تظاهرات عالميّة تنديداً بالعدوان وإحراق العلم الإسرائيلي في واشنطن



تظاهرات عالميّة تنديداً بالعدوان وإحراق العلم الإسرائيلي في واشنطن

واشنطن، باريس، الخرطوم ــ العربي الجديد
شارك ما يزيد عن عشرة آلاف متظاهر في واشنطن، السبت، في مسيرة جابت الشوارع الرئيسية في قلب المدينة، نصرةً لغزة، وتنديداً بالعدوان الصهيوني، ووصلت المسيرة إلى حديقة لافيت، أمام البيت الأبيض.
وتزامنت المسيرة مع تظاهرة صغيرة مؤيدة لإسرائيل، في شارع بنسلفانيا، في الجهة الأخرى من البيت الأبيض، سرعان ما أحاطت الشرطة بالمشاركين فيها، وأجلتهم من الساحة على متن شاحنة تابعة لها خوفاً عليهم، على ما يبدو، من رد فعل الغاضبين من المجازر الإسرائيلية في غزة.
وقبل ذلك، كانت مجموعة من الشبان والنساء والأطفال قد أعربت عن غضبها من أعمال إسرائيل الوحشية ضد المدنيين في غزة، عبر إحراق العلم الإسرائيلي في أحد الشوارع القريبة من البيت الأبيض، وسط العاصمة الأميركية.

أما في فرنسا، فانطلقت مسيرة تضامنية حاشدة مع غزة من ساحة "دانفر روشرو" إلى ساحة "الانفاليد"، في باريس. وشارك في هذه المسيرة 20 ألف شخص، وقد جرت بدعوة من "التجمع الوطني لسلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين" (يضم 50 جمعية وحزب ونقابة).
وجرت التظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة شهدت أجواءً سلمية ولم تتخللها أية تجاوزات. واكد منظمو المسيرة أنها حققت أهدافها في إظهار أن تجمع كل المنظمات يشكل جبهة موحدة في وقوفها الى جانب أهل غزة منذ العدوان الإسرائيلي، كما حدث في ٢٣ يوليو/ تموز الماضي.
"
جرت تظاهرة فرنسا وسط إجراءات أمنية مشددة شهدت أجواءً سلمية، ولم تتخللها أية تجاوزات
"
كما أن المسيرة وجهت رسالة الى السلطات الفرنسية، خصوصاً للرئيس فرانسوا هولاند، بضرورة أن تبدّل فرنسا موقفها حيال فلسطين وتتحمّل مسؤولياتها في معاقبة إسرائيل.
وحمل المشاركون يافطات تدين "العدوان الاسرائيلي الهمجي" على غزة، وطالبوا بـ"رفع الحصار اللاشرعي والمجرم" عن القطاع.
أما على صعيد التغطية الاعلامية لمجازر غزة، فقد صدرت في باريس، السبت، سلسلة مقالات تناولت استراتيجية إسرائيل في مواصلة قصفها وقتل الأطفال والنساء، مشددةً على أن هذه الاستراتيجية لن تنجح بأي شكل في حل مشكلة "حماس" والقضاء عليها.
ولفت المعلّقون إلى أن القصف الجوي والبري وإغلاق المعابر والانفاق لن تحل مشكلة "حماس".
وفي تحليلاتهم لما يجري، أشارت بعض الصحف، من بينها "لوفيغارو"، الى أن إسرائيل وضعت نفسها في مأزق حقيقي ولا يوجد أي أفق للخروج منه، وأن الادارة السياسية في إسرائيل ليس لديها حل في الوقت الراهن، لأنها تفتقد الى رؤية.
وكتبت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن "ما يجري ليس حرباً، ولا شيء يمكن أن يبرّر قتل الاطفال والمدنيين".
منظمات يهودية ترفض العدوان
في هذه الأثناء، نظمت منظمات يهودية مستقلة ونشطاء حقوق إنسان، مساء السبت، تظاهرة احتجاجية للتنديد بالحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، رفعوا خلالها شعارات من بينها: "ماذا لو كان أطفالك في غزة؟"، بحسب "الأناضول".
ونظمت التظاهرة منظمة "السيدات المتشحات بالسواد" (يهودية مستقلة)، بالتعاون مع منظمة الصوت اليهودي المناهض للصهيونية، ومنظمة اليهود الأوروبيين من أجل العدالة والسلام.
وشارك في التظاهرة أعضاء من المنظمات الثلاث وعدد من نشطاء حقوق الإنسان في النمسا، ليس بينهم عرب. ورفع المحتجون صوراً لأطفال من غزة استهدفتهم الطائرات والمدفعية الإسرائيلية.
كما رفعوا لافتات تحمل شعارات تندد بالحرب على غزة، منها: "أوقفوا المجازر الإسرائيلية"، "ادعموا 800 ألف طفل فلسطيني في القطاع"، "ماذا لو كان أطفالك في غزة؟".
"
إسرائيل ترتكب جرائم فظيعة بحق العرب والفلسطينيين منذ عام 1948 وتمر كل مرة وكأنها لم تفعل شيئاً
"
وقالت رئيسة منظمة السيدات المتشحات بالسواد، باولا حوراني، لوكالة "الأناضول": "أنا حزينة للغاية بسبب ما يجري في غزة تحت مرأى ومسمع العالم من دون أن يحرك ساكناً".
وأضافت: "يجب على العالم الحر والمجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي التحرك بسرعة. غزة تشهد كارثة ومأساة إنسانية لم تشهدها من قبل".
وأضافت أن "إسرائيل ترتكب جرائم فظيعة بحق العرب والفلسطينيين منذ عام 1948 وتمر كل مرة وكأنها لم تفعل شيئاً"، فيما قال عضو منظمة الصوت اليهودي المناهضة للصهيونية، نوربرت روزا، إن "إسرائيل تتبع سياسات صهيونية عنصرية ضد الشعب الفلسطيني".
ودعا إلى "ضرورة محاكمة قادة إسرائيل على المجازر والمذابح التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ عام 1948". وأضاف: "وعلى المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي التدخل لحماية المدنيين الفلسطينيين في غزة".
تظاهرة بروكسل
في غضون ذلك، احتضنت العاصمة البلجيكية، بروكسل، مساء الجمعة، تظاهرة ثقافية تضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزة، دعا إليها حزب "العمال" البلجيكي، وشارك فيها عدد من المنظمات الاهلية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني.
وتميّزت السهرة، التي شهدت تجمع ما يزيد عن ألف مشارك، عن باقي الحراك التضامني مع الشعب الفلسطيني في بلجيكا، بطابعها الثقافي، حيث رفع شعار واحد، هو: "حل واحد: أوقفوا الاحتلال".
وانطلقت السهرة بوقفة احتجاجية لتكريم ضحايا غزة من الأطفال، لتنطلق إثرها الفعاليات التي شملت شهادات بعض العائدين من غزة من أطباء وسياسيين، إلى جانب تقديم أغانٍ وقصائد ورسوماً للأطفال، بحسب وكالة "الأناضول".
"
طالب البرلمان السوداني بتفعيل "هيئة الدفاع عن العقيدة والوطن" للتمكّن من المشاركة في الجهاد في فلسطين
"
وتلخصت مطالب تلك التظاهرة في "فك الحصار الاقتصادي والسياسي عن غزة، وفتح المعابر أمام الجرحى والعائلات المنكوبة واعادة الخط البحري نحو غزة لنشاطه المعتاد"، بحسب مشاركين.
وتشهد بروكسل، مركز القرار الأوروبي، ومقر أبرز المؤسسات الأوروبية (المفوضية الأوروبية، البرلمان الأوروبي، والمجلس الأوروبي)، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، حركة تضامن شعبي مع الشعب الفلسطيني شملت مسيرات وتظاهرات عديدة.
الخرطوم تدعو لاجتماع عربي طارئ
عربياً، وجّه البرلمان السوداني وزارة الخارجية السودانية لمخاطبة جامعة الدول العربية من أجل عقد "اجتماع طارئ للجامعة لبحث الحرب الدموية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة".
وعقد البرلمان السوداني اجتماعاً طارئاً، السبت، ضم وفوداً من الاتحادات البرلمانية الافريقية والعربية في الخرطوم لاتخاذ موقف بشأن عدوان غزة.
وقرر الاجتماع "تحريك الشعوب الاسلامية ضد إسرائيل على المستويين الداخلي والخارجي عبر استنفار شرائح المجتمع لتنظيم مسيرات كل يوم جمعة، وأثناء العطلات الرسمية، تحاصر مقرات السفارات العربية والغربية المساندة للعدوان الصهيوني على غزة".
"
طالب البرلمان السوداني مصر بفتح معبر رفح وشدّد على ضرورة ممارسة الضغوط لإيقاف العدوان الاسرائيلي وتقديم قادة العدو إلى العدالة
"
وأهاب المجتمعون، في بيان، بالمواطنين المشاركة لتأكيد رفضهم للمجازر الإنسانية وقتل الابرياء في القطاع. وطالب البرلمان السوداني بتفعيل "هيئة الدفاع عن العقيدة والوطن" للتمكّن من المشاركة في الجهاد في فلسطين. ووجه البيان المستشفيات في الخرطوم باستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين. كما طالب البيان مصر بفتح معبر رفح وشدد على ضرورة ممارسة الضغوط لإيقاف العدوان الاسرائيلي وتقديم قادة العدو إلى العدالة.
وكشف رئيس البرلمان السوداني، الفاتح عز الدين، عن مخاطبة الخرطوم للحكومة المصرية خلال اجتماع "منظمة التعاون الإسلامي" في إيران أخيراً، لفتح معبر رفح لتمرير المساعدات الانسانية عبر القطاع. وانتقد "السبات العميق وسط العرب تجاه مجازر غزة". وأكد أن "الخروج الاوروبي الرافض للعدوان الاسرائيلي أكبر من العربي والإسلامي". من جهته، دعا اتحاد المحامين السودانيين لتحريك الموقف القانوني وتجريم إسرائيل كدولة حرب وإبادة جماعية.

 (شارك في التغطية: منير الماوري، منى السعيد، علوية مختار)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نيويورك تايمز: بوتين من الانزلاق من رجل دولة إلى طاغية !

ريتا محمود درويش هل هي تمارا بن عامي أم تانيا رينهارت ؟ The Beloved Jewish

الحراكات والإسلاميين ينظمون مسيرة اصلاحية كبرى عشية الإنتخابات