كتاب الأردن انهالت أقلامهم بمناقشة الكونفيدرالية بين فلسطين و الأردن!!

المخرج السينمائي و الكاتب فيصل الزعبي فاجأنا في حركة إبداع أنه كان قد كتب و نشر مقالته التالية عن الكونفيدرالية الأردنية الفلسطينية قبل أكثر من خمس سنوات (21-7-2007) والتي نشرتها الكترونية عمون في بداية تأسيسها و قد هالنا العمق و الرؤية السياسية التي جاءت بواقعية نضالية لن يدرك أبعادها للأسف كثير من الكتبة اليوم و الذين ينهالون علينا بمقالاتهم التي توقعها الزميل فيصل الزعبي في وقت مبكر: إليكم مقالة الفنان المبدع  فيصل الزعبي - إعادة نشرها - وكما نشرت في الزميلة عمون



الكونفدرالية الآن ضرورة وطنية
فيصل الزعبي
بات من الواضح والمؤكد أن إسرائيل لا تريد التفاوض مع الفلسطينيين على الوضع النهائي ، كونها لا تريد دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 ولا تريد الخوض بهذا الاستحقاق وتبعاته فهي مازالت على ثقة بأن الفرصة أمامها سانحة وكبيرة لقضم مزيداً من الأراضي وخلق وقائع جديدة يومياً ، ولذلك تدير الظهر للمبادرة العربية وكل من يروج لها .الفلسطينيون هم الآن يعيشون ما بين تصفية قضيتهم كشعب وما بين تصفيتهم كقيادات وقوى سياسية .
القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني باتت الآن على حافة الضياع ، فالقضية تتموضع الآن في مرحلة من المراحل التاريخية للضياع والضم والتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي .
ضياع للدولة المنشودة ..
ضياع للحق المتبقي ..
ضياع للتراكم النضالي للشعب الفلسطيني ..
وضياع في البوصلة والاتجاه للتحرر المنشود ...
إذاً ما العمل ؟ هل يبقى الفلسطينيون يموتون وحدهم ويتلقون الضربات لوحدهم تحت طائلة مسئوليتهم وحدهم كونهم شعب مستقل بقرار تمثيلهم الشرعي الوحيد لإدارة صراعهم غير المتكافئ مع عدو يعمل في السر والعلن ، بالقوة والصلف في تصفية قضية شعب برمته .
نحن كشعب أردني بتركيبته الثنائية ( الأردني والفلسطيني ) معنيون سياسياً وأخلاقياً ، برد الضرر الفادح لهذا العدوان على حقوق نصف شعبنا على الأقل . وعلينا كدولة وكشعب أن نقدم المبادرات الخلاقة بكل السبل لمنع هذا الضياع وهذه التصفية المنهجية من قبل الإسرائيليين .
المبادرة الوحيدة التي يمكن أن نقوم بها وبالتنسيق مع الفلسطينيين من جهة ومع العرب من جهة ثانية ومع العالم من جهة ثالثة في طرح المشروع الكونفدرالي للدولتين وبالتالي للشعبين ، وأن تكون هذه الكونفدرالية قبل قيام الدولة الفلسطينية بالتأكيد وذلك :
•       كون الحديث عن كونفدرالية بعد قيام الدولة الفلسطينية ، هو حديث عادي وله أهمية لا تزيد عن طرح كونفدرالية بين أي دولتين عربيتين .
•       كون فكرة الكونفدرالية قبل قيام الدولة هي فعل نضالي لعودة الأرض وخلق مسئولية مشتركة لعودة الحقوق والكيان
•       وكون قيام الكونفدرالية ، تجعل الـ ( الشرق أردني ) يحس ويعرف أن شريكه الفلسطيني في الدولة كونه شريكه في الأرض ( دولة من شعبين تمتد جغرافيا شرق النهر وغربه) يتشاركون فيها في الحكم والحياة ( وهم نسبياً على أرض الواقع كذلك ) .
•       وقيام الكونفدرالية تجعل من ( الفلسطيني ) ليس لاجئاً بل صاحب أرض يتشارك مع صاحب أرض آخر . وبذلك تنهي ( عقدتين نفسيتين مستترتين عند الأردنيين والفلسطينيين معاً ) في خلق واقع لمفهوم الدولة المشتركة ( الدولة ما قبل الكونفدرالية )
•       وكون الأردن الآن يشكل مزيجاً حقيقياً لشعبين منذ مئات السنين ، من المستحيل الإنفكاك لظروف إنسانية واجتماعية وديموغرافية ( باستثناء أصحاب العقل الإقليمي من هذا الطرف أو ذاك ) .
على الصعيد العربي والدولي يتقدم الأردن ضمن المبادرة العربية بمشروع الكونفدرالية بالشراكة مع منظمة التحرير ( الممثل الشرعي ) للفلسطينيين . وتصبح قيام الدولة الفلسطينية ضمن الدولة الكونفدرالية التي تتأسس على نطاق شرعيتين الشرعية الأولى : حدود ال67 ، والشرعية الثانية أن الأرض تم احتلالها وهي ضمن دولة وحدة الضفتين ، بذلك تكون إسرائيل أمام استحقاق دول ، وليس كما تدعي ( بغياب المفاوض الفلسطيني ) .
وعندما تعود الأرض نلجأ للخيارات الديموقراطية الكثيرة في بقاء هذا الشكل للدولة المتحد ، أو ما يراه الشعبان لمصيرهما ، وسيكون الشعب الأردني الفلسطيني المشترك بالكيان هو وحده المعني بالمصير .
الكونفدرالية قبل تحرير الأرض هي فعل نضالي لعودة الأرض ، وهي حل وطني مُسبق لمشاكل قد تأتي بعد تحرير الأرض هذا إذا تحررت .
الإسرائيليون وحدهم الذين سيقاومون هذا الاستحقاق وهم وحدهم الذين سيرفضون فيما إذا اتفق الأردنيون والفلسطينيون على ذلك .
faisalzoubyGmail.com
فيصل الزعبي


كونفدرالية غير بريئة
15/12/2012
راتب عبابنة
الخبر الذي مفاده الإتحاد الكونفدرالي بين الضفة الغربية والأردن بدأ يتفاعل على الصعيد الشعبي وعلى الصعيد الصحفي وبين المراقبين والمثقفين وأصحاب الرأي والمهتمين. كما وبدأت التغذية الراجعة تطفو على سطح المشهد السياسي الأردني الفلسطيني.
ولم نسمع مباركة للفكرة سوى من جريدة عبد الباري عطوان الناطقة باسم الفلسطينيين. وإن صح الخبر إذ لا دخان بدون نار وبالطريقة الإستخفافية للأردن وكأنه فقاسة بيض تضع بها ما تشاء من أنواع البيض, لهو تجاوز صريح وغير محمود لإرادة الأردنيين.
وما يزيد من الدهشة كيفية إخراج الخبر الذي يصور الموضوع وكأنه متوقف فقط على استعداد الفتحاويين للتفاوض مع الأردن للتوصل للكونفدرالية، وكأن الأردن عبارة عن حاضنة لا رأي له يقرر الآخرون زمان وكيفية تخزين بضاعتهم به.
على الأرجح تم تسريب الخبر لجس النبض الشعبي وقياس مدى تقبل الشعبين الأردني والفلسطيني لفكرة الكونفدرالية. وعلى الصعيد الرسمي الأردني يتم التأكيد بكل المناسبات وعلى لسان جلالة الملك عبدالله الثاني على الحل القائم على فكرة قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على تراب فلسطين وعاصمتها القدس.
قبل الحديث عن الكونفدرالية كان الأوْلى التنسيق مع حماس التي تحكم قطاع غزة باستقلالية تامة عن فتح إذ لا يمكن الحديث عن الكونفدرالية باستثناء غزة الحمساوية.
ونعلم جميعا أن نقاط الخلاف بين الطرفين أكثر من نقاط التوافق، لذا من الضروري ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي للخروج برأي موحد وتصور واضح من شأنه تقوية الموقف الفلسطيني بكل الظروف، وخصوصا عند اتخاذ قرارات مصيرية تنعكس على شعب وكيان وهوية.
وإذا أخذنا بعين الإعتبار الجزء المتعلق بالتفاوض مع الأردن ودول أخرى لا يعني ذلك إلا التفاوض مع الأردن بخصوص الضفة الغربية، ومع مصر بخصوص غزة. كما لا نهمل التزام حماس الصمت حيال ذلك وعدم التعليق أو القبول أو الرفض لهذا الطرح.
إن قامت دولة فلسطينية بالوضع الحالي وهي متقطعة الأوصال فسيكون التواصل صعبا والسيطرة المركزية على شطري الدولة شبه مستحيل بسبب التباعد الجغرافي إذ باتحاد سوريا ومصر عبرة لمن يعتبر. التواصل الإتصالاتي والإلكتروني لن يكون كافيا لانعدام أو صعوبة التواصل التماسي المباشر بين الشطرين. وهو تواصل أشبه ما يكون بالذي يعطي وكالة لغيره لينوب عنه بإجراء عقد الزواج على فتاة هي في دولة والزوج بدولة أخرى, الزواج موثق لكنه ليس مفعلا.
من ناحية أخرى, وبعد الإستطلاع والإستقصاء والإستقراء لآراء فئات متنوعة من الأردنيين, وجدنا الرأي العام يتمحور حول الرفض التام للفكرة للقناعة المتجذرة بعدم احتوائها على ما يعود بالخير للأردن والفلسطينيين معا. وهذا عائد لأسباب متعددة يؤمن بها الأردنيون ويرون بمخالفتها مساس بهويتهم الوطنية الأردنية مثلما هو مساس بالهوية الوطنية الفلسطينية.
الكونفدرالية يفهمها الأردنيون أنها مصطلح بديل لمصطلح الوطن البديل المرفوض جملة وتفصيلا. وما يدعم هذا الفهم هو عدم قبول الإدارة الأميركية وإسرائيل بالحل القاضي بقيام دولة فلسطينية مستقلة, فما الحل البديل للدولتين لدى هاتين الدولتين المتغطرستين؟؟
إذن طرح كهذا يجعل من رئيس السلطة الفلسطينية ناطقا باسم الإدارة الأميركية وإسرائيل، بل وينوب عنهما بالتنفيذ الناعم لمخططاتهما التي تصب بصالح اسرائيل وإلحاق الضرر بالأردن والفلسطينيين.
وهناك فلسطينيو لبنان وسوريا الذين يوجد شبه توافق عالمي على حتمية إخلائهم من مناطق تواجدهم ليتم تخزينهم بالحاضنة الجديدة التي يرسم عليها أبو مازن. ونعلم جميعا مدى البؤس والتضييق وتحريم عشرات الوظائف على الفلسطينيين والتنقل بوثائق سفر تنفي صفة المواطنة وغير ذلك مما يجعل من حياتهم جحيما يدفع بالآخرين للبحث لهم عن بدائل أكثر راحة واستقرارا وثباتا.
ومما سيترتب على طرح رئيس السلطة الفلسطينية, التنازل عن حق العودة والتنازل عن حق قيام دولة مستقلة وعاصمتها القدس وهو حق طالما نادى به أبو مازن ورفاقه. فهل سيتغير الخطاب الفتحاوي من الآن فصاعدا؟؟ هل سرب هذا الخبر ليأتي أكله حتى انقضاء المدة القانونية (الستين يوما) التي تفصلنا عن الإعتراف النهائي والتي تأتي بعد التصويت على فلسطين دولة بصفة مراقب غير عضو؟؟
وما يعزز مصداقية الخبر عدم النفي الصريح له، بل تأكيده بشكل غير مباشر على لسان أبو ردينة القائل لا بحث للكونفدرالية قبل قيام الدولة الفلسطينية. وسبب آخر هو التوافق السعودي القطري المصري التركي مع حماس بعيدا عن فتح.
لذلك نرجح جدية الخبر وصدقيته لخلط أوراق اللعبة وتحريك حماس وإثارتها لاتخاذ مواقف أكثر تصلبا. وما يدلل على ذلك تغيير الخطاب الحمساوي الذي قبل منذ زمن ليس بالقصير بقبول حدود الدولة الفلسطينية ضمن أراضي 1967. وما جاء على لسان خالد مشعل خلال زيارته ذات الدلالات الكبيرة لغزة من مناداة بالعمل على تحرير كامل فلسطين لهو تغيير بخطاب حماس وربما ردة فعل مباشرة ترتقي للحفاوة واستقبال الفاتحين الذي استقبل به مشعل من قبل الغزاويين الحمساويين. على أية حال ما قيل يحسب بسجل حماس بغض النظر عن الدوافع والأهداف.
علينا ألا نغفل الضغوط المرهقة التي تتوالى على الأردن من مصر(الغاز) والسعودية (النفط والمال) وقطر (الدور المتصاعد والمندفع بسطوة المال) وتركيا (الدولة السنية التي تحاول خلق توازن مذهبي في المنطقة). ضغوط تدفع بالتأزيم الداخلي المؤدي لإرباك بالتعامل الخارجي مؤداه الدفع بالأردن للقبول بإملاءات هذه الدول المتمثلة بزج الأردن بالأزمة السورية وإشراكه ليلعب دورا فاعلا حسب رؤى هذه الدول من مناصبة العداء للنظام السوري وتسهيل دخول السلاح للتعجيل المفتعل بالإطاحة بالنظام السوري. والأردن لم ولن يكون طرفا بالنزاع الذي ربما يفضي لتسلم سدة الحكم من قبل الحركات الإسلامية.
وهذه الضغوط تهدف لإضعاف الأردن والنيل من مواقفه المبدأية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية.
المشهد السياسي أصبح واضحا للجميع بمن فيهم أبو مازن ومستشاروه. لقد كان الأجدر بهم العمل على التفاهم مع حماس لقطع الطريق على المتدافعين الذين يظهرون بمظهر المستميت على نصرة حماس ودعم أهل غزة لكن وراء الأكمة ما وراءها.
بعد قراءة المشهد السياسي ومعطيات الواقع والتحركات المتلاحقة من قبل مجموعة الدول الأربع, نخلص إلى أن الكونفدرالية الفلسطينية مع الأردن تعني الوطن البديل التي تنادي به اسرائيل بأدبياتها البينية وأحيانا المعلنة. وهذا ما يدعونا للقلق على تذويب الهويتين الأردنية والفلسطينية والتفريط بالحقوق الفلسطينية ومحاولة للتعدي على الحقوق الأردنية, وهو الشيء الذي نرفضه بشدة وسنقاومه بشدة ونقاتله بشراسة حفاظا على الثوابت الوطنية الأردنية.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نيويورك تايمز: بوتين من الانزلاق من رجل دولة إلى طاغية !

ريتا محمود درويش هل هي تمارا بن عامي أم تانيا رينهارت ؟ The Beloved Jewish

الحراكات والإسلاميين ينظمون مسيرة اصلاحية كبرى عشية الإنتخابات