, to keep the lid on, to love the West and to hate Iran. Indeed, what was Hillary Clinton doing last week as Tunisia burned? She was telling the corrupted princes of the Gulf that their job was to support sanctions against Iran, to confront the Islamic republic, to prepare for another strike against a Muslim state after the two catastrophes the United States and the UK have already inflicted in the region. The Muslim world – at least, that bit of it between India and the Mediterranean – is a more than sorry mess. Iraq has a sort-of-government that is now a satrap of Iran, Hamid Karzai is no more than the mayor of Kabul, Pakistan stands on the edge of endless disaster, Egypt has just emerged from another fake election. And Lebanon... Well, poor old Lebanon hasn't even got a government. Southern Sudan – if the elections are fair – might be a tiny candle, but don't bet on it. It's the same old problem for us in the West. We mouth the word "democracy" and we are all for fair elections – providing the Arabs vote for whom we want them to vote for. In Algeria 20 years ago, they didn't. In "Palestine" they didn't. And in Lebanon, because of the so-called Doha accord, they didn't. So we sanction them, threaten them and warn them about Iran and expect them to keep their mouths shut when Israel steals more Palestinian land for its colonies on the West Bank. There was a fearful irony that the police theft of an ex-student's fruit produce – and his suicide in Tunis – should have started all this off, not least because Mr Ben Ali made a failed attempt to gather public support by visiting the dying youth in hospital. For years, this wretched man had been talking about a "slow liberalising" of his country. But all dictators know they are in greatest danger when they start freeing their entrapped countrymen from their chains. And the Arabs behaved accordingly. No sooner had Ben Ali flown off into exile than Arab newspapers which have been stroking his fur and polishing his shoes and receiving his money for so many years were vilifying the man. "Misrule", "corruption", "authoritarian reign", "a total lack of human rights", their journalists are saying now. Rarely have the words of the Lebanese poet Khalil Gibran sounded so painfully accurate: "Pity the nation that welcomes its new ruler with trumpetings, and farewells him with hootings, only to welcome another with trumpetings again." Mohamed Ghannouchi, perhaps? Of course, everyone is lowering their prices now – or promising to. Cooking oil and bread are the staple of the masses. So prices will come down in Tunisia and Algeria and Egypt. But why should they be so high in the first place? Algeria should be as rich as Saudi Arabia – it has the oil and gas – but it has one of the worst unemployment rates in the Middle East, no social security, no pensions, nothing for its people because its generals have salted their country's wealth away in Switzerland. And police brutality. The torture chambers will keep going. We will maintain our good relations with the dictators. We will continue to arm their armies and tell them to seek peace with Israel. And they will do what we want. Ben Ali has fled. The search is now on for a more pliable dictator in Tunisia – a "benevolent strongman" as the news agencies like to call these ghastly men. And the shooting will go on – as it did yesterday in Tunisia – until "stability" has been restored. No, on balance, I don't think the age of the Arab dictators is over. We will see to that




الثورات ستعصف بالانظمة العربية
صحف عبرية
2011-01-19
في الأسس التي تقوم عليها السياسة الامريكية في الشرق الاوسط هناك شقوق آخذة في الظهور. فهل الثورة التي عصفت بتونس ستنتشر الى أماكن اخرى ايضا. الى الجزائر؟ الى المغرب؟ والى أين سيتدحرج لبنان؟ والى اين سيقود تقرير اغتيال الحريري؟والهزات لا تتوقف هنا. في افغانستان تتواصل الحرب دون أن يظهر في الافق نصر قريب لقوات الناتو على طالبان والقاعدة. وفي باكستان المجاورة، مع القنبلة النووية التي لديها، تتكاثر المؤشرات على عدم استقرار الحكم وتعاظم العناصر الاسلامية المتطرفة. وذلك رغم الوسائل الهائلة التي تدفع بها واشنطن نحو هذه الدولة وجيشها. في العراق، وان كانت تشكلت أخيرا حكومة، الا انه من المشكوك فيه أن تكون عناصرها الرئيسية تستمد الهامها السياسي من أمريكا. يبدو أن ايران مؤثرة أكثر. واذا بتنا في ايران ـ فسنرى أن احمدي نجاد وآيات الله يواصلون خداع امريكا في الموضوع النووي. حتى ولو بالوتيرة الحالية، وبفضل العقوبات والوسائل الاخرى التي تستخدم ضدها، ستصل طهران الى القنبلة بعد أربع سنوات فقط، يجدر بالذكر ان 2015 هي ايضا خلف الزاوية. وفي هذه الاثناء سورية أيضا تواصل تضليل واشنطن. وليس من دون نجاح. كل هذا يثبت مرة اخرى سخافة النظرية المنتشرة جدا في الغرب، بما في ذلك في بعض المحافل في الولايات المتحدة، وكأن النزاع الاسرائيلي الفلسطيني هو السبب الرئيس، او حتى الواحد والوحيد، لعدم الاستقرار ولكل باقي المشاكل في الشرق الاوسط. إذ في الواقع يتبين انه مثلما في الماضي فان اسرائيل لا تزال جزيرة الاستقرار شبه الوحيدة في الشرق الاوسط. ادارة اوباما، في سنتيها الاولتين، ركزت جهودها السياسية والاعلامية في الموضوع الاسرائيلي ـ الفلسطيني لدرجة تجاهلها عن وعي أو عن غير وعي للمؤشرات الواضحة للهزة الارضية المقتربة في اماكن اخرى. ويكاد يكون في كل قاطع وقاطع، فان سياسة الانفتاح والتقرب نحو العالم الاسلامي والعربي باءت بالفشل. واليد التي مدها الرئيس اوباما نحو العرب في 'خطاب القاهرة' الشهير بقيت معلقة في الهواء.الواقع العكر في الشرق الاوسط يضع الولايات المتحدة أمام معاضل سياسية شديدة ومعقدة ـ بل وعاجلة ـ وذلك لان الامور قد تتطور بسرعة اكثر مما اعتقد أو خطط أي كان. فهل المجريات ستؤثر ايضا على مصر؟ هل الاستقرار السلطوي في السعودية مضمون؟ ماذا سيكون في الاردن؟ على أي حال، يتعين على الادارة الامريكية ان تقرر بسرعة شديدة سلم اولوياتها في الشرق الاوسط والخيارات الحقيقية التي توجد تحت تصرفها. اذا ما سار أسيرا خلف مدرسة اشخاص مثل زبغنييف بججنسكي، مستشار الرئيس كارتر وبرانت سكوكروفت، مستشار بوش الاب وكلاهما يؤمنان بان الطريق الى الشرق الاوسط بـأسره تمر في القدس، أي انه بدون حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لن تحل المشاكل التي تقف الولايات المتحدة امامها في المنطقة بأسرها فان من شأن اوباما أن يقرر خطوات تحول أمريكا من وسيط نزيه الى من يحاول املاء تسوية. دون ان نتطرق هذه اللحظة الى مسألة اذا كان لمثل هذه الخطوة احتمال بالنجاح وماذا ستكون آثارها من ناحية اسرائيل واضح ان الامر سيأتي على حساب المشاكل الاكثر اشتعالا في المنطقة التي تمتد من شمالي افريقيا وحتى وسط آسيا.واشنطن بالفعل تتردد. في الاونة الاخيرة علم (وهذا كان قبل الاحداث في تونسي وفي لبنان) بان ادارة اوباما بدأت في هذا الشأن من جولة مشاورات مع عدد من المحافل الخارجية. كما علم بتشكيل فريقين يضم احدهما صمويل بيرغر وستيف هيدلي مستشاري الامن القومي للرئيسين كلينتون و بوش الابن والثاني برئاسة مارتين اينديك السفير الامريكي السابق في اسرائيل وبعد ذلك مساعد مادلين اولبرايت. وقد بدأ الفريقان بعملهما. فريق اينديك التقى الاسبوع الماضي دنيس روس وبانفراد التقى بشخصيات اسرائيلية وفلسطينية. ولعل الاسابيع القادمة تبين الى أي اتجاه تنوي ادارة اوباما السير في شؤون الشرق الاوسط. ولعل هذا الوضع الانتقالي بالذات من ناحية سياسية سيمنح اسرائيل امكانية وحافز لطرح مبادرات خاصة بها.
اسرائيل اليوم 19/1/2011



Sent: 12/25/2010 6:32:39 A.M. Eastern Standard Time
Subj: Avnery / on soldiers testimony
Hi,
Hope this may interest you.
Sorry to disturb your Christmas, though.
Shalom, Salamaat,
uri

----
----------------------------------------

Uri AvneryDecember 25, 2010

            "The Darkness to Expel!"

IT IS easy to despair before the filthy wave of racism that
is engulfing us.

The remedy for this despair: the growing number of young
people, sons and daughters of the new Israeli generation,
who are joining the fight against racism and occupation.


THIS WEEK, several hundred of them gathered in a hall in
Tel Aviv (belonging, ironically, to the Zionist Federation
of America) to launch a book published by the group
"Breaking the Silence".

In the hall there were some veterans of the peace camp, but
the great majority of those present were youngsters in
their twenties, male and female, who have completed their
military service.

"The Occupation of the Territories" is a book of 344 pages,
consisting of almost 200 testimonies by soldiers about the
daily and nightly life of the occupation. The soldiers
supplied the eyewitness accounts, and the organization,
which is composed of ex-soldiers, verified, compared and
sifted them. In the end, 183 of some 700 testimonies were
selected for publication. 

Not even one of these testimonies was denied by the army
spokesman, who generally hastens to contradict honest
accounts of what is happening in the occupied territories.
Since the editors of the book have themselves served as
soldiers in these places, it was easy for them to
distinguish between truth and falsehood.

The book makes very depressing reading, and not because it
details gruesome atrocities. On the contrary, the editors
made it a point not to include incidents of exceptional
brutality committed by sadists, which can be found in every
army unit in Israel and throughout the world. Rather, they
wanted to throw light on the grey routine of the
occupation.

There are accounts of nocturnal incursions into quiet
Palestinian villages as exercises - breaking into random
houses where there were no "suspects", terrorizing
children, women and men, creating mayhem in the village -
all this to "train" the soldiers. There are stories about
the humiliation of passers-by at the checkpoints ("Clean up
the checkpoint and you will get your keys back!"), casual
harassment ("He started to complain, so I hit him in the
face with the butt of my weapon!"). Every testimony is
meticulously documented:  time, place, unit.

At the launch of the book, some of the testimonies were
shown on film, with the witnesses daring to show their
faces and identify themselves by their full name. These
were no exceptional people, no fanatics or bleeding hearts.
No weepers of the "we shoot and we weep" school. Just
ordinary young people, who had time to come to grips with
their personal experiences.

There are even occasional flashes of humor. Like the tale
of the soldier who had for a long time been manning a
roadblock between two Palestinian villages, without
understanding its purpose or its security value. One day, a
bulldozer suddenly appeared from nowhere, uprooted the
concrete blocks and drove off with them, again without any
explanation. "They have stolen my roadblock!" the soldier
complains, having got used to the place.

The titles of the testimonies speak for themselves: "To
produce sleeplessness in the village", "We used to send
neighbors to disarm explosive charges", "The battalion
commander ordered us to shoot anyone trying to remove the
bodies", "The commander of the navy commandos put the
muzzle of the rifle into the man's mouth", "They told us to
shoot at anybody moving in the street", "You can do
whatever you feel like, nobody is going to question it",
"You shoot at the TV set for fun", "I did not know that
there were roads for Jews only", "A kind of total
arbitrariness", "The [Hebron settler] boys beat up the old
woman", "Arrest the settlers? The army cannot do that". And
so on. Just routine.

The intention of the book is not to uncover atrocities and
show the soldiers as monsters. It aims to present a
situation: the ruling over another people, with all the
high-handed arbitrariness that this necessarily entails,
humiliation of the occupied, corruption of the occupier.
According to the editors, it is quite impossible for the
individual soldier to make a difference. He is just a cog
in a machine that is inhuman by its very nature.


GROUPS OF young people who are simply fed up are springing
to life in the country. They are signs of an awakening that
finds its expression in the daily fight of hundreds of
groups devoted to different causes. Only seemingly
different - because these causes are essentially bound up
with each other. The fight against the occupation, for the
refugees who seek shelter in this country, against the
demolition of the houses of the Bedouin in the Negev,
against the invasion of Arab neighborhoods in East
Jerusalem
by settlers, for equal rights for the Arab
citizens in Israel, against social injustices, for the
preservation of the environment, against government
corruption, against religious coercion, etc etc.  They have
a common denominator: the fight for a different Israel.

Young volunteers for each of these fights - and for all of
them together - are needed today more than ever, in face of
the racism that is raising its ugly head all over Israel -
an open racism, shameless and indeed proud of itself.

The phenomenon by itself is not new. What is new is the
loss of any vestige of shame. The racists shout their
message on every street corner and earn applause from
politicians and rabbis.

It started with the flood of racist bills designed to
delegitimize the Arab citizens. "Admission committees",
"loyalty oaths", and much more. Then came the religious
edict of the chief rabbi of Safed, forbidding Jews to let
apartments to Arabs. This still caused shock and
embarrassment. Since then, however, all the dams have
broken. A gang of 14-year old boys ambushed Arabs in the
center of Jerusalem, using a 14- year old girl as bait, and
beat them unconscious. Hundreds of rabbis all over the
country signed a manifesto forbidding the letting of
apartments to "foreigners" (meaning Arabs who have lived in
the country for centuries). In Bat Yam, a city bordering
Tel Aviv, a stormy demonstration called for the expulsion
of all Arabs from the town. Next day, a demonstration in
Tel Aviv's squalid Hatikva quarter demanded the expulsion
of refugees and foreign workers from the neighborhood.

Ostensibly, the demonstrations in Bat Yam and Hatikva were
aimed at different targets: the first against Arabs, the
second against foreign workers. But the same well-known
fascist activists appeared and spoke at both, carrying the
same placards and shouting the same slogans. The most
conspicuous of these was the assertion that the Arabs and
the foreigners are endangering Jewish women - the Arabs
marry them and take them to their villages, the foreign
workers flirt with them. "Jewish Women for the Jewish
People!" cried the posters - as if women were property.

The connection between racism and sex has always intrigued
researchers. White racists in the US spread the rumor that
"niggers" have bigger penises. Among German Nazi
newspapers, the most sensationalist was Der St?rmer, a
pornographic sheet filled with stories about innocent blond
girls seduced by the money of crooked-nosed ugly Jews. Its
editor, Julius Streicher, was condemned and hanged in
Nuremberg.

Some believe that one of the roots of racism is a feeling
of sexual inadequacy, the lack of self-confidence of men
afraid of sexual impotence and/or competition - the very
opposite of the picture of the macho racist he-man. It is
enough to look at the racist protesters to draw
conclusions.


JEAN-PAUL SARTRE famously said that every person is a
racist - the difference being between those who admit it to
themselves and try to combat it and those who do not.

That is undoubtedly true. I have a simple test for the
power of racism: you are driving and somebody cuts your
path. If it is a black driver, you say: "Damn nigger!" If
it is a woman, you shout: "Go home to your kitchen!" If he
wears a kippah, you cry: "Bloody Dos!" ("Dos" is a
derogatory Hebrew term for a religious Jew.) If it is a
driver without special features, you just shout: "Idiot!
Who gave you a driving license?"

The hatred of strangers, the aversion to everyone who is
unlike you, are - so it seems - biological traits, remnants
from the time of ancient man, when every stranger was a
threat to the limited resources the tribe had to depend on.
It exists in many other animal species, too. Nothing to be
proud of.

The civilized human being, and even more so the civilized
human society, has a duty to fight these traits - not only
because they are ugly in themselves, but also because they
hinder the modernization of the globalized world, In which
cooperation between peoples and between people is
imperative. It takes us back to the stone age.

The situation here is now moving in the opposite direction:
the country is embracing the racist demon. After millennia
as the victims of racism, it seems as if Jews here are
happy to be able to do unto others what has been done to
them.


IT IS impossible to ignore the central role played by
rabbis in this filthy mess. They ride the wave and assert
that this is the spirit of Judaism. They quote the holy
texts at length.

The truth is that Judaism, like almost every religion,
includes racist and anti-racist, humanist and barbarian
elements. The Crusaders, who massacred the Jews on their
way to the Holy Land and who slaughtered the inhabitants of
Jerusalem - Muslims and Jews alike - when they conquered
the city, shouted: "God Wills It!" One can find in the New
Testament
magnificent passages preaching love, side by side
with quite different sections. So, too, in the Koran there
are Surahs full of love for humankind and calls for justice
and equality, as well as others full of intolerance and
hatred.

So, too, the Hebrew Bible. The racists quote Rabbi
Maimonides, who interpreted two biblical words as a
commandment not to let non-Jews reside in the country. The
whole Book of Joshua is a call to genocide. The Bible
commands the Israelites to murder the entire tribe of
Amalek ("both man and woman, infant and suckling") and the
Prophet Samuel dethroned King Saul because he spared the
lives of Amalekite prisoners (1 Samuel 15).

But the Hebrew Bible is also a book of unequalled humanity.
It starts with the description of the creation of man and
woman
, stressing that all human beings are created in the
image of God - and therefore equal. "So God created man in
his own image, in the image of God created he him, male and
female created he him." The Bible repeatedly demands the
treatment of "Gerim" (foreigners living among the
Israelites) as Israelites, "because you were foreigners in
the land of Egypt". 

As Gershom Schocken, the owner and long-time editor in
chief of Haaretz, pointed out in an article republished
this week on the 20th anniversary of his death: Ezra did
indeed expel the non-Jewish wives from the community, but
before that, foreign women played a central role in the
Biblical story. Bathsheba was the wife of a Hittite, before
she married King David and became the mother of the house
from which the Messiah will come in due course (or from
which, as Christians believe, Jesus - who was born 2010
years ago today - already came.)  David himself was the
descendant of Ruth, a Moabite woman. King Ahab, the
greatest of Israelite kings, married a Phoenician woman.

When our racists present the ugliest face of Judaism,
ignoring its universalist message, they do great damage to
the religion of millions of Jews around the world. The most
important Jewish rabbis were silent this week in face of
the racist fire that was ignited by rabbis, or murmured
something about "ways of peace" - referring to the rule
forbidding the provocation of Goyim, because they might
treat the Jews in their countries as the Jews treat the
minorities in their own state. Up to now, no Christian
priest has yet called upon his flock not to let apartments
to Jews - but it could happen.

The silence of the "Torah sages" is thunderous. Even more
so the silence of the country's political leaders: Nobel
Peace Prize laureate Shimon Peres did not roar his outrage,
and Binyamin Netanyahu has contented himself with calling
upon the racists "not to take the law into their own
hands". Not a single word against racism, not a single word
about morality and justice.


WHEN I listened to the ex-soldiers at the "Breaking the
Silence
" meeting, I was filled with hope. This generation
understands its duty to heal the state in which they will
spend their lives.

In the words of the Hanukkah song, which is rapidly
becoming the anthem of the anti-racist demonstrations: "We
come the darkness to expel!"
الصورة العربية.. الإطار والتفاصيل
توجان فيصل



قيل الكثير عن دلالات ما جرى بعد مباراة كرة القدم بين فريقيْ الفيصلي والوحدات في ملعب "القويسمة" جنوب عمان. ولكن معظم ما قيل ظل مجزوءا بدرجة تجعله يبتعد كثيرا عن الحقيقة. فالحقيقة لا تتأتى إلا من الصورة الكلية, التي لا تـُرى إلا في إطار المشهد العربي الأوسع ودقائق المشهد المحلي.
فحين رفعت الأنظمة العربية الراية البيضاء في مواجهة إسرائيل, مفرطين جمعا وفرادى في كل مقومات ومستلزمات وأولويات أمنهم القومي, لم ينعموا بأي شعور بالأمن والسلام حقيقة.. فلجؤوا لمنظومة أمن داخلي أو قطري أو مركزي أو أمن دولة, سمّه ما شئت, ولكنه يتلخص في أن الخطر لا يتأتى من الخارج بل من الداخل.
"
حين رفعت الأنظمة العربية الراية البيضاء في مواجهة إسرائيل, مفرطين جمعا وفرادى في كل مقومات ومستلزمات وأولويات أمنهم القومي, لم ينعموا بأي شعور بالأمن والسلام حقيقة
"
وأصبح تركيز الإستراتيجيات الأمنية والإنفاق الأمني والتجييش والتسليح, على قوى أمنية مهامها داخلية صرفة, ومع ذلك يمكن أن تنسق جهودها -سرا أو علنا- مع قوى خارجية مما كان ويفترض أن يظل عدوا أو حليفا لعدو، لا يمكن أن يلبس ثوبين في آن واحد إكراما لحفلاتنا التنكرية هذه.
وكما أن العداوات والمصادمات والمعارك تحتم تجهيز الجيوش, فإن تجهيز الجيوش الجرارة يحتم أيضا مصادمات ومعارك تولّد عداوات. فحتى الجيوش النظامية يلزم إشغالها أو تنقلب إلى عبء وتنتهي إلى اختلاق حروبها الداخلية أو الخارجية. وتزداد فرص اختلاق تلك "الجيوش" للأزمات حين يكون ميدانها الساحة الداخلية, أي أنها متواجدة وسط من دُرّبت على أن تتصدى لهم.
وبالنظر لحجم التسلح العربي والإنفاق العسكري والأمني بعمومه, دونما نية خوض أي معركة (لا يغني انتظار الانخراط في معركة ضد إيران لا تقوى أميركا وإسرائيل على خوضها), ليس مستغربا أن نجد مصادمات واسعة ومتكررة بين قوى أمن داخلي مدججة بالسلاح ومجاميع شعبية عُزل كثيرا ما تكون أقل عددا من رجال الأمن, في مدن وقرى أغلب الدول العربية.. من اليمن والبحرين جنوبا مرورا بالسودان ومصر وتونس والمغرب وحتى الضفة المحتلة (لا نتحدث عن قوات الاحتلال بل عن "قوات دايتون") ومؤخرا في الأردن, ثم حديثا في الكويت حيث قوى الأمن باتت تضرب نواب الشعب.. وغير هؤلاء دول عربية تحرك جيوشها النظامية للتصدي لمن تسميهم متمردين, في حين أن العراق منذ احتُل وسُرّح كامل جيشه, لم ينجز حكامه الجدد بكل مليارات نفطه مشروعا تشغيليا واحدا سوى "المليشيات" المسلحة.
حالة "عسكرة" للحياة اليومية في العالم العربي يمكن لأي مراقب محايد تبين علاقتها التاريخية بما أسمي "مسيرة السلام" مع إسرائيل!!.
هذا عن الإطار العربي الواسع للصورة، أما حقيقة الصورة المحلية في الأردن, فيكشف نقص ما جرى تداوله منها كم التناقضات الهائلة فيما قيل وما سيق من أسباب وتبريرات لحادثة "القويسمة", الصحيح منها كما المغلوط. وأحد أهم أسباب هذا التناقض أن أكثر من جهة أسقطت على الحدث تفسيرات تخدم مصالحها هي.. بدءا بالنسخة الرسمية الأردنية, وهي نسخة تحمل كل العجز الإعلامي للفريق الرسمي الحالي.
سنتوقف عند أبرز تناقضات التفسيرات التي أسقطت على حادثة "القويسمة", وأولها القول الأسهل وهو أن ما جرى جزء من شغب الملاعب المعروف. وشغب الملاعب يقوم عادة بين مشجعي فريقين, وإذا تطور يتدخل الأمن. وكاميرا الجزيرة سجلت ما جرى، والتسجيل يبين قوات الدرك وهي تضرب جمهور الوحدات الذي بعضه كان اصطحب معه أطفاله, وتدفع بهم باتجاه السياج الذي انهار من ضغط أجسادهم, ويبين الشريط أن ضربهم لم يتوقف بعد ذلك رغم موجبات الإسعاف هنا وحده دون غيره.
"شغب الملاعب" طوق إنقاذ لمن لا يريد الخوض في الدلالات السياسية لما جرى. ولكن التفسير السياسي الأميركي في المقابل (الذي تتبناه إسرائيل لتصدير أزماتها إلى الأردن والتمهيد لمخططاتها بشأنه), نجده في تقرير أميركي نشره موقع ويكيليكس مؤخرا عن شغب في مباراة سابقة في يوليو/تموز 2009 بين ذات الفريقين ألغيت قبل اكتمالها.
فالتقرير, بعد إيراده حقائق ما حدث, يقدم تفسيره لما جرى بأنه جاء في إطار تنازع سياسي بين الشرق أردنيين وذوي الأصول الفلسطينية يعزو التقرير تأججه لكون "الإدارة الأردنية" عمدت لإجراء "إصلاحات" تتيح للأردنيين من أصل فلسطيني مشاركة أوسع في الحياة السياسية, مما يثير مخاوف وغضب الشرق أردنيين.
وهذا يتناقض مع أمرين, الأول أن زيادة بضعة مقاعد نيابية على ما هو مخصص لمدينتيْ عمان والزرقاء, اعتبرتها أميركا جزءا من ذلك "الإصلاح" يهدف لزيادة التمثيل الفلسطيني في المجلس, ووجه بضعف الإقبال على الاقتراع في مناطق ذوي الأصول الفلسطينية، مما خفض تمثيلهم النيابي بدل زيادته.
بل هم زهدوا في انتخابات منزوعة الصدقية بحيث لم يعترضوا على "تفويز" الحكومة لمرشحيها، مما منع وصول أبرز مرشحيهم في المدينتين لمجلس النواب، رغم حصولهم على أصوات أعلى من آخرين دخلوا المجلس ممثلين لذات المناطق.. شأن أهم كثيرا من الفوز في مباراة لو كان صراع الأصول والمنابت منتج الشغب والعنف.
والأمر الثاني يتمثل في تناقض آخر في الممارسة الحكومية, وهو أن سحب الجنسيات من بعض ذوي الأصول الفلسطينية -الذي شكل أزمة كبيرة مؤخرا- كانت تقوم به وزارة الداخلية الأردنية. ومطالبة بعض غلاة الأردنيين "بدسترة" هذا الإجراء غير الشرعي لم تُنشئ ولا سرّعت وتيرة مصادرة الجنسيات. هي فقط ضخمت تنازعا يقوده قلة من الغلاة في الجانبين, فيما تبين كافة التقارير الميدانية أن الغالبية الساحقة من الأردنيين من كافة الأصول والمنابت تؤمن ليس فقط بوجوب, بل "بوجود" وحدة وطنية ينبغي صيانتها من أي عبث.
"
هاجمت مشجعي نادي الوحدات (المحسوب على ذوي الأصول الفلسطينية) بعد مباراة القويسمة, دون جمهور الفيصلي (المحسوب على ذوي الأصول الشرق أردنية), مع أن الأخير هو الذي سبق أن أطلق شعارات سياسية تمس الحكم في المباراة السابقة الملغاة
"
ولافت هنا أن قوات الدرك هاجمت مشجعي نادي الوحدات (المحسوب على ذوي الأصول الفلسطينية) بعد مباراة القويسمة, دون جمهور الفيصلي (المحسوب على ذوي الأصول الشرق أردنية), مع أن الأخير هو الذي سبق أن أطلق شعارات سياسية تمس الحكم في المباراة السابقة الملغاة, وهو ما جرى التكتم عليه محليا عاما ونصف عام, ولكن نشر التقرير الأميركي المفصل لأحداثه في موقع ويكيليكس مؤخرا جعله معلومة عامة وأعاده للواجهة.
وتلك كانت حالة سابقة على بيان المتقاعدين العسكريين تؤشر على نشوء معارضة واسعة في صفوف الشرق أردنيين، بعد أن كان هؤلاء يحسبون على المولاة جمعا. وعلى اعتبار مهمة الدرك كجهاز أمني داخلي، فإن المتوقع أن يكون استهدافه -في أول مناسبة تجمع مشجعي الفريقين- للجمهور الذي كان قد تجاوز ما يسمى "الخطوط الحمر", خاصة أن الدرك غُلّت يده في المباراة السابقة لأن التكتم على الحادثة اتخذ أولوية.
وانتقائية العنف الدركي لجمهور "الوحدات" مكّن من حساب تصرف الدرك على الشرق أردنيين, مع العلم بأن الدرك يأتمر بأوامر رسمية توصف علنا بأنها "عليا". وفي الحادثة الأخيرة تجلت الحماية الرسمية المفرطة للدرك في استباق وزير الداخلية نائب رئيس الوزراء لنتائج لجنة تحقيق شكلت من رجال الداخلية في حديثه المفصل مع النواب, الذي وصل حد الحديث عن توصيات ستصدر عن لجنة تحقيق لم تكد تباشر عملها!!.
ولافت في المقابل, أن الموقع الإلكتروني الذي يُعتبر صوت غلاة الشرق أردنيين, كان في مقدمة من أدان تصرف الدرك في مقالتين متتاليتين لمدير تحريره, ومقالة لأحد أبرز كتابه يقول فيها "أليس من المحزن أن نباغت بكل هذه القسوة من قوات أمن بلدنا؟؟". ويجزم الكاتب بأنه "بعد هذه الحادثة يحاصر الدرك نفسه, وتتصاعد في وجهه حركة الاحتجاجات الشعبية".
والاحتجاجات الشعبية تشكل حقيقة حالة موحدة لكل مكونات الشعب الأردني، بما يعرّي حالة التضخيم واللعب على الفرقة الداخلية. فمدير تحرير الموقع المذكور يقول "لا أستطيع أن أصف ضرب طفل وحداتي بأنه دفاع عن الأردن. ولا أن أقول إن قنابل الغاز التي انهالت على البيوت كانت موجهة لأعداء الأردن. هذا محض جنون, ونار ستأكل الأخضر واليابس وتحيل الأردن رمادا".
ويصف تدخلات الدرك في أحداث "العنف الأهلي" بأنها "تشابه إلى حد كبير إدخال فيل في مخزن للخزف", مستشهدا بمواجهات عنيفة للدرك مع الأهالي والعشائر الأردنية في العديد من المدن والقرى, بدءا بما بُرّر بأنه فض لشجارات أهلية, مرورا بالتصدي لاعتصامات مطلبية سلمية, ووصولا لضرب المعتصمين قرب السفارة الإسرائيلية أثناء العدوان على غزة, والمعتصمين أمام وزارة الزراعة ضد التطبيع المتمثل حينها في استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية.
والعنف الأهلي -الذي أصبح عنوانا أردنيا رئيسا في السنوات الأخيرة- تراوح أسبابه بين غياب الإصلاح السياسي ومطالب معيشية وخدمية محقة، أهملت مع انسحاب الدولة من دورها الرعائي الخدمي وتضخّم دورها في الجباية, وانتشار الفساد وتوظيف ما أنتجه من مال أسمي زورا "المال السياسي" لمجرد أنه أصبح يوظف لشراء مناصب القرار.. وبالذات مقعد النيابة الذي يمثل الملاذ الأخير للشعب.
وقد عرضنا -في مقالة سابقة- لتحليلات تربط العنف الشبابي تحديدا الذي حصد أرواح عدد كبير من الشبان, بفئة من طالبي المناصب والزعامة دون تأهيل بغير ذاك المال المشبوه, يختلقون المشاكل ليزعموا حلها لاحقا.
كما يجدر التوقف عند حادثة لافتة لدى ملاحقة الدرك لعمال الميناء المعتصمين إلى داخل مستشفى الأميرة هيا العسكري في العقبة, وهي تدخّل قائد المنطقة الجنوبية للجيش لوقف أفراد الدرك, وكانت إصابة أحد العمال قد أدخلته في غيبوبة طويلة شارف فيها على الموت.
وتدخل الجيش ذاك يذكر بموقف مشرّف سابق له, وهو رفضه التدخل لقمع انتفاضة نيسان التي انطلقت من جنوب المملكة أيضا, فيما تحمس مدير الأمن العام عبد الهادي المجالي (شقيق رئيس الحكومة التي وقعت اتفاقية وادي عربة) للتدخل بعنف لم يصل لما وصل إليه الدرك بذرائع أوهى للأخير, لكون عناصر الأمن لم يكونوا بذات حماسة مديرهم.
ويصعب ألا تكون مواقف الجيش وكوادر الأمن تلك أدت إلى اجتراح البعض لفكرة تشكيل قوات الدرك التي هي "لا جيش ولا أمن عام", لكون تلك المواقف المجرّبة تقف وراء مطالبات شعبية متصاعدة بحل الدرك وإعادة كامل مسؤولية الأمن الداخلي إلى الأمن العام.
"
الحالة أصل الخلل ليست أردنية حصريا, وتتمثل في إسقاط الأمن القومي بوهم أن السلام قد حل على المنطقة بتوقيع اتفاقيات لم تتأهل الحكومات التي أبرمتها لفهم أحكامها التعاقدية قبل تداعياتها السياسية
"
ونعود لكتّاب الموقع الذي يوصف بأنه معقل اليمين الشرق أردني, حيث يخلص مدير تحريره إلى أن "سيرة حياة جهاز الدرك تثبت أنه يستهدف الوطنية الأردنية أساسا. والغالبية الساحقة من صداماته كانت مع العشائر وبهدف كسر شوكتها تمهيدا للقادم من الأيام". ويرى أن سلسلة الأخطاء التي وقع فيها جهاز الدرك ينبغي أن تثبت لصانع القرار "أن الغاية من إنشائه -سواء المعلنة أو الخفية- لم تتحقق، لا من ناحية (الردع بعيد المدى) تمهيدا للحلول, ولا من ناحية فرض الأمن بمفهومه البسيط".
أما الكاتب الآخر في نفس الموقع, فيخلص -في مقالته المنشورة في نفس اليوم- إلى أن "مجمل الانفعالات الأمنية خلال الأشهر الماضية تدعو للاعتقاد بأن الأمر مخطط له، بحيث تتكون لدى المواطن صورة مرعبة وقاسية عن رجل الأمن، وبالتالي تخويف الناس وحقنهم بجرعة رهبة من أي احتجاجات قد تتطلبها المرحلة القادمة".
الحالة أصل الخلل ليست أردنية حصريا, وتتمثل في إسقاط الأمن القومي بوهم أن السلام قد حل على المنطقة بتوقيع اتفاقيات لم تتأهل الحكومات التي أبرمتها لفهم أحكامها التعاقدية قبل تداعياتها السياسية.. أو بوهم أن هنالك "صداقات" دولية في السياسة لا "تبوق" بأصحابها.
وفي المقابل, درجة وعي الشعوب بالمخاطر الخارجية وحاجاتها الداخلية المتأتية من ذلك الوعي لتحقيق إصلاحات سياسية, قد تؤديان لتصور أن الخطر الأول بات يأتي من الداخل.. وهو تصور يفتقر إلى أدنى درجات فهم التغيرات العالمية العابرة للأقطار والحدود ولكل الخطوط الحمر, خطؤه الفادح يدفع بأصحابه للوقوع في خطايا مميتة.

Algeria’s Midwinter Uproar

Jack Brown
January 20, 2011
 (Jack Brown is editor of the forthcoming review International Boulevard. He filed this report from Algiers.)


Soon after the onset of protests which eventually toppled Zine El Abidine Ben Ali in Tunisia, a wave of riots swept through Algeria as well, with many neighborhoods in the capital of Algiers and dozens of smaller cities overwhelmed by thousands of angry young men who closed down streets with burning tires, attacked police stations with rocks and paving stones, and set fire to public buildings. For Algerians a few years older than the rioters, these events recalled the uprising of October 1988, in which violent unrest upended the single-party state.
The disturbances of January 2011 were sparked by a sudden increase in commodity food prices, local journalists maintained, although much of the international press also linked them to a domino effect emanating from neighboring Tunisia. Both of these accounts are strikingly incomplete, however: Food price spikes were certainly one immediate cause of the Algerian unrest, but they were not the underlying reason that crowds of youths spontaneously decided to set upon policemen and other symbols of the state. Likewise, the theory of Tunisian contagion, while it may capture another contributing factor, ignores the national economic and political specificities that both triggered the Algerian rioting and determined its eventual course.
In Algeria, in contrast to (formerly) famously quiet Tunisia, rioting is anything but unprecedented. Local street violence is almost a regular occurrence, and appears to have become a primary means for the country’s deprived to express discontent with a state that otherwise would pay them little attention. In some cases, groups of disenfranchised Algerians show notable self-awareness about the role of rioting, warning about the possibility of turmoil and even calling press conferences to discuss plans to raise a ruckus in the streets if certain demands are not met. Despite the unusual salience of urban unrest in Algerian politics, the midwinter riots fizzled out without really shaking the state. A more detailed comparison with Tunisia’s protests is useful for understanding why.
Joining the Fray
The clashes that rocked Algeria started, as such things often do, with a mundane series of minor events: a post-match scuffle between soccer fans and police in the capital, an argument between a youth and a shopkeeper over the price of sugar in the nearby hill town of Kolea. But the fact that these disputes evolved rapidly into a nationwide rampage, replete with street battles between youths and police, points to the deep tensions in Algerian society, tensions that essentially have no outlet other than the street.
There is a kind of brute majesty to Bab el Oued, the seaside neighborhood where the Algerian disturbances began on January 4. Block after block of massive ten-story buildings built in the latter years of the colonial era to warehouse working-class pied noirs march down the slopes of the hills to the north of the city center. Along the esplanade at the water’s edge are the soccer stadiums where the quarter’s youth vent their passions for the city’s two most important teams. During the war for independence, Bab el Oued was a stronghold of the savagely anti-independence OAS and a flashpoint for rioting against the Algerian nationalists. With a population of over 100,000 in an area not even half a square mile, it remains the most densely packed neighborhood in the city, and continues to be the starting point for many episodes of urban unrest. The October 1988 events, which temporarily shattered the elite’s grip on power and ushered in a brief period of multi-party democracy, started here when police massacred rioting youths. On January 4, at the end of a soccer game, disgruntled fans began to skirmish with police, and the situation soon spiraled out of control, with mobs of young men chasing after policemen and attacking police stations. As news of the affray in Bab el Oued spread, other working-class quarters went ablaze -- Cheraga, Rais Hamidou, Bains Romains; by midnight youths from the vast bidonville of Oued Ouchaiah were streaming down to the main thoroughfares to shut down traffic.[1] Other larger cities -- Oran, Annaba, Constantine -- were soon alight as well; in the coming days the unrest spread to smaller cities and towns across the country.
The local press universally ascribed the unrest to a sharp rise in prices for several commodities, in particular, sugar and cooking oil. For working-class Algerian families, the abrupt 33 to 45 percent increases in the prices of these foodstuffs as the new year began were a difficult shock to absorb. The price hikes were an indirect -- though probably anticipated -- effect of state policy. Prime Minister Ahmed Ouyahia has made reducing food imports (long an obsession of the Algerian state) a signature policy of his third run as head of government. A second initiative he has pursued is the elimination of untaxed black-market transactions by Algerian enterprises -- by requiring payments in traceable checks rather than cash. In December, the agricultural products giant Cevital began requiring payments to suppliers and from distributors to be made by check, in anticipation of the new policy and to head off a tax investigation. Presumably, Cevital and its interlocutors had been declaring lower prices to the state until that point and setting them lower at market as well. Consumers and businessmen both benefited from the artificially lower prices, while the state lost its cut of tax revenue. In any event, the sudden imposition of fiscal accuracy by a player that controls most of the market in oil and sugar, combined with Ouyahia’s import restrictions, pushed prices up dramatically.[2]
The political character of the violence was clear from its targets: Rioters assailed and burned symbols of the state throughout the country. Police and police stations were a near universal object of ire; the new head of the national police force had spent the previous days bragging about the enormous -- 50 percent -- salary increase he was awarding to police, with two years of retroactivity, giving rise to particular bad blood among under-employed youths.[3] Post offices, municipal halls, water agencies, electricity stations and, in one case, a museum were demolished. Establishments catering to unattainable wealth -- private shops and, in particular, car dealerships -- were also widely sacked. Otherwise, though, the events in Algeria never took on a directed political character; the mobs of rioters did not become protesters. There were no marches, no shared slogans and no coherent demands.
Roots of Rage
In Tunisia, the events which toppled Ben Ali began with an equally mundane event, a seemingly small example of what both Tunisians and Algerians call hogra, injustice on the part of the powerful. A group of policemen confiscated the wares of one Mohamed Bouazizi, a university graduate who had been reduced to selling vegetables on the street in order to eke out a living. Bouazizi set himself on fire in protest; his suicide was the spark that ignited the enormous stores of resentment toward the regime in the poorest parts of the country. In contrast to the Algerian riots, the Tunisian unrest was at first primarily confined to the hinterlands of the country, underdeveloped areas that have been largely ignored by the state planners in Tunis.
The most significant contrast with events in Algeria was the political framing supplied by labor unions, opposition parties and political dissidents in Tunisia. This political framing was undoubtedly what sustained the momentum of the social movement and directed its fire at the widely hated Ben Ali. Bread riots and unrest by the unemployed thus became revolutionary protests. In Algeria, the “food riots,” as they were called, were never supplied with a political encasement by “civil society” actors. It is a counterintuitive fact, since Tunisia is (or at least was) a far more authoritarian state than Algeria, with one of the Arab world’s most comprehensively stifled presses, no freedom of association and a terrible record of torturing, imprisoning and murdering political activists. Algeria, by contrast, has a fairly open press, plenty of legal “opposition” parties and theoretically free organizing of labor unions.
In Algeria, the regime headed by President Abdelaziz Bouteflika practices a subtler form of authoritarianism, which pulls its more robust opponents into a gentle embrace before smothering them politically. Since the civil war of the 1990s, the regime has successively neutered both of the main Islamist parties, allowing them to participate in elections and including them in governing coalitions, tempting them with the fruits of power, and then watching their support slump as they compromise to stay in Parliament.[4] In remarkable contrast to their role in 1988, Algeria’s Islamists remained mute in the face of January’s mass mobilization of anger. On the other end of the political spectrum, Louisa Hanoune and her Workers’ Party, among the fiercest critics of the military and the regime in the 1990s, have also been coopted by the perks of political office. Her party was at first tolerated as a kind of token opposition, but has evolved in the past five years into a tacit supporter of Bouteflika.[5] On January 8, as street violence engulfed every city and town of any size, Hanoune said, “Algeria is not in chaos. This movement is limited.” She blamed the riots on speculators pushing up food prices, echoing the official line.[6] An equal contrast with the past was provided by the General Union of Algerian Workers, which played a central role in the unrest leading up to the 1988 revolt. Since the end of the war, the Union has been decisively compromised by the replacement of the leadership with regime-friendly apparatchiks. There was naturally no industrial action in sympathy with the January events, and the Union kept mum, other than to decry the much-maligned speculators. The organized potential opposition thus sang in a chorus with the regime or was silent, and the enraged youth of the country were left essentially to their own devices.
Accordingly, the riots lacked focus. Anecdotal reports suggest that even the rioters themselves often did not know precisely what they were enraged about and were unable to articulate coherent demands or complaints. There is, of course, plenty to be angry about in Algeria, starting with the striking lack of vision on the part of the country’s leaders. The country is in the middle of a period of unparalleled fiscal affluence, but clearly is failing to invest in its future: Schools and universities are in a state of dismal neglect; the capital sprawls outward utterly unguided by urban planning, while heritage sites like the historic casbah continue to decay. Hospitals, clinics and the public health system as a whole have been allowed to deteriorate to a dismaying degree. Many large-scale industrial projects, potential generators of growth, seem to grind to a halt before completion, while the state becomes involved in pointless squabbles with the foreign multinationals that have made risky infrastructure investments in the country. In a sense, the country is caught in the classic rentier economy trap: Enormous petrochemical reserves have enabled the state to buy a kind of grudging acceptance from the populace, but the bounty has not been invested in the future, or in the kind of development that would lift all boats.
A Lever to Move the State
When Bouteflika arrived at the Rubicon of a constitutionally prohibited third term in 2008, and blithely crossed it with a hasty amendment, a group of Algerian intellectuals launched an unsuccessful campaign against his permanent presidency. In an open letter, the members of the Civil Initiative for Respect for the Constitution wrote that “the end of presidential pluralism is the latest move in a return to the pre-October 1988 autocratic pattern, to a primitive political era. It leaves the door open to only one form of expression, that of street violence.”
And, in fact, Algerians have become remarkably prone to such outbursts. A review of the archives of a single daily newspaper, El Watan -- surely an incomplete record -- suggests that there were at least 76 riots worthy of news coverage in Algeria in 2010, an average of nearly one and a half per week.
The year that ended with a nationwide explosion of such disturbances began with a telling moment in a recently erected and soon to be demolished slum outside Oran. In late January 2010, 200 inhabitants had arrayed themselves in the rain, facing down the bulldozers sent to raze their wood-and-tarpaper houses. “Up to this point, we’ve preferred not to resort to rioting,” one of the residents told a reporter as he faced the machines, “but if the bulldozers start, the situation is going to degenerate.” The casual reference to “rioting” suggests that poor Algerians view a fracas in the streets as the surest route to the resources of the state. Moreover, the newspaper accounts suggest that rioting often works: In the weeks and months following major street violence, the national press takes an interest in local issues, and the state seeks to resolve the problems. The state also treats rioters with surprising delicacy given the beatings that are meted out to peaceful political demonstrators. Killings of rioters are very rare.
That month, rioting broke out in Oran, Algiers, El Tarf, Tizi Ouzou, El Tarf again and, finally, Boumerdes. In March, the inhabitants of Mekla, a bidonville on the outskirts of the capital that lacked potable water and electricity, called a press conference. “We have noticed that the authorities only respond to those who riot, and we are thinking about organizing a riot,” they told reporters, but suggested that this course could be headed off if their needs were met.[7] As the year wore on, housing riots in particular seemed to dominate the headlines, although dam construction, local development, the need for hospitals and police brutality also brought young men into the streets of cities, towns and slums across the country. Tensions in the capital noticeably increased in the months leading up to the January 4 outbreak; there were 16 separate riots in December 2010, most of them in Algiers and its environs.
With this background in mind, January 4 comes into clearer focus. It was a form of commentary upon a broken political system in which many Algerians feel that street violence is the most efficient and effective way of communicating with an otherwise distant and inaccessible state. As one observer suggested, what made January 4 different was that “in place of serial rioting, the Algerians have managed to riot all over the country virtually simultaneously.”[8] The state made a few economic concessions, and after about a week of intense breaking of windows and burning of tires, the unrest tapered off. As in the local rumbles over the previous years, the state response was generally careful and limited -- only three rioters were killed and the military was never involved. Again, there is an instructive contrast both with the events in Tunisia and with the state’s bloody repression of the 1988 uproar.
The Ouyahia government dealt with the early 2011 street violence in the most expedient way: The new rules requiring strict accounting in commodity food sales were abruptly and quite publicly abandoned for the time being. Thus, the state more or less explicitly restored the black market in wholesale food, a remarkable display of weakness in the face of unrest, but one entirely in keeping with the system as it has evolved in Algeria. The specter of October 1988, and that of present-day Tunisia, surely hung heavy in the room when the decision was made.
--------------------------------------------------------------------------------
Endnotes
[1] Salim Rabia, “Algérie: La hausse générale des prix généralise l’émeute,” Maghreb Emergent, January 6, 2011.
[2] Ihsane El Kadi, “Ahmed Ouyahia s’est égaré dans sa lutte administrative contre les importations,” Maghreb Emergent, January 9, 2011.
[3] El Watan, December 27, 2010.
[4] See International Crisis Group, Islamism, Violence and Reform in Algeria: Turning the Page (Algiers/Brussels, July 2004).
[5] El Watan, April 11, 2009.
[6] Tout Sur L’Algerie, January 8, 2011.
[7] El Watan, March 23, 2010.
[8] Hugh Roberts, “Algeria’s National ‘Protesta,’” Foreign Policy, January 10, 2011.
http://www.merip.org/navbar_new/transparent_1_1.gif



إمكانية الحرية أم استحالتها في الوطن العربي؟

26 January 2011
القدس العربي
لا مبالغة في القول: إن تونس تجتاز اليوم، وستجتاز لفترة غير قصيرة، اختبارا هائل الأهمية بالنسبة للوطن العربي والعالم، سيتبين معه إن كنا نقف، كعرب، أمام إمكانية الحرية أم استحالتها!.كنا نترقب شكل انخراط العرب في مسيرة الحرية والديمقراطية، التي عرفها العالم خلال العقود الثلاثة الأخيرة. وكنا نقرّع أنفسنا وشعوبنا لأنها لا تتحرك، بل تبدو كمن فقد الإحساس بكل شيء: من الحاجة إلى لقمة العيش إلى الحق في الحرية والكرامة والحياة. بعد صمت دام نيفا وعشرين عاما بقي العرب خلالها بمنأى عن موجات الحرية، التي اكتسحت العالم وجرت وقائعها قرب الأسوار الخارجية لأوطانهم، ساد اقتناع كان يلخص بجمل قليلة: فالج، لا تعالج. ليس العرب كغيرهم، إنهم حالة خاصة لا تشبه أحدا ولا يشبهها أحد. وهم، على ما تبنيه سلبيتهم وبلادتهم التي تتضخم بمرور الأيام، ليسوا بحاجة إلى الحرية، أو الديمقراطية، أو المواطنة، أو حقوق الإنسان، أو حكم القانون، أو العدالة، أو المساواة، أو الكرامة، عامة كانت أم شخصية. ولا شك في أن الاستبداد هو النظام الذي يعبر عن حقيقتهم، وأنهم لا يتحركون لأنه راسخ كالجبال في بلدانهم، فلماذا يتحركون إن كان لديهم ما يشتهون ويريدون، وكانوا سعداء بوفرته، ولماذا يتفهمون أو يتقبلون تململ بعض مثقفيهم أو مواطنيهم العاديين من حين لآخر؟كان العقل النقدي العربي يتساءل دوما: متى سيتحرك الناس، البشر العاديون، الشعب الرازح تحت جبال من البؤس والذل والخائف إلى درجة الذعر من القبضات الحديدية، والقانع بالإفساد والجوع والاحتقار؟. كنا نطرح هذا السؤال بعد كل تحرك شعبي يشهده العالم، ونتصور الألوان التي ستكون شعار التحرك الشعبي العربي: هل هي البرتقالي أم الأبيض أم الأخضر أم الأحمر، ونتخيل الساحات التي سيتجمع البشر فيها، والهتافات التي سيطلقونها، والعلاقات التي سيقيمونها مع قوات الشرطة والأمن، وهل سيصمدون في وجه الهراوات والبنادق، ومن سيشارك منهم في التظاهرات، وهل سيكون للشباب والنساء نصيب الأسد منها، في حال غاب عنها المسنون والعاملون من الرجال، وكم ستستمر قبل أن تعطي أكلها، وتبدأ بتغيير الأوضاع، الذي يجب أن يأخذ صورة تحول تدريجي آمن ومتوافق عليه، كي لا تنزلق بلداننا من حال الاحتجاز الذي تعيشه منذ عقود إلى حالة فوضى قد تأكل الأخضر واليابس، وتؤدي إلى سيطرة مغامرين وحمقى وجهلة ومزايدين على الحراك الإصلاحي، فيخرج عن مساره ويجافي أهدافه وينتهي إلى كارثة تغلق طريق الحرية، المطلوب بالأحرى فتحه، بينما الشعب قليل الخبرة بالسياسة، والنخب تفتقر إلى وعي وبرامج واقعية ملائمة وفاعلة، والحكومات إلى الرغبة في الإصلاح، وأبواب البلاد وعقول العباد مفتوحة أمام تدخلات الخارج وألاعيبه، بما في ذلك الخارج الإسرائيلي.في هذا الجو، وبما أثاره من حيرة ومخاوف، كنا نفضل توافقا بين النخب المجتمعية وتلك التي في السلطة، تتفاهمان خلاله على خارطة طريق لخروج الأوضاع من أزماتها ومآزقها الكثيرة، وكسب الشعب لما تتفقان عليه، ما دام اتفاقهما على إصلاح سلمي، متدرج وآمن ومدروس، يتيح له الانخراط في التغيير، ومغادرة خوفه من السلطة وأجهزتها، دون أن ينزلق إلى متاهات لا يعرفها أو يريدها، ستجعله حتما ينطوي من جديد على ذاته، إن هو خرج أصلا من حالة السلبية والموت الشتوي، التي يعيش في نعيمها، ذليلا وخائفا، مع أنه يتمنى الخروج منها، ولكن ليس بحرق جلده الخاص، الذي يريد الحفاظ عليه في جميع الظروف والأحوال.هذه الحسبة المنطقية، التي تضمن تغييرا آمنا لا يخسر فيه أحد، مع أن بوسعه إخراجنا من المتاهة الراهنة، كانت عامة في ديار العرب، بعد أن لعب المثقفون دورا رائدا في الوصول إليها. لكنها انتهت مع رفض السلطة العربية لها، وامتناع نظمهما عن قبول حل المثقفين والنخب ذات الحساسية خاصة حيال مسائل وضرورات الحرية وحقوق الإنسان كالمحامين وأساتذة الجامعات والمعلمين والكتاب والصحافيين والأطباء والمهندسين والعاملين بأدمغتهم، وقسم مهم من العاملين بأيديهم، ممن يتوفرون على درجة مقبولة من الاهتمام والوعي بالسيرورات المجتمعية وبالنتائج المأساوية، التي ترتبت على أنماط التنمية المعتمدة، وبحقيقة الأوضاع السياسية الكارثية القائمة ... الخ. برفض نمط التحول المقترح، الذي يقوم على مصالحة وطنية عامة من جهة، وعلى مبارحة الواقع السلطوي والمجتمعي القائم، والبحث عن بديل جماعي له، يكون مقبولا من الجميع، لأنه نتاج حواراتهم وتوافقهم ورغبتهم المشتركة في تغيير لا يطيح بالسلطة بل يجعل منها قوة إصلاح تتحسس مسؤولياتها، وترغب في إخراج شعبها من ورطة تاريخية قاتلة فرضتها عليه من خلال خياراتها وسياساتها، من جهة أخرى، تأكد أن خيار الأمر العربي القائم هو إدامة الاستبداد السياسي، والتفاوت المجتمعي، والفساد والإفساد، وأنه لا يريد أن يتزحزح عن مواقعه، أو أن يغير أي شيء في واقعه يمكن أن يبدل موازين القوى بينه وبين المجتمع عموما، وبينه وبين النخب المثقفة خصوصا، وبدا جليا أنه يرفض التعامل غير الأمني مع شعوبه، التي تستطيع بكل بساطة أن تموت كمدا وحرمانا في نعيم السلطوية، أو أن تذهب إلى الجحيم الأخروي، متى شاءت.بفشل البديل المقترح، بدت السبل مغلقة أمام أي إصلاح يعيد النظر على أسس جديدة في الواقع العربي المتردي، فلا يموت معها الذئب ولا يفنى الغنم، كما يقال. ثم تعاظم طابع النظم السلطوية الأمني أكثر فأكثر، حتى بدا وكأنها تقول لشعوبها: لا بديل للذل والرضوخ، ولا بديل للوضع الراهن، الذي سنحافظ عليه إلى الأبد. كان العقل السلطوي يرى الأمور على النحو التالي: السلطة موحدة وقادرة على احتواء الحياة العامة، الضيقة إلى أبعد حد والقليلة التمايز سياسيا وثقافيا، من خلال أجهزة أمن مخلصة وقادرة ومنتشرة في كل مكان، هي شعب بديل بكل معنى الكلمة: شعب سلطة تشكل مع أجهزتها عالما مستقلا عن عالم مجتمعها ومواطنيها، التابع له حتى العظم. إلى هذا، هكذا فكرت النظم السلطوية، ليس هناك معارضة جدية، هناك فقط اعتراضات غير منظمة يتبناها أفراد يخضعون لرقابة صارمة ولحظية، تفصلهم بنجاح عن مواطنيهم وتقطع قنوات التواصل فيما بينهم هم أنفسهم، بينما الشعب غائب، عن الواقع والوعي، وبعيد بالتالي عن أي فكر، وأية ممارسة تؤهله للتمرد أو الاحتجاج أو المشاركة في الشأن العام. كان سؤال الأنظمة الذي لطالما طمأنها: من الذي يمكن أن يتحرك، ومن أين سيأتي الخطر، في هذا الوضع الممسوك من ألفه إلى يائه، الباقي إلى أبد الآبدين ؟. والنتيجة :لا تغيير ولا من يحزنون، والويل لم يطالب بالإصلاح. لا عجب أن تتفاقم، في ظل هذا الخيار، مظاهر التهتك المجتمعي، والفساد الحكومي، والخراب الاقتصادي، والضياع الوطني، وأن ينقلب هذا الواقع بالذات إلى مصدر الخطر الرئيسي على نظام أنتجه ليطمئن، فبينت انتفاضة تونس أنه مقتله، ليس فقط لأن حياة الشعب مشحونة بأزمات اجتماعية، يومية وشخصية وبلا حل، ودور النخب مثقل بأزمة روحية تغطي سائر مناحي وجود السلطة والمواطن والدولة والمجتمع، بل كذلك لأن تفاقم الأزمات والعجز عن فهم الواقع وتطوير وسائل ناجعة للتصدي لمشكلاته، جعل نتيجة التقاء الأزمتين الاجتماعية الشعبية - والمعنوية / الروحية الثقافية - لقاء بين الشعب والنخب عبر عن نفسه في الانفجار الذي جاء أول الأمر من تحت، من القاع المجتمعي، ثم ما لبث أن التحقت الأحزاب وخاصة منها رموزها المثقفة، فأطاح بالسلطوية، التي لن يبقى لها من الآن فصاعدا غير أحد خيارين: الإصلاح أو الندم في مستقبل قد لا يكون بعيدا على رفضه، بعد أن تتأكد من أن الضمانات الأمنية أوهام لا تضمن شيئا، وأنها لو كانت ضمانات حقيقية لما زال أي نظام في العالم، وأن إيمان الحاكمين بجهل الشعب وغربته بعضه عن بعض وعن النخب المثقفة والمسيسة، وقولهم بكل جدية أنه ملتف حول قادته سعيد بالانقياد لهم، معتز بثرائهم وفقره، حريتهم وعبوديته، تخمتهم وجوعه، ليس غير أكذوبة لا يصدقها البشر العاديون، والغريب أن من يطلقونها يتظاهرون بتصديقها!.إن ما حدث في تونس كان الرد على رفض مطلب الإصلاح. وهو رد من طبيعة الواقع، أنجزه الشعب العادي، الذي تحرك من تلقاء ذاته، دون أن ينتظر النخب أو يتلقى أوامر منها، وإن كان من غير الممكن إنكار فضلها في تزويده بالأفكار التي أطرت مشاعره حيال النظام، وبينت له الأهداف التي يجب أن يتبناها، وقدمت له الشعارات التي رفعها خلال تمرده، ورسمت المدى الذي يجب أن تذهب حركته إليه، وهو: تغيير النظام السلطوي واقتلاعه من جذوره وليس إصلاحه، بعد أن بيّن موقفه من مشاريع الإصلاح، التي رفضها بغرور وجلافة، وسلوكه بعد رفضها، أنه غير قابل للإصلاح أصلا. لم تقم المعارضة السياسية والمنظمة بالتمرد، بل تمرد شعب كان يقال بإصرار إنه موال وملتف حول قائده، أو خانع وخائف وراض. ألا يذكر هذا بما جرى في بلاد السوفييت، حيث سقط أحد أقوى نظم الدنيا وأكثر جبروتا وأمنية وقمعا دون أن تكون هناك أية معارضة: منظمة كانت أم غير منظمة ؟. كانت السلطوية العربية مطمئنة إلى أن النخب لا تستطيع إسقاطها، والشعب غائب عن الشأن العام، فأكدت انتفاضة تونس المجيدة والفريدة أنه اختزن مشكلاته في ذاكرته الحية ووعيه بشؤونه اليومية وبالظلم الواقع عليه، وأنه لم يكن غائبا لمجرد أن السلطة لم تكن تفهمه أو تدرك إلى أين وصلت نقمته المتراكمة في صدور بناته وأبنائه جميعهم، وحين انفجر من الألم والذل، بعد أن أيقظت في نفسه فداحة وضعه واقعة تعد شخصية بكل معيار، هي قيام الشهيد الخالد محمد البوعزيزي بحرق نفسه احتجاجا على صفعة تلقاها من شرطي، أخذ انفجاره صورة إعصار جرف كل شيء في أيام قليلة، أجبرته سياسات السلطة وسياطها على البحث عن بديل انفجاري، لأنها سدت جميع السبل الأخرى في وجهه، وأقنعته أنه هالك لا محالة إن بقي صامتا وذليلا، فلا خيار له غير الخروج عليها شاهرا في وجهها قدرا من الغضب والاحتجاج، انهارت أمامه كبيت من ورق.هل سيتوقف انهيار السلطوية عند تونس، أم أن دلالته الرمزية تشمل الوطن العربي بأسره، حيث تسود ظروف تونسية بامتياز: على جانب السلطة، كما على جانب المجتمع والنخب.شقت تونس طريق الحرية بدماء وغضب بناتها وأبنائها، ودشنت زمنا عربيا جديدا سيضع، بالإصلاح أو بالثورات الشعبية، حدا للاستبداد، الذي قتل الأمة، ولم يترك لها خيارا غير الهلاك أو الخروج لقتله. إن تونس هي البداية، والعربي ليس خارج التاريخ، أو حالة خاصة تستطيع العيش دون كرامة أو حرية أو عدالة أو مساواة !. إن ثورة تونس هي الرد الجلي على السؤال الذي لطالما طرحه العقل النقدي العربي: هل الحرية ممكنة عندنا أم مستحيلة؟. وقد جاء الجواب مجلجلا: الحرية حتمية والاستبداد إلى زوال، لأن استمراره هو المستحيل ذاته!.


عودة  الراوية إلى شعبه
بقلم: محمد الأسعد
في أسطورة "الراوية" للكاتب البيروني "ماريو فارغاس يوسا" استعارة جميلة فشعب الماشجوانجاس الأمازوني مشتت في أعماق الغابات يتجول دائما ليحفظ للوجود توازنه، أو حرفيا حتى لا تسقط الشمس ويختل نظام الأشياء، ولكن ما يبقي على وحدة هذا الشعب رواة يتنقلون بين جماعاته المتفرقة ويصلون بينها، وبين تاريخها، وبينها وبين أسلافها، بحكاياتهم إنهم ينقلون الرواة أياما وأسابيع، ويقطعون المسافات الشاسعة، ليصلوا إلى جماعات هذا الشعب المتناثرة، ويسهرون معها قمرا بعد قمر، ثم يواصلون الرحيل·
هذه الاستعارة، ذكرتني بتجربة حية عشناها أطفالا في خمسينات القرن الماضي بعد شتاتنا الفلسطيني الكبير بوقت قصير، وأعادت إلي تلك الليالي، حين كان الأهل والجيران بل وكل من يستطيع الوصول يتجمعون ساهرين حول ضيف زائر قادم "من هناك" أي من فلسطين أو من جوارها، يستمعون إليه وهو يروي أخبار الغائبين، من ظل حيا ومن مات، من رزق بأولاد ومن لم يتزوج بعد، والأكثر أهمية كيف يعيشون وفي أي مكان· وأشعر الآن كم كانت حكايات هؤلاء العابرين الذين قد يرحلون في اليوم التالي فجرا، تمنح الساهرين قدرا مذهلا من البهجة والمتعة: بهجة أنهم أحياء وكذلك من يأتون على ذكرهم، ومتعة أنهم ليسوا مجرد شظايا بل أجزاء من شبكة أوسع تمتد عبر الزمان والمكان، شبكة شعب يستعيد قبل كل شيء صلات بعضه ببعض، وليس صلته بوطنه فقط، أو بالأحرى شعب يستعيد وطنه ويحيا فيه مجددا حين يجتمع شتاته في كلمات الراوية·
كان الأمر عفويا بالتأكيد، أو ابتكار أناس بسطاء يحيون تجربة ثمينة قبل قدم أصحاب النظريات، ولكن قصص الضيف المقبل "من هناك"، القصيرة والطويلة على حد سواء، لم تكن للتسلية كما يبدو، بل تتجاوز التسلية والترفيه إلى شيء مبدئي، إلى شيء "يمكن أن يقوم عليه وجود هؤلاء الناس نفسه" علي حد تعبير "يوسا" في استعارته لهذا السبب ربما حرصت أمهاتنا على رواية الأحداث وتذكيرنا نحن الصغار بالغائبين، الأقرباء والغرباء، الأموات منهم والأحياء، مع إصرار عجيب على ذكر التفاصيل حتى وإن تعلقت بموت الأرنبة أو جفاف البئر أو شدة برد ذلك الشتاء، وربما لهذا السبب أيضا تضاءلت القصص الخرافية في أحاديثهن وهيمنت حكايات الأيام الواقعية في البلاد مثلما كانت بأفراحها وأحزانها، وحكايات التشتت بأسماء الأماكن والناس·
كان الواقع الفلسطيني يتجلى في هذا الفعل البسيط: رواية حكاية، وكأن الحكاية تعادل الحياة ذاتها "من يحكي توهب له الحياة" أو كأن الذاكرة أصبحت مجالا لتجميع العلاقات، مجالا يجتذب إليه الأسر المتجاورة في هذا المخيم أو ذاك، ويجتذب إليه الجماعات التي فرق بينها الشتات·
****
لم تولد الرواية الفلسطينية المطبوعة والمنشورة من هذه التجارب إلا في حالات نادرة جدا· فالكاتب الفلسطيني، شأنه في ذلك شأن الكاتب العربي في الغالب الأعم، تغلبه على تجاربه الحية مفاهيم مغلوطة عن فن الرواية، بل هو لا يرى تجربة إلاّ خلال إطار الكلام النقدي الشائع ومن نافذة الضجيج السياسي الفارغ· إنه أسير الكلام لا التجارب ولهذا لا تتجاوز روايته غناء طائر منعزل في شجرة لا يغادرها إلا لحضور مهرجان أو للمثول، كما يحدث في هذه الأيام، بين يدي دافع ثمن تذكر السفر· إنه لا يرحل في هذا الشتات الكبير، أو هو لم يعد يعنيه، وإن اصطدم به تجاوزه بسرعة وفي وقت يتحول فيه الوطن إلى صفقة ليس من المدهش أن يتحول الفن إلى صفقة أيضا·
لم يتحدث الروائي  الفلسطيني إلى الجماعات المشتتة وإن تحدث عنها أحيانا· كان يفضل الحديث والتلاوة والسهر بحضور آخرين يسعى إلى جلب انتباههم إلى الراوية لا إلى موضوع الرواية، لهذا استقى بواعثه من وسط غير وسطه بحثا عن دور وعن مجد لا معنى له يسمى النجاح الأدبي أو المكانة الأدبية ولهذا أيضا لم يفهم النقد المتكاثر، وبخاصة في سبعينات القرن الماضي، مغزى أقاصيص "سميرة عزام" ولا "غسان كنفاني" ولا "إميل حبيبي"، ولا رأى في سيرة "فواز تركي" المنشورة في السبعينيات ظاهرة جديدة، وأدرج كل هذا في إطار مفاهيمي لا علاقة له بمفهوم الرواية كأساس وجود شعب مشتت يود أن يحيا، أو بشعب يود أن يكون له رواته· كان الإطار مدى واقعية أو خيالية الرواية، أو مدى ثوريتها ولا ثوريتها، مدي اقترابها من الحداثة والأخذ بالأساليب المعهودة، أو مدى تطابقها مع شروط المرمزية الكبرى، وما إلى ذلك من هراء كان الراوية يرحل بعيدا عن الناس إلى دور النشر والنقاد وبلاط المتبطلين في منظمة التحرير لينال رواجا ومكانة·
هذه التجارب التي أشرنا إليها لم تكن سوى تلميحات أولية إلى منحى روائي ستغمره تيارات يدفع بها الى السطح نقاد وروائيون معزلون في أعشاشهم، لا رواة شعب مترحلين بين تجمعاته يجتهدون في وصل ما تقطع من علائقه، الصلة بالوطن أولا، وما عدا ذلك لا أهمية له، ويفسر هذا سقوط حكايات جماعات الشتات من الذاكرة، ودوران الصناعة الروائية وراء دائرة ضوء البلاط وأصحابه· فما أن ينتقل هذا من "عمان" إلى "بيروت" حتى تلف العتمة المشتتين في الأردن، وما أن ينتقل إلى "تونس" حتى يسقط المشتتون في لبنان في الظلام، كان الرواة يتسقطون مصدر الضوء ويتحلقون حوله· ولعل النقمة التي يصبها رواة المؤسسة هؤلاء على حياة شعب الشتات البعيدة عن الأضواء والاستهانة بعذاباته وتفاصيل ذاكرته، وصولا إلى تقديم نصائح ومشاريع بأساليب روائية فجة بدءا من حكاية "ليانة بدر" ومرورا بإنشائيات "رشاد أبو شاور" ووصولا إلى مصنوعات "مريد برغوثي"، هي التعبير الخالص عن ضلال إنساني وفني لم يكشف أحد عن سقمه حتى الآن·
****
شعب الماشجونجاس الأمازوني، أو الشعب الفلسطيني حاليا، لا يجد إلا بالكاد بين مثقفيه من يساعده على ترميم ذاكرته وحفظ توازن عالمه واختراق المسافات بين تجمعاته ووصل ما انقطع من علاقات بين أماكنه، صحيح إننا نتذكر "الأيام الستة" الجميلة لإميل حبيبي، ولكن هذه الإشارات الأولية إلى ضرورة الراوية والرواية لم تجد إطارها النقدي والمفاهيمي، فظلت معزولة تماما تحت مقولات الراوية الذي يستفيذ من أساليب النثر الموروثة، الراوية الساخر أو المبدع، وغابت ملامح "سميرة عزام" في تضاريس النقد الذي لاحق رواة البلاط وكأنها لم تكن، تلك الملامح التي نقلت إلي في أي مكان أكون فيه حكايات وتجارب شعبي المشتت، وأقامت صلة حية بيني وبينه، ولم تتركني معلقا أشك فيما إذا كنت حيا أو ميتا·
"نحن أحياء"، هذا هو ما يقوله الخطاب الفلسطيني في الخمسينات، وقبل أن تأخذ "القضية" مكان الصدارة ويتضاءل شعب الشتات في الخلفية المعتمة، فيقول فلاح فلسطيني لباحثة أجنبية "حتى الآن لا أحد روى قصتنا"، وبالفعل، لا أحد قصّ على هذا الفلاح أخبار الأهل المتناثرين ولا أحد حمل إليهم أخباره، لم يعد الرواة معنيين بالمخيم أو القرية قدر عنايتهم بالبقاء على مقربة من دائرة الضوء فما شأنهم بهذا الماضي؟ لقد شبهه أحدهم بكلبٍ راقد في الشمس وودّ أن يحمل عصا ويضربه·
****
لديّ الآن بضع ملحوظات سألتفت الآن إلى ما أراه عودة الراوية الفلسطيني إلى ذاكرته وشعبه·
الإشارة النقدية الوحيدة إلى هذه العودة جاءت في مقالة للروائي "غالب هلسا" قبل وفاته بوقت قصير في العام 1989 كانت الإشارة الى رواية تعتمد اعتمادا كليا على الذاكرة الفلسطينية فقال غالب إن هذه الرواية (وكانت روايتي "أطفال الندى") "تحمل رؤيا تتطابق مع وظيفة الفن، بما فيه الأدب، حين يعيد إلينا لحظات حياتنا ويستنقذها من العدم ويثبتها· إن تجاربنا وتاريخنا معرضان للضياع ولا نستعيدهما إلا عندما نضعهما في سياق الشكل، سياق تغريب التجربة، وإعادة تمثلها عبر التقمص فنقول حين نقرأ الأدب المتميز منهدشين، هذا صحيح ونعني أن ماتم في العمل الأدبي حدث لنا ولكننا نسيناه وها نحن نفهمه الآن ونستنقذه من النسيان"·
العلاقة بين هذا الكشف وبين وظيفة رواة الأمازون تكاد تكون حرفية، فهم لا ينقذون من الضياع حكاية بقدر ما ينقذون شعبا· وهم لا ينقذون ذاكرة بقدر ما ينقذون حياة· إنهم حين يقصون يقومون بفعل من أفعال الخلق، وهنا تحضرني ملحوظة سجلها الكاتب العراقي "سليم الشيخلي" بعد ما يقارب من ثلاثة عشر عاما، وتتعلق بالرواية نفسها: "يحمل أسلوب الرواية أفقا متراميا يواجه القارىء عند النهايات ليصبح أحد أبطالها الباحثين عن شخصيات أخرى كي يلم الأفق من حوله"·
لا أعرف إن كانت هذه الرواية وضعت علامة مازالت خارج الوعي النقدي الشائع، علامة تشبه شظية من خطاب آخر، غريبة عن الخطاب النقدي العربي وأطره التقليدية، إلا أن الذي أعرفه يقينا أنها أطلقت في أماكن عدة فلسطينية بذور نشوء راوية فلسطيني يقرر أن يرحل بين شتات شعبه بدل أن يتسكع في انتظار مهرجان أو ناشر أو قرد من قرود البلاط، أن يجعل الأواخر أوائل، وأن يرى الوطن انبثاقات من علاقات شعب بين بعضه البعض لا تجريدا قائما في الخطابات والبرامج والصفقات·
بداية لمستُ هذا في "كتاب حمدة" للشاعر الفلسطيني "محمد القيسي" في أواخر الثمانينات·
وهنا أود ذكر حادثة سبقت وصول روايته هذه إلي لأنها مغزى يوضح ما أذهب إليه· حين التقيت به في مهرجان المربد "1987" ولم يكن مرّ على نشر فصول من "أطفال الندى" على صفحات "القبس" الكويتية إلاّ بضعة أشهر، بادرني منفعلا: "ما هذا الذي تنشره في القبس؟"، وظننت للوهلة الأولى أنه يشير إلى حماقة ارتكبتها أو شيء من هذا القبيل، ولكنه سرعان ما قلب ظني رأسا على عقب وفاجأني بالقول إنه منذ أن قرأ ما نشرت توقفت عن الكتابة طيلة بضعة أشهر، لماذا؟ لأنه وجد بالضبط ما كان يسعى إلى كتابته·
وجاءني بعد ذلك بوقت قصير "كتاب حمدة"، ومعه اتضح في ذهني شيء جديد: هاهنا "راوية" يجمع شتات شعبه أو يبدأ التفكير بوظيفة ظلت حتى تلك اللحظة مطمورة تحت خطابات أدبية معتادة: يغني الروائي أو الشاعر حكايات يعتقد أنها سترفعه إلى مكانة الروائي أو الشاعر، أعني أنها ستمنحه دورا ومكانة اجتماعية، حتى لو اقتضاه الأمر، كما قال أحدهم، الانصراف إلى قضايا "عالمية"، فقد أدى ما عليه وها هو الآن يترك لغيره قضايا هذا الشعب المشتت·
هنا في "كتاب حمدة" يستنقذ الراوية أمه وإخوته والغائبين من العدم، وبهم يستنقذ ذاكرته ووجو نفسه، ويستيقظ على واقع منسي ومهمل، ويتطلع حوله للمرة الأولى بعد عمر قضاه في مضغ الورق·
هل كان كل هذا مصادفة؟ ستقودني مخطوطة رواية للكاتب الفلسطيني أيضا "إبراهيم زعرور" في العام نفسه تقريبا إلى يقين أن في الأمر ما هو أكثر من المصادفة، فأقرأ للمرة الأولى حكاية جزء من شعبي هناك في فلسطين الشرقية بعد الشتات بوقت قصير، وأقرأ أساطيره وأخباره ومصائره، والأكثر أهمية، ملامح أناسه الأحياء، في هذه الرواية التي نشرت لاحقا تحت عنوان "ذئب الماء الأبيض" (2002) أحسست باتساع عرق ثمين وتشعبه في منجم يكتشف حديثا، وأن لا علاقة تربط هذه الرواية ورواية القيسي بما هو شائع ويحظى بالمجد· إنها ترتبط بما أومأ إليه "إميل حبيبي" وشقته "أطفال الندى"·
ولم يكن الأمر مصادفة، ولا هي مصادفة أن تولد رواية الذاكرة الفلسطينية خارج أقفاص رواة المؤسسة والمتجولين بين أروقتها، وخارج مطامحهم الضالة في الحصول على أدوار تحددها مراسيم وأوامر بلاطية، فالذاكرة الفلسطينية هدف حرب يشارك هؤلاء الآن فيها لتجريد الفلسطيني من كل ما يذكر بفلسطين، أو بوجود شعب مشتت منذ أكثر من خمسين عاما·
منجم رواة قبيلة؟ ليكن، فالجمال والحيوية اللذان يشعر بهما الناس حين يكتشفون أنفسهم في رواية، يماثلان فرح ودهشة ورغبة المشتتين، سواء في الأوساط الأدبية أو خارجها إنهم يستعيدون ذاكرتهم ويحيون مجددا، بل ويجدون أنفسهم أحياء، حيث يستعصي الفلسطيني على الموت حتى إن مات، في هذه الشبكة التي ينسجها الراوية فتجمع بينهم وبين شعبهم·
سأتعرف بعد ذلك على "آربيسك" أنطون شماس وقد نقلت من العربية إلى الإنجليزية، و"خارج المكان" لإدوارد سعيد، فأعرف هذه المرة أن ماظننته إنجازا فرديا هنا أو هناك، إنما هو يقظة فلسطينية، وتلمسات جو عام أطلقتها غريزة الحياة فينا· صحيح أننا نقرأ ونلم بطرف من هذه الأيديولوجيا أو من هذه النظرية النقدية أو تلك، ونشعر أننا ننتمي إلى رواية حديثة تجيء من أمريكا اللاتينية، أو من اليابان، ولكن ما يتضح يوما بعد يوم هو أن كل راوية أو مغن هو راوية شعب ومغني شعب، للسديم رواته ومنشدوه بالطبع، إلا أننا أرضيون بالمعنى الذي تاق إليه "نيتشه" في انقلابه على ألف عام من تجريدات الفكر الغربي، وبالمعنى ذاته الذي نفعله بالانقلاب على عقود من عالم رواة ومنشدي البلاط المتنقلين بين خيولهم وأعشاشهم وبين احتفالات أولياء أمورهم وسهراتهم·

Evil on the high seas

By Fawaz Turki
June 7, 2010
Here's a warning to those pirates off the coast of Somalia: You may be the only pirates operating in the Red Sea, but there are more deadly ones operating in the Mediterranean, on whom you can't pull rank.
The lethal attack by Israeli commandos on the lead Turkish-flagged ship of a Gaza-bound aid flotilla last week, which resulted in the slaughter of nine activists, goes beyond Tel Aviv's breach of international law and its unconscionable blockade of the impoverished Strip. It touches on Israel's long-held, though self-defeating, policy of always resorting to force of arms, rather than force of reason, to resolve its disputes with the world around it, presumably smug in the knowledge that whatever outrage it committed, be it the invasion of a neighboring country or the dispatch of death squads to murder opponents, it had a major power behind it ready to justify its actions.
In that regard, contrast President Barack Obama's tepid response to the murder of those nine activists delivering relief supplies to Gaza -- “deep regret over the deaths” -- with that of other world leaders, including those in Europe, which was outright condemnation.
Israel's act of piracy in international waters last week has done more than highlight the inhumane nature of the blockade; done more than rupture Israel's relations with Turkey (it would appear irreparably, if you consider what Turkey's Foreign Minister Ahmad Davutoglu had to say at a breakfast meeting last Tuesday: “Now it is time to decide -- are we in a civilized world, or do some continue to have the law of the jungle? If it is the latter, we know what to do”); done more than project Israel as a strategic burden to the U.S.; and done more than aggravate divisions within the American Jewish community between those liberal Jews who believe in a peaceful solution to the Palestine conflict and those ageing, Zionist fossils in the American Israel Public Affairs Committee who believe in backing Israel irrespective of how brazen, provocative and criminal its policies are.
That act of piracy has shown that Israel -- probably the most reviled entity in the world today -- is really not a civilized country that you can do business with. No wonder that, already, many Arab states are now rethinking the Arab League resolution, passed at a summit conference in Beirut in 2002, offering Israel full diplomatic recognition in return for its withdrawal from the Occupied Territories in Palestine and Syria.
Militarily, of course, the Palestinians have never been a threat to Israel, or even Israel's occupation, over the last 43 years. When you barely own a wet match, you are hardly in a position, in the words of Malcolm X, to “burn down your master's house”. But as a people possessed of and possessed by an idea, an idea central to the human condition, that freedom is a God-given right accorded all men and women, they are stronger than whatever arsenal of weapons Israel could marshal against them. Moreover, once that idea is seen by a subjugated people as realizable, there is no stopping that people. Even the British Empire, in its colonial heyday, and later the American Empire, in our time, did not know how to stop these people, convinced as they were that they would overcome.
Nature of grievances
In his commentary on the French Revolution, Alexis de Tocqueville captured the essence of that idea when he wrote: “Endured so long as it seemed beyond redress, a grievance comes to appear intolerable once the possibility of removing it crosses men's minds”. No doubt those hundreds of international peace activists, from 32 countries, aboard the Gaza-bound flotilla carrying 10,000 tons of supplies to a besieged population, were fully aware not only of the power of that idea, but the power of that idea's corollary. That is, in the world we inhabit today, where monstrous evil has been committed all the way from Nazi Germany to Communist Cambodia, no man can remain silent, no man is an innocent bystander, for by taking no interest in political affairs, by not being actively engaged, we give our approval to the prevailing order.
It is both a pity and a scandal that Israel, seemingly heir to a long tradition of liberal Jewish thought in the diaspora, has now embraced self-definitions eccentric to that tradition: Use brutal force to subjugate another people and military prowess to settle disputes with neighbors, then characterize your victims' resistance as terrorism. I'm sure that's not what a lot of people, in the last two decades of the first half of the 20th century, who supported the idea of a haven for Jews in Palestine, had in mind when they envisioned a future Israel.
As a reader briefly but tellingly wrote in a letter to The New York Times last Wednesday: “When I was 13 years old, in 1948, I won awards collecting donations for … Israel. Well, I've had it with Israel, and I want my money back”.
And you thought that only people in the Third World and the European world have had it up to here with this outlaw state called Israel.
Fawaz Turki is a journalist, lecturer and author based in Washington.
 (Source: Gulf News)

الحملات الصليبية.. يحلمون بحطين

صحف عبرية
2011-03-04
قد لا تكونون سمعتم بذلك، لكن حكومات اسرائيل تقوم منذ سني جيل بحرب عالمية على الكلمة الانجليزية (crux) التي هي المصدر اللاتيني للكلمة الانكليزية (cross) وعلى اسم مجموعة النجوم المعروفة باسمها الأصلي cross australis. ليس لهذا النضال أي صلة بالتوترات بين الأديان ولا بالرمز المسيحي المعروف، وهو موجه فقط على الاستعمال المقبول اليوم للكلمة باللغة الانكليزية، والتي يُستمد معناها من نقطة الوصل المركزية بين ذراعي الصليب والتي تعني: الشيء الرئيسي أو لب الموضوع أو العامل الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو مفتاح الحل أو نقطة أرخميدس.منذ حرب الايام الستة جُندت أذرع دعاية اسرائيل لمواجهة مقولتين مع كلمة Crux، أصبحتا كليشيهي سياسة حديدية وهما أن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو الـ ' crux' أي المفتاح المركزي لحل الصراع العربي الاسرائيلي، وان الصراع العربي الاسرائيلي من جهته هو الـ crux ، أي نقطة أرخميدس التي يمكن ان يعتمد عليها السلام والسكون في الشرق الاوسط كله. أعلن الرئيس المصري انور السادات من فوق منصة الكنيست في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 1977 انه 'لا أحد يستطيع إنكار ان الفلسطينيين هم ' crux' المشكلة'، لكن اسرائيل لم تقتنع واستمرت في الإنكار.إن وضعنا التاريخي في ظاهر الامر غير سيىء على الاطلاق. فعداوة الدول العربية، لا الشأن الفلسطيني، هي التي كانت في مركز الحروب الكبيرة التي قامت بها اسرائيل من حرب الاستقلال الى سيناء الى الايام الستة ثم يوم الغفران، وليس من الصعب ان نبرهن على ان الزعماء العرب استخفوا بالفلسطينيين وداسوا كرامتهم وهم يرددون حقوقهم.لا يستطيع أحد ايضا أن يُنكر حقيقة ان الشرق الاوسط مفجر على نحو مفرط بحروب وصراعات ليست لها أي صلة باسرائيل، من حرب ايران مع العراق في الشرق الى الصراعات في سهارة في الغرب، مرورا بالحروب الأهلية في لبنان وكردستان في الشمال حتى المواجهات في الصومال والسودان واليمن في الجنوب. لا تخطئوا في أوهام ان حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني أو حتى الاسرائيلي العربي سيفضي الى هدوء في الشرق الاوسط، زعمت اسرائيل، لان الحرب راسخة في المنطقة دونما صلة باليهود ودولتهم.
يحلمون بحطين
استمر هذا الصراع اللغوي بكامل قوته حتى بداية التسعينيات تقريبا، ما ظلت اسرائيل تصد عنها الهوية الفلسطينية، لكنه خفت تماما تقريبا بسبب الانتفاضة واتفاقات اوسلو والاعتراف المتسع بضرورة انشاء دولة للفلسطينيين والحقيقة البسيطة ان هذه الحملة الدعائية قد انتهت بهزيمة.وهنا في الاسابيع الاخيرة حظيت حركة مقاومة الـ ' crux' بحياة جديدة فجأة، على أثر التمرد العربي الكبير في 2011. يقول أناس الدعاية عندنا مرة اخرى أنظروا الى الجماهير المنتفضة في تونس ومصر واليمن والبحرين وليبيا: انهم لا يتظاهرون بسبب اسرائيل ولا يجعلون اسرائيل في مقدمة انتفاضتهم، وهذا برهان آخر لكم على ان الصراع مع الفلسطينيين هامشي تماما بالنسبة للتطورات في المنطقة. أتركونا في هدوء والعاصفة من حولنا، فنحن لسنا المشكلة ولا الحل ايضا.إن ادعاءاتنا مع ذلك تقع الآن على آذان أشد صمما مما كانت قط. يستعد زعماء الغرب لمعركة مصيرية لا يمكن الاقلال من أهميتها، على مستقبل الشرق الاوسط ومصير احتياطي النفط. لا يجب أن نُذكرهم برغم أن هذا لن يمنعنا لذتنا بأن الحديث عن صراع حياة أو موت مع ايران والاسلام المتطرف. لان فكرة ان تقع الشواطىء الجنوبية للبحر المتوسط من مصر الى ما يليها غربا في أيدي منفذي أوامر آيات الله من طهران هو أكبر كابوس لزعماء الغرب، وخطر وجودي حقيقي على القارة الاوروبية التي تملك كما يجب أن نُذكر، ذكريات تاريخية أكثر فظاعة مما عندنا، منذ ايام احتلال الأمويين في القرن الثامن لاسبانيا ثم بعد ذلك الحملات الصليبية ومعركة حطين التي هَزم فيها صلاحُ الدين الصليبيين الاوروبيين في القرن الثاني عشر الميلادي، ثم الى ما يقرب من 500 سنة احتلال وحرب وصراع دائم مع الدولة العثمانية حتى هُزمت في مطلع القرن الماضي.يستعد الامريكيون والاوروبيون الآن لجهد سياسي واقتصادي مكثف لمحاولة الاستيقان من ان الدول العربية 'المحررة' ستتحول قدر المستطاع الى نظم حكم شبه ديمقراطية تهتم بالحفاظ على الاستقرار وتحسين حياة مواطنيها حتى لو لم تتبنّ كلها سياسة موالية للغرب واضحة بل سارت إثر النموذج التركي وهذا أخف الضرر. قد لا يكون الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لب الصراع في نظرهم ايضا لكنه عضو حيوي مع كل ذلك. قد لا يكون الملك فوق لوحة الشطرنج لكنه ملكة تستطيع ان تحسم المعركة أو تثبط على الأقل احتمال الدمار والخراب على أيدي الحركات الجهادية التي تطمح الى الحكم.أصبح العاجل الآن عند الاوروبيين مُلحاً بذعر، وتحول الحيوي الى ضرورة حياة أو موت، وبيت الجيران يشتعل ومفتاح إطفائه كما يعتقدون في يد الحكومة في القدس. فضلا عن ذلك، يوجد من اجل تسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني خريطة طريق مرسومة وحلُّ ثمنه معروف سلفا، وكل ما بقي هو 'قرع الرؤوس معا'، كما قال ذات مرة الرئيس الراحل عيزرا وايزمن حتى يخرج الدخان الابيض.
نحو الخطبة الثالثة
كانت اسرائيل معزولة حتى قبل الاضطرابات الاخيرة، ولم يعد لاوروبا صبر علينا حتى قبل ان يحتل المتظاهرون تونس والقاهرة وبنغازي، لكن ما كُتب في الجدار أخذ يزداد حدة الآن، والرسالة لا تشجع من يريد الحفاظ على الوضع الراهن. فحتى لو كان الرئيس اوباما قد أراد ان يدع الشرق الاوسط وشأنه كما ظن بعض المحللين، فان الاوروبيين يستعملون ضغطا ثقيلا وقد تغيرت الظروف من النقيض الى النقيض، وكذلك العجلة والإلحاح على تحصين المواقف والتوصل الى انجازات. ينوي اوباما ان يخطب في الفترة القريبة في 'العالم الاسلامي' خطبة ثالثة بعد الكلام الذي قاله قبل سنتين في اسطنبول والقاهرة، وبدأت تُسمع في القدس صافرات تحذير تعلو وتنخفض لا بسبب عُطل هذه المرة.تحدث موظف رفيع المستوى هذا الاسبوع عن نية رئيس الحكومة أن يعرض خطة لتسوية بينية، لكنه بحسب المزاج السياسي الذي أخذ ينشأ في واشنطن أو خاصة في عواصم اوروبا، فمن المحتمل افتراض ان تُستقبل هذه الخطة اذا عُرضت باعتبارها قليلة جدا ومتأخرة جدا خصوصا. لا يجب ان تكون عبقريا في الجيولوجيا كي تدرك ان الزلزال في العالم العربي سيُنشىء في نهاية الامر أمواج تسونامي سياسية قد تُغرق ايضا فروضنا الأساسية وصراعاتنا. هذا هو 'crux' المسألة الآن.
اسرائيل اليوم 4/3/2011



المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نيويورك تايمز: بوتين من الانزلاق من رجل دولة إلى طاغية !

ريتا محمود درويش هل هي تمارا بن عامي أم تانيا رينهارت ؟ The Beloved Jewish

الحراكات والإسلاميين ينظمون مسيرة اصلاحية كبرى عشية الإنتخابات